عبدالحكيم ال سنبل عضو شرف
البلد : عراقي / مهاجر في ارض الله عدد المساهمات : 200 نقاط : 548 تاريخ التسجيل : 06/01/2013 المهنة : طبيب قطاع خاص
| موضوع: البـــــــبغـــــــــــــــــــــــــاوان 2014-03-30, 09:26 | |
| حكاية : الببغــــاوان في أحد صباحات يوم جمعة ألح الصبي ذو السنوات الخمس على أبيه ليصحبه معه الى السوق , وافق الأب و أخذ بيد أبنه وهما يتجولان في أنحاء السوق و في ناحية منه خصصت لبيع الطيور , شاهد الأبن طيور أليفة و أقفاص طيور وفيها من الطيور من شتى الانواع , بلابل , حمام , عصافير , طيور زينة , ببغاوات ... , وظل الصبي يرقب الطيور بذهول , و وقف قبالة قفص فيه ببغاوان , ولما أراد الأب المغادرة حرن الولد في مكانه , و ظل يردد : بابا أريد هذا وهو يشير الى قفص الببغاوين , وبين إغراءات بائع الطيور وما أضفاه من ميزات و أوصاف زادت من رغبة و إلحاح الصغير , أضطر الأب أن يشتري الببغاوين بعد أن كادت تخلو محفظته من الأوراق النقدية , عاد الصبي بالببغاوين الى البيت على أجنحة المسرة والفرح الغامر , و وضع القفص في ناحية من الدار بحيث يراه في كل غدوة و روحة , وظل قريبا من القفص حتى كاد ان يحتضنه , وعيناه تلاحق الطيرين وهما يتقافزان و يأكلان بشراهة ما ألقاه الصبي من حبوب و مكسرات من فستق و بندق كما أوصاه البائع , و لما كفا عن الطعام أخذا يتقاتلان بمنقارهما و مخالبهما و أجنحتهما و تطايرت بضع ريشات هنا و هناك , فصرخ الصبي فيهما , فتوقفا عن العراك لبرهة و كل منهما ينطق بكلمات يكررها بلا توقف فصرخ فيهما ان كفا , وهنا أتت الأم لترى ما سبب كل هذه الضجة و الأصوات و صرخات الصغير , فقالت للصغير ما هذه الضجة يا ولد , فأجابها : ماما انهما يتقاتلان وأحدهما يسب و يلعن ألآخر مثل فلان و فلان من أولاد الحي , فأنصتت باهتمام الى كلمات الببغاوين بدهشة و تعجب فكل منهم يسب الآخر بكلمات سب ولعن مقذع يكرراها دون توقف , ذهبت مسرعة الى زوجها وهو في قيلولته بعد عودته من صلاة الجمعة و تناوله غداءا متميزا , و الذي حضر متكاسلا تدفعه رغبة الفضول ليرى ما هذا الأمر العجيب ولما تحقق مما جرى و يجري , وقف يحك أم رأسه لبضع دقائق ثم وكأنه يخاطب الببغاوين وهو ينكت بسبابته قائلا : لعنة الله على من علمكما هذه الكلمات الشائنة ايها الببغاوان الأحمقان , ثم أمر الصغير أن يجلب قفص طيور عتيق خلف البيت فما لبث الصغير ان عاد به على عجل , فتح الأب القفص و أخرج أحد الببغاوين وألقاه في القفص الآخر بشدة , ورفع القفص و دعا الصغير ان يضعه في مكان قصي من الدار , وأمره ان يحرمهما من الطعام و الشراب ليوم كامل , ولا يلقي لهما الا بيسير الطعام وبعد أن يلقنهما كلمات – لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين – وبعد بضع أيام , تعلما الكلمات الجديدة , وزادت كمية الطعام الملقى لهما , و تقارب قفصاهما , وما يزال الصغير يسأل أباه بإشفاق متى يعيدهما الى قفصهما المشترك . ـــــــــــــــــــــــــــــــــ عبدالحكيم آل سنبل 28/3/2014 |
|