من شطحات الشعراء
يغالي بعض الشعراء في المدح والذم والوصف حدا قد يخرج الشاعر - ان لم يلتمس له او يُلتمس له عذر - يخرجه عن القيم الدينية و الاجتماعية و يؤاخذ عليه حتى يكاد يشمله قول الله فيهم ( والشعراء يتبعهم الغاوون....وانهم في كل وادي يهيمون ...ويقولون ما لا يفعلون ) ولولا استثنائه تعالى ما تجرأ مسلم او مؤمن لديه تقى على قول الشعر . واليكم بعض الشطحات وخاصة في المدح ابتغاءا للعطايا والهبات .
قال علي بن الجهم في مدح ابي دلف القائد العسكري العباسي , وهذا الشاعر هو صاحب عيون المها بين الرصافة والجسر:
فقال يمدحه:
انت الذي  تنزل الايام منزلــــــها       ------    وتنقل الدهر من حال الى حال
وما مددت مدى الطرف الى احــد      ------    الا قضيت بارزاق وآجـــــــــال
وفي الاندلس خاطب ابن عطية مادحا الامير الموحدي عبد المؤمن :
ونحن من بعض من احييت مكارمهم   -----    كلتا الحالتين من روح ومن بدن
وكذلك قوله:
قد اوجدتهم اياد منك سالفة  ------  والكل لولاك لم يوجد ولم يكن

وفي شعر الصوفيين ان لم يوأول على مصطلحهم وفهمهم ففيه ما يوآخذ عليه قائله وفيه المزالق المهلكة,

كلمة في الشعر الحديث:
 اصبح الرمز والغموض اغطية يتدثر بها الشعراء المعاصرين و المجايلين , ويبقى المعنى في قلب الشاعر كما يقال وكم من سامع فهم غير ما يقصد وكم من ناقد غرب و شرق في المعاني والرموز تحير حتى قائله , وكم من شاعر لا يعرف معنى ما يقول حيث تغويه الكلمات والصور والرموز والمعاني حتى اصبح الشعر غارقا في الغموض والرمزية فاصبح يشبه الشعر المترجم او هذيان الكهان والمحمومين والمهلوسين ولكن البعض لا يعجبه من الشعر الا ماكان هذا وصفه واصبح اهم الشعراء من كان اعصاهم على الفهم والاكثرا خوضا في الرمز و الغموض وقد نجد لهم عذرا في ان الصريح من الشعر قد يجلب  لصاحبه الويل والثبور.