منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
تسجيلك في هذا المنتدى يأخذ منك لحظات ولكنه يعطيك امتيازات خاصة كالنسخ والتحميل والتعليق
وإضافة موضوع جديد والتخاطب مع الأعضاء ومناقشتهم
فإن لم تكن مسجلا من قبل فيرجى التسجيل، وإن كنت قد سجّلت فتفضّل
بإدخال اسم العضوية

يمكنك الدخول باستخدام حسابك في الفيس بوك



ستحتاج إلى تفعيل حسابك من بريدك الإلكتروني بعد تسجيلك هنا
التسجيل بالأسماء الحقيقية ثنائية أو ثلاثية وباللغة العربيّة فقط
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
تسجيلك في هذا المنتدى يأخذ منك لحظات ولكنه يعطيك امتيازات خاصة كالنسخ والتحميل والتعليق
وإضافة موضوع جديد والتخاطب مع الأعضاء ومناقشتهم
فإن لم تكن مسجلا من قبل فيرجى التسجيل، وإن كنت قد سجّلت فتفضّل
بإدخال اسم العضوية

يمكنك الدخول باستخدام حسابك في الفيس بوك



ستحتاج إلى تفعيل حسابك من بريدك الإلكتروني بعد تسجيلك هنا
التسجيل بالأسماء الحقيقية ثنائية أو ثلاثية وباللغة العربيّة فقط
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين

تهتم بـ الفلسفة والثقافة والإبداع والفكر والنقد واللغة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
تعلن إدارة المنتديات عن تعيين الأستاذ بلال موقاي نائباً للمدير .... نبارك له هذه الترقية ونرجو من الله أن يوفقه ويعينه على أعبائه الجديدة وهو أهل لها إن شاء الله تعالى
للاطلاع على فهرس الموقع اضغط على منتديات تخاطب ثم انزل أسفله
» هات يدك لسانيات الخطاب I_icon_minitime2023-12-13, 15:27 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» بين «بياجيه» و «تشومسكي» مقـاربة حـول كيفيـة اكتسـاب اللغـةلسانيات الخطاب I_icon_minitime2023-12-03, 20:02 من طرف سدار محمد عابد» نشيد الفجرلسانيات الخطاب I_icon_minitime2023-11-30, 14:48 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» الرذ والديناصورلسانيات الخطاب I_icon_minitime2023-11-02, 18:04 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سلاما على غزةلسانيات الخطاب I_icon_minitime2023-11-01, 18:42 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سلاما على غزةلسانيات الخطاب I_icon_minitime2023-11-01, 18:40 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» شهد الخلودلسانيات الخطاب I_icon_minitime2023-11-01, 18:35 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تهجيرلسانيات الخطاب I_icon_minitime2023-11-01, 18:23 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تقرير من غزة لسانيات الخطاب I_icon_minitime2023-11-01, 18:18 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» القدس لنالسانيات الخطاب I_icon_minitime2023-11-01, 17:51 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» يوم في غزة لسانيات الخطاب I_icon_minitime2023-11-01, 17:45 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» شعب عجبلسانيات الخطاب I_icon_minitime2023-11-01, 17:41 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سمكة تحت التخديرلسانيات الخطاب I_icon_minitime2023-10-07, 15:34 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تجربة حبلسانيات الخطاب I_icon_minitime2023-09-16, 23:25 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» زلزال و اعصارلسانيات الخطاب I_icon_minitime2023-09-14, 05:44 من طرف عبدالحكيم ال سنبل

شاطر
 

 لسانيات الخطاب

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بن عزيزة بختة
عضو شرف
عضو شرف
بن عزيزة بختة

القيمة الأصلية

البلد :
الجزائر (سعيدة)

عدد المساهمات :
193

نقاط :
419

تاريخ التسجيل :
17/12/2012

الموقع :
dahmanis18@yahoo.com

المهنة :
طالبة ماستر


لسانيات الخطاب Empty
مُساهمةموضوع: لسانيات الخطاب   لسانيات الخطاب I_icon_minitime2013-09-24, 19:11

