|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
يحي امحمد عضو شرف
البلد : الجزائر عدد المساهمات : 211 نقاط : 403 تاريخ التسجيل : 12/11/2011 المهنة : استاذ
| موضوع: طويت دفتري 2013-01-03, 14:21 | |
| طويت دفتري من دون معنى أو نيّة أو قصد ....تكون الحياة أشبه بصفحة بيضاء ..ليس فيها قصة تروى أو كلام يتلى .....ومن دون هذا المعنى والغاية تفقد الحياة غايتها ورسالتها ....انعدام المعنى والمغزى يؤدي إلى اللامبالات ....وفقدان الأمل واليأس ... أرجوك اكتب من قلبك ...سترى كم يؤثر ذلك في القارئ ....وستكتشف السعادة تغمرك ....لأن أحدهم يفهمك ..!!! إن ايجاد معنى ونية وقصد للأمور يعطينا اتجاها في حياتنا ويحفزنا يعطينا سببا لوجودنا يثير عندنا الشغف والتفاؤل والقوة والراحة النفسية ...وما أجمل أن يكون قصدك ..ونيتك ..خدمة الإسلام ..والعربية ..والأخلاق والفضيلة ...والحياء ...والنصيحة لإخوانك ... اجعل ذلك هدفك ...سواء في قصة أو مقال ..أو حكمة تكتبها ..واجعل الكتابة ممتعة ... خذ نصوصا ..ليست لك ..أعجبتك ...قلد كاتبا...خذ منها شيئا وتصرف فيه ....امزج عدة نصوص ..واربطها ...غيّر أفكار النصوص إلى أفكار حسنة ..فلن تكون كاتبا إلا أن تفعل ذلك .. أنا أدوّن مشاعري وأفكاري...أدوّن آرائي وتجاربي ...لأني أجدها طريقة فعالة تمنح نوعا من الراحة .. أحصل من ورائها على معلومات قيمة تعمق فهمي لذاتي ...جرب ذلك أرجوك !! أنا أحاول أن أكون صريحا وواضحا قدر المستطاع ...فما أكتبه هو لي.... أنا.... أوّلاً....وثانيا لأشخاص أحبهم وأحترمهم ... الكتابة تفتح لي تواصلا ... تواصلا مع الذات ...الكتابة هي رفيقا أكتشف به العالم الباطني وعوالم الخارج ..طريق تسمح للصوت في داخلي أن يتكلم ...ويُسمع من يحب.. وتصبح الكتابة بذلك نبعةً من نبعات الحياة، وخفقة من خفقات الإنسان، وتعبيراً عن وجودي وحياتي، ونشاطي وعطائي، وعاطفتي وشعوري، وفكري وتصوري. إنها تعرض وتحلل أحداثاً ووقائع، وتتناول البيئة ومكنوناتها: يابسة وأنهاراً، أشجاراً وثماراً، زهوراً ونسيماً، وأرضاً وسماءً. إنها تطوف في الكون على قدر ما يفتح الله لنا من أبوابه ومنافذه. والكتابة قوة تنضم إلى سائر القوى، وسبباً ينضمُّ إلى سائر الأسباب، لتتحصَّن به الأمة وتدافع به، وتجاهد به وتنافح. وهنا يحضرني قول الأديب مصطفى صادق الرافعي " الكاتب الحق لايكتب ليكتب ، ولكنه آداة في يد القوة المصورة لهذا الوجود. وإذا أختير الكاتب لرسالة ما ...شعر بقوةٍ تفرض نفسها عليه ..." ولا أسمى من رسالة الإسلام إذا حملها الكاتب كانت قوة دافعة لنصرة الدين وأهله ، فيترجم الكاتب نبضاته المتسارعة ولاء ونصرة إلى حروف عزة وجهاد تخوض معارك مفتوحة وتقاتل في ساحات حربٍ محمومة ، لاتهدأ ولا تنطفئ نارها مادام كاتبها يحمل قوة الرسالة . وقد رأينا في جهاد المسلمين منذ القدم وحتى هذا العصر الذي تكالب فيه الأعداء وتتالت نكبات الأمة كيف خاض الأدب معارك شرسة وكيف تمايزت الأقلام كما تمايزت قلوب وعقائد أصحابها ، فرب حرفٍ قاد خذلانا وفرقة وهزيمة ، ورب حرف قاد عزا وجهادا ونصرا ..