خاطرة :
عندما أبكي ..!

يومياً أبكي .. مع ظهور القمر،،ولا أبالغ أن قلتُ يومياً ،،، وحدي في ظُلمة ليلي ، تتحدث الدمعات بإسهاب ، فلا أمّلها ،تزورني فهي تعشقني، وتبدأ في استرسالها اللا متناهي حتى الصباح ، يقتلني حنيني له ، وما أقساهُ حين تشبع عيناه نوماً ، ما أسوأ حظي حين عشقتُ رجلاً لا يملك نبضاً في العروق.!

عندما أبكي أستعيد ذكريات ليلة تعارفنا فيها، فيأخذني البُكاء والبكاء وما زلتُ أتساءل لماذا أنا ؟؟!كم كنت سعيدة قبلها،قبّح الله تلك الحياة ..! التي لم تختار سواي لتزجني بطلة أساطير حديثة العهد أشبه بأساطير العاشقين، لكن البطل هُنا بدا متغيّباً طوال الوقت فما عليّ إلا أن احتمل كل فصول المسرحية على عاتقي !

عندما أبكي ، تتراءى أمام عيناي الذابلتين كل الوسائل المتاحة "كثيرة هي كثيرة جداً " لكنها تنتظر فكّ القيد من المُقيِّد ومن المُقيَد ؟تقيدنا دبابة ، تقيدنا فرقة الأشقاء،تحول بيننا بعضُ حجارة صُفت فوق بعضها البعض من يكسرها ؟من يحطمها ؟ لأرى وجه الغائب خلفها ..!

عندما أبكي ، تنصهر في خديّ نيران اشتعلت منذ ستين عاماً أو يزيد ، لم يتغير شيء ،صباحنا يشبه مساءنا والليل أشبه بالبارحة ، إنك لن تسمع من في القبور ، فقد أسمعت لو ناديتَ حياً ، لأنك وحدك تطرق رأسك بألف حائط مما يعدون ، مثل حوائط الإفرنج وبني صهيون ..!

عندما أبكي أختفي عن الأنظار كي لا يتصفونني بالحُمق ، ولأن كبريائي يمنعني من البَوح بسري ، سيُدفن السّر الجميل معي، متى أنال نعمة دفن القلب في قبر الثلج ..!

عندما أبكي هل يرى المُحب رخيص دمعي ؟ كيف لا ،فقد أخبرني أنه يشعر بي ويدري..! لا لا تقلقي يا حبيبتي فأنا هُناك أراقب أتراحك وأفراحك عن كثب لكن لا تتأملي في ضعيف مثلي ..! فبكيتُ وبكيتُ ،فهو كعادته يختتم جملته بكلمة تقتل كل ما سبق ....!

عندما أبكي يحرقني الدمع فلا برداً ولا سلاما ، فأجثو في ظلمة ما تحت البحر فما أجد إلا لا إله إلا أنت سُبحانك إني كنتُ من الظالمين ملاذي والله ملجأي.

عندما أبكي لأنك لست معي ولن تكون معي أشعر بحّر في عز الشتاء، بظلمة في وضح النهار، بغُربة في وطني يا لها من سُخريات الحياة ، تحب من تحب وتسخر ممن تُريد فكان حظي من السُخريات وفيرا ..!

عندما أبكي لأن من يسكن ضلوعي يصفني بـــ " الطيبة " السذاجة "، أُبدي له "لا مبالاتي" ، ولا يدري بأنها قتلتني ،فكيف يدري وبيني وبينه ألف سور، وألف حارس ؟

عندما أبكي تبكي جُدران البيت وعقارب الساعات وشاشة التلفاز وزهرة وضعتها في صورة العرض هُنا وتبكي وسائدي والشراشيف .. ! عندما أبكي.
ولاء سعيد أبو شاويش

من حزني أخيطُ رداء الصمتِ...و من جرحي العميقْ أتجلى بالدُموعْ...
- أماني –
خاطرة حزينة لكنّها جميلة..
كلّ حرف أبهرني..
كلّ كلمة أبكتني...
كلّ جملة جعلتني أشعر بنفسي أكثر..
كلّ جزء من النّص أثر في مشاعري ألما..
جميل احساسك، ابداعك..
تمنياتي لك بالسعادة و الفرح ..