بسم الله الرحمن الرحيم
أحباب رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألقابهم وشهرتهم ....
أبو تراب :هو علي بن أبي طالب فقد دخل علي على فاطمة -رضي الله عنهما- ثم خرج فاضطجع في المسجد ، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- ( أين ابن عمك )قالت في المسجد )فخرج إليه فوجد رداءه قد سقط عن ظهره ، وخلص التراب إلى ظهره ، فجعل يمسح التراب عن ظهره فيقول ( اجلس يا أبا تراب )مرتين
أبو المساكين:هو جعفر بن أبي طالب يقول أبو هريرة ( كان خير الناس للمساكين جعفر بن أبي طالب )
أبو الحُسام:هو حسّان بن ثابت لمناضلته بشعره عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، ولتقطيعه أعراض المشركين
أرق الناس أفئدة:هم وفد الأشعريين فبعد فتح خيبر ،قدم وفد يقرب من بضعة وخمسون من أهل اليمن سماه الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالأشعريين وبأنهم أرق الناس أفئدة
أسد اللههو حمزة بن عبد المطلب
أم المساكين :هي أم المؤمنين زينب بنت خزيمة
أمين هذه الأمةهو أبو عبيدة بن عامر بن الجراح فقد قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- " لكل أمة أمينا وأميننا أيتها الأمة أبوعبيدة عامر الجراح )
ابـن أم عبـد:هو عبد الله بن مسعود فقد كان ينسـب الى أمـه أحيانا فيقال ( ابـن أم عبـد )كوأم عبـد كنية أمه -رضي الله عنهما-
إمام المهاجرين:هو سالم مولى أبى حذيفة فقد كان إمامـاً للمهاجريـن من مكة الى المدينة طوال صلاتهم في مسجد قباءك
البحر:هو عبد الله بن العبّاس
ترجمان القرآن:هو عبد الله بن العبّاس
جامع القرآن:هو زيد بن ثابت
حاجب الكعبة المعظّمة:هو شيبة بن عثمان
حب رسول الله:هو زيد بن حارثة
الحب بن الحب:هو أسامة بن زيد
حَبْرُ الأمة:هو عبد الله بن العباس
حواري الرسول:هو الزبير بن العوام ففي يوم الخندق قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- مَنْ رجلُ يأتينا بخبر بني قريظة ؟)كفقال الزبير: أنا ،فذهب ، ثم قالها الثانية فقال الزبير :أنا،فذهب ، ثم قالها الثالثة فقال الزبيـرأنا فذهب ، فقال النبـي -صلى الله عليه وسلم- لكل نبيّ حَوَارِيٌّ، والزبيـر حَوَاريَّ وابن عمتي
خادم رسول الله:هو أنس بن مالك
خطيب رسول الله:هو ثابت بن قيس
ذات النطاقين:هي أسماء بنت أبي بكر
ذو الجناحين:هو جعفر بن أبي طالب فقد أخذ الراية يوم مؤتة بيمينه فقطعت ، فأخذها بشماله فقطعت ، فاحتضنها بعضديه حتى قتل ، وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة ، فأثابه الله بذلك جناحين في الجنة يطير بهما حيث شاء
ذو النور :هو الطُّفيل بن عمرو الدّوسي فقد كان في رأس سَوْطه نور كالقنديل المعلّق ، كان يُضيء في الليلة المظلمة له
ذو النورين:هو عثمان بن عفان فقد تزوج من رقيـة بنت رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- ولما توفيـت تزوج أختها أم كلثـوم فسمي ( ذي النورين )
ساقي الحرمين :هو العباس بن عبد المطلب ففي عام الرمادة خرج أمير المؤمنين عمر والمسلمون معه الى الفضاء يصلون صلاة الإستسقاء فوقف عمر وقد أمسك يمين العباس بيمينه ، ورفعها صوب السماء وقال اللهم إنا كنا نستسقي بنبيك وهو بيننا ، اللهم وإنا اليوم نستسقي بعمِّ نبيك ، فاسقنا )ولم يغادر المسلمون مكانهم حتى جاءهم الغيث ، وهطل المطر ، وأقبل الأصحاب على العباس يعانقونه و يقبلونه ويقولون ::هنيئا لك ساقي الحرمين
