اللغة الإنسانية الأولى
إن مما شغل تفكير الإنسان لغته ، فقد بدأ تفكيره في لغته منذ الحضارات القديمة ؛ فبحث عن أصلها ومنشئها من القرون الغابرة والموغلة في القدم ، فقامت الافتراضات حولها ، وحاول أهلها بتجارب عديدة لكنهم لم يهتدوا إلى رأي يجمعون عليه ؛ فكانت آراؤهم في أغلب الأحيان لا تخرج عن كونها تخمينات مضطربة ، كان ذلك في أقدم العصور ، إذ روي أن أحد ملوك الفراعنة قال إن اللغة المصرية القديمة هي أصل اللغات في العالم ، فأراد أن يبرهن على هذا فأمر بعزل طفلين عن الناس منذ ولادتهما ، وكفل لهما الغذاء والكساء في صمت مطلق ، بحيث لا يسمعان من أحدٍ كلاماً أو ما يشبه الكلام ، وبعد شهور سمعهما ينطقان بأول كلمة مسموعة تتكون من أصوات كالتي ينطق بها الإنسان ، وكانت هذه الكلمة "بكوس " ومعناها الخبز في اللغة الفريجية (1) ، وبهذا اتضح للملك أن اللغة الفريجية أقدم من اللغة المصرية على خلاف ما كان يظن ، إذ كان ظنه أن أول كلمة سينطق بها ستكون من اللغة المصرية القديمة ، وظل هذا التفكير أزماناً يحاول من خلاله الإنسان أن يصل إلى اللغة الأم أو أصل اللغة .
أما مفكرو الإغريق فقد وقع بينهم جدل كبير وانقسموا إلى مذهبين :
الأول : مذهب فيتاغورس وأفلاطون وأتباعهما ، وعندهم أن اللغة نشأت طبيعية ؛ استجابة إلى الفطرة الإنسانية التي تفرض على الإنسان مطالب عقلية ومادية ، ليس بقدور الإنسان الوفاء بها إلا من خلال اللغة .
الثاني : وهو مذهب ديمقراط وأرسطو وأتباعهما . وعند هؤلاء أن اللغة رموز متواضع عليها عند أفراد الجماعة الواحدة ، فهم ضد ما ذهب إليه أفلاطون وتابعوه من أن اللغة كان أساسها فطرياً ، وحجة الرأي الثاني أنه لو كان فطرياً لما اختلفت من جماعة إلى أخرى ، فالأمور الفطرية لا تختلف بين الجماعات مثل الضحك والبكاء والابتسام والمشي وغير هذا من الأمور الفطرية . ( 2)
غير أن هذا الرأي لم يكن أكثر توفيقاً من سابقه ؛ إذ إن الاتفاق والتفاهم على الألفاظ بين الجماعة اللغوية الواحدة يحتاج إلى وسيلة تفاهم على هذا الاتفاق ، ولو وجدت الوسيلة لكانت هي اللغة .
ظل الصراع قائماً والنزاع الجدلي الفكري متواصلاً حول نشأة اللغة ، وتأسست نظريات تتناول هذ النشوء ، ومن هذه النظريات ما يلي :
النظرية التوقيفية
تفيد هذه النظرية أن اللغة الإنسانية واحدة ، وأنها توقيفية _ أي هبة إلهية _ وتستند إلى نصوص دينية ، فمن القرآن الكريم قوله تعالى : (( وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ )) ( 3 ) فقد جاء في تفسير ابن كثير :علمه أسماء ولده إنسانا إنسانا والدواب فقيل هذا الحمار هذا الجمل هذا الفرس وقال الضحاك عن ابن عباس "وعلم آدم الأسماء كلهـا" قال هي هذه الأسماء التي يتعارف بها الناس إنسان ودواب وسماء وأرض وسهل وبحر وخيل وحمار وأشباه ذلك من الأمم وغيرها ( 4 ) ، وفسر بعض العلماء التعلم بأنه " التلقين " ؛ أي أن الله تعالى لقن آدم عليه السلام الأسماء التي يتعارف بها الناس .
