السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبراكاته
ثم بعد هذا ماتوصلت الى من خلال البحث عن ترجمة القران للانجليزية
وهي منقولة للامانة العلمية
ترجمة معاني القرآن بين الجهود الفرديَّة والجهود الجماعية:
إنَّ ترجمة معاني القرآنِ مطلوبةٌ بإلحاحٍ شديد مستمرٍّ؛ فعلى سبيل المثال على الصَّعيد الدولي يبيع "أمازون" أكثرَ من قائمةٍ للتَّرجمات الإنجليزيَّة المتنوِّعة لِمعاني القرآنِ؛ بسبب الجاليات الإسلاميَّة المُتزايدة في البلاد الناطقة بالإنجليزيَّة، بالإضافة إلى الأكاديميِّين والقُرَّاء الذين يهتَمُّون بدراسة القرآنِ الكريم عالَميًّا، ولأنَّ أقلَّ من 20 % من المسلمين يتكلَّمون العربيَّة، فهذا يعني أنَّ أغلب المسلمين يدرسون معاني القرآن في التَّرجمة، وتأتي اللُّغة الإنجليزيَّة في قمَّة قائمة اللُّغات التي يستخدمها المسلمون في ترجمة معاني القرآن، وهذا جديرٌ بأن نُتابع ونرصد مسيرة جهود التَّرجمة من الجهود الفرديَّة والجهود الجماعيَّة، تلك الجهود التي قام بها المسلمون ولا يزالون يواصلون التَّرجمة؛ لعلَّهم يَصِلون إلى ترجمةٍ فائقة تقترب أكثرَ من معاني القرآن، وتيسِّر فهمه واستيعابه بغير العربيَّة للمسلمين وغير المسلمين.
الجهود الفرديَّة:
ما أذكرُه من جهود فرديَّة ليس حصرًا لكلِّ الجهود، وإنَّما تمثيل لأهمِّ ترجمات ظلَّ الإقبال قويًّا عليها لأطول فترةٍ مُمكنة.
أوَّل ما بدأت الجهود في الترجمة بدأَتْ بجهود فرديَّة، كان المسلمون الهنود أوَّل المسلمين الذين قاموا بِتَرجمة معاني القرآنِ إلى الإنجليزيَّة؛ طبقًا لدراسة عبدالرحيم كيدواي[1] الذي لاحظَ أنَّ أول ترجمةٍ كانت لمحمد عبدالحكيم خان 1905، ومع تَزايُدِ الطَّلَب على الترجمة، انتشرَت التَّرجمات، حتَّى إنَّه في عامٍ واحد ظهرَتْ أكثر من ترجمة؛ على سبيل المثال في 1912م ترجم ميرزا هيرات معاني القرآن، وبعده بقليلٍ في نفس العام جاءت ترجمة مرزا أبو الفضل.
ثم ظهرَتْ ترجمة محمد علي بعنوان القرآن المقدَّس 1917م، تبنَّت المنظور القايدياني الأحمدي، وكان محمد مارمادوك بيكتال أول مسلمًا إنجليزيًّا، قام بالترجمة عام 1930م بلندن.
ذكر البروفيسور خليل محمد بأن محمد علي اجتمع مع بكتال في لندن، وتأثَّر الأخير بالأوَّل، وتبنَّى بعض الأفكار بشأن المعجِزات، فعلى سبيل المثال اعتبر الإسراءَ والمعراج مجرَّد رؤية[2] مناميَّة، وظلَّت ترجمة بيكتال ترجمةً شعبيَّة في النصف الأول من القرن العشرين، ثم جاء نَعْيُها بقرار الحكومة السعوديَّة عندما قامت بتوزيع ترجماتٍ مجَّانية أخرى.
من بين ترجمات معاني القرآن التي وَجدت استحسانًا سعوديًّا ترجمةُ عبدالله يوسف[3] 1934، ولذا تم توزيعُها بشكلٍ واسع، حتَّى صارت النُّسخةَ الإنجليزيَّة الأكثر شعبيَّةً بين المسلمين بالرغم من أنَّه ركَّز على التفسير أكثر من المعنى، ثار اليهود على هذه الترجمة، وقالوا بأنَّها تُصوِّرهم بشكلٍ شنيع جدًّا، وازدادت حملاتهم ضغوطًا حتَّى استطاعوا أن يَمنعوا هذه الترجمة في مناطِقَ في الولايات المتحدة، على سبيل المثال تم حظر ترجمة عبدالله يوسف في مدارس منطقة لوس أنجلوس المحليَّة في أبريل 2002، وازدادت حملاتهم ضغوطًا حتَّى بدأ الإقبال عليها يتراجع قليلاً؛ لِيُفسح المساحةَ أمام التراجم الأكثر حداثة.
