أصَرّينا..كُونوا مطمئنّون.من قلم:فتحي رمضان الأَغا.
في مؤتمرهم السادس ،حاولت أن أخلو بنفسي ،وأن أوفر لها جوًّا من الهدوء والسكينة كيما أُصغي، إلى ما يمكن اعتباره - في حسابات الحاسبين - أهم كلمتين سيُلقى "بهما" خلال المؤتمر،ناهيك عن حالة الترقب والانتظار التي سيطرت عليّ،كنت أنتظر أن أخرج بشيء ما ،أو بحصيلة من المعلومات السياسية،التفاوضية،الاقتصادية،الثقافية،على الأقل اللغوية،فأضيف إلى معجم مفرداتي الشخصية التي مللتها شيئا جديدا من "أفواه" الخطباء مفردات أستنير بها وتكون عونًا لي على مكابدة هذا الزمن...ولكن؟!ذلك أن قطبيّ الخطابة هما مدرسان سابقان جمعا من الخبرة والفطنة ما نفتقر إليه، لاحول لنا ولا حيلة،نفخر بالكلمة،وتُغنينا عن جل مطالبنا وتطلعاتنا،وحقوقنا ولكن ماذا؟؟.
وجدتني أستمع إلى المدرسَيْن السابقين ما بين سورية ومشيختيّ قطر ،والكويت ،وانتابتني هزة من الفرح والبهجة مرددا:سبحان من جعل من المدرسين والمدرسات ثوارا، ثيبات وأبكارا ،ومن خلفهما عبارة(ليُرفع الحصار عن غزة)..فكرت مليًّا في هذه العبارة،وتبين لى ذكاء مفرط في اختيار هذه العبارة بدقة من خلال بناء الفعل للمجهول؟،فهي لم تأت بصيغة الطلب المحض الصريح والمباشر،التي دأبنا عليها(على الأقل في كتب النحو الصفراء )التي تطلب وتأمر مباشرة بصيغة الأمر الأصيلة على شاكلة(وآتوا النساء صدقاتهن نحلة)(كلوا وارعوا أنعامكم)،بل جاءت بصيغة الطلب المحمول على غيره،التابع لمعنى آخر ؟فاللام هي لام الطلب،التي تكون لام أمر إن كان الطلب صادرا من الأعلى والأقوى إلى الأدنى والأضعف،أما إن كانت من الأدنى إلى الأعلى فهي لام الدعاء والاستجداء والذلة وقلة الحيلة، وإن كانت صادرة من مساوٍ،فهي لام الالتماس ،وبإمكان القاريء الكريم أن يسميها كما يشاء،بغض النظر عن تعقيدات النحاة والمدرسين، الذين فروا من جحيم التدريس وظلمات وعقارب القنفذة ونجران وجيزان وسبها،وسرت وأرياف دمشق،ومخيمات اللجوء إلى فردوس ونعيم ورفاهية ودَلال وحِنِّيَّة وبهجة مقاولات الثورة (حتى النسر)،وليختر لها اسما يتناسب ويتساوق مع الموقف: رفع الحصار عن غزة؟.
لكن اللافت للنظر أننا إزاء صيغة جديدة محدّثة لاستعمالات لام الطلب،لم ترد -وفق معلومات العبد الفقير-فيما يعتد به من اللسان العربّي ؟فقد وليها فعل مبني للمجهول،فكيف تأمر مجهولا أو مجهولين؟؟أولم يكتف القوم بطلب غير صريح ولا محض ولا مباشر بتجاوزهم صيغة الأمر الصريحة التي اعتادها المجتمع باستعمال فعل الأمر مباشرة(ارفعوا)؟أي مهزلة هذه ؟؟بلغت بنا المبالغ أن نعجز عن صيغة الطلب المباشرة التي تتناسب وخطورة الحصار؟؟
لماذا لم يكتبوا بصيغة المعلوم(لترفعوا الحصار عن غزة)أو بصيغة