فكن معنا أخي ...!!! أنا أحتفظ بدفتر يوميات أدون فيه ما يجري معي مرة كل يوم...أكتب عما يحدث لي ..وعن ردّة فعلي ..أكتب عن مشاعري ..وعالمي ..وصحتي ...أكتب عن أيّ شيء ألقاه ...وأدون شعوري حيال هذا التغيّر ...كيف أثر ذلك في أهدافي ..وأولوياتي في الحياة ...كيف أثر على الناس الموجودين في حياتي ....أكتب عن أهلي ...أصدقائي قريبين كانوا أو بعيدين ...عملي ..وحياتي ...وقد يكون من المفيد أحيانا أن أركز على الشيء أو مسألة محددة ..أو علاقة أو خلاف أو جزء مني .. أكتب عما أشعر به أو عما أرغب في فعله ...أعبّر عن غضبي ..ألمي ..أو استيائي...أكتب عن تجاوز من أساء إليّ...عن اهتماماتي.....ذلك رائع جرب ذلك ... عندما أكتب أدع الكلمات تخرج بحريّة ..أبدأ كل صفحة بمسألة محددة ...لمّا كررت هذه العملية ..تغيرت إجاباتي ونظرتي وتطورت .... أحاول كتابة سيرتي ..آخذ الوقت اللازم ..أستعيد ذكرياتي بموضوعية وصدق ..أنظر إلى حياتي ككل وأدون أفكاري ..ومشاعري ..أنظر إلى الخيوط التي تربط بين أجزاء حياتي ...بين الأحداث والمشاعر وبين المشاعر والتجارب ... أحاول أن أكتب ما يقل عن عشرين دقيقة في كل مرة ...عندما أعود بالذاكرة ...أتبصر أمورا متوقعة تزيد من عمق فهمي للشخص الذي أصبحته اليوم... أكتب لأشخاص أعزهم....وأشخاص أحترمهم ....كل أولائك حلقات من حلقات سلسلة حياتي التي أعيشها ....كلهم في دفتري ...أسماءهم أوصافهم ...صورهم ....كما أردت أنا...لم يكونوا يوما مجرد ممّر في حياتي...وقد كسبت أصدقاء كثيرين ... .. ليس من السهل أن يجلس أحدهم.... يقرأ لك ما تكتب...فشخصيا ...لا أجد ما أكافئ به أولائك إلا الحبّ والاحترام ...وربما بذل النفس والعرض والمال دونه ...لأنه ببساطة فهمك في وقت جهلك كل العالم .. تعلمت الكثير مما رأيته وكبُرت أفكاري وطموحاتي قبل الأوان لما استفدته من المطالعة والكتابة . ...وأصبحت أحبُ أن يراني الناس ابتسم في كل وقت ولو كنت حزينا ....و في هذا يوم بالذات رأيت في دفتري وانتبهت لشيء جميل أسعدني ...لم أره قبل اليوم -رغم أنّ دفتري لا يفارقني -..ولا ألبث أفتحه كل يوم ..وحين ولحظة ....وجدتني غرست حديقة من الورود الجميلة على اختلاف ألوانها وأنواعها...تلك الورود لا تعرف بعضها بعض ...وليست من لون واحد ..وحتى أني جنيتها من أماكن متعددة ...من بساتين السعادة ....ومن الأحلام الوردية ..من القمر ...من الغروب والشفق...ومن فصول السنة المختلفة ...لكني استطعت أن أؤلف بينها في وجداني وفي خاطري..وفي دفتري أيضا ....وأنا أتصفح في دفتري ...وأمر على تلك الورود .. ما أحوجني إلى ضحكة تخرج من أعماق صدري ...ولست أدري لماذا تجيبني الدمعة وتستعصي عليّ الضحكة انتظر طويلاً جالساً أراقب و أتأمل هذه الورود تاركاً روعة وجمال هذه اللحظة تتخللني لتقوم بتأثيرها الكامل ...