سِداد البطحاء:هو صفوان بن أمية فقد كان أحد المطعمين
سيد الشهداء:هو حمزة بن عبد المطلب
سيد الفوارس:هو أبو موسى الأشعري ففد كان موضع ثقة الرسول وأصحابه وحبهم ، فكان مقاتلا جسورا ، ومناضلا صعبا ، يحمل مسئولياته في استبسال جعل الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول عنه سيد الفوارس أبوموسى
سيد المسلمين:هو أبي بن كعب فقد قال عنه عمر بن الخطاب أبي سيد المسلمين فغدا بين الناس معروفاً بذلك
سيدا شباب الجنة:هما الحسن و الحسين
سيف الله المسلول:هو خالد بن الوليد ففي غزوة مؤتة قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله ، حتى فتح الله عليهم )فسمي خالد من ذلك اليوم سيف الله
شاعر الرسول :هو حسّان بن ثابت
الشعار:هم الأنصار ( أهل المدينة المنورة )
صاحب سر الرسول:هو حذيفة بن اليَمان
صاحب سر الرسول ( صاحب السواد ):هو عبد الله بن مسعود
صاحب نعلى رسول الله:هو عبد الله بن مسعود فقد كان يدخلهما في يديه عندما يخلعهما النبي -صلى الله عليه وسلم-
صاحب وسادة رسول الله ومطهرته:هو عبد الله بن مسعود
الصديقك :هو أبو بكر الصديق فقد صدّق الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الإسراء والمعراج
طلحة الجود:هو طلحة بن عبيد الله فقد أسماه الرسول -صلى الله عليه وسلم- طلحة الجود في حنين
طلحة الخير:هو طلحة بن عبيد الله فقد أسماه الرسول -صلى الله عليه وسلم- طلحة الخير في غزوة أحد
طلحة الفياض:هو طلحة بن عبيد الله فقد أسماه الرسول -صلى الله عليه وسلم- طلحة الفياض في غزوة العشيرة
العتيق:هو أبو بكر الصديق فقد قال له الرسول -صلى اللـه عليه وسلم- أنت عتيق الله من النار )
الفاروق:هو عمر بن الخطاب فبعد أن أسلم عمر خرج ومعه المسلمون ودخلوا المسجد الحرام وصلوا حول الكعبة دون أن تجـرؤ قريش على اعتراضهم أو منعهم ، لذلك سماه الرسول -صلى الله عليه وسلم- ( الفاروق ) لأن الله فرق بين الحق والباطل
فتى الكهول:هو عبد الله بن العباس فقد كان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يحرص على مشورته ويلقبه ( فتى الكهول )
كاتب رسول الله:هو زيد بن ثابت
الكامل:هو سعد بن عُبادة فقد كان يحسن العَوْمَ والرمي فسمي بالكامل
لقمان الحكيم :هو سلمان الفارسي فقد كان علي بن أبي طالب يلقبه بلقمان الحكيم فقال عنه ( ذاك امرؤ منا وإلينا أهل البيت ، من لكم بمثل لقمان الحكيم ؟أوتي العلم الأول والعلم الآخر ، وقرأ الكتاب الأول والكتاب الآخر ، وكان بحرا لا ينزف )
مؤذن الإسلام :هو بلال بن رباح الحبشي
مرضعة الرسول:هي حليمة السعدية
مولاة الرسول وأم إبراهيم :هي مارية القبطية
مولاة الرسول وحاضنته :هي أم أيمن
نسيج وحده:هو عمير بن سعد
************************************************** **********************************************
مناقبهم وصفاتهم
التواضع
ترامى الى سمع أبو عبيدة بن الجراح أحاديث الناس في الشام عنه ، وانبهارهم بأمير الأمراء ، فجمعهم وخطب فيهم قائلا يا أيها الناس ، اني مسلم من قريش ، وما منكم من أحد أحمر ولا أسود ، يفضلني بتقوى الا وددت أني في اهابه !!) وعندما زار أمير المؤمنين عمر الشام سأل عن أخيه ، فقالوا له ( من ؟)قال :أبوعبيدة بن الجراح )وأتى أبوعبيدة وعانقه أمير المؤمنين ثم صحبه الى داره ، فلم يجد فيها من الأثاث شيئا ، الا سيفه وترسه ورحله ، فسأله عمر وهو يبتسم :ألا اتخذت لنفسك مثلما يصنع الناس ؟)فأجاب أبوعبيدة يا أمير المؤمنين ، هذا يبلغني المقيل )