لنرفع الحصار عن غزة)،وقد تكون الصيغة الأخيرة من أنسب الصيغ وأكثرها دلالة،إننا نقدر ونثمن هذه الخطوة وذلكم المطلب؟وكم سعدت لاستخدامها في هذا الجو الدولّي المتوتر،فمن يجرؤ على استخدامها هم قلة من الشجعان والفرسان،لكنني وجدت أن الحصار هو نائب فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره للفعل المضارع المبني للمجهول :يُرفع،وشعرت بشيء من كآبة؟؟لم بُني الفعل للمجهولِين في هذه العبارة اليتيمة البائسة التي أريد لها أن تكون هكذا،لم تحدد فعلا معلوما ولم تحدد الفاعلين،ولا المشاركين في هذا الحصار فقط،ولمن يوجه هذا الطلب أو الاستجداء،ويبقى غامضا مبنيا للمجهول،أو المجهولين،وعلينا أن نمارس بعضا من هوامش ديمقراطية الشعوب الفلسطينية‘في كتابتنا ،وفي كلامنا؟ ومن الضروري أن نتفق على صيغ نكتبها في المناسبات تتناسب وجلال الموقف وتتواكب والحدث،أما إن كان الأمر مجرد رفع عتاب وكلام×كلام ،فهناك صيغ أخرى للبيع أو للإيجار يمكن أن تستخدم مثل
ياليت!يرفع الحصار عن غزة - عسى أن يرفع الحصار عن غزة-لعله!يرفع الحصار عن غزة - هلاّ يرفع الحصار عن غزة - يرجى رفع الحصار عن غزة-ياليت شعري!!يرفع الحصار عن غزة - ثكلتكم أمهاتكم ارفعوا الحصار عن غزة!!نتسول رفع الحصار عن غزة)بما تحمله من دلالات الأمانيّ والترجي بمعزل عن قانون حظر التسول وراعيه ومبدعه! لمن كُتبت هذه العبارة في المؤتمر العتيد؟؟للعرب أم للأعجمين؟ولماذا لم تدون بلغات أخرى ؟كالانجليزية والفرنسية والطليانية واليونانية والعبرية، لينذر المدعوون قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون؟! وتكون بترجمة حرفية مبنية للمجهول حفاظا على دقة وأمانة النص القحطانيّ الأصيل ،صيغة مهلهلة مبنية للمجهول كتبت على استحياءٍ ومَخْجلة؟كتبت بالعربية كأنها موجهة لمن يفهمون العربية؟؟أم أن حصار غزة هو عربّي كنعانيّ بتفوق؟؟ولذا كتبت العربية لمن يفهمون العربية،أهو من باب الفشل والتسويق؟ .
أما أبو قريع فقد بدا كئيبا حزينا مهموما ومغموما،ومكروبا -فك الله كربه،وحقق له دولة واحدة لشعبين اثنين-؟-في كلمته التي ألقى بها دون أدنى قناعة،كان نصيبه من التردد والارتباك لا حد له،وهو غير ملوم؟؟هو غير ملوم بعدما ألقى ما فيه وتخلى أو تولى،لم يستحضر شيئا من خبرته ودربته في تعليم الصبيان بمشيخة الكويت،قبل أن يغدو ثائرا متمردا - وفق نشيد الشاعر هارون رشيد-الذي قال في يوم ما: أنا لي غدٌ ،وغدًا سأزحف ثائرا متمردا.. ثائرا متمردا على قيد المذلة ليكسره،تطبيقًا لمقولة:ولقد كسرت القيد..قيد مذلتي، ثم ينقلب إلى شريك مساهم ، يبدو أن أبا قريع قد طلّق إلى غير رجعة،طلاقا بائنا بينونة كبرى منهج "راس..روس " طلاقا لا يمكن أن يتدخل فيه االمشاوخ، فقال لأهل وسكان القطاع:كونوا مطمئنون؟!.