اقتربت منها لشم عطرها الفواح الزكي حتى أدرْكَت الورود ما أفكر به فارتسمت الابتسامة على وجوهها الجميلة ترددتُ في قطفها خوفاً من أن تذبل في الرحابي المليئة بالهموم سأتركتها تتمايل بهبوب نسيم الهواء ما أجملها وما أروعها....الكتابة ... بنظرة واحدة أنستني كل همومي حتى خلت أنها .... الحياة... ولكن القافلة تنتظرني للرحيل في أفق مجهول ليتني قائد هذه القافلة لأمرها بالرجوع إلى أرضي والاستقرار فيها رغم سيطرة الأشواك الغليظة عليها فقد تعبت وتعب قلبي من هموم هذا السفر المجهول وما يرفقه من تعب.. فكل هذا مرهون بكلمة واحدة .... أفكر بها ولكن لا ادري ما الذي يؤخرني في نطقها ربما يجب أن انطقها أنا بصوتي الحزين..وأقول :سأرحل ..وأغيب ...وأبتعد ...أصبح غائبا في غياب ... ومع أحرف وأدب ملتزم ..أودّ ..لو يكون لقاؤنا و سيظلّ ويبقى ..... فكونوا فارسان قلم من الذين .....تزعموا نصر الحروف فكنا نقرأ لهم ونتحسس بين السطور عزةً تمور ، وحماسا يثور يؤججه صادق الشعور وتغذيه همة لا تقبل الفتور وبصيرة لا ترى غير الحق والنور. اليوم أطوي دفتر مذكراتي الذي امتلئت صفحاته عن آخرها...أطويه.... لن أفتح دفترا جديدا إلا بعد مدة ....وجيزة أو طويلة....أوربما للأبد ....ولكن مهما كان الأمر... سأقرأ ما كتبته دائما في دفتري هذا ...وسأمرّ على أسماءٍ...ووجوه ... وزهور .......وسأتذكرها دائما ..كل اسم ...وكل وردة وزهرة ..لها ذكرى وحكاية عندي لا أنساها ماحييت...اليوم طويت دفتر مذكراتي.. يحي امحمد عبد المتين
|
|
| |
نهلة نهولة عضو شرف
البلد : الجزائر عدد المساهمات : 274 نقاط : 380 تاريخ التسجيل : 30/08/2012
| موضوع: رد: طويت دفتري 2013-01-05, 17:44 | |
| |
|
| |
appetif مشرف عام
البلد : الجزائر عدد المساهمات : 1677 نقاط : 2883 تاريخ التسجيل : 15/06/2012 المهنة : appetif@hotmail.com
| موضوع: رد: طويت دفتري 2013-01-05, 19:39 | |
| الكتابة ضرب من المستحيل،نهر يتجدد باستمرار،بل هي أروع مزيج بين قدرة العقل وسلطة اللغة وسحر الخيال وقدسية الخلق. هي تعري العاشق وتكشف أسراره ..وتحرر المجنون من قيود الجنون وتكلم الصامت وتحرك الساكن...وحدها قادرة على ىسبر أغوار النفس وتشكيل ماصعب تشكيله.
عدل سابقا من قبل appetif في 2013-01-07, 20:34 عدل 1 مرات |
|
| |
يحي امحمد عضو شرف
البلد : الجزائر عدد المساهمات : 211 نقاط : 403 تاريخ التسجيل : 12/11/2011 المهنة : استاذ
| موضوع: رد: طويت دفتري 2013-01-07, 16:42 | |
| - نهلة نهولة كتب:
-
رأيك شرف لي |
|
| |
يحي امحمد عضو شرف
البلد : الجزائر عدد المساهمات : 211 نقاط : 403 تاريخ التسجيل : 12/11/2011 المهنة : استاذ
| موضوع: رد: طويت دفتري 2013-01-07, 16:43 | |
| - appetif كتب:
- الكتابة ضرب من المستحيل،نهر يتجدد باستمرار،بل هي أروع مزيج بين قدرة العقل وسلطة اللغة وسحر الخيال وقدسية الخلق.