وتعرض الإنجيل لقضية الألفاظ ، ونص على أن الكلمة كانت أول ما خلق من الكون ، فاللغة هبة من الله عز وجل أوحى بها إلى آدم أبي البشر ، وبقيت مستعملة في نسله إلى ما بعد الطوفان ، ثم تفرعت بعد لك إلى لهجات متعددة في أعقاب أبناء نوح بعد تبلبل الألسنة في حادثة بناء بابل وبرجها الكبير الذي ورد في الإصحاح الحادي عشر من سفر التكوين بما معناه أنه حين حاول الناس أن يتخذوا لأنفسهم مدينة عظيمة ، وبرجاً شامخاً يطاول السماء بلبل الله ألسنتهم وجعلهم فرقاً وشيعاً لا يفهم بعضهم بعضاً بعد أن كانوا أهل لغة واحدة ، ولسان واحد ؛ فانتشروا في الأرض وتعددت لغات البشر .
وتولى الرأي بهذه النظرية من علماء العربية " أحمد ابن فارس " الذي يرى أن اللغة التوقيفية لم تأت جملة واحدة ، ولا في زمان واحد ، وإنما وقف الله تعالى آدم عليه السلام على ما شاء أن يعلمه إياه ، مما هو في حاجةٍ إلى علمه في زمانه ، ثم علم بعده عرب الأنبياء ما شاء أن يعلمهم كذلك ، حتى انتهى الأمر إلى سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام يقول ابن فارس في كتابه الصاحبي : " ولعل ظاناً يظن أن اللغة التي دللنا على أنها توقيف إنما جاءت جملة واحدة وفي زمان واحد ، وليس الأمر كذلك ؛ بل وقف الله جل وعز آدم عليه السلام ما شاء أن يعلمه إياه مما احتاج إلى علمه في زمانه ، وانتشر من ذلك ما شاء الله ، ثم بعد آدم عليه السلام ، ثم بعد ذلك من عرب الأنبياء صلوات الله عليهم نبياً نبياً ما شاء الله أن يعلمه ، حتى انتهى الأمر إلى نبينا محمد صلى الله تعالى عليه وآله وسلم فآتاه الله جل وعز من ذلك ما لم يؤته أحداً من قبله ، تماماً على ما أحسنه من اللغة المتقدمة ، ثم قر الأمر قراره ، فلا نعلم لغة من بعده حدثت" ( 5 ).
ويقول بعض التوقيفيين ومنهم " أبو منصور الثعالبي " : إن التوقيف وقع في الابتداء على لغة واحدة ، وما سواها من اللغات وقع التوقيف عليها بعد الطوفان من الله تعالى في أولاد نوح حين تفرقوا في أقطار الأرض( 6 ). ، وإن إسماعيل أول من تكلم بالعربية المحضة ، عربية قريش التي نزل بها القرآن ، وذهب بعضهم إلى أن لغة العرب أولى اللغات ، وكل ما سواها أتى بعدها إما توقيفاً أو اصطلاحاً ، ويقال أن آدم عليه السلام لما تكلم العربية أولاً نسيها حين عصى ربه وتكلم السريانية ، لكنه تاب وتاب الله عليه فتكلم العربية من جديد ، وقيل : إن الله علم آدم السريانية وعنها نشأت بقية اللغات الأخرى .
ومما يؤخذ على هذه النظرية أن أصحابها لا يكادون يقعون على دليل قوي لقولهم وآرائهم .