نظرية التكلم
لسانيات الخطاب وخطاب اللسانيات
أنطوان كوليولي
ترجمة زهور جوتي
عندما طلب مني أندري جاكوب تحرير مقال مختصر بمجلد مخصص للكلام الإنساني، دعوته في المقابل، أن يحدد لي موضوعا حتى أرغم على التأمل في قضية لم تكن ضمن إشكاليتي ومند تلك اللحظة التي قدم لي فيها المحتوى الظاهر في أعلى النص لم تقل حيرتي للأني وجدت نفسي محاصرا بالقواعد نفسها التي التمستها لبعض الأسئلة الفجائية.
يتعلق السؤال الأول بموضوع اللسانيات نفسه، وها نحن مدفوعون لتمييز اللسانيات كمعرفة علمية عن اللسانيات المؤسساتية، كلتاهما تعرفان علاقات تعايش مع حفاظ كل واحدة منهما على استقلاليتها إلى حد ما، ولكن هذين النشاطين العلمي والمؤسساتي ليست لهما قواعد الوضوح نفسها، ولا ينموان بطريقة متوازية بالضرورة.
تخضع اللسانيات المؤسساتية تدريجيا لقوانين السوق سواء تعلق الأمر بتحديد أهدافها وتكوين مكانة متميزة لها؛ إذ تبني أسلوبا يتسم بالمصداقية وتنظيم البحث (الفردي، المتفق عليه، الجمعي) وفي الوقت نفسه تعيش داخل الدائرة الجامعية والتي منها تستقي قواعدها، ومعاييرها ومنافذها. ينتج عن هذا حاجة قديمة بالتأكيد لكنها جديدة بالنسبة إلى اللسانيين، هذه الحاجة هي الغزو الشبه تجاري للاعتمادات والمنح والعقود والكتب الموجزة وكلها بنفس مواقف القوة والنفوذ، وهكذا تولدت وضعية حرجة للنقاش النظري لأن الحجج فيه ملتوية، ولأن نزاعات المساومة تؤدي إلى خطاب معتدل وحذر يخفي الشظايا والتوترات خصوصا في بلد مثل فرنسا حيث تحل المشاكل في بعض اللجان المجهولة الاسم.
تتشكل إذن، طائفة مشتتة في شكل فرق مختلفة حسب التقاربات والأهداف والممارسات وحسب الأحزاب كذلك والتي تشعر في حدودها بالضغط الذي يهددها من أولئك الذين هم في الخارج، أولئك الذين يعسكرون عند الحدود وهم حسب الحالة بالنسبة لبعض لسانيي المجال المنظرون وأمثالهم من الشكلانيين ويالنسبة للبعض الآخر سيكونون هم السيميولوجيون والإعلاميون أو اختصاصيو الذكاء الاصطناعي.
صحيح أن اللسانيات لا تنتهي من تحديد خصوصيته، هذه الخصوصية التي تتخلل أو تغير مكانها لتتكون من جديد في مكان آخر حسب الظروف وهي بمثابة تبعية مجازية بالنسبة لقانون البيولوجيا أو الفيزيائي وعلاقات غامضة مع علم النفس أو المنطق واستقلالية متعالية بالنسبة لجزء من اللسانيات البنيوية، وشغف ساذج اتجاه جهاز رياضي Appareil mathématique معين أو اتجاه فلسفة اللغة. إنها مجرد انخداعات غير واعية حيث سيستفيد عالم النفس- ولوقت ما- من نموذج اللساني المتميز بالدقة في حين سيتزود هذا الأخير في وقت لاحق بحساب المسندات[1] و"لمبدأ" الحساب[2] أو نحو مونتاج grammaire de Montague من المتجه المجاور بعد التبعية والحمائية[3] .أتت الهيمنة في الوقت الذي أعلنا فيه أن اللسانيات كانت العلم الرائد بين العلوم الإنسانية(
ها نحن أمام شعار "دعه يفعل دعه يمر"[4] والذي يعاد فيه رسم الخرائط باسم البراهين النظرية بما سميناه قوانين السوق، وهكذا ستتولد مجالات جديدة كاللسانيات الاجتماعية والتي تقف ضد التماثل الخاطئ )متكلم-مستمع( وحرية حياة المتكلم اللامبالي اجتماعيا والشفاف نفسيا والذي ينكر حتى فكرة أن تكون لغة ما متجانسة أو كونا ما برهانيا، هذا الكون الذي لا يمنح نفسه معايير من الاستواء ولكن هذه اللغة منبثقة كذلك من التخطيط اللساني ومن ضغط المؤسسات البيداغوجية المتمثلة في التداولية ولسانيات أفعال الكلام الإنساني واللسانيات النصية ولسانيات الخطاب.أن نهتم بالأشكال البرهانية وبالعلاقة بين الفاعلين والإديولوجيا وبالتحليل الأدبي وبالركائز النظرية وبالحوار بين الإنسان والآلة أو بالحجاج القانوني، فنحن نجد الهدف نفسه من دراسة كل ما يدخل في نظام الكلام الإنساني وباختصار من توسيع اللسانيات إلى درجة خلطها بما هو كلامي.
بالنظر إلى هذا عن قرب، تتسرب اختلاطات خطيرة من هذه الطريقة المتفجرة حيث يحصل كل واحد على كلام إنساني بمقدار أهدافه.
ومن هنا يطرح السؤال التالي : هل اللسانيات هي علم الكلام الإنساني؟ إذا ما استثنينا"فيرديناند دوسوسور"، سنفاجأ بأن الجواب غالبا ما يكون إيجابيا حتى وإن وجد عند بعض الكتاب تردد فيما يخص العلاقة بين الكلام الإنساني واللغات. نحن مدفوعون إذن، إلى توسيع تقنيات التحليل المتعلقة بخصوصيات تصنيفية للغات إلى مجالات أخرى للنشاط الكلامي كما لو أن الظواهر كانت متجانسة وذات حامل واحد وكما لو أن دراسة اللغات ترجع إلى التحليل التوزيعي للمكونات بطريقة معكوسة.
