إن الأشخاص تعبرعنهم آراءهم وأصواتهم وكتاباتهم ....وأنا بإمكاني أن أتخيل الشخص ... ودوما تصدقني فراستي ....لأني دوما مسؤول عن أن تكون فراستي أقرب إلى التوقع .....لهذا أنا دائما محاط بأصدقاء سواء من قريب أو بعيد .... حتى أني لم أرهم ... ولكني أصدقهم .. و أحاول أن أصدقهم....وإن أخفقت يعترني حرج فأفرّ..بعيدا.....كرامة لهم ... لأني لا أستحقهم ...
غريب هو أمر بعض الناس ،وقد يكون بعض الناس كل الناس ،غريب أمرهم ،بل أكثر من غريب ...وما للغرابة حدّ ثابت مرسوم ..والغرابة بكل ما لها من مغارات و انعطافات ومباغتات ومتاهات وخيالات ..غرابة !والخيال في كثير من الأحيان أساس الغرابة ..فحين تحسن إلى بعض هؤلاء الناس _رغم أن هذا الإحسان يكون في تصوّرك فقط _يظنون أنك تسيء إليهم،وتحط من قيمتهم .._وانعدام القيمة عندهم وارد _يظنون أنك لا تقدم لهم من الاحترام والتقدير ما يتناسب مع مقامهم ..ولا تضع وجهك _إن كانوا من الكبار بشكل ما _مقابل وجوههم بتساو واعتدال !
واعتقد أنه من حقي _مثلما هو من حقك أ ختي سوسن وما أجمل أن تكون الحقوق متساوية في كل المجالات التي يخضع فيها الحق لشروط منافية لطبيعته _أن أتسائل عن طبيعة من يحسن إلى الناس في حقيقة الأمر وواقعه ...وهل هناك من حقيقة لا تقبل الواقع ..هل هناك فرق بين الواقع والحقيقة ؟لا تطلبي مني أحدّثك عن الحقيقة المطابقة لقناعاتي _ والقناعة يبرزها القول والفعل .._وعن الحقيقة المطابقة لواقع الحياة ثم عن الحقيقة المعبّر عنها ..._في هذا الذي أسجله _أو مشاعر وأحاسيس خاصة ..اتخذت خصوصيتها من حقيقة الكتابة ....فحقيقة الكتابة نبل ..و حس وفكر ..!
كان من حقي أن أتساءل عن المحسن ،ومن حقي الآن ..بل ربّما من واجبي.._ وما أجمل أن يجيب الانسان عن كل سؤال يطرحه هو نفسه ..أو غيره ..فقد يكون الجواب حلا لمشكلة عويصة ..!_قلت من واجبي أن أجيب عن هذا السؤال طبقا لما لدي من تصوّر عن الانسان !وقد تكون سعادة الانسان في ثراء ..تصوره ..والحياة ،الحياة الفردية ،مبنية على تصور جائز أن يكون هو الحقيقة وأن يكون خلافها ،وخلاف الحقيقة قد يكون في جوهره حقيقة ..ولا ينبغي أن تزعجكي الصيغة المضارعة ..أو الفعل المضارع إن كنتي ممن تُشكل عليهم الصيغ التعبيرية الحديثة ..التي تكررت في حديثي إليك في هذه الفقرة أكثر من مرة... وهل يعني التكرار في القول .. وفي الفعل أيضا ..غير البحث عن الجوهر والواقع والحقيقة ؟
يُحسن إلى الناس في تصوّري إنسان مؤدب بطبيعته ..لأن الأدب لا يكلّفه شيئا من جهة ..ولا يحمله على الاساءة إلى أحد ..من الناس من جهة أخرى ..ثم إن الطبيعته الخلقية قد تُلزمه الاحسان إلى الناس دون أن ينتظر من وراء ذلك شيئا ،فكل همه أن يرضي هذا الميل الخلقي والنزعة الغيرية ..هذه النزعة قد تشكل حياته الكلية ..ومن حق الانسان ،أن يحسن إلى الناس ..لأنه يريد أن يبلغ من الناس شيئا من الأشياء ...ولو اقتصر في ذلك على طلب التأييد في حق.. وهو ليس نفاق !بل تُعرف في البداية حقيقته ..وهذا النوع من الاحسان يتضح في معظم الأحيان بعد أن يكون المحسن تمكن من الظروف المعدة ..التي كانت مطمح نظرته وبصيرته ..ولذلك لا تنحرف البصيرة عن طريقها السويّ!!
أخ لك يكنّ لك الاحترام والتقدير ...دائما بلا مجاملة صدقيني
....دمتي