نظرية المهمل في كتاب العين ، مفهوم وبيان

الأستاذ المساعد الدكتور محمد توفيق عبد المحسن الدُّغمان السيد ستار زايم مهيدي
قسم اللغة العربية – كلية الآداب – جامعة الأنبار

المقدمة :
إن الحمد لله نحمده ، ونستعين به ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا ، من يهد الله ، فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
تناول هذا البحث قضية الجذور المهملة ، في معجم العين ، وهي تلك الكلمات التي أهملها الخليل ( ) ، بدعوى إهمال العرب لها فلم يستعملوها لسبب أو لآخر ، ومن المعلوم أن جانب النظرية الرياضية المنطقية ، يفترض عددًا كبيرًا من الجذور التي باستطاعتنا تكوينها من أصوات اللغة الثمانية والعشرين أو التسعة والعشرين ، إلا أن الجماعة اللغوية العربية الناطقة لم تستعمل هذه الجذور جميعها ، وإنّما استعملت منها ما كانت محتاجةً إليه ، وهو ما تناوله الخليل بن أحمد الفراهيدي في كتابه ، وبنى عليه نظريته المعلومة ( المستعمل والمهمل ) ، والذي يُرَجَّح أنه كان أول من أطلق تسمية ( المهمل ) وقصد بها الكلمات التي لم يكن لها نصيب من كلام العرب واهتمامهم .
إنّ الذي يديم تصفّح كتب الأقدمين من علمائنا الأفاضل ، يجدهم فصّلوا القول في أسباب إهمال العرب لهذا الكمّ الهائل من الكلمات ، وإن ورد عَفْواً متفرقاً في بطون ما خلّفوا لنا من موروث متلاطم الصفحات ، فتجد إشارات متناثرة في مقدمات بعض المعاجم أو في كتب اللغة ، وبينوا أنّ أسباب الإهمال منها ما هو صوتي ، ومنها ما هو دلالي، وإن كان غالبها صوتيّ .
وبتوفيق من الله يروم هذا البحث إماطة اللثام عن أمور عدّة ، أجمِلها فيما يأتي :
التمهيد عن الخليل ونظريته . ثم مباحث ثلاثة ، تضمن المبحث الأول : المفهوم اللغوي والتطبيقي للمهمل . وتفرغ المبحث الثاني : لنظرية الإهمال والاستعمال - بين الدوائر المعجمية والعروضية . أما المبحث الثالث فبين :كيفيّة معالجة الخليل للمهمل في معجم (كتاب العين) .