تجلس خواطري في هدأة ليلٍ
أعيد عليها أمنياتي
وأحكي عن شمس الأصيل
وعن زهور تنبت في صدري
خواطري اليوم ترفض ترّهاتي
ولا تعبأ بشمس ولا بزهور
لقد زارها اليوم رجل كسير
طريد دنيا الناس
خواطري تحكي عن رجل حسير
كان يوما في صحراء الأعراب
يساكن بثينة في الخيام
يملئ معها جرار الماء
رجل يهابه عنترة و ساعده
سطع عليه نور جديد
أصبح سيّد الزمان
تشبّه به كل الرجال
فرحت به بنات قريش
وحيّته بنات أميّة والعباس
مازلن صاحباته
إلى ذلك اليوم التعيس
اجتالته أياد غادرة
أختطفته وغيّبته
فقده الناس زمانا
واعتادوا على غيابه
بثينة اليوم بلا حارس
أغرتها العلوج بالخروج
خرجت بثينة ..
بلا رجعة ...
غرّها ثناء الناس
بأنها جميلة وفاتنة
خبّبوها على حارسها
قالوا قيد يكسر
زنزانة تفتح
ظلام دامس لابد من نور
التحرر حق بعد الظلم والاجحاف
أخرجوها من خيمتها
وأسقطوا عن شعرها نصيفها
وقالوا خصلاتك ذهبية جميلة
غادر الحارس حزين كسير
استدارت له بثينة اليوم
لا تقلق يا حارسي
أنا واعية ناضجة
فقط أريد الحرية
بكى الحارس يومذاك بحرقة
أوَ يبكي الرجال في مثل زماننا!؟
قلت ليت شعري من أنت
خبّرني أخبرك عن بثينةٍ أخرى
قال ويحك أنا الحياء
فاحتضنته وبكيت
دموع شوق وفرح
إي ..والله صاحبي
لاتزال بثينة أخرى في الخيمة
لا تزال تضع النصيف
تخرج مسرعة ..لا تلبث أن تعود
لا تعرف شوقا إلا لربّها
و لا تعرف شخصا إلا الحياء
يحي امحمد
الأربعاء : 19/12/2012
[center]
2012-12-19, 12:32
