ا في الزمن الآتي العليل
عند الغروب السابق لأوان الشفق الأخير
عبر فجوات الليل السديم
ينبض الدفء بالقول السديد
بالسلام والكلام والعطر الجميل
لتحي فيه قامات الشوق ،
وعبرات الزمن السابح في البياض ،
ونظرات اليتم الطويلة ،
وأحلام الطفولة الباقية ،
من كل السحب النائمة في الضباب السعيد ،
فينبض الدفء بالقول السديد :
فيك .... يا راحة الأفق الرحب
ويا دوحة النجم الضائع عند الغروب
فيك .... يا موجة القول الدليل
والعبق الآتي عبر الممرات البطيئة
يا خصلة في وجودي الجميل
تجود فيك العين أدمعا للبقاء الأبدي
ويحيى الفؤاد بقربك السائل
ليُبعث الرشد فيك بعد الممات
وقبل الممات
وعند السلام الأبدي القادم
الورد ذابل بين يدي الأجل البعيد
والدفء هامد بين بقايا الرمل الراحل
والود سابح في هذيان العصر الأخير
الكل ، يسعى إليكِ ......
يبتغي الكمال الذهبي الجميل
فيحلو البكاء والذل المجيد
ويسعد الشقي عند الصخرة الجليلة
فيرنو لفصل الغيوم عن الغيوم
فرصة ، ليرقى إليك ، .....
إلى فضاء الجُملِ الأخيرة ،
رونقا في الكون الفضيل ،
وانعكاسا للأمل الجاثم في القلوب ،
مفصحا عن الوجد الأسير ،
ليرقى إليك ، ... الكل الرابض في هواك ،
ينتظر الظلال العقيمة ،
يرسم تعاليم الحب الدفين ،
فاضحا العبارات الآتية من سحيق ،
ليرتقي إليك ، ... انضواءً تحت راية الوجود ،
انتماءً إلى الفرص القليلة ،
إلى السعادة المفقودة بعد الغروب ،
ليرتمي في كنف الأمل الغريب ،
بين خلجات العصر الأخير ،
بمسقط العون القادم مع الهجيع.
يتبعه الظل الوحيد
مُقرا بفضاضة الوجود
وقسوة اللحظة الأليمة على القلوب
يُرتب تفاصيل المواعيد
ينحت سبل المقادير
دنوا من المكان الذميم
يقّر بالفضاضة العالقة في الوجود
فتُرسم في نفسِه فرصة جليلة للحياة
للبقاء ، للسكينة ، والوقار المنشود .
تمّر لحظة العبور كئيبة رهيبة
رهينة التعب الباقي في الآخرين والأولين
تمر لحظة العبور رهيبة
ودمعة القلب غائرة في الوجود
غارقة في الحيرة الدفينة
تسأل عن بلابل الخير في كل مكان
تبحث عن مراسيم الفرح الأسير
تحن إليه .....
تذرف الشوق إليه ....
تَذْكُر الحرية العذراء ،
الباقية في الأنفس الراحلة ،
تحن إليه .....
تذرف الرغبات قربا إليه ...
لتأبين آخر غرقى الألم الذهبي .
يا سعادة الكون المعلولة ،
يا مقولة السحر الشاعرة ،
ويا مطامع الخلق في الكيان ،
تحن إليك الحياة بشدة عظيمة ،
سترتمي حتما إليك كل الأنفس العليلة ،
عند الالتفاتة الآتية من السماء ،
بعد آخر الجمل الباقية في الوجود الذهبي ،
عند الأبد المكتوم ،
عبر مسالك الود القريب
مرورا بالشفق الأخير ،
لقاءً موثقا بالقول السديد ،
عبقا بعطر أحلام الطفولة النائمة ،
ونظرات اليتم الباقية ،
بعد الغروب ،
السابق لأوان الشفق الأخير
لتُرفع نسائم الورد العليل ،
وبقايا الحلم الدافئ
عبر ممرات الوجود الأليم ،
تجمع شظايا الشوق مع الغروب ،
لرحلة أبدية غائرة في الوجود ،
بعد الالتفاتة الآتية من السماء ،
بعد الغروب ، السابق لأوان الشفق الأخير...
ا