حينما أقرأ للكثير من الفلاسفة علي مر العصور ..
وخاصة الفلاسفة الذين أثاروا جدلاً كبيراً حول فكرهم ...
أو جاءوا بأفكار غريبة حاربها المجتمع ...

مثل جاليليو ... نيتشه ... مارتن هايدجر ... هيجل ... سارتر ...وغيرهم ...

افكر ... ياله من رجل شجاع ... !!!
لقد قال ما يرفضه الأخرون ... تمرد ... وأعلن ... وواجه ....
فكر ... وقال ... ولم يعتني بنظرتهم له ... !
لم يهتم بنفور الناس وجدلهم حوله ...

بغض النظر عن إتفاقي مع هؤلاء الفلاسفة أو لا ...
فكثيراااااا كثيراً .. ما اختلف معهم ....

ما يلفت نظري هنا ... هو فعل وشجاعة القول والإعلان بكل صراحة عن أرائهم ..
دون خوف من نقد ... أو فشل ....
ودون محاولة للإقناع أيضاً ...
فمن يريد أن يسمع فأهلاً وسهلاً ...
ومن يرفض ... فلا يعنيني أمره ... !!!!

أحياناً يفسر كثير من الناس هذه الروح علي أنها ( تعالي ) أو غرور علي الآخر ...
وكأن هذا الفيلسوف لا يعنيه أن يُفهم الناس ويقنعهم أو لا ...
فلقد فكر وفهم وأعلن .... واطمئن علي فكره .. وارتاح ...
أما الآخرون ... فلا يهم ...!!!

سواء كان تعالي أم لا ... هي شجاعة في رأيي ...

دخلوا من باب عالٍ ...
ولكنه ضيق جدا ..
مدوا قامتهم ،
ورفعوا رؤسهم ،
ونفرت عروقهم ،
ولكنهم عبروا ..
فأبواب التاريخ لا تُفتح علي مصرعيها ~~

ولكن تعال إلي الفكر الإنساني بشكل عام ...
دون أن نتحدث عن هؤلاء العظماء الذين استطاعوا أن يقهروا الفشل ..

سائر الإنسانية .. من حيث رفض أو قبول هذه الشجاعة يمكن تقسيمها إلي :

نوع يرفض دون تفكير ،
ونوع يرفض عن تفكير ...
ونوع يرفض حباً في ان يكون صاحب موقف رفض ( وخلاص ) !!! رفض للرفض فقط !!
ونوع يرفض لأنه يخشي أن يقبل ، فيرفضه المجتمع ...!
ونوع يقبل عن اقتناع .. ويجاهر باقتناعه .. ويتحمل ما يلاقيه ...
ونوع يقبل حباً في الشهرة ...

ونوع لايقبل ولا يرفض ..!!
بل ينتظر.. ولا يعلن رأيه .. ويترك الأمر ليقرره باقي الناس ،
ثم بعد أن يطمئن علي نفسه يمكن أن يتبع ما يتبعوه !!!
ثم يغير رأيه مرة أخري حين يغير الأغلبية أرائهم !!!

لذلك تجد في المجتمعات ..
من يفكر ويتحدث عن علم ،
ومن يثرثر عن جهل ...
ومن يردد .. ومن يتردد .. ومن يصفق ...
ومن يجلس وحيداً منتظراً ... !!!!

تسلموا لمروركم المشرق والمشرف على موضوعي
تحياتى وتقديري واحترامي لكم
احمد ابو خشيم
°˚◦ღ•.Ahmed.•ღ◦˚°