- انظروا، يا أحبائي! أنتم، يا أفكاري الأبية، لا، دعونا الآن من الأفكار الأبية.. فالذي يهمني الآن هو مشاعري الجاحظية..
- انظروا إلى هذا الجو المعتق، هذا الفضاء الحالم. أواه، ما أروع الأحلام! لقد تعلمنا أن نحلم بماض.. لا لقد أخطأت. تعلمنا أن نحلم بمستقبل أفضل ونرجو دائماً أن يكون المستقبل لنا والفضل لغيرنا.. وقد يكون النصيب غيرنا! نحن من المؤمنين بالنصيب والقدر.
- ليس الآن.. لا.. لا أريد أن ألبي رغبتك الآن، أيها الكرسي.. لا أريد أن تحتضنني.. أحب أن.. نعم، أحب أن أكمل حديثي.. بل خطبتي.. نحن أقدر من غيرنا على الخطب.. أكمل خطبتي.. ماذا كنت أقول؟ آه.. حقاً حقاً! مازال لدي مقدار من الوعي.. الخطبة تزيد من وعينا بالخطبة.. فمن الوعي بالذات الفردية أن تخطب.. كنت أتحدث عن هذه الأجواء الشاعرية.. لكم يحلو لي أن أنام فوق هذا الفضاء الشاعري.. وأمامي كل هذا المنتدى! من المؤسف أنني لست ساحراً! لو.. لو كنته لأنمت الجميع هنا تحت أجنحة خطبتي!
- إن الجاحظ جدي وجدكم.. لكن دعوني استقل باسمه هذا اليوم .. أنا أحب اليوم أحب أن أنشر أجنحتي لتمتلىء.. أحب أن تفيض بذوري.. فأنا الجاحظ !
- يبدو أنني لم أعرفه.. ما زلت أجهله بعد. أنا أحدثكم عن الجاحظ! أنا محذور.. أقصد معذور.. أنا لا أعرف غيره.. لم أعلم الجو الذي نشأ فيه سواه!
بارع أنا في الكلام! لا تنتقد ميزتي.. فما للجاحظ غير الكلام!
الجاحظ المتمثل فيّ لا سيف له ولا شعر ولا نثر! اللسان يُغني عن السيف! ثم إني لا أريد أن أكون جاحظ ذلك الزمان.. فأموت موتته ! عليكم الاعتراف بي.. نعم! عليكم أن تعترفوا بالجاحظ الحَضَري!أبو عثمان الزمان!
لقد اعتدت أن أكتب ...والكتابة نوع من الحوار الجاد ...فالجد دائما رديفي ...لا أحب الهزل .. إلا إذا كان جادا ...! هزل ٌ جاد ...!نعم هزل جاد ... لا تستغرب عبقريتي .. أستطيع الجمع بين الكلمتين رغم بعد المشرقين عن بعضهما .....فأنا أبو أفكاري وهنّ بنيّاتي ، والألفاظ أحفادي ..وهن أطوع وألين ...وأنا حفيد وابن أبي ...وأفضل ما ورّث أب ابنا ثناءا حسنا ...وأدبا نافعا ..فيجب أن يذكى القلب بالأدب كما تذكى النار بالحطب ...لأن من لا يذكي قلبه ران حتى يسودّ...
اسمع أنا لا أماري ولا أباري ...ولكن أقصد النفع ..فأنا ..كما قلت لك جاد كل الجدّ..والنفع ليس في خفة اللسان وكثرة الهذيان ولكن باصابة المعنى ..والقصد إلى الحاجة ...وأنا بالذات أحتاج إلى من يفهمني ...ولكنّي أكره _ والكره ترفع متحضر_قلت : أكره أن يكون مقدار لساني فاضلا على مقدار عملي ،كما أكره أن يكون مقدار عملي فاضلا على مقدار عقلي، وهذا كله من الجدّ..
