التقليد والتقليدية Tradition and Traditionalism
التقليد Tradition
التقليد في رأي بعض المؤلفين سلوك أو نمط سلوكي يتميز عن العادة custom بأن المجتمع يقبله عمومًا دون دوافع أخرى عدا التمسك بسنن الأسلاف. ويفتقر التقليد إلى قوة الجزاء التي نجدها في العادات الشعبية folkways. ويعين التقليد في ميدان اللغة الاستخدام الاصطلاحي، أي العادة custom أكثر من التقليد Tradition على نحو ما عرفنا هنا.
هذا وقد حبذ بعض المؤلفين التمييز بين التقليد والعادة (الاجتماعية)، على حين رفضه البعض الآخر. فيرى فيكمان Wickman أن التقليد معيارية من (العادة الاجتماعية)، على حين يرى “شبايزر” Speiser – من ناحية أخرى أن الفرق الأساسي بين الإثنين يكمن في قوة التكامل، إذ بينما تستند العادات (الاجتماعية) إلى تأييد القيم الحية عند الشعب، نجد أن التقليد يستند إلى معايير إيديولوجية سالقة. يقول: “ينبغي أن يطلق اسم تقليد Brauch (بالألمانية) على العادات الميتة التي تحولت إلى عادات شكلية بحتة، لم تعد تجد لها مكانًا إطلاقًا في تفكير الرجل الشعبي”. أريد أن أعرف التقليد Brauch بأنه تلك العادة Sitte (بالألمانية) التي فقدت مضمونها، أي تلك التي لم يعد من الممكن التعرف على معناها الأصلي الحقيقي وإنما يمارسها الإنسان لمجرد المحافظة. على أنه ينسب إلى تلك العادة فيما بعد معنى جديدًا يختلف ومعناها الأصلي”. وانطلاقًا من تمييز شبايزر هذا يعلق بوريكارت Peuckert ولا وفر Lauffer قائلين: “إن العادة (الاجتماعية) Sitte دينامية على حين يسير التقليد Brauch على الراقات الشعبية السلبية، أي المتخلقة ثقافيًا. إلخ، معنى هذا أن التقليد هو عادة (اجتماعية) Sitte ميتة، تحولت إلى شكل بحت”. ومن الواضح أن التقليد Tradition يستخدم هنا بمعنى راسب ثقافي.
ومهما يكن من شأن فإنا نجد في الوقت نفسه كثيرًا من المؤلفين الذي يعدون التقليد والعادة شيئًا واحدًا، فيقول هابرلانتدت Haberlandt على سبيل المثال: «تنتمي التقاليد إلى تراث هام فكريًّا في مجتمع يتميز بالمحافظة على الأفعال والعادات»، ولا يرفق ماكنسنّ Mackenson بين «التقليد الشعبي» Volksbrauch و«العادة» Sitte على حين يستخدم فايس Weiss مصطلح «تقليد» Brauch وحده للدلالة على الظواهر التي أوردناها تحت مصطلحي تقليد وعادة، ولاشك أن الفرق بين هذين المصطلحين طفيف للغاية كما يتضح من التعبير القديم Tradition s et coutumes، فيما يتعلق بالفرق بين التقليد والعادة الفردية،
التقليدية Traditionalism
التقليدية هي الاقتصار العاطفي على التراث، أو الاستعداد البشري للولاء للتراث (وخاصة المعتقدات التقليدية)، ويقول فايس Weiss «إن التراث لا يرتبط بالأشياء وإنما بالإيمان بالتراث الذي يمثل صفة روحية خاصة بالإنسان لا يمكن استئصالها، ومن خلال هذا الإيمان بالتراث تكتسب العناصر الثقافية مكانة عناصر التراث الشعبية، ولذلك نطلق عبارة الإيمان بالتراث أو الالتزام بالتراث على ذلك الموقف الروحي الفكري عند الإنسان الذي يعد شيئًا ما أو فعلاً ما أو أي مظهر (أي عنصر تراث) قيمًا، أو سليمًا أو صحيحًا لمجرد أنه ينتمي تقليديًا وأنه متوارث ضمن دائرة معينة (هي دائرة التراث)»، إلا أن درجة التقليدية تختلف اختلافًا بينًا من مجتمع لآخر، وهناك ميل واضح إلى ازدياد التقليدية في جماعات الفلاحين الزراعية عنها في الجماعات الأخرى، التي قد تعتمد أو لا تعتمد على نمط الحياة المستقر القليل المرونة في هذه البيئة، قارن مادتي مجتمع شعبي، ومجتمع ريفي، وغالبًا ولكن ليس دائمًا – ما تكون التقليدية مصحوبة باتجاه سياسي محافظ.
مراجع: Saintyves 1936; Weiss 1946.