ما من لساني (مزود بمعطيات التقدم العلمي المذهل) إلا ويتبنى المنطق التالي : لقد تأكدت اللسانيات من دراسة الوحدات المميزة مع علم الصوتيات (الفونولوجيا)[5] بالدرجة الأولى، ثم اهتمت بالجملة لتهتم بفئات الجمل مع النحو التحويلي Grammaire transformationnelle. يجب علينا الآن –وقد تأكد هذا- تجاوز الجملة لنجد أنفسنا بسهولة في مجال الخطاب عن طريق المقطع أولا وتسلسل المقاطع ثانيا حيث توجد دراسة تصنيفية للخطابات حسب أشكال التسلسل وقواعد الوضوح، وحتى لا نخطئ بهذا الصدد : فموضوع التساؤل هنا لا يتعلق بشرعية هذه الدراسات –سواء تعلق بالحجاج أو الحكايات في الثقافات ذات التقليد الشفوي -وسنقتصر هنا على هذين المثلين- فإن النقد يتعلق بالاتساع الغير المناسب للتقنيات دون حذر نظري كما لو أن المعطيات كانت قابلة للتبادل فيما بينها (انظر الهامش).
صحيح أن كل شيء يمر لبعض الباحثين كما لو أنه يمكننا تناول موضوع كلي وهو الكلام الإنساني وأن كل واحد منا لا يعالج إلا جزئا من هذا الكل في ممارسته، بصيغة أخرى فمقابل بناء نظري واضح نفضل في كثير من الحالات مشروعا لا يمنح لنفسه وسائل بمثل هذا الطموح (حتى وإن أراد ذلك فلن يستطيع)، إذا كان الكلام الإنساني هو موضوع البحث اللساني بالذات، فإننا تسرعنا بالقفز فوق اللغات لمعرفة الخلط المألوف ضمن لغة ما أو بالأحرى ضمن بعض اللغات والكلام الإنساني متبوعا بالنحو الكوني، أو نذهب إلى إعطاء الامتياز لعلاقة ما مع معرفة ملحقة حسب مصالحنا الخاصة. نعيد البحث إذن، عن طمأنينة وهمية كما هي العادة أثناء التسمية مجدد مثل ما هو الحال في لفظة علوم الكلام، وهي تسمية جديدة تماما حيث يعلن الجمع عن تعددية خصبة وخارقة. ومن الآن فصاعدا يمكن للسانيات أن تنساب في علوم اللغة دون أن تطرح (في الظاهر على الأقل ) مشكلة التمفصل بين هذه العلوم، ما تستفيده اللسانيات المؤسساتية هو معانقتها لمجال واسع جدا، ويجب على الجميع أن يكون مرتاحا منذ الوهلة الأولى، حيث ستكون هناك بالطبع زاوية للنشاط الحر للمتكلمين وزاوية أخرى للقاعدة الاجتماعية للفاعلين وزاوية ثالثة لنفسيتهم إلى آخره... في حين أن نقطة التقاء المناهج ستتموضع في نقطة الهروب هاته وهي الكلام الإنساني حيث تتمفصل هذه العلوم بمعجزة... ولكن لن نعرف كيف نعيد إغلاق هذا الباب من جديد ولا كيف سنتصور علما للغة والذي سوف تساهم فيه مختلف العلوم لأنه سينبثق سؤال آخر من جديد وهو كالتالي :
ما الذي يضمن لنا تجانس هذا المجال؟ وكيف نحدد خصوصيته؟ سنسلم إذن، بأن اللغة ليست ملكا لعالم اللسانيات وأن النشاط البرهاني ليس مجالا للدراسة الذي تعطى فيه الأولوية والامتياز لهذا الأخير نظرا لتوفره على قدرات تقنية أو نظرية. فعالم المنطق وعالم النفس والاثنولوجي وعالم التاريخ والمختص في التحليل الأدبي والاختصاصي في مجال التوثيق-وقد اقتصرنا على بعض الأمثلة فقط -كل هؤلاء يواجهون أشكالا متنوعة من النشاط اللغوي وهم مدفعون إلى الاشتغال على معطيات نصية غير أن وجه الاختلاف يتمثل في أنواع المعطيات وشروط الملاحظة وفي طرق المعالجة وقواعد التمثل ووضوح الاستدلالات التي ننجزها انطلاقا من هذه التمثلات.
هكذا، لن نخلط بين النصوص المنتجة والمفهومة من طرف المتكلمين في مناسبات يومية، وما يمكن أن نسميه بالميتا-نصوص (مثل الكتب المدرسية ونصوص المناطقة أو المختصين في مجال الذكاء الاصطناعي) : ونحن لا نقابل هنا ما هو طبيعي وتلقائي بما هو مصنوع، ولكن نؤسس التمييز على الخصائص الداخلية للميتا- نصوص من جهة وللملفوظات من جهة أخرى. وبطبيعة الحال، ليس هناك حرج في صناعة ومعالجة مثل هذه الميتا-نصوص وعلى كل حال، فإن مثل هذه الدراسة تسمح بإبراز خصائص هامة، لكن وضع معطيات غير متجانسة في نفس المستوى ونعتها جميعا بنفس الصفة، وهي صفة"لسانية"يعتبر أمرا وخيم العواقب. والحال أننا في حالة الميتا-نصوص، ندمج عادة شروطا مقيدة للأشخاص وللأشكال وللقيم valeurs aspectuelles وللتعريف، وباختصار، فإننا نزيل عددا محددا من السمات المميزة للملفوظات المنتجة والمؤولة من طرف فاعلين متكلمين في أوضاع خاصة وضمن لغة معينة.