وأنا أرى .._والرأيي ليس بالضرورة صحيحا _ أنّ....هل أنت تحدثني!! ..أنا لا أفهم!! ..ماذا تقول!! أفكاري غير مرتبة !!..أنا أهذي...!!...لا اسمعني اسمعني ....أنا لم أدخل إلى اللبّ بعد ،فاللبّ محفوظ في حرز...فأنا أميط اللفائف عن اللبّ، وأنزع عنه قشوره ..._وإن كان ينتفع بكل القشور إلاّ ما نضنّه لبّ_فلقد طغت قشورهم على أفكارنا وأكلِنا و...و..نعم قشورهم ....فنحن بصفتنا أمة مسلمة ...ليس لنا قشور كلّنا لبّ..ديننا ...أدبنا ...لغتنا ...عملنا ...عيشنا ...جدّنا .. ومزاحنا ..وحتى منتدانا ....وحوارنا أيضا ..وإن كنت تعتقد حوارنا قشورا ..فسأنهي حواري معك ..ما دمتُ في عينيك قشرة ...لا تآخذني على حدّتي ..فأنا ملتزم بالجدّ..وأبحث عن المجد..وألو الألباب هم أصحاب المجد ... نعم مجدنا الضائع تحت قشورهم .. أرآيت...!! قد وصلنا إلى اللبّ إلى المجد...فهل تدرك المجد ؟؟ هاك وصايا اعتبرها من صفات المجد:
أخي إيّاك أن تتكلم في الأشياء وفي الناس ...إلا أن تتأكد من صحة المصدر ...وإذا جاءك أحد بنبإ فتبيّن قبل أن تتهوّر ،وإياك والشائعة ...لا تصدق كلّ ما يقال ولا نصف ما تبصر...وإذا ابتلاك الله بعدو ..قاومه بالإحسان إليه ....ادفع بالتي هي أحسن...أقسم بالله أن العداوة تنقلب حباّ..تصوّر
إذا أردت أن تكتشف صديقا سافر معه ..ففي السفر ينكشف الإنسان ...يذوب المظهر .. وينكشف المخبر...ولماذا سمّي السفر ..سفرا ..؟؟.. إلا لأنه عن الأخلاق والطبائع يسفر ،...وإذا هاجمك الناس وأنت على حق ...أو قذعوك بالنقد ...فافرح ...إنّهم يقولون لك ...أنت ناجح ومؤثر ...فالكلب الميّت لا يرُكل ولا يرمى إلاّ الشجر المثمر ...وإن أردت أن تنتقد أحدا ... فبعين النحل تعوّد أن تبصر ......ولا تنظر بعين الذباب ...فتقع على ما هو مستقذر ،نم باكرا يا أخي فالبركة في الرزق صباحا ، وأخاف أن يفوتك رزق الرحمن لأنّك تسهر ،...سأحكي لك قصة العنزة والذئب حتى لا تأمن من يمكر ،...وحينما يثق بك أحد فإيّاك ثمّ إيّاك أن تغدر ...سأذهب بك لعرين الأسد ...وسأعلمك أن الأسد لم يصبح ملكا للغابة لأنّه يزأر ،....ولكن لأنّه عزيز النفس ... لا يقع على فريسة غيره مهما كان جائعا يتضوّر ... لاتسرق جهد غيرك فتتجوّر .......سأذهب بك للحرباء ...حتى تشاهد بنفسك حيلتها ..فهي تلوّن جلدها بلون المكان .. لتعلم أن في البشر مثلها نسخ تتكرر..وأن هناك منافقون ...وهناك أناس بكل لباس تتدثر ..وبدعوى الخير تتستّر ..تعوّد أخي أن تشكر ...شكر الله .... يكفي أنّك تمشي و تسمع وتبصر ...اشكر الله واشكر الناس ...فالله يزيد الشاكرين ..والناس تحب الشخص الذي عندما تبذل له ...يقدر ...اكتشفت أن أن أعظم فضيلة ف الحياة الصدق ...