"أتسائل من منبر هذا المنتدى وأظن الكثير يتسائل ويشاطرني الرأي : لمــاذا في عالمنا العربي سلطة المفكــر مغيبة ؟ بل والأكثر من هذا - مقتولة- لمــاذا؟
فالملى عز وجل يدعونا للفكر والتدبر فى خلفه بسلطـــان - العقل - ولكن نحن وللأسف في عالمنا العربي نغنال هذا العقل.والبتالي تصدق الحكمة التالية " حيمنا تطلق العنان لفكرك فإنك بذلك تعجل بالرحيل لمنفاك".

ان مجرد ان تجعل للمفكر سلطة فقد منحته سوطا..
فالنخب في الوطن العربي لا تجيد الا البكاء على عقلها المغيب،و تطرح القضية دائما من وجهة نظر سياسية،
و بطريقة دونكيشوتية هزلية..فالمفكر العربي يبحث عمن يواجه بدلا عنه ( الصدام بالوكالة)..و يتناسى انه خريج مجتمعات النقل والتقليد
و لا يتكلف حتى مجرد المحاولة لاستحضار عقله الغائب.

اشكرك " مصطفى بوبكري " على الموضوع الذي هو من اهتماماتي شخصيا والخص كلامي في النص التالي:
يبدو أنه كان صادقاً في أقواله السيد ضياء الموسوي، وهو مفكر إسلامي بحريني في حواره مع السيد تركي الدخيل في برنامج إضاءات على قناة «العربية» في حلقة يوم الإثنين/29/3/2010/ بقوله: «البيئة العربية تطلق الرصاص على المبدعين» حيث يرى الموسوي بأنه "لا بد من مواكبة الدين للعصر"

شكرا اخي مصطفى على هذا الموضوع المهم الذي اعتبره محور حياتي
وللاسف البحث فيه ليس بالامر السهل بل قمة الصعوبة والشجاعة فاطلاق العنان للفكر والعقل للفهم والتحليل والتساؤل يجعل منا
ندخل دائرة الغرباء فمحاولة رفض واقع بافكاره المتناقضة والسطحية والمبنية على المصلحة والقوة والمادة واعادة صياغة افكار
اكثر وعي امر يجب النضال من اجله وتحمل تبعاته حتى تستطيع النخبة المفكرة قيادة الامة واقتلاع كل ما يهدد ديننا
واصالتنا وانسانيتنا الصادقة ...لكن هناك دائما امل في جيل جديد ونخب مفكرة لا يثنيها عن هدفها اي عائق

شكرا استاذ مصطفى على التساؤل والافتراض المحير فبيئتنا العربية لاترفض الجديد بكليته الا اذاتقاطع مع فقه الملائمة لماذابدات بهذا الجواب؟ في اعتقادي ان المثقف العربي قبل ان ياتي بالجديد المخالف لطبيعة القوم عليه ان يفحص قابليتهم للتحديث بعنى ما من المعاني عليه ان لايستعجل النتائج فاذا اجاب مثلا عن سؤال النهضة بغرض الرقي بمجتمعه لايتنظر التجسيد في يوم وليلة وانما عليه ان يفترض وينتظر

اشكر الزملاء الاعزاء على هذا الاثراء الرائع وشكرا على هذه الافكار الجهورية لكل من الاستاذ بلال والاستاذة السوسن والاستاذ بعثمان وكل من يحمل في طياته ينابيع هذا الفكر ........ولكن اقول حقا ان البحث في هذا المجال سيلقى صاحبه متاعب لا اول لها ولا اخر ولربما سيفضي الى الفناء - سواء كانت اغتصابا مثل ما حدث للمفكر يوسف الصديق بتونس ....او نفيا كما حدث مع ابوزيد في مصر .....والقائمة طويلة .........وانا اتفق مع زميلي الاستاذ عبد الله بعثمان انه علينا الا نتعجل النتائج ......ولكن الى متى ؟ فمنذ ابن رشد ....مرورا بالسيد قطب .....ونصر حامد ابو زيد ......واركون .....وأغلب المفكرين الذين لا يسع قلمي ذكرهم ......كلهم وضعوا بذورا وانتظروا الثمار ولكن انى لهذه البذور ان تنبت ؟ فقد اجتثت من اصلها ......هذا ما يولد لدينا ان البئة العربية ....لا ولن تقبل اي قفزة نوعية تسعى الى التقدم والتحرر ....بالنظر الى ادلجة السلطة الغالبة والقامعة لهذا الفكر الساعي نحو التحرر والتقدم .