من هو د. عبد العزيز حمودة ؟
من أهم رواد النقد الحديث والكتاب المسرحيين الذين يتسمون بالواقعية المعبرة عن ضمير الوطن ونبض الشارع السياسي العربي، على الرغم من جمعه بين النقيضين، تكوينه الاجتماعي البسيط، ودراسته الأكاديمية ذات المكانة العلمية العالية بوصفه أستاذا للأدب الإنجليزي.
النشأة والمسيرة العلمية
ولد عبد العزيز حموده في 2-9-1356ه بقرية مصرية تقع وسط الدلتا غرب مدينة كفر الزيات، أحد مراكز مديرية الغربية، تعلم في مدرسة صلاح الدين الابتدائية بكفر الزيات 1366-1370ه/ 1947-1951م، ثم انتقل إلى مدرسة الشوربجي المتوسطة والثانوية بكفر الزيات حتى عام 1375ه/ 1956م ثم بعد ذلك التحق بكلية الآداب جامعة القاهرة قسم اللغة الإنجليزية حتى عام 1379ه/ 1960م وعين بعد ذلك معيدا في القسم نفسه ثم أستاذا.
وحصل عبد العزيز على درجتي الماجستير ثم الدكتوراة في الأدب الإنجليزي من جامعة كورنيل الأمريكية عامي 1384، و1387ه/ 1965، و1968م على التوالي. ولقد تقلد حموده عدة مناصب من أهمها عميد الدراسات العليا بجامعة الإمارات مع قيامه بالتدريس في العراق 1390-1392ه/ 1971- 1972م ثم بالسعودية 1392-1395ه/ 1972-1975م.
ثم عمل مستشارا ثقافيا لمصر بالولايات المتحدة الأمريكية ما بين عامي 1410-1412ه/ 1990-1992م فأستاذا للأدب الإنجليزي بجامعة القاهرة، فرئيس قسم اللغة الإنجليزية ثم عميدا لآداب القاهرة.
حصل على جائزة الدولة التقديرية عام 1424ه/ 2003م، علاوة على حصوله على جائزة شاعر مكة في النقد عام 1421ه/ 2000م من مؤسسة يماني الثقافية عن كتابه (المرايا المحدبة من البنيوية إلى التفكيك) إضافة إلى فوزه بجائزة محمد حسن الفقي السعودية مناصفة مع د. حسن بن فهد 1427ه/ 2006م.
بين النقد والمسرح
اهتم عبد العزيز حموده بدراسة النقد الأدبي والمسرحي، ويرجع الفضل في ذلك إلى أستاذ النقد والمسرح "رشاد رشدي"، وكان حموده قد قام في بداياته الأولى بتقديم رؤية تحليلية لمسرح رشاد رشدي والبناء الدرامي في رواية "النور والظلام"، ومن خلال عمله مستشارا ثقافيا لمصر بالولايات المتحدة الأمريكية خلال الفترة 1410-1412ه/ 1990-1992م ومن قبله دراسته فيها لنيل درجة الدكتوراة. وجاءت رؤية عبد العزيز للمجتمع الأمريكي على كافة المستويات - سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا - واقعية ومعتدلة دون إفراط ولا تفريط، وذلك من خلال التطرق للديمقراطية الأمريكية والتعليم الأمريكي، ومعالجته شتى الموضوعات السياسية والفكرية من نهاية القرن إلى العالم الجديد بين العدل والمصالح الأمريكية، ثم تناول بعد ذلك العالم العربي عبر الأطلنطي.
وبلا شك يعد كتاب الحلم الأمريكي نوعا جديدا من أدب الرحلات، حيث البعد عن السطحية والإثارة والاعتدال في التعبير عن العالم الخارجي دون انبهار بالحلم الأمريكي.
الحداثة والخروج من التيه
تناول عبد العزيز حموده الحداثة الغربية بالنقد الموضوعي ناعيا على المثقف العربي غياب المشروع الثقافي والعزلة، وداعيا من خلال كتابه (المرايا المقعرة) المثقفين العرب إلى رصد التحولات التي تشكل ملامح النظام العالمي الجديد والتعامل مع الحقائق التي فرضتها العولمة.
كما استنكر وجود حداثة عربية، والتي هي في رأيه صورة مكررة للحداثة الغربية التي ينقلون عنها وينهلون من سياقاتها الفكرية والاجتماعية وهي بكل تأكيد حداثة وهمية وزائفة في أصلها.
ونادى في "المرايا المحدبة"، و"الخروج من التيه: دراسة في سلطة النص" بضرورة وجود حداثة عربية تفرزها الثقافة العربية بثوابتها ومتغيراتها، وبالشكل الذي يراعى القيم الروحية التي تواكب الحداثة بغية الوصول إلى حداثة جديدة لا تفصل بين سيادة العقل العلمي الموضوعي من ناحية، والمثل العليا التي يدعو إليها الدين من ناحية أخرى، وذلك كله لمواجهة الحداثة الغربية والعولمة والصهيونية وكل المذاهب المنحرفة التي تريد اختراق وتشويه ثقافتنا وحضارتنا وهويتنا، والمطالبة بتعديلات في صميم ديننا وتقاليدنا وأعرافنا.
