نـور ...

وحيدة ....
أمشي بين الثنايا والدروب
ألملم أشتات الزمن الضائع
أبحث عن وطن يأويني
أنا ...
والقصيدة ........
أفتش عن "نور"
لتكون الهدى
فهي المنى
والرفيقة

بحثت عن أشلاء تمزّقت بين أروقة المنفى
يا ليتني كنت ريحا
كنت طوفانا
كنت نارا
يا ليتني كنت رمادا

فتورق من يدي أوراق الشجر
ثمارها تمر وكروم وعنب
وأغصانها جسر يمتدّ إلى الأفق

عشت الحياة الماضية أبحث عن جدار يأويني
وسأحيا الحياة القادمة أبحث عن كون يفنيني
رأيت النور شمسا
تسير في بطء يدمي العيون
ويبكي له الحجر
بحثت عنك يا شمسا.....
يا قمرا........

يا نورا .......
يا ألقا.........
فتشت عنك في الدروب
في الأروقة
فوق الهضاب
وخلف الشجر

سألت عنك الأرض
والطير
والبحر
والوطن

طلبتك من السـماء
من السحاب
من الرعـد
من المـطر
نعم، أنت يا " نور" .... كانت دروبك مقفلة
وجسرك مبتور
وجدار يفصلني عنك مئات السنين

...............وكان حلما ........... أخضر
يمتدّ ليالٍ سبعٍ

رأيتك يا " نور" تبتسمين
وفي يدك اليمنى الورق والقلم
وفي يدك اليسرى طريقي الطويل ....
فعرفت أنّ مكانك القصيدة والكلم
وأنّك جنون بكر لم يفضضه بشر
يا " نور".........
يا لغة تختزل الله والكون و البشر

يا طهرا حاكته الجنة
وتاريخا حبكته العصور القديمة

رأيتك تطوفين بالمدن القديمة
وتلبسين ملابسك القديمة
وتمرحين في حيّنا القديم

رأيتك تعتمرين الحزن
وتتلحّفين بالطيب والعنبر
يداك مغمستان في التراب
وقدماك تنزفان دماء و أفكارا

نصفك الأول مسجدا ونصفك الثاني كنيسة
تتكلمين قرآنا وتقولين إنجيلا

دوّى صراخك : - أنا الوحي
- أنا النبيّ
- أنا الله

أدين بدين الحبّ
فالحب كان البداية
والبداية كانت الكلمة
إيناس مفتاح (من تونس)
طرابلس – ليبيا ، في :
22 / 7 / 2009