ابراهيم بابا .عضو مشارك
البلد : المغرب ورزازات عدد المساهمات : 15 نقاط : 31 تاريخ التسجيل : 26/05/2012 المهنة : أستاذ
| موضوع: قصةقصيرة جدا. 2012-11-16, 19:43 | |
| سيق مثقلا. فرج رجليه مخافة وقوعه. امتد بصره بعيدا نحو لا شيء، ولا شيء معه سوى أرقام على صدر بذلته الحمراء القانية وظهرها. ارتسمت أمام ناظريه زنزانته الصغيرة الانفرادية. تبسم. تشابكت كفاه وبينهما قارورة ماء صغيرة. أخفض عينيه في اتجاه سلسلة قدميه. سرت في أخمصيهما شحنة شبيهة برعشة الموت الأولى.. انه الاعدام لا محالة.. شعر بالعياء. تمنى التوقف للحظة. تعالت زفرات أوتاره. رفع يديه نحو فمه. شرب شربة. أر اق بعضا من الماء على صدره. تسارعت نبضات قلبه.بلغ خط النهاية. حدق في رحابة الميدان. تقدم في اتجاهه شخصان. حرراه من أغلاله. حرك يديه في كل الاتجاهات. حرك قدميه. انتظر القناع الأسود والملثمين. بحث عن حلبة الرقصة الأخيرة . بحث عن أعواد المشانق. أرسل طرفه ولا شيء غير أفق ممتد. قفز. جرى لبضع خطوات. مشى ومشى طويلا. تاه في البطحاء. أخذ يجمع أرقامه التي تساقطت تباعا من على ظهره وصدره . ثبتها. بحث عن حريته، عن حياته. اشتاقت قدماه وكفاه الى سلاسلها وقيودها، فعاد يبحث عن زنزانته وبذلته الحمراء القانية. |
|
appetif مشرف عام
البلد : الجزائر عدد المساهمات : 1677 نقاط : 2883 تاريخ التسجيل : 15/06/2012 المهنة : appetif@hotmail.com
| موضوع: رد: قصةقصيرة جدا. 2012-11-16, 19:52 | |
| الليل ُ عجوزٌ هندي ٌ يرمقني من خلف القضبان.....وعناكب ُ تنسج أشراكا ً كالشرفة بزوايا الجدران باب الزنزانة تاريخ حفرته أصابع مخضوبة........ .والأرض جليد مسعور والسقف نزيز ورطوبة أيمن أبو شعر |
|
عزيزه المغربية *
البلد : المغرب عدد المساهمات : 1 نقاط : 1 تاريخ التسجيل : 19/12/2012
| موضوع: رد: قصةقصيرة جدا. 2012-12-20, 00:25 | |
| |
|
كيالي .عضو مشارك
البلد : المغرب عدد المساهمات : 11 نقاط : 17 تاريخ التسجيل : 26/01/2013
| موضوع: رد: قصةقصيرة جدا. 2013-01-27, 19:04 | |
| قصتك تصورني وأنا أعرج قد اعوج ساقاي بثقل الزمان.. وهي إذ تصورني تصور كل المعارف والجيران... روايتك لها دقيقة كدقة المطرقة تقع علينا ونحن نفترش السندان.. أنت هنا قد رسمت كل هو منتظر، مفترش للعراء مغطى بالأحزان..
عالمنا سجن كبير فيه سجون أصغر منه وليست صغيرة بالضرورة... وكلنا مكبلون، بمرور الزمن الذي لا يرحم، بالهموم التي لا تنتهي، بالأمية المستشرية في عقولنا.. بالمن - الإحساس الوحيد لدينا -، بالتطرف الفكري والكفري، بكل شيء... عالمنا لا يستوي إلا إذا سميناه شجنا، وألفناه فناء كبيرا ننتظر فيه ذوبان ما تبقى منا... |
|
محمد الصالح منصوري .عضو مشارك
البلد : الجزائر الحبيبة عدد المساهمات : 15 نقاط : 19 تاريخ التسجيل : 02/02/2013
| موضوع: رد: قصةقصيرة جدا. 2013-02-11, 21:40 | |
| - ابراهيم بابا كتب:
- سيق مثقلا. فرج رجليه مخافة وقوعه. امتد بصره بعيدا نحو لا شيء، ولا شيء معه سوى أرقام على صدر بذلته الحمراء القانية وظهرها. ارتسمت أمام ناظريه زنزانته الصغيرة الانفرادية. تبسم. تشابكت كفاه وبينهما قارورة ماء صغيرة. أخفض عينيه في اتجاه سلسلة قدميه. سرت في أخمصيهما شحنة شبيهة برعشة الموت الأولى.. انه الاعدام لا محالة.. شعر بالعياء. تمنى التوقف للحظة. تعالت زفرات أوتاره. رفع يديه نحو فمه. شرب شربة. أر اق بعضا من الماء على صدره. تسارعت نبضات قلبه.بلغ خط النهاية. حدق في رحابة الميدان. تقدم في اتجاهه شخصان. حرراه من أغلاله. حرك يديه في كل الاتجاهات. حرك قدميه. انتظر القناع الأسود والملثمين. بحث عن حلبة الرقصة الأخيرة . بحث عن أعواد المشانق. أرسل طرفه ولا شيء غير أفق ممتد. قفز. جرى لبضع خطوات. مشى ومشى طويلا. تاه في البطحاء. أخذ يجمع أرقامه التي تساقطت تباعا من على ظهره وصدره . ثبتها. بحث عن حريته، عن حياته. اشتاقت قدماه وكفاه الى سلاسلها وقيودها، فعاد يبحث عن زنزانته وبذلته الحمراء القانية.
بين الخروج من الزنزانة والعودة إليها أهدرت الحرية وضاق بالحرية هذا الفضاء الواسع لأن به من لا يبغون ريحها برغم قصرها حملت الكثير قصتك يا إبراهيم دمت ودام هذا الألق |
|