عجبا لمن لا يؤمن بالله
أوليس هذا الكونُ البديعُ الجميل دليلا على الخالق الباري الصانع القوي الجليل؟
نظمتُ هذه القصيدة ـ وهي طويلة جدا تبلغ الآن حوالي 80 بيتا وأريد لها إن شاء الله أن تصير ألفية ـ ألتقط كلّ ما يدلّ على وجود الله
وهل هناك ما لا يدلّ على وجود الله؟
وكأن كلّ شيء في هذا الكون يدعوك ويقول لك: أنظر ألا ترى الله؟
رأيتك ربي
رأيتـكَ ربي ولستَ تُرَى
فأنتَ اللطيفُ وإنّي الثرَى
رأيتُ جـلالكَ فيما أرَى
خلقتَ الدُّنا وبَرأْتَ الورَى
***
رأيتكَ لما سمعتُ الهزارْ
كذا بلبلا عندما يُستـثارْ
وكلَّ طـيور الربيع التي
تُغنّي، تُـغرّد وجهَ النهارْ
***
رأيتكَ لما شممتُ العرارْ
ونسرينَ حول الخُزامى مُنارْ
وكلَّ زهـور الربيع التي
تألّـقُ لونًا بأبهى دِثـارْ
وهاتان رباعيتان أخريان أتعجب فيهما من سحر وجمال مخلوقين هما الزهر والطير وبينهما مخلوق أوسط هو زهر ولكنه يطير: الفراش.
كلّ هذا من إتقان ربي.
رأيتـكَ ربي ولستَ تُرَى
فأنتَ اللطيفُ وإنّي الثرَى
رأيتُ جـلالكَ فيما أرَى
خلقتَ الدُّنا وبَرأْتَ الورَى
***
رأيتكَ والطير في بهجةِ
يغرّد في الروح والأوبةِ
فبعض ينطّ على فننِ
وبعض يحوم بأجنحةِ
***
رأيتكَ والزهر في روضةِ
عليها فراشاتُ قد حطّتِ
فتبدو من الحسن في أعينِ
زهورا نمت فتطايرتِ
وألمح عظمة الله وقدرته وحكمته في الماء النازل من السماء، الذي يحيي به الله الأرض الموات . والماء واحد في نوعه ولكن ينبت الله به أنواعا من النباتات التي تختلف طعما ولونا. وهذا ما نظمته في هاتين الرباعيتين.
رأيتـكَ ربي ولستَ تُرَى
فأنتَ اللطيفُ وإنّي الثرَى
رأيتُ جـلالكَ فيما أرَى
خلقتَ الدُّنا وبَرأْتَ الورَى
رأيتك لما رأيتُ البخــارْ..... يصير سحابا ويعلو البحارْ
يجوبُ الفضاءَ على رُغمه...... يُساق بريح يميـنا يسارْ
رأيتك لمّا السَّما في انهمارْ..... بغيث يعمّ الفيافي القفـارْ
فتهتزّ ميتُ الأراضـي به ..... فتنبتُ زرعا بكلّ ازدهـارْ
رأيتـكَ ربي ولستَ تُرَى
فأنتَ اللطيفُ وإنّي الثرَى
رأيتُ جـلالكَ فيما أرَى
خلقتَ الدُّنا وبَرأْتَ الورَى
رأيتك لما رأيتُ الشجــرْ..... بدا في الشتا يابسا كالحجرْ
وحين يحلّ عليه الربــيعْ..... أراهُ اخضرارا علاه الثمـرْ
رأيتك لمّا رأيتُ المطــرْ..... وحيدا ويسقي ثمار الشجرْ
فيختلف الأكل عند الجميعْ..... ويختلف اللون عند الزَّهَرْ
وتعجب أيها الإنسان من بحرين أو قل صحراوين: البحر الأول كالصحراء في الاتساع، والصحراء الثانية كالبحر عند التيه والضياع، في الأول موج كالكثبان، وفي الثاني كثبان كالأمواج. هما ضدّان: رخو ويابس، ماء ورمل. وفيهما ضدان: هائج وهادئ. في كلا البحرين أو قل الصحراوين عطش وضياع، واستهداء في الليل بالنجوم. ولابد لاجتيازهما من وسيلة هذه الوسيلة ذات حدبة؛ الجمل: وهو ذو حدبة أو حدبتبن، والسفينة: وهي ذات شراع أو شراعين مدببة نحو الأعلى كالحدبة. على متن السفينة وعلى ظهر الجمل يحس الراكب بقلقلة يذهب ذات اليمين وذات اليسار، ويحدث ذلك لبعضهم دوار.
كل هذا دليل على وجود الله الحكيم البديع القوي .
ونظمتُ هذه المعاني في هذه الأبيات:
رأيتـكَ ربي ولستَ تُرَى
فأنتَ اللطيفُ وإنّي الثرَى
رأيتُ جـلالكَ فيما أرَى
خلقتَ الدُّنا وبَرأْتَ الورَى
رأيتك لمّا رأيتُ البحــارْ..... ومـدّا وجزرا وموجا يثارْ
يظلّ مِكرّا على شــاطئ..... على صخره يقبلُ الانكساَرْ
رأيتك لمّا رأيتُ القفــارْ..... وصحراءَ تمتّد مثل البحارْ
تمرّ بموج بها هــادئ ..... وكثـبانها ما لها من قراَرْ
رأيتـكَ ربي ولستَ تُرَى
فأنتَ اللطيفُ وإنّي الثرَى
رأيتُ جـلالكَ فيما أرَى
خلقتَ الدُّنا وبَرأْتَ الورَى
رأيتك يا لك من بــارئ..... إذا ما مضـيتُ إلى شاطئ
رأيتُ اجتماعا لضدّين فيه..... إذا هاج ماء إلى هــادئ
رأيتك يا لك من بــادئ..... وتبـًّا لساهٍ ومستهــزئ
إذا الرمل كالبحر يُجتاز فيه.....بذي حـدبة صابرٍ ظامئ
رأيتـكَ ربي ولستَ تُرَى
فأنتَ اللطيفُ وإنّي الثرَى
رأيتُ جـلالكَ فيما أرَى
خلقتَ الدُّنا وبَرأْتَ الورَى
رأيتك والكون فن بديع
نظيم رتيب مديد وسيع
حياة موات ثبات نمى
وكنه الثبات حراك سريع
فهل صدفة كان هذا الصنيع؟
وهل صدفة ظلّ يجري يطيع؟
وليس التكثر من طبعها
وهذا الدوام دليل البديع
رأيتـكَ ربي ولستَ تُرَى
فأنتَ اللطيفُ وإنّي الثرَى
رأيتُ جـلالكَ فيما أرَى
خلقتَ الدُّنا وبَرأْتَ الورَى
رأيتك والليل حين سجى
سدول السكينة تحت الدجى
فمن نامه كله قد خسر
ومن قد تهجّد فيه نجا
رأيتك في سجدة يرتجى
بها محو ذنب كليل سجى
أجرني من النار يا مقتدر
وما خاب عبد إليك التجا
عبد المجيد الجوزي