هي تعري العاشق وتكشف أسراره ..وتحرر المجنون من قيود الجنون وتكلم الصامت وتحرك الساكن...وحدها قادرة على صبر أغوار النفس وتشكيل ماصعب تشكيله. هي كذالك أخي شرفتنا زيارتك |
|
| |
ولاء سعيد أبو شاويش مشرف عام
وسام النشاط : عدد المساهمات : 2113 نقاط : 2822 تاريخ التسجيل : 16/01/2010 الموقع : فلسطين
| موضوع: رد: طويت دفتري 2013-01-12, 01:16 | |
| خااطرة مميزة فيها الكثير من النصائح لكل من يريد ان يكتب ليفيد ويستفيد أشكرك أ.يحي تحيتي لك |
|
| |
السيد سالم عضو شرف
البلد : مصر عدد المساهمات : 361 نقاط : 849 تاريخ التسجيل : 22/10/2011
| موضوع: رد: طويت دفتري 2013-01-12, 06:30 | |
| سلمت اناملك الندية على جمال ذائقتك دائما تبهرنا بمواضيعك البراقة متلهفين لابداعاتك القادمة لك أطيب السلام..وازكى الاحترام .، تقبل مروري د. السيد عبد الله سالم المنوفية – مصر
|
|
| |
سفير أخلاق .عضو فعّال
البلد : الجزائر_تيارت_ عدد المساهمات : 31 نقاط : 33 تاريخ التسجيل : 05/12/2012
| موضوع: الكتابة 2013-02-01, 11:25 | |
| |
|
| |
يحي امحمد عضو شرف
البلد : الجزائر عدد المساهمات : 211 نقاط : 403 تاريخ التسجيل : 12/11/2011 المهنة : استاذ
| موضوع: رد: طويت دفتري 2013-05-18, 17:36 | |
| - ولاء سعيد أبو شاويش كتب:
- خااطرة مميزة فيها الكثير من النصائح لكل من يريد ان يكتب ليفيد ويستفيد
أشكرك أ.يحي تحيتي لك |
|
| |
يحي امحمد عضو شرف
البلد : الجزائر عدد المساهمات : 211 نقاط : 403 تاريخ التسجيل : 12/11/2011 المهنة : استاذ
| |
| |
ولاء سعيد أبو شاويش مشرف عام
وسام النشاط : عدد المساهمات : 2113 نقاط : 2822 تاريخ التسجيل : 16/01/2010 الموقع : فلسطين
| موضوع: رد: طويت دفتري 2013-06-14, 23:20 | |
| - يحي امحمد كتب:
- طويت دفتري
من دون معنى أو نيّة أو قصد ....تكون الحياة أشبه بصفحة بيضاء ..ليس فيها قصة تروى أو كلام يتلى .....ومن دون هذا المعنى والغاية تفقد الحياة غايتها ورسالتها ....انعدام المعنى والمغزى يؤدي إلى اللامبالات ....وفقدان الأمل واليأس ... أرجوك اكتب من قلبك ...سترى كم يؤثر ذلك في القارئ ....وستكتشف السعادة تغمرك ....لأن أحدهم يفهمك ..!!! إن ايجاد معنى ونية وقصد للأمور يعطينا اتجاها في حياتنا ويحفزنا يعطينا سببا لوجودنا يثير عندنا الشغف والتفاؤل والقوة والراحة النفسية ...وما أجمل أن يكون قصدك ..ونيتك ..خدمة الإسلام ..والعربية ..والأخلاق والفضيلة ...والحياء ...والنصيحة لإخوانك ... اجعل ذلك هدفك ...سواء في قصة أو مقال ..أو حكمة تكتبها ..واجعل الكتابة ممتعة ... خذ نصوصا ..ليست لك ..أعجبتك ...قلد كاتبا...خذ منها شيئا وتصرف فيه ....امزج عدة نصوص ..واربطها ...غيّر أفكار النصوص إلى أفكار حسنة ..فلن تكون كاتبا إلا أن تفعل ذلك .. أنا أدوّن مشاعري وأفكاري...أدوّن آرائي وتجاربي ...لأني أجدها طريقة فعالة تمنح نوعا من الراحة .. أحصل من ورائها على معلومات قيمة تعمق فهمي لذاتي ...جرب ذلك أرجوك !! أنا أحاول أن أكون صريحا وواضحا قدر المستطاع ...