من غرر الحكم 02 لــ: بشار بكور
ابن السِّيْدِ البَطَلْيَوْسي: "إنَّ اختلافَ النَّاسِ في الحقِّ لا يُوجِبُ اختلافَ الحقِّ في نفسه، وإنما تختلفُ الطُّرُقُ المُوصِلةُ إليه، والحقُّ في نفسِه واحدٌ."
• أنْ تَشُقَّ طريقَك بابتسامةٍ خيرٌ لك من أن تشقَّه بسيفِكَ.
• ابن عطاء الله السكندري: "الأعمالُ صورٌ قائمةٌ وأرواحُها وجودُ سرِّ الإخلاص فيها."[1] أي: إن أيَّ عملٍ لا إخلاصَ فيه مثلُ الجسدِ الميت الذي لا روحَ فيه.
• العمل بغير إخلاصٍ ولا اقتداءٍ كالمسافر يملأ جِرَابَه رَمْلاً يُثْقِله ولا ينفعُه.[2]
• إنِ استطعتَ أن تضعَ نفسكَ دونَ غايتكَ برتبةٍ في كلِّ مجلسٍ ومَقامٍ ومقالٍ ورأيٍ وفعلٍ، فافعل؛ فإن رَفْعَ النَّاس إياكَ فوقَ المنزلةِ التي تحطُّ إليها نفسَك، وتقريبَهم إياكَ إلى المجلسِ الذي تباعدْتَ منهُ، وتعظيمهم من أمركَ ما لم تُعظم، وتزيينهم من كلامكَ ورأيكَ وفعلكَ ما لم تُزين، هو الجمالُ.[3]
• أَكْثَمُ بن صَيْفي: "مَنْ أصابَ حَظَّاً مِنْ دُنياه فأصارَه ذلك إلى كِبْرٍ وتَرَفُّعٍ فقد أَعْلَمَ أنه نالَ فوق ما يستحقُّ، و مَنْ تواضع وغادر الكِبْرَ فقد أعلم أنه نال دون ما يستحقُّ."[4]
• العالم يعرف الجاهِلَ لأنه كان مرَّةً جاهلاً، و الجاهلُ لا يعرف العالم لأنه لم يكن مرةً عالماً. [5]
• الرافعي: "لا تكون امرأةٌ معشوقةَ رجلٍ إلا وهو يراها وحدها النساءَ جميعاً، و لا يكون رجلٌ معشوقَ امرأة إلا وهي تراه وحدَه كلَّ الرجال؛ فالحبُّ وحدانيةٌ لا تقبل الشركَ، ومن ها هنا يتألَّه."[6]
• لا ينبغي للحكيم أن يخاطِب الجاهلَ، كما لا ينبغي للصّاحي أن يخاطِبَ السَّكْرانَ.[7]
• إذا لم يُسَاعِدِ الجَدُّ[8] فالحَركةُ خِذْلانٌ.[9]
• إن العاقل لا يغترُّ بسُكون الحقد إذا سكَنَ؛ فإنما مَثَلُ الحقد في القلب، إذا لم يجد مُحرِّكاً، مثل الجمْر المكنون، ما لم يجدْ حَطَباً، فليس ينفكُّ الحِقْدُ مُتطلَّعاً إلى العِلَلِ، كما تبتغي النارُ الحطبَ، فإذا وجد عِلَّةً اسْتعرَ اسْتِعَارَ النار، فلا يطفئه حُسْنُ كلامٍ، ولا لينٌ، ولا رِفْقٌ، ولا خضوع، ولا تضرّع، ولا مصانعة، ولا شيءَ دون تَلَف الأَنْفُس.[10]
• علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "إنَّ الحقَّ لو جاءَ مَحْضَاً لما اختلف فيه ذو الحِجَى، و إنَّ الباطل لو جاء مَحْضَاً لما اختلف فيه ذو حِجَى، ولكنْ أُخِذَ ضِغْثٌ[11] مِنْ هذا و ضِغْثٌ مِنْ هذا."[12]
• نَصَحَكَ مَنْ أَسْخَطَكَ بالحقِّ، و غَشَّكَ مَن أَرْضَاك بالباطلِ.[13]
• أرسطاطاليس: "كما أن البَهيمةَ لا تُحِسُّ من الذَّهَبِ والفِضَّةِ والجَوْهَرِ إلا بثِقَلها فقط، ولا تُحِسُّ بِنَفَاسَتِها، كذلك النَّاقص لا يُحِسُّ من الحكمة إلا بثِقَل التَّعَبِ عليه منها ولا يُحِسُّ نَفَاسَتهَا."[14]
• مَنْ أَكْثَرَ مِنْ وَعْيِ الحِكْمَةِ أَوْشَكَ أنْ يَنْطِقَ بها.[15]
• الحيلةُ تُجْزِئ مالا تجزئ القوَّةُ.[16
• ابن عطاء الله السكندري: "لا يكنْ تأخُّرُ أمدِ العَطَاء مع الإلحاح في الدعاء مُوجِباً ليأسِكَ، فهو ضَمِنَ لك الإجابةَ فيما يختاره لكَ لا فيما تختارُه لنفسك، وفي الوقت الذي يريد لا في الوقت الذي تريد."[17]
• حِلْمُكَ عنِ السَّفيهِ يُكْثِرُ أَنْصَارَكَ عليهِ.[18]
• لا تَخَفْ من الخطأ ولكنْ خَفْ من الاسْتِمرارِ فيه.
