نسيم عابر(ق.ق.ج)

هب من جهة البحر ، تسلل بين جذوع الأشجار ، شاكس الأغصان، عبث بالأوراق ، اقتلع البتلات الواهية، سرق أريج الأزهار الغافية ،نهب شيئاً من البذور القاصية ، وطار بها بعيداً في السماء ،.... طارد الفراشات ، خربش على زغب العصافير ، انتعش في الظل، وعندما لامس سطح البركة ،ارتعشت، ثار قاعها الراكد، تموج ماؤها ، شهق محيطها، فقالت في تهور:
- أنا من سيضع له حداً.
تضخمت أمواجها وعلت،... علت حتى كادت أن تلامسه في عليائه ، لكنه استدار فجأة ورحل ، انكسرت أمواجها الواهمة على الضفاف ، وعاد قاعها إلى الركود وهو يحضن بفرح بذرة سرقها من النسيم العابث .

أشكرك عزيزتي ولاء على هذا المرور المبهج
دمت مبدعة

السيدة غالية : أعجبني النص ، فرأيت أن أخوض فيه احصاءا وتحليلا ، فأرجو احتمال الاطالة والثقل ،

28 الافعال
26 الأفعال الماضية
3 الافعال المضارعة
الافعال 16 منها لازم
25 اسم من البيئة والمحيط
6 اسماء افعال
61 كلمة ما بين اسم وحرف
مجموع الكلمات 89 كلمة
الباقي ظروف وأشباه جمل وروابط بين الكلمات والجمل .

إذا ما نثرنا هذه المفردات دون ترتيب ستكون هكذا : سرقها تسلل شاكس عبث اقتلع سرق نهب وطار طارد خربش انتعش ارتعشت ثار تموج شهق فقالت تضخمت وعلت علت كادت استدار ورحل انكسرت وعاد هب لامس سيضع تلامسه يحضن النسيم جذوع الأشجار الأغصان بالأوراق البتلات أريج الأزهار البذور السماء الفراشات زغب العصافير الظل سطح البركة قاعها ماؤها محيطها أمواجها أمواجها الضفاف قاعها بذرة البحر الواهية الغافية الراكد القاصية الواهمة العابث من من بها في على في في له في على إلى بفرح من جهة، بين ، ، ، ، ، شيئاً ، بعيداً ، ، ، وعندما ،، ، ، ، تهور: - أنا من حداً. ،... حتى أن علياءه ، لكنه فجأة ، ، الركود وهو .


وبعد : هذه جملة الألفاظ التي نسجت من خلالها القاصة غالية قصتها نسيم عابر وما كان لهذا الكم أو الكيف إلا أن ينتج هذه القصة وهذا الموضوع تميزت القصة بقلة أدوات الربط كأن النص يقول أنا لا أحتاج إلى أدوات تربط أطرافي ، وأعتقد هذه براعة ، فالكاتب دائما يستعمل أدوات للربط وللخوف من اللبس ، ولكن اذا لم يحتج الكاتب الى ادوات للربط فيعني هذا انه أجاد في اختيار الكلمات أو المفردات ،
أكثر الافعال التي استعملت كانت أفعال ماضية ، ولم تحتج القاصة الى فعل مضارع الا في نهاية القصة ، لأنها احتاجت الى فعل يحمل الديمومة والتواصل ، احتاجت الى زمن حي ، الفعل الذي استعملته في هذه المحطة " يحضن " ، فهذه القصة وإن ظهرت وكأنها أقصوصة فهي تحمل ما تستطيع الرواية حمله ، غير أن الموضوع الذي تتحدث عنه القصة ليس كما هو موجود بالعنوان ، فالعنوان نسيم عابر ، ولكن القاصة صرفت النظر عن موضوع القصة أو ما ترتكز عليه إلى هذا العنوان ، فكما فهمتُ ـ إن صح الفهم ـ الموضوع هو البذرة ، وليس النسيم ، وما النسيم الا وشاح لفت فيه هذه البذرة ، والبذرة كما أعتقد هي أساس في هذه الحياة ، فكل شيء مرجعه إلى بذرة ، والانسان نفسه يرجع الى البويضة وهي البذرة ، وأعتقد ان القاصة سارت على هذا الاساس ، ختمت القاصة قصتها بنقطة النهاية ، وأنا أدعوها بكل ود إلى أن تزيل النقطة ، لأن القصة سوف تبدأ من هنا ، أسف جدا على الاطالة .

دمت مبدعة .
ملاحظة : لقد أدرجت هذا التعليق على القصة نفسها في موقع القصة العربية وأعدت نشره لجمال النص وللفائدة إن وجدت ، طبعا مع بعض التعديل .

أشكرك أستاذ علي على تشجيعك الدائم