عبدالحكيم ال سنبل عضو شرف
البلد : عراقي / مهاجر في ارض الله عدد المساهمات : 200 نقاط : 548 تاريخ التسجيل : 06/01/2013 المهنة : طبيب قطاع خاص
| موضوع: مســـــــــــــــــــــــــرح الديـــــــــــــــــــــــــــــــــوك/ ماذا يريد الدجاج ؟ 2013-08-25, 21:21 | |
| مســــــرح الديـــــوك ماذا يريد الدجاج ------------- إنهم يصنعون مسرحية لا أدري سواء كانت مأساة تراجيدية أو ملهاة كوميدية البعض يصنعها ليحصل على ذكر و شهرة والبعض ليكسب مالاً بكثرة البعض يظن انه يؤدي رسالة والبعض يصنعها ليعبر عن هوى أو كراهية والبعض يصنعها للإثارة والبعض يريدها حافزاً للتفكير و الاستنارة البعض يريدها ان تميتك ضحكا من التفاهة أو تميتك تقززاً من الحقارة و القذارة والنذالة والبعض يريد ان يبكيك للتعاطف أو انتقاما لكل ما أصابه من الاخفاقات و الرزايا أو يبكيك على جروحك و ندوبك العميقة والبعض يصنعها لأنه لا يجيد عملا آخر في الحقيقة والبعض يصنعها للتجريب وآخر إن درى أم لا فللتخريب و أدهاهم جميعاً من يوظفك ممثلاً فيها و انت لا تدري انك تحت التدريب ويتركك بلا نص تتلعثم و تتخبط في الكلام ومن وراء الستار يشير لك بالإبهام قد أحسنت صنعاً يا غلام وهو يبتسم هازئاً منك ومن حركاتك الخرقاء ومن منظرك المرتبك والمثير يتركك لسخرية الجمهور و فيها وقاحة الشباب و خباثة الشيوخ وسذاجة الاطفال الكل قد وُظِف في اللعبة وصار جزء من المسرحية وحين لا تنال حماسة الحضور يلوذ مخرجها بالفرار لكن بعد ان أودع جيبه ثمن التذاكر ليتركك وحيدا تلتهمك العيون وتصفعك أسواط الاحتقار كلنا ممثلون والحياة مسرحية كديكة في حفلة التحريش على حلبة صراع الديوك ديوك دربت لتقتل أو تُقتل أشربت شهوة القتل والعنف والانتقام علموها أن تصيح عاليا الى أعلى ما تستطيع وان تطير أعلى ما تستطيع وتنقض بسرعة و قوة على الخصوم وتقتل بلا هوادة شحذوا مناقيرها بالمبارد و مخالبها درعت بالنحاس و الحديد دربوها على فقأ العيون وخمش الصدور و كسر الرقاب لأن أرباب الديوك أرادوا الربح وكسب النقود وكل واحد منهم يطمع بالفوز بالرهان وان يصبح سيدا يشار له بالبنان وعندما تنتهي جولة من الاحتراب يجلس أرباب الديكة يحتسون الشراب يمزحون ويقتسمون الرهان فقد انتهى المهرجان وانتهت المسرحية وانتهى موسم القتل وغداً سيبدأ الاعداد لموسم قتل فريد في مكان آخر و زمن جديد ديوك ستدخل الميدان لأول مرة ديوك دربت على الرد السريع والقتل المريع و تبطش بالخصم من أول جولة وما نجى من ديوك في موسم منصرم ستشارك ايضا في السباق ديوك لها خبرة في فنون القتل و احتراف و منظمو المهرجان قالوا أزيدوا الجمهور جنوناً والمراهنين سعاراً وهتافاً و زعيقاً وحماساً والدجاجات ثكالى تركن يذرفن الدموع والفراخ يتامى لا يعلمون ما لقضية ولم الريش يتناثر والدماء و ديوك القتال لا تجيب ولا تعرف الجواب وإذا ابن آوى عوى خنس الجميع متى تعرف الديوك لم تقاتل ومتى يكف الأسياد عن الرهان ومتى يتوقف الجمهور عن التشجيع وحضور المهرجان والمسرحية وان لم يكفوا فالكل شريك في الجريمة و شارك في المسرحية متى تنتهي مواسم القتل متى تتلاشى شهوة الانتقام متى يعود الهدوء للأقنان متى يعيش الدجاج عيشة هنية وان مات فميتة سوية ماذا يريد الدجاج أكثر من حفنة من شعير وبعض أمن وعدل و من الكرامة نزر يسير ما أحلى عيش الدجاج لو كان بلا ديوك تتصارع وبلا قطع للرقاب وبلا بيض يسلبه الأرباب هكذا قال ( كتكوت ) من ذوي الالباب لكننا نحن بنو آدم سبب تعاسة الدجاج و مذنب هو الدجاج منذ ان استؤنست أول دجاجة ورضيت بالقن بيتا وسلبت أول بيضة منها ولم تقاوم واستسلم أول ديك ولم يغضب ولم يثور لذا منذ الخليقة بقت تحمر خجلا أعراف الدجاج فانتظروا قد يتغير الحال يوما اذا ما باض ديك الدجاج بيضة سحرية عندها ينتهي القتال وتنتهي المسرحية ونحن أو الدجاج كلنا ممثلون في مسرحية --------- ملاحظة : الشكر للأمريكي الزنجي ( اليكس هيلي ) مؤلف رواية ( الجذور ) الحاشدة بوصف مباريات صراع الديكة والرهان , حيث انتهى الأمر بسيد المباريات والرابح دوما ( توم ليا) الى الإفلاس والبؤس وحيدا بين أطلال مزرعة مهجورة , باع عبيده وأعار مدرب الديوك عبده (جورج) ليسدد جزءا من ديونه , وأستمر الدجاج بوضع البيض وانتاج أجيال من الديكة المقاتلة في مزارع آخرين , وظهر سادة جدد . لقد ألهمتني هذه الرواية على كتابة هذه القصيدة , كما الهمني ابن المقفع وما قاله على لسان الطير والحيوان في كليلة و دمنة , والتي لا تخفى معانيها على لبيب . عبدالحكيم آل سنبل 25/8/2013
عدل سابقا من قبل عبدالحكيم ال سنبل في 2013-11-19, 22:08 عدل 3 مرات |
|
صالحكو5 عضو فضي.
البلد : السودان عدد المساهمات : 68 نقاط : 138 تاريخ التسجيل : 13/10/2012 الموقع : السودان- القضارف المهنة : معلم
| |