الزهد
وعن جُندب بن عبد الله البجلي قال : أتيت المدينة ابتغاء العلم ، فدخلت مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فإذا الناس فيه حَلَقٌ يتحدّثون ، فجعلت أمضي الحَلَقَ حتى أتيتُ حلقةً فيها رجل شاحبٌ عليه ثوبان كأنّما قـدم من سفرفسمعته يقول هلك أصحاب العُقدة ورب الكعبة ، ولا آسى عليهم )أحسبه قال مراراً فجلست إليه فتحدّث بما قُضيَ له ثم قام ، فسألت عنه بعدما قام قلت ( من هذا ؟)قالوا هذا سيد المسلمين أبي بن كعب )فتبعته حتى أتى منزله ، فإذا هو رثُّ المنزل رثُّ الهيئة ، فإذا هو رجل زاهد منقطعٌ يشبه أمره بعضه بعضاً
لقد كان سعيد بن عامر صاحب عطاء وراتب كبير بحكم عمله و وظيفته ، ولكنه كان يأخذ ما يكفيه وزوجه ويوزع الباقي على البيوت الفقيرة ، وقد قيل له توسع بهذا الفائض على أهلك وأصهارك )فأجاب ولماذا أهلي وأصهاري ؟0لا والله ما أنا ببائع رضا الله بقرابة )0كما كان يجيب سائله ::ما أنا بالمتخلف عن الرعيل الأول ، بعد أن سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول ( يجمع الله عز وجل الناس للحساب فيجيء فقراء المؤمنين يزفون كما تزف الحمامك فيقال لهم : قفوا للحساب،فيقولون : ما كان لنا شيء نحاسب عليه،فيقول الله : صدق عبادي،فيدخلون الجنة قبل الناس .
هم سلمان الفارسي -رضي الله عنه- ببناء بيتا فسأل البناء : كيف ستبنيه ؟وكان البناء ذكيا يعرف زهد سلمان وورعه فأجاب قائلا لا تخف ، إنها بناية تستظل بها من الحر ، وتسكن فيها من البرد ، إذا وقفت فيها أصابت رأسك ، وإذا اضطجعت فيها أصابت رجلك )000فقال سلمان نعم ، هكذا فاصنع )000
جاءت هدية لعبدالله بن عمر من أحد إخوانه القادمين من خُراسان حُلة ناعمة أنيقة وقال له ( لقد جئتك بهذا الثوب من خراسان ، وإنه لتقر عيناي إذ أراك تنزع عنك ثيابك الخشنة هذه ، وترتدي هذا الثـوب الجميل )000قال له ابـن عمر ( أرِنيـه إذن )000ثم لمسه وقال ( أحرير هذا ؟)000قال صاحبه لا ، إنه قطن )000وتملاه عبد الله قليـلا ، ثم دفعه بيمينه وهو يقول لا إني أخاف على نفسي ، أخاف أن يجعلني مختالا فخورا ، والله لا يحب كل مختال فخور )000
وأهداه يوما صديق وعا مملوءاً ، وسأله ابن عمر :ما هذا ؟ككقال هذا دواء عظيم جئتك به من العراق )000قال ابن عمر وماذا يُطَبِّب هذا الدواء ؟)000قال يهضم الطعام )000فابتسم ابن عمر وقال لصاحبه يهضم الطعام ؟000إني لم أشبع من طعام قط منذ أربعين عاما )000 لقد كان عبد الله بن عمر-رضي الله عنهما- خائفا من أن يقال له يوم القيامة أَذْهَبتم طيّباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها )000كما كان يقول عن نفسه ما وضعت لَبِنَة على لَبِنَة ولا غرست نخلة منذ توفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-)ويقول ميمون بن مهران دخلت على ابن عمر ، فقوّمت كل شيء في بيتـه من فراش ولحاف وبساط ، ومن كل شـيء فيه ، فما وجدتـه يساوي مائة درهم )
الدعوة المجابة
عن ابن عباس -رضي الله عنه- قال : قال عمر بن الخطاب: اخرجوا بنا إلى أرض قومنا قال : فخرجنا فكنت أنا وأبي بن كعب في مؤخَّر الناس ، فهاجت سحابة ، فقال أبيُّ اللهم اصرف عنّا أذاها )فلحقناهم وقد ابتلّت رحالهم ، فقال عمر أمَا أصابكم الذي أصابنا ؟)قلت : إن أبا المنذر دعا الله عزّ وجلّ أن يصرف عنّا أذاها،فقال عمر ألا دعوتُمْ لنا معكم ؟!)