فما أكتبه هو لي.... أنا.... أوّلاً....وثانيا لأشخاص أحبهم وأحترمهم ... الكتابة تفتح لي تواصلا ... تواصلا مع الذات ...الكتابة هي رفيقا أكتشف به العالم الباطني وعوالم الخارج ..طريق تسمح للصوت في داخلي أن يتكلم ...ويُسمع من يحب.. وتصبح الكتابة بذلك نبعةً من نبعات الحياة، وخفقة من خفقات الإنسان، وتعبيراً عن وجودي وحياتي، ونشاطي وعطائي، وعاطفتي وشعوري، وفكري وتصوري. إنها تعرض وتحلل أحداثاً ووقائع، وتتناول البيئة ومكنوناتها: يابسة وأنهاراً، أشجاراً وثماراً، زهوراً ونسيماً، وأرضاً وسماءً. إنها تطوف في الكون على قدر ما يفتح الله لنا من أبوابه ومنافذه. والكتابة قوة تنضم إلى سائر القوى، وسبباً ينضمُّ إلى سائر الأسباب، لتتحصَّن به الأمة وتدافع به، وتجاهد به وتنافح. وهنا يحضرني قول الأديب مصطفى صادق الرافعي " الكاتب الحق لايكتب ليكتب ، ولكنه آداة في يد القوة المصورة لهذا الوجود. وإذا أختير الكاتب لرسالة ما ...شعر بقوةٍ تفرض نفسها عليه ..." ولا أسمى من رسالة الإسلام إذا حملها الكاتب كانت قوة دافعة لنصرة الدين وأهله ، فيترجم الكاتب نبضاته المتسارعة ولاء ونصرة إلى حروف عزة وجهاد تخوض معارك مفتوحة وتقاتل في ساحات حربٍ محمومة ، لاتهدأ ولا تنطفئ نارها مادام كاتبها يحمل قوة الرسالة . وقد رأينا في جهاد المسلمين منذ القدم وحتى هذا العصر الذي تكالب فيه الأعداء وتتالت نكبات الأمة كيف خاض الأدب معارك شرسة وكيف تمايزت الأقلام كما تمايزت قلوب وعقائد أصحابها ، فرب حرفٍ قاد خذلانا وفرقة وهزيمة ، ورب حرف قاد عزا وجهادا ونصرا ..فكن معنا أخي ...!!! أنا أحتفظ بدفتر يوميات أدون فيه ما يجري معي مرة كل يوم...أكتب عما يحدث لي ..وعن ردّة فعلي ..أكتب عن مشاعري ..وعالمي ..وصحتي ...أكتب عن أيّ شيء ألقاه ...وأدون شعوري حيال هذا التغيّر ...كيف أثر ذلك في أهدافي ..وأولوياتي في الحياة ...كيف أثر على الناس الموجودين في حياتي ....أكتب عن أهلي ...أصدقائي قريبين كانوا أو بعيدين ...عملي ..وحياتي ...وقد يكون من المفيد أحيانا أن أركز على الشيء أو مسألة محددة ..أو علاقة أو خلاف أو جزء مني .. أكتب عما أشعر به أو عما أرغب في فعله ...أعبّر عن غضبي ..ألمي ..أو استيائي...أكتب عن تجاوز من أساء إليّ...عن اهتماماتي.....ذلك رائع جرب ذلك ... عندما أكتب أدع الكلمات تخرج بحريّة ..أبدأ كل صفحة بمسألة محددة ...لمّا كررت هذه العملية ..تغيرت إجاباتي ونظرتي وتطورت .... أحاول كتابة سيرتي ..آخذ الوقت اللازم ..أستعيد ذكرياتي بموضوعية وصدق ..أنظر إلى حياتي ككل وأدون أفكاري ..ومشاعري ..أنظر إلى الخيوط التي تربط بين أجزاء حياتي ...بين الأحداث والمشاعر وبين المشاعر والتجارب ... أحاول أن أكتب ما يقل عن عشرين دقيقة في كل مرة ...عندما أعود بالذاكرة ...أتبصر أمورا متوقعة تزيد من عمق فهمي للشخص الذي أصبحته اليوم... أكتب لأشخاص أعزهم....وأشخاص أحترمهم ....كل أولائك حلقات من حلقات سلسلة حياتي التي أعيشها ....كلهم في دفتري ...أسماءهم أوصافهم ...صورهم ....كما أردت أنا...لم يكونوا يوما مجرد ممّر في حياتي...