وهناك مجال آخر، يبدو فيه التجريب (بمعنى إعادة الإنتاج) عسيرا أو على الأقل من طراز آخر : وأتحدث في هذه الحالة عن المتن المقيد. فالمتن هنا لا يمكن توسيعه أو تحويله. وغالبا ما تبرز هاته الحالة عندما لا يسجل الباحث سوى الحد الأدنى من المعلومات على الساحة، أو عندما نلاحظ مريضا عقليا ولا نستطيع تغيير خطابه بواسطة تدخلاتنا المتكررة. وتطرح لغة الطفل مشاكل من نوع آخر، لكن المتن هنا يظل مقيدا على الدوام تقريبا : فخطاب الشخص لا يخضع لدعوة المجرب المقنعة مهما بلغت مهارة هذا الأخير. وينطبق الشيء نفسه على النص الأدبي حيث إن التجارب الوحيدة الممكنة تنصب على المحاكاة أو على القراءة إضافة إلى التحليل الفيلولوجي للمخطوطات والمسودات.
إن الإكثار من هذه الاعتبارات سيصبح مملا خصوصا وأن هذه الأخيرة ترجع جميعها إلى قضية أساسية وهي : أنه لا يوجد علم للغة فحسب ولا حتى مجموعة يمكن تسميتها بعلوم اللغة فضلا عن ذلك ولكن يمكننا التأكيد عل أن اللغة لا تشكل موضوعا متجانسا يمكنه من خلال معطيات غير متجانسة تجمعها نقطة واحدة مشتركة، وهي كونها معطيات نصية (صوتية أو خطية) وكأنه من الممكن أن توجد معطيات مباشرة نظرية للملحوظات.
يجب علينا إذن، إما إلقاء اللغة خارج حدود اللسانيات وإما إدراج خاصية مميزة لهذا الحقل، حتى لا نفرق في الخلط النظري والمنهجي للخطابات المتنافرة، سنسلم إذن، بأن الموضوع الخاص للسانيات هو الكلام الإنساني المتناول عبر تنوع اللغات. لنرسم بشكل تخطيطي حجتنا : إننا لا نلاحظ الكلام الإنساني إلا من خلال متواليات نصية، وتتوفر هاته المتواليات على شكل بالمعنى المزدوج للكلمة : فمن جهة يبرز الملاحظ حالات منتظمة لوحدات بسيطة (فونيمات، مورفيمات، وحدات معجمية الخ...) وهنا تبرز الخصائص التوزيعية، أي مجموعة من الخصائص القابلة للتصنيف بين ألفاظ بسيطة.
ومن جهة أخرى تواجهنا ألفاظ معقدة وهي متتاليات خطية أو صوتية منتجة ومفهومة من طرف متكلمين، يمكننا تسميتها بالملفوظات، والملفوظ ليس مجرد حالة مادية لكنه أيضا بناء نظري يمكن تعريفه كتنسيق لعلاماتAgencement de marqueurs (أي آثار لعمليات) تم كشف موقعه بالنسبة لنسق معقد من الإحداثيات التلفيظية.
فالمتلفظ الأول Enonciateur يبني الملفوظ أي أنه يحدد تنسيقا للعلامات بحيث أن المخاطب Co-énonciateur يرتب نسقه في تحديد وضع العلامة بفضل الملفوظ (من بين علامات أخرى) ويعيد بناء العمليات التي يقدم النص أثرها، هكذا فإننا لا نعمل على علاقة مباشرة وناجحة دوما بين نص ومرجع ما، وبتعبير آخر، فإن الملفوظات لا تنقل مضمونا دلاليا بل تسمح ببناء قيم مرجعية.
نلاحظ إذن، أن :
1- الجملة لا تتوفر هنا على أية وضعية امتيازية، فقواعد التكوين التلفظي الجيد لا تتفق بالضرورة مع قواعد التكوين الجيد للجملة، ولا يوجد أي مبرر قبلي يحدد الملفوظ بالارتكاز على قواعد الجملة.
2- تشكيل ملفوظ ما يشرك علاقة بين المفاهيم وخطاطة لعلاقة إسناديةRelation prédicative وتوجه نحو العلاقة ومجموعة من عمليات الاكتشاف التلفظي[6] repérage énonciatif والحال أن المفاهيم هي انساق معقدة من التمثيلات المؤسسة على مجموعة مبنية من الخصائص الفيزيقية والثقافية، كما يمكننا أن نميز من بين العمليات التلفظية، تلك التي تنتج قيما صيغية والتي تشكل علاقات مبنية بشكل مسبق والتي تضمن لعبة التحاور، وهنا أيضا نرى بأن اللسانيات الخاصة بالملفوظات تمهد لتمفصل ضروري مع الانتربولوجيا وعلم النفس أو المنطق البرهاني، وسنفتصر على هذه المجالات لكن دون أن نشوش على معايير وضوحها.
3-أن كل ملفوظ كما نرى يتميز بشكله مادام الملفوظ يتحدد كتنسيق لعلامات، وسيفهم القارئ بدون عناء بأن الأمر لا يتعلق هنا بمرفولوجية أجزاء الخطاب أو بلعبة لصائق مقرونة بقيمة ما. فمفهوم الشكل يحيل إلى العمليات التي يشكل تنسيق العلامات أثرها : ونحن نجده في نفس الآن عندما ندرس صنف التشويهات التي تربط ملفوظا ما بالأفراد الآخرين لصنف التكافؤ داخل لغة محددة وأيضا عندما ندرس شكل الملفوظات المتكافئة ضمن لغات مختلفة.
هكذا فإن هدف اللسانيات سيكون هو دراسة أصناف الأشكال أي عمليات معممة[7] في التحليل الأخير تسمح إذن، بالربط بين الكلام الإنساني واللغات دون السقوط في نوع من الاختزال أو في النحو الكونيgrammaire universelle لكن للقيام بذلك يجب علينا بناء نظام ميتا-لساني من التمثلات إذا ما أردنا انجاز نظرية رافضة تكون-حسب المسار الكلاسيكي-خاضعة للتحقق الامبريقي ولمعايير الوضوح الشكلي. ويبقى علينا ألا نخلط بين أنظمة التمثل أي بين اللغوي واللساني والميتا-لساني وبهذا المعنى، فإن كل خطاب لساني هو خطاب ميتا-لساني[8].
