منهجية دراسة البلاغة
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ،،، وبعد :
ذكر الشيخ أحمد عمر الحازمي في إحدى دروسه منهجية دراسة البلاغة فارتأيتُ تفريغ ما قال لتعم الفائدة وقد كان - ولله الحمد - وها هي بتصرف يسير جدا - :
"... السلم أن يدرس مائة المعاني والبيان لابن الشحنة لكن بشرح متوسط أو موسع ، ثم يشرع في عقود الجمان للسيوطي إن كان يريد أن يحفظ ألفية ، وإن لم يرد يعتكف على التلخيص ، ويأخذ شرحا أو شرحين ، وثَمّ ما يسمىبشروحات التلخيص مطبوعة مع بعضها البعض ... التفتازاني ... المختصر والمطول ... هذه مع احترامي لأهل العلم وتقديرنا لهم ؛ هذه ليست بلاغة العرب وإنما هي بلاغة العجم . لماذا ؟ لأنهم أرادوا أن يشرحوا البلاغة التي تكون مفتاحا لفهم بلاغة القرآن وتدبر القرآن فإذا بهم قد دمجوا علم البلاغة بما لا يكاد يكون له نظير إلا في علم الأصول بالمنطق والكلام ، فخرج العلم من حيث كونه علما موروثا عن العرب يفهم به دلالات نصوص الوحيين إلى كونه مسلمات ومقدسات يقينية ونظرية وشكل أول وشكل ثاني ... صارت هذه الشروحات كلها تعني بهذه .
لكن التلخيص مع الإيضاح للقزوينينفسه ، لأنه لما ألّف التلخيص قيل له غمض الكتاب ، يعني أن فيه اختصارا يحتاج إلى إيضاح فألف الكتاب الذي هوالإيضاح فجعله كالشرح ، وهذا أنفس شرح للتلخيص وإن لم يكن مشروحا ، عليه حاشية الدسوقي لكنها حاشية إذا أردت أن تطبق وتمارس علم المنطق فعليك بهذه الحاشية للدسوقي ودرستم معي فيما سبق المنطق والشكل الأول والثاني صورهما موجبة ... تطبقها فيحاشية الدسوقي على الإيضاح ، وكذلك تجدها في المطول وغيره لكن الدسوقيعلى جهة التعيين ، وهي ليست ببلاغة العرب بل يكاد الكلام خرج عن لسان العرب وإنما هو لسان أعجمي ولُكنة وكلام فيه شيء من الصعوبة لكنالإيضاح على التلخيص مفيد جدا ، ثم تنكب انكبابا تاما على كتب التفسير ، وكتب التفسير هذا التفسير من العلوم التي طبقت ولم تحترق بعد يعني علم لم ينته بعد وكتب التفسير مشهورة .
إذن السلم هو مائة المعاني والبيان لابن الشحنة ثم عقود الجمان للسيوطي إذا أردت أن تحفظ ألفية ثم تنكب على كتب التفسير وإن لم ترد مائة المعاني والبيان لابن الشحنة فحينئذ نقول الجوهر المكنون وعليه حلية اللب المصون وقد شرحناه وانتهينا منه فيما مضى ، وبعد ذلك تدخل في عقود الجمان للسيوطي ، يعني يكفيك متنان في هذا الفن كله إماالجوهر مع العقود أو التلخيص مع الإيضاحوإما مائة المعاني والبيان مع العقود أوالتلخيص مع الإيضاح ثم بعد ذلك تنتهي وما عدا ذلك كله خلاف وآراء رجال ، يعني الذي صعب الفن أو استصعبه طلاب العلم في الفنون التي هي علوم آلة هو أنهم ينظرون إلى أن كثرة الكتب هذه معناه أنك لن تحيط بالعلم إلا إذا وقفت على جميع المصنفات هذا غلط . لا في النحو ولا في الصرف ولا في البيان . يمكن اختصارها في بضع كتب هذا من جهةضبط الفن ، نعم التأليف - أو المتخصص - لابد من النظر في كثير من المصنفات من أجل التوثيق فحسب ، وأما من أجلإدراك العلم فهذا يكفيك في كل علممختصر ومطول ، ثم بعد ذلك إذا دخلت في صميم المقصود من هذه العلوم لأن هذه العلوم علوم آلة ، يعني لا ينبغي لطالب العلم أن يعتكف عليها أكثر من وقتها ، لها وقت معين فيتجاوزها وتبقى معه ، ليس معنى يتجاوزها يتركها وإنما يتجاوزها وتبقى معه ، فإن أشكل عليه شيء ما حينئذ رجع إلى كتب كل فن ، النحاة في كتبهم والصرفيين في كتبهم وكذلك البيانيين لأنه لابد أن يقع لك إشكال ما في تفسير آية .. كناية .. استعارة .. مصرحة مرشحة .. قد يشكل عليك بعض الشيء فترجع وتبحث ، وأما أنك تأخذ كل كبير وصغير عند دراسة الفن فليس الأمر كذلك لأنك لو بقيت عمرك كله ما انتهيت لو أردت أن تأخذ في علم البيان كل صغير وكبير جميع المصطلحات العامة في الفن والخاصة لكل عالم وما يرد عليه وما يعترض ، إذن ستبقى عشر سنين في علم البيان وستبقى عشر سنين في علم النحو وعشر سنين في علم الصرف ثم إلى القبر ولم تدخل إلى علم المقاصد . لا . هذا لا يصلح وإنما هكذا ستبقى معك إلى ما شاء الله أن تبقى ... "
حفظ الله الشيخ وجزاه الله خيرا
وللعلم فإن دروسه يومية وتنقل على موقعه
وما أكبر المكتبة الصوتية لديه ما شاء الله تبارك الله .