دور السياق في تحديد الدلالة الوظيفية في القرآن الكريم
دور السياق في تحديد الدلالة الوظيفية في القرآن الكريم
إيمان أحمد جمعة الشيخ
نوع الدراسة: Masters resume
البلد: مصر
الجامعة: جامعة القاهرة
الكلية: دار العلوم
التخصص: النحو والصرف
المشرف: أ. د. محمد عبدالعزيز عبدالدايم & أ.د. أحمد عبداللطيف الليثي
ملخص الرسالة
الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد الخلق، وإمام المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فإنَّ هذه الدراسة إحدى الدِّراسات التي تنتمي للدِّراسات النحويَّة، وهي بعنوان: "دور السياق في تحديد الدِّلالة الوظيفيَّة في القرآن الكريم".
فنظرية السياق من النَّظريَّات الحديثة التي ظهرت في الغرب على يد (فيرث)[1]، والتي تُعنى بدراسة المعنى عن طريق توظيف كلِّ ما يُحيط بالموقف الكلامي من قرائن لفظيَّة وحالية ومقامية.
وإنْ كانت نظرية السياق نتاجَ الدرس الغربي إلاَّ أن جذورها تَمتد، وتتشعب في الدرس العربي، سواءٌ عند النحاة أو البلاغيين أو الأصوليين، وإنْ لَم تَحظَ بالعناية التي حظيت بها في الغرب[2]، وجدير بالذِّكر أنَّ هذه الدراسة ليست دراسة خالصة لنظرية السِّياق، وإنَّما هي محاولة لتوظيف قرينة السياق في تحديد الدلالة الوظيفيَّة، تطبيقًا على القرآن الكريم، ولا أدَّعي أنَّها أول دراسة في هذا المجال، وإنَّما سبقت بالعديد من الدِّراسات، ولكنَّ الفارق بينها وبين سابقها أنَّ الباحثة حاولت فيها الرَّبط بين الاتجاهات الحديثة في الغرب لدراسة المعنى والتُّراث العربي؛ إيمانًا منها بأهمية مُسايرة الطُّرق العلميَّة الحديثة في البُحُوث اللغوية، وعدم الاقتصار على الطُّرق التقليدية في الدرس اللغوي، أو المصادر القديمة وحدَها، وهو ليس بالطبع تقليلاً من قيمة الطُّرق التقليديَّة في الدَّرس اللغوي، وإنَّما هو طريقٌ لتسليط الضوء من جديد على تراثنا اللغوي في ظلِّ مناهج حديثة لدارسة اللغة.
والشقُّ الآخر من الدِّراسة يرتبط بالدلالة الوظيفية؛ أي: (الدلالة النحوية والصرفية والصوتية)، ولما كان القرآن نصًّا مكتوبًا آثرت أن تقتصر الدِّراسة على المعاني النحوية والصرفية من دون المعاني الصوتية.
ولم أفصل في دراستي بين الصَّرف والنحو؛ لأنِّي أومن بالرأي الذي يَعُدُّ الصرفَ مقدمة للنحو أو خطوة تَمهيدية له، فهو ليس غاية في ذاته؛ إنَّما هو وسيلة وطريق من طرق دراسة التركيب والنَّص اللَّذين يقوم بالنَّظر فيهما علمُ النحو، ومعنى هذا: أنه لا يَجوز عزل أحد هذين العلمين عن الآخر في النَّظر، والتطبيق؛ لأنَّ مسائلهما متشابكة إلى حدٍّ كبير، ونتائج البحث في الصرف لا قيمةَ لها ولا وزنَ؛ ما لم توجَّه إلى خدمة الجملة والتركيب.
والبحث يعرض لمسائل لغوية مُتنوعة، ولكنَّها كلها تدور حول موضوع واحد، وهو المعنى النحوي - إذا ضممنا إليه مُعطيات الصرف - ودور السياق في منع اللبس.
وجاءت الدِّراسة مقسمة كالتالي:
التمهيد
ويشتمل على:
1- توظيف السياق في الدرس اللغوي.