فلعالم اللسانيات مطالب إذن بتعلم كيفية بناء خطاب نظري وصياغة المشاكل وإنجاز أنماط من الاستدلالات.
إن وفرة اللسانيات النصية والبرهانية ستذكر اللساني، -لفترة معنية-بأنه لا يستطيع أن يستأثر بموضوع ملائم له، موضوع محدود أو شاسع حسب الملابسات، وستجبره على تحديد مجاله وممارسته بصرامة.
إن تعويض لسانيات الجملة بلسانيات الملفوظات، والمرور من لسانيات الحالات والتصنيفات إلى لسانيات العمليات وبناء قواعد صورية لخطاب مبرهن عليه حول التمثلات الميتا-لسانية، تلك بعض الأهداف التي تقترحها اللسانيات النظرية من بين الطرق الممكنة.
وبين المقتضيات العلمية للوضوح وانحراف المؤسسات يرتسم مستقبل غير واضح المعالم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هامش :
نلاحظ إلى أي درجة أن لفظة خطاب قابلة للتبدل في استعمالاتها ومائلة في اتجاهات متباينة، وهكذا فلفظة خطاب عند G. Guillaume تعوض الكلام الفردي Parole عند سوسور. المفهوم Notion والكلام الفردي أضرا باللسانيات بحيث الصيغة السوسورية المشهورة : كلام إنساني=لغة معينة Langue + كلام فردي Parole تفترض ضمنيا العلاقة : تكلم=خطاب، كلام فردي=خطاب يمكنها بالتالي أن تكتب : كلام إنساني= لغة+ كلام فردي=(خطاب).
فلفظة كلام فردي Parole تقصى هنا من تلقاء نفسها لأنها-عادة-مقبولة (ضد فرضية تقوض بالداخل الفرضية الأولى التي تكون جزءا منها) يمكننا القول بطريقة أخرى أنه بواسطة الكلام الفردي وبواسطة كل أنواع الدوال الأخرى أو بالحركة أو بالكتابة، فكلمة كلام فردي تصير مقصية هنا وتظل المعادلة هي :
كلام إنساني = لغة + خطاب.
هذه الصيغة السوسورية المحدثة والمتجاوزة بدقة الصيغة السوسورية الأصلية هي وحدها المعترف بها داخل تعليمنا
langue et science du langage Paris 1964 page : 28
نعرف التمييز الذي أقامه إيميل بينفينيست بين "مستويين مختلفين للتلفظ وهما مستوى التاريخ ومستوى الخطاب" Problèmes de linguistique générale p : 238
يجب أن يفهم الخطاب في أوسع امتداده: على أن كل تلفظénonciation يفترض متكلما ومستمعا، وتوجد عند الأول نية التأثير على الآخر بشكل ما، إنه أولا اختلاف لكل الخطابات الشفاهية من كل نوع ومن كل مستوى، من التحاور المبتذل إلى الخطاب المنمق الأكثر جمالية، لكنه أيضا كتلة الكتابات التي تعيد إنتاج الخطابات الشفاهية أو التي تستفيد منها الحيلة والغايات : مراسلات، مذكرات، مسرح، مؤلفات تعليمية وباختصار كل الأجناس حيث يتوجه إلى آخر يعرض فكرته كمتكلم وينظم ما يقوله في مقولة المتكلم (نفس المرجع ص 241- 242) من ناحية أخرى عرف T.S Harris الخطاب بأنه كلام مترابط أو كتابة وقد كتب في مقال له سنة 1952.
T.S Harris, papers in discourse analysis structural and tranformational linguistics, 1970
"يمكن أن نقرب في تحليل الخطاب من خلال نوعين من المشاكل هما في النهاية مرتبطان. الأول هو أن اللسانيات الوصفية متواصلة إلى ما وراء حدود الجملة الواحدة كل مرة، أما المشكل الثاني فهو مسألة ربط اللغة بالثقافة (أي ما هو غير لساني واللسانيات السلوكية)، يطرح المشكل الأول لأن اللسانيات الوصفية عامة تقف عند حدود الجملة وهذا ليس ناشئا عن أي قرار مسبق، إن تقنيات اللسانيات كانت مبنية لدراسة أي جزء من الخطاب مهما كلن طوله ولكن في كل لغة أثبت في النهاية أنه تقريب كل النتائج تمكن في امتداد هذا الجزء الصغير الذي يمكن أن نسميه جملة" ص 313-314.
حول دراسة الخطاب في اللغات ذات التقليد الشفاهي يمكننا الرجوع إلى :
De Robert E. langacre, hiearchy and university of discourse constituent, in New Guinea.
Language: discussion (George Town, 1972)
حول النشاط البرهاني عموما، خارج الحقل اللساني، أشير حسب الترتيب الزمني إلى :
Recherche sur le discours et l’argumentation ; sous la direction de J. B Grise (neuchatel, 1974)
L’argumentation, essai d’une logique discursive, par George Vigneaux, Paris, 1976 et le mauvais outil, langue, sujet et discours de Paul henry, Paris 1977
كما سنلاحظ بكل سهولة، فلفظة خطاب تحيل على كل النشاط الكلامي المحلل بواسطة إجراءات وبأهداف دون وحدة نظرية.