وقد كسبت أصدقاء كثيرين ... .. ليس من السهل أن يجلس أحدهم.... يقرأ لك ما تكتب...فشخصيا ...لا أجد ما أكافئ به أولائك إلا الحبّ والاحترام ...وربما بذل النفس والعرض والمال دونه ...لأنه ببساطة فهمك في وقت جهلك كل العالم .. تعلمت الكثير مما رأيته وكبُرت أفكاري وطموحاتي قبل الأوان لما استفدته من المطالعة والكتابة . ...وأصبحت أحبُ أن يراني الناس ابتسم في كل وقت ولو كنت حزينا ....و في هذا يوم بالذات رأيت في دفتري وانتبهت لشيء جميل أسعدني ...لم أره قبل اليوم -رغم أنّ دفتري لا يفارقني -..ولا ألبث أفتحه كل يوم ..وحين ولحظة ....وجدتني غرست حديقة من الورود الجميلة على اختلاف ألوانها وأنواعها...تلك الورود لا تعرف بعضها بعض ...وليست من لون واحد ..وحتى أني جنيتها من أماكن متعددة ...من بساتين السعادة ....ومن الأحلام الوردية ..من القمر ...من الغروب والشفق...ومن فصول السنة المختلفة ...لكني استطعت أن أؤلف بينها في وجداني وفي خاطري..وفي دفتري أيضا ....وأنا أتصفح في دفتري ...وأمر على تلك الورود .. ما أحوجني إلى ضحكة تخرج من أعماق صدري ...ولست أدري لماذا تجيبني الدمعة وتستعصي عليّ الضحكة انتظر طويلاً جالساً أراقب و أتأمل هذه الورود تاركاً روعة وجمال هذه اللحظة تتخللني لتقوم بتأثيرها الكامل ...اقتربت منها لشم عطرها الفواح الزكي حتى أدرْكَت الورود ما أفكر به فارتسمت الابتسامة على وجوهها الجميلة ترددتُ في قطفها خوفاً من أن تذبل في الرحابي المليئة بالهموم سأتركتها تتمايل بهبوب نسيم الهواء ما أجملها وما أروعها....الكتابة ... بنظرة واحدة أنستني كل همومي حتى خلت أنها .... الحياة... ولكن القافلة تنتظرني للرحيل في أفق مجهول ليتني قائد هذه القافلة لأمرها بالرجوع إلى أرضي والاستقرار فيها رغم سيطرة الأشواك الغليظة عليها فقد تعبت وتعب قلبي من هموم هذا السفر المجهول وما يرفقه من تعب.. فكل هذا مرهون بكلمة واحدة .... أفكر بها ولكن لا ادري ما الذي يؤخرني في نطقها ربما يجب أن انطقها أنا بصوتي الحزين..وأقول :سأرحل ..وأغيب ...وأبتعد ...أصبح غائبا في غياب ... ومع أحرف وأدب ملتزم ..أودّ ..لو يكون لقاؤنا و سيظلّ ويبقى ..... فكونوا فارسان قلم من الذين .....تزعموا نصر الحروف فكنا نقرأ لهم ونتحسس بين السطور عزةً تمور ، وحماسا يثور يؤججه صادق الشعور وتغذيه همة لا تقبل الفتور وبصيرة لا ترى غير الحق والنور. اليوم أطوي دفتر مذكراتي الذي امتلئت صفحاته عن آخرها...أطويه.... لن أفتح دفترا جديدا إلا بعد مدة ....وجيزة أو طويلة....أوربما للأبد ....ولكن مهما كان الأمر... سأقرأ ما كتبته دائما في دفتري هذا ...وسأمرّ على أسماءٍ...ووجوه ... وزهور .......وسأتذكرها دائما ..كل اسم ...وكل وردة وزهرة ..لها ذكرى وحكاية عندي لا أنساها ماحييت...اليوم طويت دفتر مذكراتي.. يحي امحمد عبد المتين
رااااااااااااااااائعه |
|
| |
يحي امحمد عضو شرف
البلد : الجزائر عدد المساهمات : 211 نقاط : 403 تاريخ التسجيل : 12/11/2011 المهنة : استاذ
| موضوع: رد: طويت دفتري 2013-12-26, 16:32 | |
| |
|
| |
|