منقول من موقع الألوكة المتميز ننقل هذا التقييم للكتاب
بدأت مسيرة الدكتور عبد الكريم بكار الأكاديمية عام 1973م حيث حصل على شهادة البكالوريوس من كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر، وعلى الماجستير في عام 1975م ، والدكتوراه في عام 1979م من قسم أصول اللغة بالكلية نفسها بجامعة الأزهر، وكان عنوان رسالة الدكتوراه: "الأصوات واللهجات في قراءة الكسائي ".
يعد د. عبد الكريم بن محمد الحسن بكار من ابرز المؤلفين في المجال الثقافي والتعليمي حيث حرص على تقديم مختلف القضايا المتصلة بالإسلام والنهضة والفكر والتربية. و للدكتور بكار حوالي ثلاثين كتابا، كذلك له مشاركات مختلفة في كثير من المجلات والصحف العربية. كما يشارك في العديد من المحاضرات و الندوات والبرامج.
يلقي الكتاب الضوء على الإنسان واحتياجاته من كل النواحي والاتجاهات وبشكل دقيق، فقد تطرق إلى مواضيع حساسة وناقشها بتوسع. يتحدث الكتاب عن غرائز الإنسان وشهواته وكيفية التحكم بها، وأفكاره ومبادئه وكيفية توظيفها في عمل الخير ضمن حدود الشريعة الإسلامية وأولا، وتقبل المجتمع ثانيا.
يستفتح الدكتور بكار كتابه بطرحه لسبع ملاحظات يمهد فيها للقارئ سبب تأليف الكتاب والأسس القائم عليها:
حيث ذكر الفرق بين التفكير وهو عملية ذهنية وشعورية، والفكر الذي هو منهج ورؤية لفهم الوجود والتعامل مع مظاهره وأحداثه. وأن من رحمة الله على عباده أن جعل في الكون سننا ثابتة وقوانين مطردة، سهلت عليه التعامل مع عناصر الكون. وأوضح أن طبائع الإنسان فطرية وليست مكتسبة ولا مصطنعة وأن طبائع الأشياء و خصائصها المكونة لها خلقية وليست مصطنعة، أما كل ما له علاقة بالإنسان في المجال النفسي والاجتماعي فهو مقدر عند الله ماض في حكمه. وقد نبه أن اكتشاف طبائع الأشياء المادية أسهل من اكتشاف الطبيعة البشرية. وتطرق إلى الحديث عن السنن الربانية وطبائع الأشياء والتي هي سبب تأليف هذا الكتاب وأهمية فهما لبناء رؤية منهجية وعقول علمية ذات تفكير منطقي. بين أن اكتشاف سنن الله تعالى ليس صعبا مادام الإنسان يتبع المنهج الصحيح. أجاب في النهاية على سؤال مهم وهو، كيف نتعرف على طبائع الأشياء والسنن التي تحكمها؟ وذلك عن طريق القراءة والاطلاع، التدبر في كتاب الله الكريم، والتأمل في سنن الله، وتدريب النفس على فهم تعليمات العلماء والتأمل فيها والبحث والحوار للوصول إلى نتيجة.
يشرح الكتاب ثلاثين سنة إلهية في الأنفس البشرية والمجتمعات لها علاقة بذات الإنسان وكيانه، منها الإنسان حب غير محدود للمال- الإنسان كائن مستهلك-رفاهية الروح رهن التطوع-ضعف الإنسان في قوته-الضخامة تبعث على الحذر-لا ازدهار من غير استقرار-المكان يصنع المشاعر، مختصرا إياها بشكل يعطي للقارئ القدرة على تحصين ذاته وتنظيم علاقاته مع بيئته المحيطة. اختيار الكاتب لهذا الموضوع بالتحديد يدل على الفطنة وسعة التفكير حيث أن الموضوع يطرح الطريقة الصحيحة لتواصل الفرد مع مجتمعه وتلبية احتياجاته دون مس الغير مع الحفاظ على المبادئ والأخلاق والقيم ضمن الشريعة الإسلامية، الأمر الذي يقيم الفرد فيستقيم المجتمع.
تم طرح المعلومات والمفاهيم بشكل واضح، متكامل ومترابط، محفوفة بالأفكار الجديدة والمبدعة لإضفاء جو من التشويق لدى القارئ. هناك نوع من التسلسل في طرح الأفكار وترتيبها حيث راعى الكاتب عقلية القارئ الأكاديمي المثقف والواعي حيث يسهل عليه فهمها واستيعابها.
في النهاية يرفق المؤلف الكتاب بفصل يحتوي على عبارات ومقولات تحمل معاني قيمة وعميقة، وتعطي صورة أوضح عن مفاهيم وأفكار غفل عنها الكثيرون. أذكر منها:
المقولات المنهجية المحكمة تمدنا بمفاهيم لا تقدر بثمن.
الملاحظات الذكية على الظواهر العامة تشكل مفاتيح للفهم والاستبصار.
من الصعب على المرء تأن يؤذي مشاعر الآخرين دون أن يؤذي نفسه.
بين ثقافة الروح والمعنى وبين ثقافة الجسد والسلعة صراع على الوجود.
عن مجلة ابتسامة
أتمنى لكم قراءة ممتعة
التحميل