نظرية المواضعة والاصطلاح
يقول أصحاب هذه النظرية : إن اللغة نشأت عند البشر بالتواضع والاتفاق والاصطلاح وارتجال ألفاظها ، ومن أصحاب هذه النظرية هو اللغوي ابن جني( 7 ) الذي يقول في باب القول على أصل اللغة أإلهام هي أم اصطلاح : " هذا موضع محوجٌ إلى فضل تأمل ؛ غير أن أكثر أهل النظر على أن أصل اللغة إنما هي تواضع واصطلاح ، لا وحي وتوقيف ، إلا أبا علي رحمه الله قال لي يوماً : هي من عند الله واحتج بقوله سبحانه وتعالى : (( وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا )) ( 8) وهذا لا يتناول موضع الخلاف ، وذلك أنه قد يجوز أن يكون تأويله : أقدر آدم على أن واضع عليها وهذا المعنى من عند الله سبحانه لا محالة ، فإذا كان ذلك محتملاً غير مستنكر سقط الاستدلال به " ( 9 ) ويقول : ذهبوا إلى أن أصل اللغة لابد فيه من المواضعة ، قالوا : وذلك كأن يجتمع حكيمان أو ثلاثة فصاعداً فيحتاجوا إلى الإبانة عن أشياء المعلومات ، فيضعوا لكل واحدٍ منها سمة ولفظاً إذا ذكر عرف به ما مسماه ليمتاز عن غيره ، وليُغْنَى بذكره عن إحضاره إلى مرآة العين فيكون ذلك أقرب وأخف وأسهل من تكلف إحضاره لبلوغ الغرض في إبانة حاله ... وطريقة ذلك أن يقبلوا مثلاً على شخصٍ ويومئوا إليه قائلين : إنسان إنسان إنسان ؛ فتصبح هذه الكلمة اسماً له ... وهكذا تنشأ اللغة العربية مثلاً ، ثم يخطر لجماعة منهم " مَرْد " بدل إنسان ، وكلمة " سَرْد " بدل رأس ، وهكذا تنشأ اللغة الفارسية ، ومن أصحاب هذه النظرية من الإغريق كما مر بنا "ديمقراط وأرسطو" .
ويحتج أصحاب هذه النظرية من علماء العربية بأمورٍ عدة منها :
1- إن قوله تعالى((وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ )) ( 10 ) يقتضي أن تكون اللغة متقدمة على بعثة الرسل ، ويثبت هذا أنها مواضعة واصطلاح لا توقيفية .
2- إن الصلة بين الألفاظ ومدلولاتها صلة عرفية ، لا تخضع لمنطق ولا عقل ، فما يسمى بالشجرة مثلاً يمكن أن يسمى بأي لفظ آخر ، ولا يصح أن ينسب هذا العمل إلى الله سبحانه وتعالى ، ويقولون :إننا لا ندري لماذا سمي الحجر حجراً والنهر نهراً مهما اجتهد الاشتقاقيون أنفسهم في ذلك .
3- إن اللغة تشتمل على ألفاظ نابية وكلمات جارحة ، ويكثر في العربية التضاد والاشتراك والترادف ، وهذا كله لا يعقل أن يكون صادراً عن الله عز وجل .
4- إن قوله تعالى : (( وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ )) ( 11 ) يجوز تفسيره بأن الله ألهم آدم بالنطق بألفاظ معينة ، وجعل فيه القدرة على خلقها بنفسه والتصرف في معانيها ، فتواضع عليها وارتجل ألفاظها عند الحاجة وفي الظرف المناسب .
أما من حيث ما وجه لها فيرى بعض الباحثين أن هذه النظرية ليس لها سند عقلي أو نقلي أو تاريخي ، وأنها تتعارض مع النظم الاجتماعية التي لا ترتجل ولا تخلق ، بل تتكون بالتدريج من تلقاء نفسها .
وثمة نظريات نشأت حديثاً تفسر نشوء اللغة منها :
نظرية التعبير : يقول أصحاب هذه النظرية أن اللغة الإنسانية الأولى بدأت في صورة شهقات وتأوهات صدرت عن الإنسان الأول بشكل غريزي ؛ لتعبر عن فرح أو دهشة أو غضب أو ألم ونحو ذلك من انفعالات قوية .
وينطلق أصحاب هذه النظرية من منطلق داروين الذي نادى في نظرياته الخاصة بتطور الكائنات الحية التي ربط فيها بين النشأة اللغوية للإنسان وبين تلك الأصوات الغريزية والانفعاية مشيراً إلى تقلصات أعضاء النطق وانبساطها مفسراً ذلك تفسيراً فسيولوجياً حيث قال : إن الشعور بالغضب والازدراء يصحبه عادةً ميلٌ إلى النفخ بالفم أو من الأنف فينشأ صوت مثل " أف " .