[1]- حساب المسندات المسند هنا هو الفعل Prédicat.
[2]- لا مبدأ الحساب La …… calcul حرف اللام( الحرف الحادي عشر في الأبجدية اليونانية).
[3]- الحمائية مذهب حماية الزراعة أو التجارة أو الصناعية من المنافسة الأجنبية الأجنبية بفرض رسوم جمركية عالية على السلع المستوردة وتحديد الاستيراد وتشجيع التصدير الخ
[4]- دعه يفعل دعه يمرLaisser passe laisser faire شعار البرجوازية المنتحرة التي دعت إلى ليبرالية اقتصادية ضمن حرية الأفراد في الملكية وفي إنتاج الثروات وتوزيعها وحرية التبادل التجاري دون قيد أو شرط.
[5]-هي العلم الذي يدرس الأصوات داخل السلسلة الكلامية للغة ما من وجعة نظر وظيفتها والدور الذي تلعبه داخل هذه اللغة.
[6]- بالنسبة للجانب التقني، فإني أحيل على المقالات المتخصصة في بناء الملفوظات.
[7]- ليس هناك تطابق كلمة لكلمة بين الأشكال والعمليات
[8]- نلاحظ بأن لفظة ميتا – لسانيات تحيا من جهة على صيغ ما ضمن نظام معطى للتمثلات، ومن جهة أخرى على خطاب مولد بواسطة تأويل هاته الصيغ حول العلاقة بين كلمة موضحة (glose) ومجاز جملة / وجه تعبيري (paraphrase) يمكن القارئ الرجوع إلى : considérations sur un programme automatique du langage. (A. culioli et J.P. Descés, linguisticae investigation de c. 1978.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

