بسم الله الرحمن الرحيم
إنهم فتية لآمنوا بربهم
إنهم فتية صغار مقبلون على الحياة ، لكنهم آثروا الحياة الباقة عن الحياة الفانية وأقبلوا على الله بقلوبهم وفروا إليه ، ولذلك خلد الله تعالى في كتابه العزيز ذكراهم وهذه أقوال بعض المفسرين في هؤلاء الفتية المؤمنين :
قال القرطبي :أي شباب وأحداث حكم لهم بالفتوة حين آمنوا بلا واسطة ; كذلك قال أهل اللسان : رأس الفتوة الإيمان .
قال الجنيد : الفتوة بذل الندى وكف الأذى وترك الشكوى .
قيل : الفتوة اجتناب المحارم واستعجال المكارم .
قال الطبري :يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم:
نحن يا محمد نقص عليك خبر هؤلاء الفتية الذين أوَوْا إلى الكهف بالحق، يعني: بالصدق واليقين الذي لا شك فيه (إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ) يقول: إن الفتية الذين أوَوْا إلى الكهف الذين سألك عن نبئهم الملأ من مشركي قومك، فتية آمنوا بربهم، (وَزِدْنَاهُمْ هُدًى) يقول: وزدناهم إلى إيمانهم بربهم إيمانا، وبصيرة بدينهم، حتى صبروا على هجران دار قومهم، والهرب من بين أظهرهم بدينهم إلى الله ، وفراق ما كانوا فيه من خفض العيش ولينه، إلى خشونة المكث في كهف الجبل.
طبعا هذه قصة فتية أوردها القرآن الكريم للاتعاظ والاعتبار خاصة أن القصص القرآني ، قصه علينا علام الغيوب وهو الحكيم الخبير ، قال مصطفى مسلم في سياق حديثه عن أهداف القصص القرآني :
• القصص القرآني تربوي في المقام الأول يعالج المشاكل والأفكار والوقائع علاجا معينا على ضوء المبادئ الإسلامية
• يهدف القصص القرآني أن يقدم للفئة المؤمنة ـ من خلال قصصه ـ تجارب البشرية وخبرتها من خلال عرض هذه النماذج المختلفة من السمو الفكري والروحي والصفات الخليقة النبيلة ـــ كتاب مباحث التفسير الموضوعي ص : 199ـ203ــ
خلاصات واستنتاجات :
 أن الشباب أشد انجذابا إلى الدين والتدين والتضحية من أجله
 أن الأنبياء عليهم السلام نصروا بالشباب كما جاء في الحديث النبوي الشريف { نصري الشباب ....}
 أن القلوب القابلة للدين والتي تعتبر أرضا خصبة له ، لأنها باقية على فطرتها ، أو قريبة منها ، هي قلوب الشباب
 أن تخليد الإنسان بالإيمان والصبر عليه وليس بالموضة والفوضى والتقليد الأعمى واللهث وراء الشهوات
 أن من اقترب من الله زاد الله منه قربا ، ومن ابتعد عن الله أوكله إلى نفسه
 أن من اهتدى إلى الله زاده الله هدى كما جاء في قصة هؤلاء الفتية { وزدنهم هدى وربطنا على قلوبهم } ولما كان المر هكذا لماذا لا نهدي قلوبنا لباريا سبحانه وتعالى وننيخ ركابنا في بابه ، بدل إهلاكها في ما لا يجدي ولا ينفع
والآن هل نحن في مقام يخول لنا التسجيل مع الذين خلدهم الله ؟ وهل نحن نخطو خطوات في اتجاه التقرب إلى الله أم أننا لازلنا بعيدين ؟ وهل نأثروا الآخرة عن الدنيا أم العكس ؟ أ ولسنا سنسأل عن شبابنا في ما أبليناه ؟

ونعم هؤلاء الشباب اللهم اهدنا الى الطريق المستقيم

على هذا الموضوع