فليمسي وطني حراً.. فليرحل محتلي



***************



كنت أفكر اليوم في الأرض، وتذكرت ليمونة جدّي..

هي بالتحديد لأنها مختلفة، وحيدة بين أشجار الزيتون ..

في ثمارها دائماً شيء من الفوضى !

ليس سطحها أملس مصقولاً، بل تكسوه تلك النتوءات المحببة ..

كالأرض الوعرة تبدو ..

ليس لونها أصفر باهتاً ميتاً بلا حياة .. بل أصفر غاضب ..

يحكي الثّورة !

وعبيرها ليس عبيراً خابياً واهياً بالكاد يحرّك فيك شيئاً ..

بل قوياً حاسماً ينفذ إلى كلّ ذرةٍ منك !

كان جدّي بيدين تصلبت مفاصلهما ..

وأصابع باتت أشبه بجذور تلك الليمونة التي يعشقها ..

كان يسقيها بقطرات من عرقه .. تتساقط بينما هو يقلب ترابها ..

أحبَّها جدّي ..

يغضب عندما تحرمه ثمارها .. لا أعتقده كان يبالي بالثمار ..

إنما آلمه الهَجْر !

أذكُره وأذكُرها..

كان يسقيها حيّاً .. نعم .. كان فيها شيءٌ منه

والآن أيضاً .. وهو تحتها .. يتلحّفُ بتربتها .. فيها شيءٌ منه

هناك بفلسطين .. يرقد جدّي ..

هناك ليَ أرض لا تَعرفني ..

ليَ سماء لم تألفني ..

فلا أنا أعرف نفسي بعيدةً عنها ..

ولا هيَ تعرفني قريبةً منها ..

صارت هي في نفسي شيخاً..

و أضحيت أنا معها عجوز..

وأنا مازلت .. لا أعرفها .. ولا أعرفني ..



***************



فليمسي وطني حرّا .. فليرحل محتلّي

نص في غاية الروعة تحياتي لك و لأطهر و أسمى وطن "فلسطين"