وأن الكذب وإن أن أنجى ... فالصدق أرقى ...واكبر ..وفّر لنفس: بديلا لكلّ شيء استعدّ لأيّ أمر .. حتى لا تتوسل لنذل ...يذل ويحقر ...واستفد من كل الفرص ...لأن الفرص التي تأتي الآن قد لا تتكرر ....لا تتشكى ولاتتذمر ....أريدك متفائلا ....مقبلا على الحياة ،....اهرب من اليائسين... والمتشائمين ...وإياّ أن تجلس مع رجل يتطير ...لا تشمت ولا تفرح بمصيبة غيرك....وإيّك أن تسخر من شكل غيرك فالمرء لم يخلق نفسه ...ففي سخريتك ...أنت في الحقيقة تسخر ....من صنع الذي أبدع وخلق وصوّر ..لا تفضح عيوب النّاس ..فيفضحك الله في دارك ...فالله ستير يحب من يستر ....ولاتظلم أحدا ...وإذا دعتك قدرتك على ظلم الناس ...فتذكر أنّ الله هو الأقدر ...وإذا شعرت بالقسوة يوما ...فامسح على رأس يتيم ... ولسوف تدهش كيف للمسح أن يمسح القسوة من القلب .. فيتفطر لا تجادل فا الجدل .. كلا الطرفين يخسر فإذا انهزمنا فقد خسرنا كبرياءنا نحن وإذا فزنا فلقد خسرنا .. الشخص الآخر لقد انهزمنا كلنا .. .. ! ! الذي انتصر .. والذي ظن أنه لم يُنصر لا تكن أحادي الرأي فمن الجميل أن تؤثر وتتاثر لكن إياك أن تذوب في رأي الآخرين وإذا شعرت بأن رأيك .. مع الحق .. فاثبت عليه ولا تتأثر تستطيع يا بني أن تغير قناعات الناس وأن تستحوذ على قلوب الناس وهي لا تشعر ليس بالسحر ولا بالشعوذة فبابتسامتك .. وعذوبة لفظك تستطيع بهما أن تسحر ابتسم فسبحان من جعل الابتسامة في ديننا.. عبادة وعليها نؤجر في الصين إن لم تبتسم لن يسمحوا لك أن تفتح متجر إن لم تجد من يبتسم لك .. ابتسم له أنت فإذا كان ثغرك بالبسمة يفتر بسرعة تتفتح لك القلوب لتعبر حينما يقع في قلب الناس نحوك شك و دافع عن نفسك .. وضح .. برر لا تكن فضولياً تدس أنفك في كل أمر تقف مع من وقف إذا الجمهور تجمهر ترفع عن هذا إنه يسوءني هذا المنظر لا تحزن يابني على مافي الحياة فما خلقنا فيها إلا لنمتحن ونبتلى حتى يرانا الله .. هل نصبر ؟؟؟ لذلك ...هون عليك ...ولا تتكدر وتأكد بأن الفرج قريب فإذا اشتد سواد السحب .. فعما قليل ستمطر لا تبك على الماضي .. فيكفي أنه مضى فمن العبث أن نمسك نشارة الخشب .. وننشر فأنظر للغد .. استعد كن عزيزاً . شمّر. وبنفسك فكما ترى نفسك سيراك الآخرون فأنظر للغد استعد كن عزيزاً . شمّر. وبنفسك فكما ترى نفسك سيراك الآخرون .. .. ..
فإياك لنفسك يوماً أن تحقر فأنت تكبر حينما تريد أن تكبر وأنت فقط من يقرر أن يصغر .. افخر
وإذا أردت إصلاح الكون برمته سأقول لك. ......... أرجوك أدم اصلاح نفسك لا تنفك ..
وكيف سنكون نحن لأميز والأشهر . .
أقول لك بادر يا أخي لا تتأخر..
ستكتشف أن الإنسان لو كبر ..
لن ينفع معه إلا معجزه ..
مالم هو بنفسه يتغير