مطمئنون على ماذا؟وبأي صفة يأمرهم ،ومن الذي نصّبه؟،ذلك أن قطاع غزة ليس من موروثات مملكة بني هاشم ،مطمئنون على لحن اللسان وأخطائه..اللسان الذي لم تصقله خبرة ولا دربة معلم صبيان في مشيخة الكويت،ومقاول ذي عاج وعجاج ورواج،ومغانم وخراج-وشريك كامل الشراكة بمقاولة أم الجماهير المساهمة المحدودة،وصفقاتها التي اصطفق سياسية واقتصادية(عفوا الصفقات باسم "المنزمة"،وليس باسم أم الجماهير،إمعانا في الهرطقة والمخادعة والضلال والتضليل)،إلى أن مُنّ عليه بمكرمة ومنعمة صاحب السلطة الحصريّ ليكون شريكا كامل الشراكة في المنظمة، على كل هذه الأهمية والخبرة في مقاولة أم الجماهير؟ومذ متى كان هو ومن هم على الشاكلة إياها مصدر تطمين ،وبأيّ الصفات الحميدات المحمودات يخاطب أهل وسكان القطاع؟لماذا لم ينصِب خبر (كونوا )ليضفي بعضا من مصداقية على ما يقوله بفيه؟ ،إذ لم تسعفه ثقافة مدرس صبيان بمشيخة الكويت؟مطمئنين علام؟على الحصار أم على استكمال الجدار؟أم على الباطون؟أم على الهويات الزرقاء التي تضمن حرية الحركة؟ أم على مخزاة الشراكة الاقتصادية التي دمر بها شعبا بأكمله،ولم يرع فيه إلًّا ولا ذمة؟؟أم على نقص كل شيء من الدفتر والقلم وما هو أدنى وأكبر؟
أولم يسمع أبو قريع طوال عمله في خدمة تعليم الصبيان بمشيخة الكويت ماهو عمل كان الناسخة وأخواتها مضيًّا ومضارعةً وأمرا؟دعك من هذا كله، ألم يتلُ القرآن الكريم،أو يسمعه أولم يُتل عليه؟وما الحكمة من:كونوا مطمئنون؟؟ يلحن في قوله (ولتعرفنّهم في لحن القول)؟؟وفي النهاية يُمَنُّ عليه بتنفيذية المنظمة بعدما فشل أيما مفشلة في التشريعي والوزارة وتعبئة وتنظيم أم الجماهير؟على مدار هذا العمر المديد ألم تمر عليه آية في البيان العالي {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ }المائدة8- {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ }النساء135{قُل كُونُواْ حِجَارَةً أَوْ حَدِيداً }الإسراء50،-(ليس حجارة في جدار الفصل الذي يبتنيه جيراننا،ولا حديدا في المواسير العبثية) { كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ }آل عمران79-؟ على أي حال من أراد أن يتفصحن،فذاك شأنه،ومن شاء من المقاولين المستورثين أن يستخدم صيغة الأمر من فعل الكينونة مسندا إلى واو الجماعة ليثلج صدور أهل القطاع وسكانه،فليدققنّ النظر في الآيات الكريمات السابقات،وليضعنّ في ذهنه أن واو الجماعة تلك هي اسم كُنْ وهو فعل أمر مبني على السكون،حذفت عينه من وسطه لأنه أجوف مثل :قُلْ،(كف الله عنا وعنكم شر الجَوَف،أو الاجوفاف)،وحتى يمكن التخلص من التقاء الساكنين(الذي يحظره اللسان العربي،على أساس منطقيّ صرف،إذ كيف يلتقي ساكنان،بمعني لو كنتم ساكنين في المقاطعة النورانية الشرعية،ونحن في القطاع الظلاميّ الإنقلابيّ ساكنون،فكيف نلتقي؟لابد أن يكون أحدنا متحركا ليلتقي مع الساكن،أو على الأقل أن نكون متحركين لنلتقي في القاهرة أو السنغال،أو في اليمن السعيد أو دوحة المدائن)،ولما أريد إسناده لواو الجماعة تحتم عودة تلكم الواو المحذوفة لانتفاء السبب في حذفها،فصارت واو الجماعة اسما لفعل الأمر الناسخ،وبالتفصيل الممل:الواو ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع اسم الفعل الناسخ،أما مطمئنون على النحو الذي أورده نطقا السيد أبو قريع - دام ظله -،فلا مخرج لها البتة سوى النصب،ولن يستطيع كل مشاوخ القطاع العام،ولا حملة حقيبة الأوقاف والقضاء من لدن سالفهم حتى خالفهم،أولهم وآخرهم،كبيرهم وصغيرهم رفيعهم ووضيعهم،فارّهم ومن ولّى دبره ونكص على عقبيه يوم غزة،وما...ما يوم غزة بِسِرّ، كل المحافظين والملء الكريم والحواريون ،فضلا عن الأزهر والمعاهد الأزهرية في القطاع لن يخرّجوا هذه المسألة إلا بمرسوم رئاسيّ،أو بقانون من المجلس التشريعيّ المعطل،يجيز رفع خبر كان الناقصة،وعلى فرض أن نترك كل هذا الهرج،ونلغي كان وأخواتها،فهل لو استخدم أبو قريع فعلا تاما على شاكلة:ناموا،احلموا،اسبحوا،تمتعوا،كلوا وارعوا أنعامكم، التي لا علاقة لها بكان وأخواتها،فما الذي سيقوله بعد أي فعل من أفعال الأمر التامات السابقات التي لا تحتاج خبرا؟نفس المأزق فلن يفلت من ضرورة نصب "مطمئنين" على الحال،سواء استعمل الخطيب الفذّ الأفعال الناسخة،أو التامة فالنصب حتميّ؟وعلى فرض أن الخطيب الفذ قدم مطمئنين(مطمئنون)،وقال:مطمئنون كونوا!فلا مخرج ولا تأويل لرفعه،اللهم إلا إذا قال:أنتم مطمئنون،رفعا بالواو على الخبرية؟ليته قال: اطمئنوا،وصمت،لما كلفنا هذا العناء في البحث عن مخارج لخطأ معيب، ومع ذلك يتلعثم معلم الصبيان للمرة الثانية حين يترحّم على شفيق الغول!؟ يقصد الحوت ،ولمَّا يفرقْ ما بين الغول والحوت،فأدخَلَنا في عالم الغيلان والحيتان؟!.