• اعمَلْ لدنياك بقدر مُقامك فيها، واعمل للآخرة بقدر بَقَائك فيها، واعمل لله بقَدْر حاجَتِك إليه، واعمل للنار بقدر صبرك عليها.
• محمود محمد شاكر: "إن بعضَ القسوةِ في الحياة يكون كتشْذِيب الشجر في إبَّانه، يُقطَع منه ليزداد قوةً على إثبات وجوده وتقرير حقِّه في البقاء نامياً فَيْنانَ يسمو وينتشر، ويَخْضرُّ ويثمر."[19]
• ابن عطاء الله السكندري: "إنما جعَلها مَحَلاً للأغيار ومعْدِناً للأكْدار تَزْهيداً لك فيها."[20] أي: جعل الله تعالى الدُّنيا مكاناً للأمراض والأسقام والمنغِّصات الكثيرة، لكي يزهد فيها العبد ولا يتشبّثَ بها.
• مَن عتِبَ على الدَّهر طال عتَبُه.
• ليسَ شيءٌ أحقَّ بطولِ سِجْنٍ مِنْ لسان.
• المرء مخبوءٌ تحت لسَانِهِ.
• محمود محمد شاكر: "إنَّ الباطل المشرِق أَضْرَى وأفتكُ بالبشَرِ من صِنوِه وأخيه المظلم. للباطل المظلم رَدَّةٌ، كرَدَّة الوجه القبيح،[21] يزوي لها الناظرُ ما بين عينيه. أما الباطل المشرِق المضيء فله فتنةٌ تنادي كفتنة وجهِ الحسناء الخبيثةِ المنبِت، تأخذ بعين الناظر، فيُقبِل عليها مُلقِياً بنفسه في مهالك هذا الجمالِ الآسِر، وإذا المنبِتُ الخبيث درَّةٌ مستهلَكة في هذا التيار المترقرق من فِتن الحُسْنِ والهوى." [22]
• للباطلِ جَوْلَةٌ ثم يَضْمَحِلّ.
• الخطيب البغدادي: "من صنّف فقد جعل عَقْله على طبق يعرضه على النَّاس."[23]
• إذا طُبِعَتْ مرآةُ بصيرةِ القلب بتراكم صَدَأِ الغفلة عن الربَّ، توارتْ وجوهُ الحقائق عن بَواطِنِ الإفهام، وامتنعَ عنها إنفاذُ نورِ الإلهام، فأظلمَ وجهُ البيانِ بتصاعد أبخرةِ الخَيالات، وغمامات الأوهامِ.[24]
• ابن عطاء الله السكندري: "ما نفعَ القلبَ مِثْلُ عُزْلةٍ يدخل بها مَيْدانَ فكرةٍ."[25] أي: ما نفع قلبَ الإنسان شيءٌ كما تنفعه عزلةٌ مؤقتة يبتعد فيها عن النَّاس، يفكر في ربّه و عظمة خلقه.
• إنَّ المتكبِّرَ كالواقفِ في رأس جبلٍ، يرى النَّاسَ صِغاراً و يرونَه صغيراً.
• سائلُ اللهِ لا يخيبُ.
• سبحان مَنْ لا يُخْلي عَبيدَه عند المِحَن من المِنَح، و في النِّقَمِ من النِّعَم.[26]
• يموت الطاغيةُ فينتهي حُكْمُه، و يموت الشهيدُ فيبدأ حُكْمُه.
• لايمكن لأحد أن يمتطي ظهرَك إلا إذا كان مُنْحنياً.
*****************************************
[1]الحكم العطائية، ص 23.
[2]الفوائد، ص 64
[3]الأدب الكبير، ص 101-102.
[4]التذكرة الحمدونية 3/102.
[5]أخلاق الوزيرين، ص 390.
[6] كلمة و كليمة، ص 45.
[7]الإعجاز والإيجاز، ص 53.
[8]أي: الحظ.
[9]البصائر والذخائر4/ 153.
[10]كليلة ودمنة، ص 284.
[11]الضغث: قطعة.
[12]البصائر والذخائر 1/36.
[13]البصائر والذخائر3/ 66.
[14]البصائر والذخائر1/ 107.
[15]البصائر والذخائر4/ 199.
[16]كليلة ودمنة، ص 131.
[17]الحكم العطائية، ص 19.
[18]نهاية الأرب 6/ 48.
[19]جمهرة مقالات الأستاذ محمود محمد شاكر 1/ 199.
[20]الحكم العطائية، ص 57.
[21]أي: يرتدّ عنه الإنسان كما يرتد عن رؤيةِ وجه قبيح.
[22] جمهرة مقالات الأستاذ محمود محمد شاكر 1/ 593.
[23]سير أعلام النبلاء 18/ 281.
[24]البرهان المؤيد، ص 53.
[25]الحكم العطائية، ص 25.
[26] كتاب المبهج، ص 28.
منقول عن منتديات الألوكة