أ - السياق لغة.
ب- السياق اصطلاحًا ويشمل.
• السياق في الدرس الغربي.
• السياق في الدرس العربي.
2- مفهوم المعاني الوظيفيَّة في النحو العربي.
الباب الأول: أثر السياق في تحديد الدَّلالتين النَّحوية والصرفية.
ويشتمل على:
الفصل الأول: السياق والعلاقات التركيبية.
ويشتمل على:
المبحث الأول: المعاني النحوية بين ظهور السمات النحوية وغيابها.
المبحث الثاني: تعدُّد معاني الأساليب التركيبيَّة.
الفصل الثاني: أثر السياق في تحديد الفصائل النحوية.
ويشتمل على:
توطئة.
المبحث الأول: فصيلة الزمن.
المبحث الثاني: فصيلة النوع.
فصيلة الجنس.
فصيلة العدد.
الباب الثاني: أثر السياق في تسويغ العدول:
ويشتمل على:
توطئة.
الفصل الأول: العدول النحوي.
ويشمل:
المبحث الأول: العدول في مجال الرتبة.
المبحث الثاني: العدول في مجال الربط.
المبحث الثالث: العدول في مجال التضام.
الفصل الثاني: العدول الدلالي:
ويشمل:
المبحث الأول: العدول الدلالي في البنية.
المبحث الثاني: العدول الدلالي في الأدوات.
ويشمل حروف الجر وحروف العطف.
المبحث الثالث: العدول الوظيفي.
ويشمل نيابة المصدر والمشتقات عن الفعل في العمل.
خاتمة:
تشتمل على أهم ما توصل إليه البحث من نتائج:
وقد سبقت هذه الدِّراسة ببحث قُدِّم من الباحث إبراهيم محمد أحمد الدُّسوقي، بعنوان: "قرينة السياق في التركيب القرآني"؛ لنيل درجة الماجستير، تحت إشراف الأستاذ الدكتور تمام حسان، وقد تناول فيها الباحث تأثير قرينة السياق على المعنى الدلالي العام، وخالفت هذه الدراسة سابقتها في أنَّها ركَّزت على فرع واحد من الدلالة، وهي الدلالة الوظيفيَّة مع مُحاولة الإفادة من الاتجاهات الحديثة في دراسة اللغة، وربط الاتجاهات القديمة بأحدث النظريَّات اللغوية الغربية متبعة الحيدة قدر الإمكان.
واتَّبعت في دراستي منهجَ الاستقراء الناقص؛ اعتمادًا على النُّصوص التي وردت في كتب التراث؛ نظرًا لأنَّ المناهج الحديثة المعاصرة بما فيها الوصفية اعتمدت في مُحاولة إعادة وصف اللغة على النُّصوص التي وردت في كُتُبِ القدماء.
وتنوعت فروعُ المادة العلميَّة ما بين كتب النَّحو، وكتب البلاغة، وكتب التفسير، وكتب علم اللغة، كما تنوَّعت مصادر المادة ما بين قديمة وحديثة.
الكلمات الدالة:
1- السياق.
2- الدلالة الوظيفية.
3- الدلالة النحوية.
4- الألفاظ.
5- القرآن الكريم.
نتائج البحث:
يُمكن الإشارة إلى بعضِ النَّتائج التي توصَّلت إليها الباحثة من خلال بحثها كالتالي:
1- إذا كانت نظرية السِّياق نظرية حديثة وليدة المدرسة الاجتماعيَّة الإنجليزيَّة على يد رائدها "فيرث"، إلاَّ أن جذورها تَمتد وتتشعب في التراث العربي.
2- اختلف مصطلح السياق بين النُّحاة العرب قديمًا وحديثًا، فهناك من لم يذكر السياقَ لَفْظَه، وإنَّما عبَّر عنه بلفظةِ الحال أو المقام، وهناك من ذكرَ السياقَ، واختلف مدلوله ما بين سياق لُغوي وسياق حالي.
