حين أفرش جناحيّ كطائر وأنظر إلى الدنيا
وأبدأ رحلة الهبوط
أرى البيوت نقطا مضاءة
وسطوحا متساوية الأضلاع
أمسك ريشتي وأسطر
في تلك النقطة سعادة كاملة
وهناك رجل يحتضن أطفاله
وتهتهز نفسه فرحا بهم
شيخ جافاه الليل
وامرأة في نقطة مضاءة
تحصي تجاعيد أيامها الخوالي
وباستحياء
تخفي دموعها
تحت نظارة طبية
لم تعد تميز
مابين السطور
الى الجنوب منها شيء يحاول
أن يخفي.....
أو هكذا ظهر لي
يعاتب نفسه
وكل يدلق لسانه من تحت نجمة
تلميذ يتصفح دفاتر أحلامه
مبتهجا بعلامة كاملة
عصفور يجلس
على شجرة "الفيسبوك"
مفكرا بالذي يخطر ببال تلك العصافير
فتاة تخيط ثوب عرسها الذي سترتديه
بعد مدة
قطرة مطر تسقط
على مهجة وردة
لتوقظها
من البرد والظلام
قطة في صندوق قمامة
تدفئ جرائها ..تموء
لا تعرف ماذا رمت الجارة من بقايا طعام
شاعر يغفو مابين السطور
بحثا
عن سماء بديلة
أكثر سعة
من سمائه الأولى
نملة تحمل قوت البرد بعرق تعبها
لحن حزين ينساب
من خلل نافذة مخلعة الأطياف
ولا قمر يدمى تحتها
دهان يجهز بيتا موزونا
لزبون يحتضر
بطاقة حافلة تداس بالأقدام
في المحطة الأخيرة
كتاب يتعفن في جدار غَزَتْهُ العناكب
عناكب أخرى بلا بيوت
أدركها الوهن
حدائق لم تقلم أظافرها
منذ قرون
سكين تهم بمعانقة جسد
تمهيدا لولادة جرح جديد
في جبين العالم
معطفي ملقى
على حافة كلمة
كلمة تمسك بيد أختها
لتصل الى أذن مناسبة
على هيئة جملة مفيدة
حائط يحلم
بنهار مشمس
وحمائم حميمة
تغسل أقدامها
بضوء بؤبؤ عيني
عجوز تنتظر خطى الأجل
لتعود الى صباها الأبيض
كلب باسط نباحه
بانتظار
لص يطرق باب الفراغ
أظل كطائر أفرش جناحيّ
بعد ختام رحلة الهبوط
أسبح في سري
وأفكر
في متاعب الخلائق
لمحتُ بياضا
ولّى شطره ينادي
بكاءه....غيّب القمر
سكتت الخلائق
تنصت له ..تسمع القرءان
يتلوا كلاما ..نبأ عظيم
انتبه الرجل وترك أطفاله
وقام بجانبه
والشيخ سبح لسماعه
والمرأة ابتسمت
واجتمع الكل
وسبح الله
صاح ديك الفجر
عاد اللص أدراجه
في حياء نزع قناعه
وقام معهم
لم يعجبني شيء من دنياكم تلك
إلا لوحة
سأنزل لأشارك فيها كرسم
أو كرسام
سأنبذ متاهات الحياة
بتلاوة القرءان
قبل أذان الفجر
يسمعني ربي
وتهتف الخلائق
سبحان الله
[center]
2012-12-16, 11:44