كان سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه-إذا رمى عدوا أصابه وإذا دعا الله دعاء أجابه ، وكان الصحابة يردون ذلك لدعوة الرسول -صلى الله عليه وسلم- له : اللهم سدد رميته ، وأجب دعوته ويروى أنه رأى رجلا يسب طلحة وعليا والزبير فنهاه فلم ينته فقال له : إذن أدعو عليك )فقال الرجل :أراك تتهددني كأنك نبي !)فانصرف سعد وتوضأ وصلى ركعتين ثم رفع يديه قائلا : اللهم إن كنت تعلم أن هذا الرجل قد سب أقواما سبقت لهم منك الحسنى ، وأنه قد أسخطك سبه إياهم ، فاجعله آية وعبرة )فلم يمض غير وقت قصير حتى خرجت من إحدى الدور ناقة نادّة لا يردها شيء ، حتى دخلت في زحام الناس ثم اقتحمت الرجل فأخذته بين قوائمها ، ومازالت تتخبطه حتى مات
كان سعيد بن زيد-رضي الله عنه- مُجاب الدعوة ، وقصته مشهورة مع أروى بنت أوس ، فقد شكته الى مروان بن الحكم ، وادَّعت عليه أنّه غصب شيئاً من دارها ، فقال ( اللهم إن كانت كاذبة فاعْمِ بصرها ، واقتلها في دارها )فعميت ثم تردّت في بئر دارها ، فكانت منيّتُها
كان عُقبة بن نافع مُجاب الدعوة فلمّا وجّه إلى افريقية عام ( 50 هـ ) ، غازياً في عشرة آلاف من المسلمين ، فافتتحها واختطّ قيروانها ، وقد كان موضعه بستاناً واسعاً ، لا ترام من السباع والحيات وغير ذلك من الدّواب ، فدعا الله عليها ، فلم يبقَ فيها شيء مما كان فيها إلا خرج هارباً بإذن الله ، فقد وقف و قال : يا أهل الوادي ، إنّا حالون -إن شاء الله- فاظعنوا )ثلاث مرات ، قيل فما رأينا حجراً ولا شجراً ، إلا يخرج من تحته دابّة حتى هبطن بطنَ الوادي )ثم قال للناس ( انزلوا باسم الله )فأسلم خلق كبير من البربر
السخاء والجود
لقد سميت أم المؤمنين زينب بنت جحش -رضي الله عنها- بأم المساكين ومفزع اليتامى وملجأ الأرامل ، وقد اكتسبت تلك المكانة بكثرة سخائها وعظيم جودها ، وقد قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- لنسائه : أسْرعكُنّ لحاقاً بي أطوَلَكُنّ يداًك .تقول السيدة عائشة : كنا إذا اجتمعنا في بيت إحدانا بعد وفاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نمدُّ أيدينا في الجدار نتطاول ، فلم نَزَل نفعل ذلك حتى توفيت زينب بنت جحش ، ولم تكن بأطولنا ، فعرفنا حينئذٍ أن النبي -صلى الله عليه وسلم- إنما أراد طولَ اليدِ بالصدقة ، وكانت زينب امرأةً صناعَ اليد ، فكانت تَدْبَغُ وتخرزُ وتتصدق به في سبيل الله تعالى )وبعد وفاة الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان عطاؤها اثني عشر ألفاً ، لم تأخذه إلا عاماً واحداً ، فجعلت تقول اللهم لا يدركني هذا المالُ من قابل ، فإنه فتنة )ثم قسّمته في أهل رَحِمِها وفي أهل الحاجة ، فبلغ عمر فقال ( هذه امرأة يُرادُ بها خيراً )فوقف عليها وأرسل بالسلام ، وقال بلغني ما فرّقت ، فأرسل بألف درهم تستبقيها )فسلكت به ذلك المسلك
كان سعد بن عبادة مشهوراً بالجود والكرم هو وأبوه وجدّه وولدُهُ ، وكان لهم أطُمٌ -بيت مربع مسطح- يُنادَى عليه كل يوم ( من أحبَّ الشّحْمَ واللحْمَ فليأتِ أطمَ دُليم بن حارثة )