3- المعاني النحويَّة من المفاهيم التي تباينت آراءُ النُّحاة حول نطاقها
4- تنشأ بين الوحدات اللغوية داخلَ التركيب علاقات أفقيَّة (سنتيجماتيكيَّة)، تلك العلاقات الأفقية قد تفوق الوحدات اللغوية نفسها أهمية؛ حيث إنَّ الميزة ليست في الوحدات اللغوية في ذاتها بقدر ما هي في العلاقة التي تربطها.
5- السمات النَّحْوية الخاصة بكل وظيفة نحوية مسؤولة بشكل كبير في تحديد الوظيفة النحوية للوحدة اللغوية داخلَ التركيب، والتي تتعدَّد بدورها خارجه.
6- تتنوع الأجناس النحوية تنوع اللغات.
7- أوجد النظام النحوي العربي ستَّ عشرةَ صورة للزَّمن، دالة على الفروق النسبية الدقيقة للزمن في العربية، يلعب السياق دورًا كبيرًا في تحديدها.
8- تقسيم النُّحاة العرب للجنس تذكيرًا وتأنيثًا لَم يأتِ مطابقًا للواقع، على ذلك ما يكشفه تعبير "المؤنث المجازي" من جانب ظاهرة الافتراق بين النَّوع على مستوى الواقع وعلى مستوى النحو؛ إذ يَعني هذا التعبير ما عُدَّ في اللغة مؤنثًا مِمَّا هو من قبيل المذكر في الواقع، كما يكشف (المؤنث اللفظي) عن جانب ثانٍ من هذه الظاهرة؛ إذ يراد به ما ورد مؤنثًا في اللفظ، مع أنَّ دلالته على التذكير، ومن جانب ثالث ما يكشفه ورود تاء التأنيث مع الفعل الذي ورد فاعله جمع تكسير
9- يُلاحظ في الاستعمال اللغوي العربي لفصيلة العدد بعضُ المفارقات، فعلى سبيل المثال قد يستعمل المفرد، ويراد به مقابل المثنى والجمع، وتارة يستخدم ويراد به مقابل الجملة أو شبه الجملة.
10- اختلف مدلول العدد في الواقع عنه في النحو؛ حيث يُلاحظ وقوع بعض المفارقات عند استخدام العدد في الاستعمال النَّحوي، على سبيل المثال قد يستعمل المفرد، ويراد به مقابل المثنى والجمع، وتارة يستخدم ويراد به مقابل الجملة وشبه الجملة... إلخ.
11- مُحاولة التوفيق بين الواقع والنَّحو في فصيلة العدد من المحال؛ لأنَّ القواعد النحوية لا تستطيعُ أن تحصر كل ما يرد في الواقع من تغيُّرات لفظية، يلجأ إليها المتكلِّم بالشكل الذي يراه مناسبًا في السياق المناسب.
12- يلعب السِّياق دورًا كبيرًا في انحراف الرُّتبة في العربة؛ اعتمادًا على العلاقة الإعرابيَّة كقرينة من قرائن السياق في أمن اللبس.
13- وجه النُّحاة كلَّ اهتمامهم إلى ضبط قواعدِ الحذف وتَحديد مواضعه وشروطه ومسوغاته، دون الاهتمام بالأغراض البلاغية، وهم بذلك يتَّفقون مع نظرة التمويليِّين للحذف.
14- الضَّمائر الشخصية والموصولة والإشارية وسائل مهمَّة من وسائل الترابط السياقي.
15- للسياق دورٌ مُهِم في تحديد الدلالة الوظيفية للوحدات التركيبية داخل السياق.
[1] وأين العلوم الإسلامية المعنية بالسياق؛ كعلم أصول الفقه وغيره حتى تكون نظرية السياق نظرية حديثة ظهرت في الغرب على يد فيرث؟!
[2] إذًا؛ ليست نظرية السياق جديدة.
اتعميم الفائدة ، نقلا منتدى الالوكة