ويفرق عبد العزيز حموده بين صراع الحضارات وصراع الثقافات، ويؤكد على أن الجديد في صراع الحضارات الآن هو أنها لا تريد الهيمنة على المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية فحسب، بل إن تداعياتها قد امتدت على المستوى الثقافي ليتحول الصراع بين الشعوب إلى صراع ثقافي.
وعند تحليل الخطاب الأمريكي الآن يتضح لنا أنه لا يختلف عن مثيله البريطاني في منتصف القرن التاسع عشر، والذي يقوم على محاولة الولايات المتحدة إقناع دول العالم الثالث بتخلف حضارتهم وتدنيها والضغط عليهم لتبنى النموذج الغربي المثالي، حيث وصلت الحضارة الإنسانية إلى منتهاها. وهنا يلتقي الصراع الحضاري مع الصراع الثقافي، فتلك الدول الغربية التي حققت تفوقا حضاريا وتقدما عسكريا مذهلا تحاول أن تهز ثقة الإنسان في العالم الثالث في قيمه وأخلاقه وأحكامه، ومن هنا يصبح أكثر استعدادا لتبنى أية ثقافة أجنبية.
بين العرب والعالم
يعد عبد العزيز حموده من أشد المتحمسين للتقارب العربي الإفريقي، والداعين إلى ضرورة عقد لقاءات دورية ومنتظمة بين ممثلي أدباء ومفكري العالم العربي والقارة الإفريقية بهدف تحقيق التعاون والتآلف الثقافي، خاصة في ظل عصر الثقافة المهيمنة التي تنظر بشك صريح إلى القوميات والثقافات القومية وتهدد بمحوها لفرض النموذج الثقافي والحضاري الغربي.
وفي هذا السياق يدعو إلى ضرورة إعادة بناء الذات العربية، والعودة إلى روح ديننا وجوهره، وإقناع الآخرين بأن الإسلام هو دين بناء وتقدم وليس دين دمار وتخلف وهمجية.
استمرت رحلة العطاء الأدبي والمسرحي للدكتور عبد العزيز حموده حتى وافته المنية في 3-8-1427ه/ 27-8-2006 عن عمر يناهز 69 عاما.
د. عبد العزيز حموده في نقاط
*عبد العزيز عبد السلام حموده
* اسم الشهرة :عبد العزيز حموده.
*تاريخ ومحل الميلاد : كفر الزيات ، الغربية. (1937م).
*المؤهلات العلمية :
- ليسانس اللغة الإنجليزية وآدابها ، كلية الآداب ، جامعة القاهرة ، عام 1960.
- ماجستير الأدب الأمريكى من جامعة كورنيل ( الولايات المتحدة الأمريكية) ، عام 1965.
- دكتوراه الأدب الأمريكى من جامعة كورنيل ، عام 1968.
*التدرج الوظيفى :
- مدرس اللغة الإنجليزية بقسم اللغة الإنجليزية ، كلية الآداب ، جامعة القاهرة ، عام 1960.
- مدرس بقسم اللغة الإنجليزية ، كلية الآداب ، جامعة القاهرة ، عام 1968.
- أستاذ مساعد ثم أستاذ بقسم اللغة الإنجليزية ، كلية الآداب ، جامعة القاهرة ، عام 1973.
- رئيس قسم اللغة الإنجليزية ، كلية الآداب ، جامعة الملك عبد العزيز ، عام 1975.
- عميد كلية العلوم الإنسانية بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا ، عام 1997.
- عميد كلية الدراسات العليا بجامعة الإمارات العربية المتحدة من عام 1993 حتى 1997.
- نائب رئيس جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا ، عام 1998.
*الهيئات التى ينتمى إليها :
- عضو المجلس القومي للثقافة ، عام 1980.
- عضو اللجنة العلمية الدائمة للأساتذة ، عام 1980.
- عضو اللجنة العلمية الدائمة للأساتذة المساعدين ، عام 1981.
- عضو لجنة الثقافة باتحاد الإذاعة والتليفزيون ، عام 1986.
- شارك فى وضع اللائحة الداخلية والمناهج الدراسية بجامعة السلطان قابوس .
- مستشار مصر الثقافى ومدير البعثة التعليمية فى واشنطن ، عام 1989.
*المؤلفات العلمية :
- قدم للمكتبة العربية الكثير من المؤلفات فى كل من الفلسفة والنقد والمسرح وله أيضا بعض المؤلفات بالإنجليزية ونذكر من أعماله :
· " الناس فى طيبة " مسرحية ، عام 1979.
· " ليلة الكولونيل الأخيرة " مسرحية ، عام 1981.
· " الحلم الأمريكى " ، عام 1993.
· " المرايا المحدبة " ، عام 1998.
· " المرايا المقعرة " ، عام 2001.
· Introduction To our Town 1970.
· The problem with albee 1978.
*الجوائز والأوسمة :
- جائزة الدولة التقديرية فى الآداب من المجلس الأعلى للثقافة ، عام 2002.
التحميل
http://www.mediafire.com/?qqadvezyjm2