الراوي :ميلود تركي
الفرطاس
يا سادة يامادة ربي يجيبنا على طريق السعادة على الستوت امو لبهوت، لا يرزقها نهار
تعيش لا يرحمها نهار تموت، اتسبح و تنبح و تنحي ضروس الكلب و هو ينبح، طرشه
و تجيب لخبز منين كان عايبه و تطلع الكيفان، عميه و تخيط الكّتان.
أ مالة يا سيدي عالفرطاس عايش عند عمو و خلالو باباه بقرة، وّلى عمو صرحو
عالجماعة، ايروح هو يدي البقرات هاذوك للمرعى، انتاعهم يربطهم و انتاعو يطلقها
تصرح، لعشية ايجيب البقري ، انتاعو شبعانة و انتاعهم يروحو لهون و لهيه، و يضرب
بقرة يطيحها و يقول آي ماتت و يذبحها، ايجيو ليها ايوزعوها، هكذاك هكذاك ... ألوحد
النهار اوصل الربيع يلعبو فالكورة، قاّلو اليوم الفرطاس نصرحولو و انشوفو الدعوه
انتاعو كيفاه، قالولو يا الفرطاس أحنا اليوم نصرحولك، صاقو البقري وراحو للمرعى كي
وصلو يلقاو لرباق مطروحين اثورو هوما طلقو البقري انتاعهم و ربطو البقرة تاع
الفرطاس، لعشية كي رجعو البقرة تاع الفرطاس مسكينة مية بالشر و لات تجري و تتلاح
للزرع اضربها واحد بالصنب و يقولها طيح ، ولاو ايعيطو آجريو آجريو البقرة تاع
الفرطاس ماتت، اتكاو عليها ذبحوها و جابوها ، قاّلو ان وزعوها، قالهم هو البقرة تاعي
اتوزعوها انتوم؟ ! ... والو، واش تعينلو يرفد مكحلتو - و هو خلالو ابيو مكحلة- عّلق
السقيطة*( السقيطة : هي جزرة الحيوان (خروف ، بقرة... ) و افقرها و ابقى .. الكلب الّلي ايجي يعطيه الحس، الكلب الّلي ايجي يعطيه
الحس ... نقى لكلاب تاع الدشرة أكل ، جاو ناس الدشرة العمو قالولو هاذي البقرة جافت
و ما حبش يخلينا ننفقوها و اليوم وّلى يكتلنا فالكلاب كيفاه انديرولو.
قالهم عمو دبرو روسكم.
قالو هيا انهملوه.
راحو ليه قالولو هيا اتروح للحج، اتحماو فيه لاحوه في شكارة و كلّفو زوج يديوه يرميوه
فالبحر، امشاو بيه فالشكارة وصلو توال وحد الراعي حطو الشكارة .
قالولو أقبالك اروحو نشربو وانجيو.
قالهم ما عليهش.
هو حس بّلي امشاو و هو ثار يقول : عمي مدّيني للحج و أنا لا بيت- عمي مدّيني للحج
و أنا لا بيت ...
قالو الراعي صح مديينك للحج و انت لا بيت.
قالو هيه.
قالو أنا حاب اروح للحج.
قالو أ مالة حل علي
و ادخل الراعي فالشكارة، قالو الفرطاس بصح ما تهدرش.
جاو هاذوك الزوج اداو الشكارة لاحوها فالبحر، كي رجعو، ازمان هكذا وجا الفرطاس
بالسرعوفة *( السرعوفة: قطيع الغنم كثير العدد) تاع لغنم، قالولو آسيدي هاذا كيفاه.
قالهم لاحوني فالشط برك لو كان لاحوني فالّنص كون شفتو واش انجيب.
ايروحو هوما غير الّلي ايلوح روحو فالبحر ما يخرجش، عرفو بّلي خدعهم اتفاهمو
يهجرو الدوار و يخليوه وحدو، راح هو يصرح كي جا ألقى الدوار خالي و القى الكسرة
في كلّ دار يهز و يمد للقط ياكل ايموت القط اعرف بّلي مسمومة.