واعترض كثير من العلماء على هذه النظرية كما اعتُرِضَ على نظريته الارتقائية كلها ، أما من اعترض على آرائه اللغوية فقد قال :إن هذه الأصوات أصوات فجائية منعزلة عن الكلام والتكلم الذي يصدر عن المرء بصورة إرادية .
نظرية الدفع الوظيفي : وتعود هذه النظرية أيضاً إلى آراء داروين إذ يرى أن الوظيفة تخلق العضو ، وفقدان الوظيفة يذهب بالعضو ، فالإنسان عندما احتاج إلى يده لقضاء حاجاته ودفاعاً عن نفسه استعملها وبهذا الاستعمال قويت وتطورت لتتمكن من أداء وظيفتها، ومن هذا المنطلق رأى داروين أن الإنسان الأول كان يعبر عن رغباته بالإشارة ، وإنه كان يعبر في عصرٍ متأخر بحركات الفم والوجه بدلاً من يديه اللتين قد يكونان مشغولتين بعمل من الأعمال ، ثم تطور الفم ليكون أكثر ملائمةً لتأدية هذه الوظيفة ، وساهمت الأوتار الصوتية في هذا العمل ؛ فنشأت اللغة .
ويرى بعض العلماء أن هذه النظرية لم تعط تفسيراً مرضياً ، ولا تعتمد على دليل مادي .
نظرية الغريزة المشتركة : يرى القائلون بهذه النظرية أن اللغة نشأت بغريزة خاصة ، زُوِّدَ بها في الأصل جميع أفراد الجنس البشري ، وهذه الغريزة كانت تحمل الفرد على التعبير عن المدركات الحسية والمعنوية بكلمات خاصة ، وإنها كانت متحدة عند كل البشر في طبيعتها ووظيفتها وما يصدر عنها ، وبهذا اتحدت المفردات وتشابهت طرق التعبير عند البشر ، فنتج عن ذلك التفاهم بين أفراد الجماعات البشرية ، وإنه بعد أن نشأت اللغة الإنسانية الأولى لم يستخدم الإنسان هذه الغريزة ؛ فأخذت تنقرض شيئاً فشيئاً حتى تلاشت .
وقد لقيت هذه النظرية النقد نفسه الذي لاقته النظريات السابقة .
نظرية الأصوات : يفيد أصحاب هذه النظرية قائلين : إن اللغة الإنسانية الأولى نشأت من خلال أصوات الطبيعة ، مثل التعبير الطبيعي للانفعالات ، وأصوات الحيوانات وأصوات مظاهر الطبيعة ،والأصوات التي تحدثها الأشياء عند وقوعها وأصوات القطع والكسر والحفر ، وأخذت أصوات هذه اللغة في الرقي بارتقاء العقلية الإنسانية والحياة الاجتماعية ، وازدياد المطالب البشرية وغيرها ، فقد بدأ الإنسان بمحاكاة أصواته الطبيعية التي يصدرها هو والتي تعبر عن انفعالاته بالفرح والحزن والرغبة وغير ذلك ، ومحاكاته أصوات الطبيعة مثل دوي الريح وقصف الرعد وخرير الماء ، مستخدماً ما زُوِّدَ به من قدرة على لفظ الأصوات المركبة ذات المقاطع ، وأخذت هذه اللغة في التطور ؛ فقرن تلك الأصوات المركبة قاصرة الدلالة محدودة الألفاظ بإشاراته اليدوية وحركاته الجسمية ، ثم أخذت تتسع تبعاً لرقي الإنسان في تفكره وحياته وحضارته وحاجاته ، وأصبحت تستغني تدريجياً عن الحركات والإشارات وتبتعد عن أصواتها الأولى بالتطور الطبيعي للصوت وأعضاء النطق( 12 ) .
