إلى الشطر الثاني مني ..
أبقى وحيداً لا يخطر ببالي إلا أنتي ..
وردة حمراء لا تذبل أبداً ..
وكأني بكي تمشين في حديقتي التي أزينها....
والتي تعودت أن تستقبلك كل يوم مليئة بالورود ..
وأي ورد هذا الذي لا يكتمل زينته إلا بشروقك أنت أيتها الوردة الحمراء ...
رائحة زكية .. ونظرة خلابة تشد لها الناظرين ...
أجدد مع كل صباح جلوسي لكي لأزداد بهجة وراحة ...
وها أنا سوف أجلس في انتظارك لتعودي ..
بعد أن قرر من بيده قرار سجنك داخل مشفى لعدة أيام ..
أعترف لك أنه سوف يصيبني الملل والحيرة ....
كيف سيكون حالك ...
ومتى ستعودين ..
لما تتركينن فريسة الوحدة التي لا ترحم ..
أترين هذه الورود التي كانت تحيطك ..
هل ستبقى جميله لو غبت عنها ..
انك أنت من جملها وأعطاها أمل في الحياة ..
أتذكرين أم انك تناسيتي ذلك ..
ويلك لما تتركينها لي ...
هل سأكمل ما بدأته..
لا شك أن اهتمامي بها هو من سابق العهد ...
واعلمي أيتها الغائبة .. أنني قد اعتنيت بها ..
وشتان بين عنايتي بها ووجودك بينها ...
فهي الآن تحتضر وقد حانت لحظه وفاتها ..
فالورود لا تعيش كثيرا ..تكبر وتصبح رائعة ذات لون جميل ..
وعندما تهب العاصفة تقتلعها من جذورها..
وأما هذه العاصفة فأشعر أنها سوف تقتص مني أنا ..
لا اعلم لما يكون لدي هذا الشعور ..
يصيبني هاجس بأنني لن أعيش طويلاً ..
لن أبقى في انتظارك ..
ربما عند عودتك لن تجديني ...
ستجدين الحديقة تبكي لموتي ..
والمياه جفت لحزني ..
وحنين بيتي الذي عشنا به ..
في كل ركن صنعت لكي ذكرى ..
في كل مكان رسمت لكي لوحه ..
في غرفتي كنت أحادثك ..
في منامي كنت أسامرك وأتحسس بيدي حسدك ..
في مرآتي أرى انعكاس صورتك ..
تحادثني ..فأكسرها ..
تتطايركسراتها ..
لأرى صورتك في كل قطعه..
وأنت تبتسمي لي ..
وتقولين سأعود لك ..
لما الحزن وهذه الدموع التي تنهمر منك .
ما أجملها من كلمات زرعت فيه الحياة ...
وكأني أتلقى صعقات كهربائية ..
انتابني شعور بأنك بالقرب مني ..
فعادت لي الروح ولم أستيقظ إلا بأناملك تمسح على خدي ....
فأحسست بنشوة حبك يسري في جسدي ..
ينتشر الدفئ فيه ..
وما أجمله من دفئ.. انه دفئ الإحساس بالحب ..
أريدك أن تعودي لي ..
تناديني في الحديقة ..ابحث عنك بين الورود والزهور ...
أراك في كل ورده ..
وكلما اقتربت منها اختفيت وبقيت الوردة في يدي ..
اقطفها ..لأنك اختفيت بداخلها ..
أيتها الغالية ..
عند عودتك اسألي الورود عني ..
وعن شوقي لكي ..
اسألي كل شجرة حول هذا الورد..كم سقيتها من دموعي ..
أسالي ذلك البيت ..
فقد بدأ يحن لكي ..بدأ بالانهيار ..
أركانه تحطمت ..ونفوس محبيه تعذبت ..
أسالي غرفتي وعذابي بداخلها ..
أسالي حطام مرآتي..
أيتها الغالية ..
هل تعودي وتجديني ..
أم انك سوف تفقديني و تحيين حياه جديدة ..
تحيين لتعيشي حبا غير حبي..
أنا لن أعيش طويلا ..ولن انتظر ..
فقد بدأت شمعتي بالانطفاء ....
سوف أعيش ما تبقى لي على بقاياك ..
أيتها الغالية ..
سأرحل ولكن ابقي أنتي سعيدة ... ً فسعادتك تسعدني ..
وفرحك يطربني ..
وهذه وصايا لي أنقليها عني ....
فوداعا لكل من أحبني يوماً ..
ووداعا لزوجة أحبتني وحببتها ..
وطفلاً ربيته ..
وداعا لكل من لم يعرف مدى حبي له ..
وداعا لوصاياي ..
في رحيلي أتسأل ...
هل ستنفذ هذه الوصايا بعد موتي ..
أم انك ستتحررين من هذا الوعد