بعدها قام محمد تقي الدين الهلالي[4]، ومحمد محسن خان بترجمة القرآن، وكما قام اليهود بحملتهم ضد ترجمة عبدالله يوسف، كذلك قام النَّصارى الأمريكيُّون بحملتهم ضد ترجمة الهلالي وخان، فقد اندلعت منذ البداية مجادلةٌ انفعاليَّة ضد ترجمة الهلالي وخان[5] تؤكِّد بأنَّها معاديةٌ للمسيحيَّة منذ السُّورة الأولى؛ سورة الفاتحة، قال تعالى: ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾ [الفاتحة: 6 - 7]؛ ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ ﴾ (مثل اليهود) (such as the Jews) ﴿ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾ (مثل المسيحيين) (such as the Christians) مع العلم بأنَّ ترجمة الهلالي وخان تفسيرٌ أكثر من كونِهما ترجمة معاني القرآن.
ثم تأتي ترجمة أحمد علي[6]، وهو شاعر ودبلوماسي باكستاني، وقد اعتمَد بشكل رئيسٍ على ترجمة يوسف علي وبيكتال؛ لكي يُقدِّم ترجمته في إنجليزيَّةٍ معاصِرة، وبالرغم من أنه قال: إنَّني أريد تقديم ترجمة وليست تفسيرًا، وبالرغم من اعتماده بشكل رئيس على التَّراجم السابقة فإنَّه لَم يتَّبِعْهما بشكلٍ حرفي؛ فقد ترجم قوله تعالى: ﴿ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ﴾ [البقرة: 54]، بدلاً من أن يترجمها "kill yourselves" ترجمها "kill your pride".
ثُمَّ ظهرَتْ ترجمة معاني القرآن: النسخة الأمريكية الأولى[7] لتوماس بي. إرفينج.
أوَّلاً: نرفض بشدَّة العنوان الثانوي، "النُّسخة الأمريكية الأولى"؛ "لأنه يبدو كما لو أنَّ القرآن يوضع في سياق النُّسَخ المُخْتَلفة للكتب المقدَّسة الأخرى؛ لأنَّ النُّسخ المتعدِّدة تؤدِّي إلى فساد المعنى، وبالرَّغم مِن خطئه في قوله: النُّسخة الأمريكية الأولى، فإنَّه يُعذَر لحماسه في تقديم شيءٍ، بالإضافة إلى خلفيَّتِه المسيحيَّة التي جعلَتْه يتصوَّر أن ترجمة معاني القرآن يُمكن أن تكون نُسخًا مرتبة، النسخة الأولى، والنُّسخة الثانية، وهكذا.
توماس إرفينج، مسلم أمريكيٌّ أراد أن يقدِّم ترجمة عصريَّة بدِقَّة لغوية، غير أنَّ دِقَّته اللُّغوية لم تكن موضوعيَّة، على سبيل المثال ترجم ﴿ أَهْلَ الذِّكْرِ ﴾ [النحل: 43] [الأنبياء: 7] التي وردَتْ في [النحل: 43] وفي [الأنبياء: 7] بـ "ناس الذِّكريات الطويلة"!
ترجمة محمد عبدالحليم التي بدأت تُفْسِح لنفسها كثيرًا، وتستحوذ على القبول والإعجاب من قِبَل غالبية المسلمين الغربيِّين، فضلاً عن الغربيين غير المسلمين، فعَلى سبيل المثال: البروفيسور روبرت كامبل في حواري معه حول قراءة القرآن بالإنجليزيَّة[8]، أثنى على ترجمة محمد عبدالحليم كثيرًا.
الجهود الجماعيَّة:
من ناحيةٍ أخرى هناك جهودٌ جماعيَّة ظهرت في ترجمة معاني القرآن، قد تعدُّ حالة بيكتال ضمن الفريق، في المقدمة يذكر محمد مرمدوك بيكتال اهتمامه بالدِّقة والأمانة، ولَم ينس أن يَذْكُر بالعرفان مَن ساعدوه، ومنهم مَن كانت اللغة العربية لغتَه الأمَّ، وله درايةٌ واسعة بالإنجليزيَّة؛ كالدكتور محمد أحمد الغمراوي بكلية طبِّ القاهرة، والشيخ مصطفى المراغي، وفؤاد سالم الحجازي، واللورد لويد، والدكتور كرينكو F Krenko الذي أفاده ببعض الكلمات التي لم يجدها في المعاجم؛ لهذا قد تُعتبَر ترجمته بدايةَ الترجمة كفريق.
بعد ذلك؛ ظهر الفريق في شكل ثنائيَّات، إلا في حالة واحدة؛ حالة عثمان طه، وعبدالله يوسف على، وم.أ.إلياسي، وكلُّ هذه الفرق عالةٌ على ترجمة عبدالله يوسف.
رابط الموضوع: http://www.alukah.net/Sharia/0/37237/#ixzz2DSGUDaG6