رأي توفيقي في نشأة اللغة الإنسانية الأولى :
إن اللغة الإنسانية بعد استقرار العلوم بشهادة العقل والاستقراء ، وتتبع نطق الأطفال والأمم لم تتناه ولن تتناهى ، ترجع اللغات الحالية إلى أمهات أصلية تولدت وتتولد عنها ، وكلها ترجع إلى اللغة الأم وهي لغة الإنسان الأول ، وتلك اللغة الأم إنما هي الكلمات القليلة التي كان يعبر بها الإنسان عن رغباته أو الأشياء المحيطة به ، وبعض هذه الكلمات مقتبس من محاكات الأصوات التي تصدر من الحيوان والإنسان نفسه والطبيعة ، وبعضها مرتجل عن طريق القوة أو القدرة التي وضعها الله عز وجل في الإنسان ، وميزه بها ، وهي إلهام فطري أسمى من الإلهام المودع في الحيوان الأعجم ، فإننا نسمع القط يموء ببضع أصوات مختلفة يعبر بها عن انفعالاته ، ولكن هذا لا يرتقي لما أودعه الله بالإنسان ؛ فعندما يعبر الإنسان عن رغبة أو رهبة يصدر صوتاً مصوراً بصورةٍ ما على حسب ما ألهمه الله ، فيسمعه غيره ، ويفهم منه مراده بإضافة قرينة حال أو إشارة ، فإذا وجد الإنسان أنه قد أدى غرضه بذلك الصوت استعمله ثانيةً وثالثةً في إفهام رفقائه ، فيذاع بينهم ويُعرف ، فيقلده غيره حتى تتكون اللغة الأولى للبيئة التي يعيشون فيها ، ثم تتسع هذه اللغة وتنمو بطرق النمو المعروفة كالاشتقاق والزيادة والنقص والتحريف والتحويل من الحقيقة إلى المجاز ثم يصير حقيقة . والأظهر أن الإنسان أول ما نطق بأسماء المحسوسات ، ثم بأسماء بعض المعقولات ، ثم المصادر والأفعال وأسماء الإشارة والضمائر والموصولات ، ثم الحروف والمشتقات ، وتم الوصول إلى هذا عن طريق تتبع لغات بعض الأمم ، وتتبع كلام الأطفال عند بداية نطقهم .
آخر القول :
اللغة شرارة منطلقة من عاطفة محتدمة تعبر عن هذه العاطفة وتلك الرغبة ، وهي ذاكرة طموح ، بدايتها صوت مقلد ، ونضجها صوت وخط مكتوب بمدلول واحد قابل للتطور ، هذا الاستعداد اللغوي لدى الإنسان، وهو استعداد توقيفي ، يرقيه جهد تواضعي اصطلاحي بين فردٍ وآخر ، يبذل تلبيةً لحاجة مشتركة لتنشأ منها علاقة مشتركة عن طريق اللغة ( 13 ) .
------------------------
المراجع :
(1) هي إحدى اللغات القديمة
(2) نظرات في اللغة : د.محمد مصطفى رضوان ، ليبيا، منشورات جامعة قاريونس ، الطبعة الاولى ، 1976 ، ص 38
(3) البقرة 31
(4) مختصر تفسير ابن كثير : اختصار وتحقيق محمد علي الصابوني ، بيروت ، دار الكتب العلمية 1/51
(5) الصاحبي في قفه اللغة أبو الحسينِ أحمدُ بنُ فارِسَ ، مكتبة مشكاة الاسلام ص3
(6) المزهر في علوم العربية : السيوطي ، القاهرة ،1958 ، ص17
(7) هو أبو الفتح عثمان بن جني صاحب كتاب الخصائص
(8) البقرة 31
(9) الخصائص : أبي الفتح عثمان بن جني : تحقيق عبد الحكيم بن محمد ، مصر ، المكتبة التوفيقية ، 1/51
(10) إبراهيم 4
(11) البقرة 31
(12).نظرات في اللغة : د. محمد مصطفى رضوان ص48
(13).الوجيز في فقه اللغة العربية : عبد القادر محمد مابو ، سوريا حلب ، دار القلم العربي الطبعة الأولى ، 1998 ، ص 28