بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين
من أسماء القرآن الكريم
مقدمة لقصة آدم عليه السلام
القرء بفتح القاف هو الاخراج وقولك أقرأ عليه السلام اي اخرجه والقيه عليه . وفي صحيح مسلم ( 2447
وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبدالرحيم بن سليمان ويعلى بن عبيد عن زكرياء عن الشعبي عن أبي سلمة عن عائشة أنها حدثته : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها إن جبريل يقرأ عليك السلام قالت فقلت وعليه السلام ورحمة الله
وسمي حيض المراة قرء وهو خروج الدم .
قال الله سبحانه وتعالى {وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاَثَةَ قُرُوَءٍ وَلاَ يَحِلُّ لَهُنَّ أَن يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِن كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُواْ إِصْلاَحاً وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكُيمٌ }البقرة228
والقرآن اشتقاق من الفعل قرأ وسمي بالقرآن لانه لم ينزل مكتوبا وانما قرأه جبريل عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم بامر الله سبحانه وتعالى وقرأه الرسول صلى الله عليه وسلم على الناس .
ويسمى القرآن قرآنا اذا أخرجت حروفه باللفظ .
واول كلمة نزلت من القرآن الكريم ( أقرأ ) وهي ليست بمعنى قراءة ماهو مكتوب وانما معناها اقرأ على الناس اي الق على الناس ما اوحي اليك .
وسميت قراءة ماهو مكتوب بالقراءة لان القارئ يخرج الحروف المكتوبة من الكتاب باللفظ .
والكتاب هو مارسمت حروفه على الورق وغيره .
قال الله سبحانه وتعالى {ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ }البقرة2
اما الذكر فهو ما حفظ في الذاكرة قال الله سبحانه وتعالى { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } الحجر9
لان جبريل عليه السلام نزل به وهو في ذاكرته وليس في كتاب وحفظ في ذاكرة الرسول صلى الله عليه وسلم وفي ذاكرة الصحابة رضي الله عنهم وفي ذاكرة المؤمنين من بعدهم الى ان تقوم الساعة بأرادة الله عز وجل .
وقال الله عز وجل { وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ }الأنبياء7
اي اسألوا الذين حفظوا العلوم الشرعية في ذاكرتهم وليس المسطرة علومهم في الكتب لان الحافظ للعلوم الشرعية يستطيع الحكم فيها لانها حاضرة في ذاكرته .
وقد سمى الله سبحانه وتعالى اليهود والنصارى ب ( أهل الكتاب ) لان التوراة والانجيل انزلت مكتوبة ولان اكثرهم لم يحفظواعلومهم في ذاكرتهم وانما في كتبهم فأكثرهم اهل كتاب وليسوا اهل ذكر .
قال الله سبحانه وتعالى {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }الجمعة5
فالقرآن له معناه والكتاب له معناه والذكر له معناه .
فاذا قال الله سبحانه ( الكتاب ) فهذا للاشارة الى رسم حروف القرآن الكريم واذا قال سبحانه ( القرآن ) فهذا للاشارة الى قراءته بلفظ حروفه واذا قال سبحانه ( الذكر) فهذا للاشارة الى حفظه في الذاكرة .
قال الله سبحانه وتعالى { وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً }الفرقان32
ورتلناه ترتيلا اي نزلنا هذه الاية قبل تلك وهذه السورة بعد تلك وهكذا .
{أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً }المزمل4
ورتل القران ترتيلا :- من معانيها :- واختر من اياته مايتناسب مع حال دعوتك للناس واقرأه عليهم .
ولذلك يجوز للداعي الى سبيل الله ان يقرأ الايات من هذه السورة او تلك بما يتناسب مع دعوته ليستشهد بها وان لم تكن بهذا التسلسل في الكتاب . ويجوز لقارئ القرآن ان يقرأ في الصلاة او في غيرها على سبيل المثال الفاتحة ثم الضحى مع ان هاتين السورتين ليس هذا ترتيلها في الكتاب او يقرأ ايات من سورة البقرة ثم يقرأ ايات من سورة المائدة وهكذا .
وهذا هو الترتيل فيجوز الترتيل في قراءة القرآن الكريم ولكن لايجوز ترتيل الكتاب على غيرما هو مرتل لان الله سبحانه وتعالى هو الذي رتله هكذا ففي كتابة القرآن الكريم تكتب كل سورة في موضعها وكل اية في موضعها وكل حرف في موضعه .
ولذلك قال الله سبحانه وتعالى ( ورتل القرآن ) وليس ( ورتل الكتاب )
وكذلك العالم اذا اراد معرفة حكم شرعي وهناك ايات عديدة تتعلق بهذا الموضوع فيجمع كل هذه الايات ويرتلها اي يجعلها اية بعد اية ليستنبط المعنى الذي يريد مع انها ليست هكذا في الكتاب .
وهكذا فعل علي بن ابي طالب رضي الله عنه في قضية المراة التي اتهمت بالزنا لانها ولدت بعد ستة اشهر من زواجها فجمع الايتين ورتلهما واستنبط الحكم . وكذلك ابن عباس رضي الله عنه واخرون .
13443 - عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال رفع إلى عمر امرأة ولدت لستة أشهر فسأل عنها أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال علي ألا ترى أنه يقول وحمله وفصاله ثلاثون شهرا وقال وفصاله في عامين فكان الحمل ها هنا ستة اشهر فتركها ثم قال بلغنا أنها ولدت آخر لستة أشهر
والحمد لله رب العالمين