يا ليل، الصب متى غــده
أ قـيـام الساعـة مـوعـده
رقــد الســــمَّـــار وأرقـه
أســفُُ لـلـبــيــن يــرددهُ
فـبـكــاه النجــم ورق لــه
مـمــا يـرعــاه ويرصــده
كـلـف بغــزال ذي هـيـفِ
خوف الواشيـن يشــرده
نصبت عـيـنـاي له شركاَ
في النوم فعـز تـصيـــده
وكفى عـجـباَ أني قـنـصُُ
للسرب سـبانــي أغيــده
ينضـو من مقـلـتـه سيفاَ
وكأن نعــاســـاَ يغـمـــده
فـيـريـق دم العـشـاق به
والــويـل لمـن يتـقــلـــده
كـلا لا ذنب لـمـن قـتـلت
عـينــاه ولـم تـقـتـل يـــده
يا من جحدت عيناه دمي
وعـلـى خــديـــه تـــورده
خداك قـد اعـترفا بـدمـي
فعــلام جـفونك تجـحــده؟
إني لأعـيـذك من قـتـلـي
وأظـنـــك لا تــتـــعــمـــده
بالله هب المشتاق كــرى
فـلـعـــل خيـالك يسـعـــده
ما ضرك لو داويت ضنى
صــبِ يـدنيـك وتبـعـــــده
لم يُبـق هـواك له رمـقــاَ
فـلـيــبـك عــلـيــه تعـــوًّده
وغـداَ يقضي أو بعد غـد
هـل من نظــرِ يــتــــزوده
يهـوى المشتاق لقـاءكـم
وصـروف الـدهــر تبعـده
ما أحلى الوصل وأعـذبـه
لــولا الأيــام تــنــكــــــده
بالبين وبالهـجــران فـيـا
لـفــؤادي كـيـف تجـلــده
وجدير والذكر ان الشاعر هو علي بن عبد الغني الفهري الحصري القيرواني، أبو الحسن
من شعراء العصر الأندلسي
توفي سنة 488 هـ / 1095 م
شاعر مشهور كان ضريراً من أهل القيروان انتقل إلى الأندلس ومات في طنجة حفظ القرآن بالروايات وتعلم العربية على شيوخ عصره.
اتصل ببعض الملوك ومدح المعتمد بن عباد بقصائد، وألف له كتاب المستحسن من الأشعار.
وهو ابن خالة إبراهيم الحصري صاحب زهر الآداب.
وقد ذاعت شهرته كشاعر فحل، شغل الناس بشعره، ولفت أنظار طلاب العلم فتجمعوا حوله، وتتلمذوا على يده ونشروا أدبه في الأندلس.
وكان الحصري بالرغم من إكثاره كتابة الشعر وتعيشه بمدائح الملكوك زهاء نصف قرن، وكتابته في مختلف أغراض الشعر حتى ترك أربعة دواوين، بالرغم من ذلك كله بقيت قصيدة ياليل الصب هي الاسم الثاني لأبي الحسن الحصري وهي اللفتة السانحة
التي نفحت اسمه البقاء.
أما دواوينه الأربعة فهي:
1 - ديوان مستحسن الأشعار وهو فيما قاله في المعتمد بن عباد
2 - ديوان المعشرات وهو شعره الفنِّي الغزلي،
يبتدئ كل بيت فيه بالحرف الذي يقفَّى به
3 - ديوان مختلف المناسبات
4 - ديوان اقتراح القريح واجتراح الجريح
ويشتمل على 2591 بيتاً في رثاء ولد له مات ولم يتم سن العاشرة، وكان إماماً في مسجد ناحيته، جامعاً لمعلومات يعجز عن إدراكها الكبار، وقد توفي وهو في حضنه، ووصف ذلك بقصائد تتفتت لها الأكباد
وله (اقتراح القريح واجتراح الجريح) مرتب على حروف المعجم في رثاء ولد له.
وله (معشرات الحصري) في الغزل.
وله (النسيب على الحروف والقصيدة الحصرية) 212 بيتاً في القراءت.
وله كتاب المستحسن من الأشعار
ولا أفاجئكم لو قلت إن القصيدة أطول بكثير مما كتبت,, القصيدة أساسا موضوعها المدح لكن شاع وذاع منها بضعة وعشرون بيتا في الغزل.فقد نظمها الشاعر اساسا في مدح
ابن طاهر صاحب مرسية، فعظمت مكانته عنده ومدحه شاعرنا بهذه القصيدة التي ذاعت شهرتها وطبقت الآفاق وتنافس الشعراء في معارضتها،
اما معارضات الشعراء لقصيدة (ياليل الصب متى غده) فتطول قائمة أسماء الشعراء الذين عارضوها فيما إذا أثبتنا أسماءهم ههنا.
إذ إن الكثير من أولئك المعارضين لا يُعرَف عنهم من شعرهم سوى أنهم كتبوا معارضة لـ (ياليل الصب)، حتى وجد من معارضيها من ضاع اسمه وبقيت معارضته،
وحتى وجد ثلاثة شعراء من أسرة واحدة ساهموا في معارضتها وهم فوزي معلوف وعيسى معلوف وقيصر معلوف، وقد أورد المرزوقي في كتابه 38 معارضة من مختلف العصور، أشهرها ولا شك معارضة الشاعر المصري الكبير أحمد شوقي الذائعة الصيت (مضناك جفاه مرقده)
ومنها معارضة أبي القاسم الشابي وخير الدين الزركلي وأحمد عبيد و أبي الهدى الصيادي والزهاوي وإسماعيل صبري و محمود بيرم التونسي