عَبْقَرِيَّةُ السّكُونِ – الغَيْنُ الفِعْلِيَّة: ( غْ - ـغْـ )
بقلم: فتحي رَمَضَان الأَغا.
حقوقُ الملكيَّة الفِكريَّة مَحفوظةٌ للكَاتِب.
حين تقع " الغَيْنُ " لامًا للكلمة العربية -اسمًا أو فعلاً - فهي لا تخرجُ عن ضمٍّ أو فتحٍ أو كسرٍ أو سكونٍ أو تنوينٍ،فيما يلي محاولة لدراسة وقوع الغَيْنِ الساكنة لامًا للمفردة في كتاب العربية الأَكبر،مع ملحظ تعدد موجبات ذلكم السكون في صيغ الفعل العربيّ ما بين مضيٍّ ومُضَارعةٍ وأَمر،الملحظ أَنَّ الغَيْنَ السَّاكنة حين تقع لامًا للمفردة ،فلا تكون تلكم المفردة إِلاَّ فعلاً.
الغَيْنُ الفعلية " الساكنة " في الفعل الماضي( غْ ) = ماض مبني على السكون: التاء المتحركة - نَا الفاعِلِين: الغين:ماضٍ
***الغين الفعلية الماضوية " الساكنة " لامًا في الفعل الماضي( غْ) ماض مبنيّ على السكون، مع ملحظ أن: ( غْ ): تعني الغين الفعلية الساكنة غير متصلة بضمائر،و ـــغْــ ) تعني الغين الفعلية الساكنة متصلة بضمائر: 1- مع التاء المتحركة: ( ـغـْ ) - { فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ } الشرح7 - { يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ } المائدة67
- { قَالَ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْراً } الكهف76
- { قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيّاً } مريم8 - { فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِن لاَّ تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ } الأعراف79
- { فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالاَتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ فَكَيْفَ آسَى عَلَى قَوْمٍ كَافِرِينَ } الأعراف 93
- { فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقَدْ أَبْلَغْتُكُم مَّا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْماً غَيْرَكُمْ } هود57

2- مع نا الفاعِلِين: ( ـغـْ ) - { رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِيَ أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَليمٌ } الأنعام128
3 - مع نون النسوة: (ـــغْــ) ***الغين الفعليَّة الماضوية " الساكنة " لامًا في الفعل الماضي: ماضٍ مبنيّ على السكون مع نون النسوة: (ـــغْــ) ،مع ملحظ ورود نفس الفعل (بلغ) مع نون النسوة ،وتعديه لنفس المفعول(أَجَلَهُنَّ)،ومدنيَّة هذه الآيات الكريمات. - { وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النَّسَاء فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ } البقرة231 فَبَلَغْنَ.
- { فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِّنكُمْ } الطلاق2 بَلَغْنَ. - { وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ أَن يَنكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْاْ بَيْنَهُم بِالْمَعْرُوفِ } البقرة232 فَبَلَغْنَ. - { فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ } البقرة234 بَلَغْنَ.
***الغين الفِعليَّة المضارعيَّة " الساكنة " لامًا في الفعل المضارع ( غْ ) مضارع مجزوم بالسكون: - { حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَاراً قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً } الكهف96 أُفْرِغْ عَلَيْهِ.
- { وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ } سبأ12 وَمَن يَزِغْ.. عَنْ.
- { رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ } آل عمران8 لاَ تُزِغْ.
***الغين الفعليَّة الأمريَّة " الساكنة " لامًا في الفعل الأمر( غْ - ـغْـ ): أَمر مبنيّ على السّكون:مع ملحظ دلالة التركيب: (رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً). - { قَالُواْ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ } البقرة250 أَفْرِغْ عَلَيْنَا. - { رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ } الأعراف126 أَفْرِغْ عَلَيْنَا.
- { يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ } المائدة67 بَلِّغْ.
- { وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ } التوبة6 أَبْلِغْهُ. من خلال تدبر كتاب العربية الأكبر في هذه الدراسة الخاصة بالغين الفعلية الساكنة الواقعة لامًا،يمكن لكاتب هذه السطور أن يزعم ما يلي:
*حين تقع الغين الساكنة " لامًا " للمفردة،فلا تكون تلكم المفردة إِلاَّ فعلاً،ماضيًا،مضارعًا،أَمرًا.
**تكاد مواضع الغين الفِعْليَّة السَّاكنة "اللام" في كتاب العربية الأكبر تنحصر في:
1- حالة البناء على السكون،وتكون في: - فعل ماضٍ مبنيّ اتَّصل به ضميرُ رفعٍ مُتحرّكٍ:نا الفاعلين- التاء المتحركة – نون النسوة،ويكون السكون علامة بناءٍ . - فعل أَمر مبنيّ،ويكون السكون علامة بناءٍ.
2 - حالة الإعراب جزمًا بالسكون:
ينفرد بها الفعل المضارع فعل مضارع مجزوم" معرب " – على تعدد موجبات الجزم – ،ويكون السكون علامة إِعراب.
3 - لم تلتقِ الغينُ الفعليَّةُ الساكنة بساكنٍ في هذه المنظومة.
4 - وردت الغين الساكنة " لامًا للفعل" في كتاب العربية الأكبر ضمن ثلاثة جذور هي: فرغَ – بلغَ - زاغَ .
ملحظٌ أخيرٌ هو عدم تَوالي غَيْنَيْنِ (عَين ولام) في فعل واحد.
ذلكم جانبٌ من عبقريَّة السّكون – سكون الهمزة - في كتاب العربية الأَكبر،تجلَّت في" الغَين الفعليَّة" السَّاكِنة،مضيًّا ومضارعةً،وأمرًا ( غْ – ـغْـ ) لامًا لماضٍ أَو مضارعٍ أَو أَمر..
والحمدُ للهِ ربّ العَالمين..