تلك إذن كرة خاسرة،وإذا به يفشل في انتخابات وفجأة ينقلب مسرورا عضو لجنة تنفيذية مُعيّنا تعيينابصفته مِن؟ من المستقلين؟؟؟ وفق مرئيات صاحب السلطة الحصريّ ومؤسسها، غير منتخب "ولا يحزنون" كما يقول الرواة الشعبيون،منن وكرامات ومكرمات ؟ حان دور "أبو مازن" ،حيَّا أهل وسكان القطاع،وشدَّ على أيديهم ووعدهم وُعُودًا وعُودَا،وكان الوَعُود،شرع في صب نار لسانه على خصومه،وأعداء العشيرة من الظلاميين الانقلابيين،الذين اختطفوا مشروعه وشركاه؟إذ لا يعقل بعد أربعين سنة أن تفلت كل هذه المكارم النضالية؟ فقال
سوى الفشلَ)، فتح ما بعد "سوى" ليضع كاتب هذه السطور في مأزق:أإعرابا أم بناءً أراد بذلكم الفتح؟ ،ذلك أن ما بعد سوى يُجَرُّ بالإضافة ، وفق ما علَّمَنَا المعلمون الأساتذة :في الرابع: سميح العصار،وفي الخامس:قاسم العبادلة،وفي السادس:محمد الجبور،وفي الإعدادية :فضل عطا الله،محمد أبو العمرين،وعمر الأغا وفي الثانوية:عمر بربخ،إبراهيم الحانوتي،محمد أبوداوود،وفي الجامعة الأساتذة:أمين السيد،عبد الله درويش،عبد العليم إبراهيم،محمد عيد،كمال بشر،تمام حسان،أحمد شلبي،أحمد الحوفيّ،فهل صدر مرسوم المراسيم فأجاز فتح ما بعد سوى في مناطق الحكم الذاتي المحدود؟وهل استشيرت دول الجوار ولجنة المتابعة العربية،ودول مجلس تعاون الخليج "العرفرسي"؟ ولكنه وليّ الأمر؟.
بقيت عينةٌ أخرى في قوله
وأصرينا!)،وهذه الطريقة في إسناد الفعل المضعف الثلاثي،ليست حكرًا على راعي المشروع الوتني ،بل يقع فيها ويتداولها كبار الرعاة والرعيان لقد وهم " السيد الرئيس "-كما يقول الطيب عبد الرحيم - أن إسناد "أصرَّ" يكون بهذه (الطريئة)،وهذا يدفعنا لمحاولة معرفة الفعل من ناحية الصواب،وناحية الخطأ،فالفعل مضعّف ،بينما وَهِمَ أبو الجماهير أنه فعل ناقص،فأسنده إلى "نا" الفاعلين ليكون: أصرينا،على توهّم أن الفعل المراد هو: أصَرّى ،يشار هنا إلى ما يحدث من لبس وخلط بين الفعل الناقص،وبين الفعل المضعف حين الإسناد لواو الجماعة على نمط ما يكرره بعض الملأ حين يسند مضعف الثلاثي مجردا ومزيدا إلى واو الجماعة، والإشارة هنا إلى ما يقع فيه أدعياء المتحدثين والخطباء حين إسناد مضعف االثلاثي إلى الضمائر خاصة تاء الفاعل،ونا الفاعلين،نون النسوة من ضمائر الرفع المتحركة حيث يقال:أصرّيت،أصرّينا،استمدينا، والصواب أصررنا،أصررت،ولا ندري من أين جيء بهذه الياء،وليس لها وجود في بنية الفعل الأساسية،وقد يكون على وهم أن أصرّ فعل ناقص "مُنتهٍ بحرف علة"(أصرّي)،فلم عومل المضعف معاملة الناقص؟؟؟ونظرا لأن "أبو مازن" يقرأ القرآن الكريم -كما أعلن- في حله وترحاله،فلربما لم يستفد كثيرا في أن تسعفه تلكم"القراءة"،شأنه شأن ملايين القارئين وبين يديه آيات كريمات من البيان العالي حول إسناد المضعف إلى الضمائر،حتى يستريح الطيب،ونمر أبو حماد والمشاوخ والخَطَبَة المحيطون من عناءالبحث والتصويب :{ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً }المائدة3 أولم يتل ما جاء على لسان نوح على نبينا وعليه السَّلام { ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَاراً } نوح9، أسر هي نفس أصر من حيث التضعيف؟ وكذلك الفعل: أقَرَّ { وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ } آل عمران81 والفعل أتَمَّ:{وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاَثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً }الأعراف142والفعل أحَلَّ {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ }الأحزاب50، وغير ذلك من آيات البيان العالي . إن على وسائل إعلام الشعوب الفلسطينية في كافة جناحين أو أجنحة وإن شئت-جنحان- الوطن أن تحترم نفسها،وأن تحترم مستمعيها ومستمعاتها،وأن تحترم اللسان العربي،ولا تنغص علينا أسماعنا ولا تفسد الذوق العام بهذا الهرج اليوميّ الذي لا تربطه أدنى علاقة باللسان العربيّ،فحسب القوم من المفشلة والمخفقة ما هم غارقون فيه من عشوائية وتخبط واختصام.
ومن هنا ضرورة اختيار مذيعين ومتحدثين وناطقين وخطباء منابر ومحللين ومحاضرين أكفاء،يعطون اللسان العربي حقه، ولا يتلعثمون وهم يبحثون عن مخرج من مأزق لغويّ وقعوا فيه،على شاكلة السيد أبو قريع حين خاطب أهل وسكان قطاع غزة بكل شموخ في مؤتمره السادس بعبارة(كونوا مطمئنون!!)أو على شاكلة رئيس السلطة حين قال في المناسبة إياها
أصرينا)،واللوم كل اللوم ليس على جماهير المراجعين والنساخين والمستشارين المحيطين عن اليمين وعن الشمال عزين، بل على مقاولة التربية والتعليم في سلطة الحكم الذاتيّ المحدود التي لم تُهْدِ نُسخًا من مقرر الصف السادس في مباديء النحو والصرف،ليراجع الأول عمل كان وأخواتها، ويحفظ قاعدتها ويحل تمارينها،ويتدرب على إعمالها مضيّا ومضارعة وأمرًا ،ثم ليتصدى بعد ذلك وينفخ أوداجه ويخاطب أهل وسكان القطاع بلسان عربي سليم ،وليراجع الثاني باب إسناد الأفعال إلى ضمائر الرفع المتصلة،ويركز على إسناد الفعل المضعف الثلاثيّ إلى ضمائر الرفع المتحركة ومنها نا الفاعلين ،حتى يفك تضعيف الفعل عن بيِّنة،,ولا يعاملنَّ المضعف معاملة الناقص. حدثنا شيخنا وأستاذنا الدكتور كمال بشر-طال عمره-أن البريطانيين استَخَفُّوا برئيس الوزراء تشرشل في سنة 1956م.أثناء العدوان الثلاثي على مصر وقطاع غزة حين خطب فيهم قائلا:We fight for liberty and freedom!!،ولعل من يفقهون المفردات والمعاني والدلالات في لسان الأعجمين يدركون سر تلكم السخرية والاستخفاف .
إن على وسائل إعلام الشعوب الفلسطينية بكل مواهبها ومشاربها وشتى أنماط شرعياتها أن تهب من ذاك السبات العميق الذي تغطُّ فيه،وهي غير ملزمة ولا مضطرة أن تعرض علينا ناطقيها ومحلليها وخطباءَها الذين لا يجيدون الحديث باللسان العربيّ،وعليها أن تكفَّ عن هذا اللغو سواءً ضمن : دولتين لشعبين،أو دولة واحدة لشعبين وفق مرئيات أبو قريع الأخيرة، ذلك أن اللسان العربيّ يجب أن يحترم وأن يصان من العبث به أَيًّا كان الفصيل، وكذا الرصيد والمرصود؟!!.