كان سلمة بن الأكوع -رضي اللـه عنه-على جـوده المفيض أكثر ما يكون جـوداً إذا سئل بوجه الله ، ولقد عرف الناس منه ذلك ، فإذا أرادوا أن يظفـروا منه بشيء قالوا ( نسألك بوجه الله )وكان يقول ( من لم يعط بوجه الله فبم يعط ؟)
لقد كان سلمان الفارسي-رضي الله عنه- في كبره شيخا مهيبا ، يضفر الخوص ويجدله ، ويصنع منه أوعية ومكاتل ، ولقد كان عطاؤه وفيرا بين أربعة آلاف و ستة آلاف في العام ، بيد أنه كان يوزعه كله ويرفض أن ينال منه درهما ، ويقول ( أشتري خوصا بدرهم ، فأعمله ثم أبيعه بثلاثة دراهم ، فأعيد درهما فيه ، و أنفق درهما على عيالي ، وأتصدق بالثالث ، ولو أن عمر بن الخطاب نهاني عن ذلك ما انتهيت )
كان صفوان بن أمية-رضي الله عنه- أحد المطعمين ، وكان يُقال له ( سِداد البطحاء )
وكان طلحة بن عبيد الله -رضي الله عنه- من أثرى المسلمين ، وثروته كانت في خدمة الدين ، فكلما أخرج منها الكثير ، أعاده الله اليه مضاعفا ، تقول زوجته سعدى بنت عوف ( دخلت على طلحة يوما فرأيته مهموما ، فسألته : ما شأنك ؟فقال : المال الذي عندي ، قد كثر حتى أهمني وأكربني و قلت له : ما عليك ، اقسمه فقام ودعا الناس ، وأخذ يقسمه عليهم حتى ما بقي منه درهما ) وفي احدى الأيام باع أرضا له بثمن عال ، فلما رأى المال أمامه فاضت عيناه من الدمع وقال ( ان رجلا تبيـت هذه الأموال في بيته لا يـدري مايطرق من أمر ، لمغـرور بالله )فدعا بعض أصحابه وحملوا المال معه ومضى في الشوارع يوزعها حتى أسحر وما عنده منها درهما وكان -رضي الله عنه- من أكثر الناس برا بأهله وأقاربه ، وكان يعولهم جميعا ، لقد قيل كان لا يدع أحدا من بني تيم عائلا الا كفاه مئونته ، ومئونة عياله )( وكان يزوج أياماهم ، ويخدم عائلهم ، ويقضي دين غارمهم )ويقول السائب بن زيد صحبت طلحة بن عبيد الله في السفر و الحضر فما وجدت أحدا ، أعم سخاء على الدرهم ، والثوب ، والطعام من طلحة )كان عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- من ذوي الدخول الرغيدة الحسنة ، إذ كان تاجراً أميناً ناجحاً ، وكان راتبه من بيت مال المسلمين وفيرا ، ولكنه لم يدخر هذا العطاء لنفسه قط ، إنما كان يرسله على الفقراء والمساكين والسائلين ، فقد رآه ( أيوب بن وائل الراسبي ) وقد جاءه أربعة آلاف درهم وقطيفة ، وفي اليوم التالي رآه في السوق يشتري لراحلته علفاً ديناً ، فذهب أيوب بن وائل الى أهل بيت عبد الله وسألهم ، فأخبروه ( إنه لم يبت بالأمس حتى فرقها جميعا ، ثم أخذ القطيفة وألقاها على ظهره و خرج ، ثم عاد وليست معه ، فسألناه عنها فقال إنه وهبها لفقير ) فخرج ابن وائل يضرب كفا بكف ، حتى أتـى السوق وصاح بالناس يا معشر التجار ، ما تصنعون بالدنيا ، وهذا ابن عمر تأتيه آلاف الدراهم فيوزعها ، ثم يصبح فيستـدين علفاً لراحلته !!)كما كان عبـد الله بن عمـر يلوم أبناءه حين يولمـون للأغنياء ولا يأتون معهم بالفقـراء ويقول لهم ( تَدْعون الشِّباع وتَدَعون الجياع )