أمشى حّتّى هو من هاذاك الدوار، فالطريق لقى زوج من اّلناس وهو الثالث امشاو مع
بعضاهم، قالو هاوكيفاه ... هاوكيفاه... ، و أنت؟ قالو هاوكيفاه ... هاوكيفاه... قالو أنت
واش خدمتك؟.
قالو أنا صياد الحوت، و أنت؟.
قاّلو أنا نضرب خط الرمل.
قالولو و أنت يالفرطاس؟.
قالهم أنا الدبارة مّني ببغل.
هام مع بعضاهم يمشيو، هوما وصلو على شط لبحر و اهوما يلقاو صندوق فلبحر عيطو
على مول خط الرمل قالولو اضرب خط الرمل، اضرب خط الرمل، قالهم فيه حاجة،
زادو عيطو على صياد الحوت قالولو - ياالله- اركب السفينة.
قالهم نركبو أكل.
ركبو راحو جابوه، كي خرجوه حّلوه ألقاو فيه امرة مليحة ولاو اداقو عليها ... قالهم
الفرطاس شوفو يا جماعة مانضاربو مانكتلو بعضانا اروحو للسلطان وهو يفريها بيناتنا.
ايجيو للسلطان بلمرا هاذيك، عجبت السلطان نحاهالهم امره، قالهم الفرطاس شفتو: هانا
اتهنينا و شيخ ما قرا على شيخ، هوما مشاو في تيرهم وهو امشا في تيرو، أماله امشا
ألقى وحد لعجوز هي و بنها عاش عندها، ويروح هو بنها للذخيرة تاع السلطان يطلع
للخزينة ايجيب الذهب و كلش .. الفايدة ملا الدنيا، لعجوز هاذيك اقلبلها الخيرات الله
يبارك.
ألوحد النهار فاق السلطان بالخزينة انسرقت، ايثور دار خابيه تاع زفت فالخزينة و تغلي،
جالفرطاس كي العادة هو و الطفل قالو اتحدر انت والا انحدر أنا، قالو ولد لعجوز انحدر
أنا، دارلو لحبل و اهبط جا فالخابيه تاع الزفت ألصق جاف، ازمان حرك الفرطاس لحبل
حرك حرك ما كان والو، جا هابط مع لحبل كي قرب لقا الحمان طالع شرك رجليه حطهم
عالذرعين تاع الخابية اضرب العرف تاع الزرميط يلقى الطفل ميت شاف دماغو، اتكا
عليه بالسكين دار ادماغو فالعمارة واخرج، راح روح للعجوز قالها ابنك هاي كيفاه هاي
كيفاه ... ما تبكي ما حّتى شي ردي بالك تبكي.
قاتلو وكيفاه انجيبوه.
قالها ما تخميش أنا انجيبو، شوفي أنا أنحط لقرب تاع الزيت عالداب و أنت تبعيني تشوفي
ابنك.
خدام السلطان حطو الجثة تاعو فالطريق باه الّلي يبكي من الّناس يعرفو بّلي راهو أهلو،
جا الفرطاس و العجوز كي شافت الجثة، اقعر الفرطاس لقرب و ثارت هي تبكي على
بنها و تقول: يازيتي يازيتي ... انبردت قلبها على بنها، جاو خدام السلطان.
قالهم العجوز راهي تبكي عالزيت الّلي ساح.
فالليل هاذيك الجثة تاع الطفل معسوسة مالحراس تاع السلطان، كيفاه ايدير الفرطاس راح
جاب سبع قلاوش*(قلاوش: مفردها قلواش و هو التيس (ذكر العنزة) ودارلهم السناسل في رقابيهم وشعل على كلّ قرن شمعة و جا يقول :
منهو ربك ياعبدك، منهو ربك ياعبدك ... هربو الحراس مالخوف.