لسانيات الخطاب

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» تحليل الخطاب من لسانيات الجملة الى لسانيات النص
» في تحليل الخطاب / لسانيات النص
» لسانيات النص وتحليل الخطاب
» لسانيات النص وتحليل الخطاب .. المجلد الأول ..
» من أروقة مؤتمر (لسانيات النَّص وتحليل الخطاب)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين  ::  اللسانيات النظرية :: تحليل الخطاب و لسانيات النص-
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين على موقع حفض الصفحات
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم


لسانيات الخطاب 561574572

فانضموا إليها

Computer Hope
انضم للمعجبين بالمنتدى منذ 28/11/2012
سحابة الكلمات الدلالية
التداولية العربية ننجز محمد ظاهرة الخيام موقاي قواعد على كتاب الخطاب المعاصر العربي بلال النحو اللسانيات اسماعيل مبادئ مجلة اللغة مدخل الأشياء البخاري النص النقد الحذف


حقوق النشر محفوظة لمنتديات تخاطب
المشاركون في منتديات تخاطب وحدهم مسؤولون عن منشوراتهم ولا تتحمل الإدارة ولا المشرفون أي مسؤولية قانونية أوأخلاقية عما ينشر فيها

Powered by phpBB© 2010

©phpBB | انشاء منتدى مع أحلى منتدى | منتدى مجاني للدعم و المساعدة | التبليغ عن محتوى مخالف | ملفات تعريف الارتباط التابعة لجهات خارجية | آخر المواضيع