الى صاحب كتاب "الفلسفة"
"إنِّي لأَنْتَظِرْ وإنِّي لصَادقْ"
صبرتُ أيَّمَا صبرٍ حتّى ملَّنِيَ الصّبْرُ
رَكِبتُ أمواجَ التَّفْكيرِ فخَيَّبَ ضنِّيَ الفِكْرُ
غَرِقتُ في جُفونِ اليَمِّ فَرَمانِيَ البحرُ
عشِقْتُ نُورَ الشَّمسِ فأَيقَضَنِيَ القمرُ
شكَوْتُ الأزهارَ فاتّهَمَنِيَ الشَّجرُ
طُفتُ أرجاءَ الأَرضِ فصَيَّرَنِيَ القَدَرُ
وقُلْتُ بعدَ هذا اللَّيلِ يَبزُغُ الفجرُ
وفي النّهارِ حتماً سَيذْهَبُ الضَّجَرُ
وبعدَ طولِ انْتِظارٍ سَيَتَعَجَّبُ البَشَرُ
لأنَّ الّذي يَكُويني حَتماً لهُ عُذْرُ
لِهذا سَأعلِنُها جَهراً إنْ لم يَنْفَعِ السِّرُّ
وحَتْماً سأرتاحُ بَعْدَما هَدَّنِيَ القَهْرُ
أَخطَأْتُ في حَقِّكِ .. عِنْدَما انْتَقَدْتُ
أحْبَبْتُكِ أَنتي .. بَعْدَما انْكَسَرْتُ
رَجَوْتُ نَفُسِي .. حِينَما تخَيَّرتُ
أنْ تَكُوني لي .. وأناَ لَكِ صِرْتُ
فَكَيْفَ تَقذِفينَنِي .. وفِيكِ عِشْتُ
وَكَيْفَ تُريدِينَ غَيْري .. ومِن حَولِكِ طُفْتُ
وَعَدْتُني ألاّ أكونَ .. ضَعيفًا فَكُنتُ
فما ذَنْبي .. وأنا فيكِ تَغَيَّرْتُ
أَخبَرْتُكِ ألاّ أُحِبَّكِ .. فأَحْبَبْتُ
وألاّ أَكْتُبَ رسالةَ حُبٍّ .. لَكِ فَكَتَبْتُ
فارْحَمِي ضُعْفي .. فَفي حبِّكِ تُهْتُ
وبِجَمالِكِ .. أُعْجِبْتُ
وفي حُضْنِكِ .. قُذِفْتُ
وبِعَيْنَيكِ .. اُبْهِرْتُ
وَ بِشَعرِكِ .. جُنِنْتُ
وبكَلامِكِ .. سُحِرْتُ
وسلّمتُ على يدَيكِ .. فصُعِقْتُ
وفي شَفَتَيكِ .. اشتُعِلْتُ
وفي ابْتسامتك .. انْطَفَأتُ
أَخْبَرتُكِ أن أبتَعِدَ عنكِ .. فَفَعَلتُ
وأنْ أنساكِ .. فَمَثّلْتُ
وأن أجِدَ غَيْرَكِ .. فَتَوَهّمتُ
وأن أخْلي سَبيلَكِ .. فَهَمَمْتُ
فَلَم أَجِد في الكَونِ مِثلَكِ .. فتَعَجَّبتُ
ولَم أرى كَنورَ وجْهِك .. فأيْقَنتُ
فلَن أخْتارَ غَيْرَكِ .. وأَنتِ اخْتَرتُ
ولن أَعْشَقَ دونَكِ .. وفيكِ مُتُّ
ولن أصيرَ لأَحدٍ غيرَكِ .. وهكذا قرَّرتُ
فإنِ ابْتَعَدْتُ عنكِ .. فإنّي كذِبتُ
وإنْ تناسَيْتُكِ .. فإنّي حَزِنتُ
وإنْ أغضَبْتُكِ .. فإنِّي جُرِحتُ
وإنْ أَيقَضْتُكِ .. فلأنِّي اشتَقتُ
وإنْ أفْزَعْتُك .. فإنِّي نَدِمتُ
أَمَلِي أنْ تَقولي .. نعَمْ أَحْبَبتُ
وأنتَ أيضاٌ .. عَشِقْتُ
ودُونَكَ.. ما فَعَلتُ
وفيكَ.. تَرَبَّعتُ
وبصِدْقِكَ .. فَرِحْتُ
وعلى طولِ انتِظارِكَ .. سَئِمتُ
وفي يدَيكَ .. أمسَكتُ
وبِكَلماتكَ .. أيْقَنتُ
وبشُعورِكَ .. أحْسَستُ
فذاكَ هو اليومُ .. الّذي انتظرتُ
وفيهِ .. اطْمَأنَنْتُ
وعليه .. كَتَبتُ
سيَكونُ عيدا.. بهِ احْتَفَلتُ
صَادِقٌ واللهِ أنا .. وما كَذَبْتُ
تمت بأمان الله و حفظه, يومه : الاثنين 24 صفر 1434هـ
الموافق لـ 7 يناير 2013
بقلم : المبتدئ علاء الدين ابن الحسن الطماوي
2013-01-07, 07:59