هز هو الجثة و ارجع، و صلو خيطلو دماغو كي بكري و كفنو و قال للعجوز ندفنوه،
كوماساو الّناس ولد لعجوز فلانة مات أروحو ندفنوه .. اسمع السلطان قالهم بالاك هاذا
هو ، روحو شوفو دماغو عندو وا لا ماعندوش، كي جاو ألقاو عندو دماغو، راحو دفنوه.
ووّلى الفرطاس يسرق كي العادة ايجيب ذهب السلطان كي بكري، راح السلطان للم جرب
قاّلو كيفاه الحلّ.
قاّلو الم جرب انقولك دير عرس و اعرض الّناس أكل ما تخلف حّتى واحد و سكرهم
و الّلي سرقك كي يسكر آو يعود يهترف بالمال اّتاعك.
دار السلطان العرس و وكلّ الّناس وسكرو وعاد الفرطاس ايهترف: هاو واش درت
فالسلطان و هاو واش اديتلو ... اثوروا حّفولو نص من شلغومو -باه الصباح يعرفوه-
رقدو كي جابتو الفطنه لقى نص من شلغومو ماكانش ايمضي الموس و يندر للجماعة
راقده نحي نص شلغومه، نحي نص شلغومه ... نحالها أكلّ.
الصباح جا نايض هو لول قالولو الحراس حبس أنت هو الّلي ا ديت مال السلطان آك بايت
تهترف بيه ضرك ايطير راسك.
قالهم هاذي خاطيه، هاي لجماعة أكل ماعندهاش نص شلغومه لاه غير أنا؟ .. حارو:
أحنا نحينا لواحد برك كيفاه و لات لجماعة اكل ماعندهاش، آي سيدنا راحو للسلطان
قالولو، قالهم اطلقوهم، كي طلقوهم جا مروح لقى الستوت- و الستوت دزها السلطان
تتجسس فالديار عالّلي اسرق مالو- .
قالها واين كنت يام ستوت.
قاتلو ياوليدي آني كنت عند امك و راهي اعطاتني حجرة ياقوت -جاب عليها لكتاب-
وآني مروحة.
قالها أرواحي نعطيك حفنة و الا زوج، وصلو للدار قال لمو أنت تحوسي السلطان ايطير
راسنا، أكتل الستوت و اداها قبال السرايا تاع السلطان و عراها و خلاها، كي جا الطالب
الصباح ايأذن ألقى الدعوة موكحة: آه يا ربي هاذا واش، كي جا يقول الله أكبر قال: الله
كبرت. سمعو السلطان قالهم جيبوهلي انطير راسو، كي جابوه قالو ياسيد السلطان هاو
واش شفت، هاو واش شفت ... قالهم أرواحو تشوفو ألقاوها الستوت ميتة.
وّلى السلطان أطلب مالّناس بالتي هي أحسن، و برح البراح قال: راو ايقول السلطان الّلي
ادا مالي نعطيه بنتي و نص من محكمتي. جا هو قالو أنا الفرطاس الّلي اديتلك مالك ،
قاّلو علاه واش بيناتنا.
قالوا المرا الّلي جبنالك ملبحر باش اتمدها لواحد مّنا بعدما اداقينا عليها أديتها ليك على
هاذي راني اسرقتك و اديتلك مالك، و ما نبغي بنتك ما نبغي مالك، أعطيني لمرا
و اخلاص.
أعطالو لمرا أزوج بيها. و هاذا ما سمعنا و هاذا ما قلنا
هذه القصة الشعبية من المورث القصصي الشعبي الجزائري -منطقة سطيف- قام بجمعها الاستاذ مبروك دريدي في مذكرته (ماجستير) عنوانها:"القصة الشعبية في منطقة سطيف التشكيل الفني والوظيفي (جمع ودراسة)"
(في الاخير أشكر الاستاذ مبروك دريدي جزيل الشكر لانه سمح لي بنشر القصص التي جمعها ، حتى يتسنى للجميع الاطلاع على موروثنا القصصي الشعبي الجزائري
)