بسم الله الرّحمن الرّحيم
" الدّيمقراطية عند العرب "
ما إن شعَّ الإسلام من بطحاء مكة على شبه جزيرة العرب ، وغيَّر الكثير من المبادئ والقيم والمفاهيم الّتي كانت سائدة في مجتمع ما قبل الإسلام ، حتّى وجد العرب أنفسهم في موقف صعب ، لأنّ التّغيير الجليل الّذي اضطلع به الإسلام في حياة الأمة العربية آنذاك كان له تأثير واضح في هذا الموقف ، فما كان للنَّبي الهاشمي أن يرغمهم على استبدال دين آبائهم وأجدادهم ، وبينهم أعمامه وعشيرته وقد شبّوا على الاشتراكية وهم سلالة إبراهيم الّذي لم يستأثر بطلب الغفران من المولى لنفسه ، بل طلبه لوالديه وللمؤمنين ، حيث قال : } رَبَّنَا اغْفِرْ لِيْ وَلِوَالِدَيّ ولِلْمُؤْمِنِينَ { ( [1] ) .
ومنهم الشّعراء الّذين لا يفتخرون بأنفسهم ، بل يذكرون قومهم في مقام الفخر ، يقول الزّبرقان بن بدر ( [2] ) .
نحن الكـرام فلا حيّ يعادلنـا منا الملوك وفينـا يقسم الرّبع
ونحن نطعم عند القحط مطعمنا من الشّواء إذا لم يؤنس القزع
افتخر الشّاعر بكرم قومه في وقت الشّدة والقحط ، وهذا شاعر آخر يفتخر بقومه ومالهم من المواقف الشّجاعة ، والبطولات النادرة ، إنّه أمية بن الصّلت ، يقول ( [1] ) :
نسير بمعشر قومـاً لقوم وندخل دار قوم آخرينـا
وإنّا لشاربون الماء صفوا ويشرب غيرنا كدراً وطينا
وعمرو بن كلثوم يحذّر الأعداء بقوله ( [2] ) :
ألا لا يجهلن أحد علينا فنجهل فوق جهل الجاهلينا
[1] - أمية بن الصلت ، حياته وشعره ، ص 86 .
[2] - ديوان عمر بن كلثوم ، ص 62 .
[1]- سورة إبراهيم : من الآية 41 .
[2] - ابن هشام : السيرة النبوية 4/ 129 .
2010-07-13, 07:43
