اللطائف الدلالية للفعل ترك في الاستعمال القرآني
دراسة مقارنة

أستاذ اللغة المساعد الدكتور محمد توفيق عبد المحسن
كلية الآداب – جامعة الأنبار – قسم اللغة العربية

المقدمة :
الحمد لله على نعمائهِ ، وصلاته وسلامهُ على خاتم أنبيائِهِ ، وعلى آلهِ وأصحابهِ وأوليائِهِ . اللهم إني أحمَدك أرضى الحمد لك ، وأحبَّ الحمد إليك ، وأفضل الحمد عندك ، حمداً لا ينقطع عَدَده ولا يفنى مَدَدهُ ، وأسألك المزيد من صلواتك على مصدر الفضائل ، الذي ظلَّ ماضياً على نفاذ أمرك ، سيدنا (محمد بن عبد الله) أفضل خلق الله ، صلى الله عليه وعلى صحابته وآله الأبرار الأخيار .
وقفت متأملاً في كتاب يعجز اللسان عن وصفه ، وانتهى بيَ المطاف عند الفعل (ترك) بين الاستعمال القرآني ولغة الشعر ، متخذاً ديوان عنترة بن شداد أنموذجاً ، وبعد التوكل على الله عز وجل ، شَرَعْتُ بتتبع أثر الدلالة النفسية للفعل ( ترك ) في شعر عنترة . مقارناً بالدلالة السياقية التفسيرية للفعل نفسه في القرآن الكريم ، أبحث عن مخالفةٍ في الدلالة في سياق الذكر الحكيم ، في معانٍ عدة ، تباعدَتْ وتقارَبَتْ، تفرَّقَتْ وتداخلَتْ وتشابهَتْ ، وتنوعَتْ بتنوع المكان والزمان والظرف والحال والمناسبة ، فازددتُ يقيناً بأن هذا الكتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه؛ لدقة التعبير ، وقَصْد الدلالة ، وصِدْق البيان ، هذا فيما أعلم ، وأسأل الله تعالى العفو عما جهلت ، أو سقط مني من غير قصد والله المستعان.