منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
تسجيلك في هذا المنتدى يأخذ منك لحظات ولكنه يعطيك امتيازات خاصة كالنسخ والتحميل والتعليق
وإضافة موضوع جديد والتخاطب مع الأعضاء ومناقشتهم
فإن لم تكن مسجلا من قبل فيرجى التسجيل، وإن كنت قد سجّلت فتفضّل
بإدخال اسم العضوية

يمكنك الدخول باستخدام حسابك في الفيس بوك



ستحتاج إلى تفعيل حسابك من بريدك الإلكتروني بعد تسجيلك هنا
التسجيل بالأسماء الحقيقية ثنائية أو ثلاثية وباللغة العربيّة فقط
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
تسجيلك في هذا المنتدى يأخذ منك لحظات ولكنه يعطيك امتيازات خاصة كالنسخ والتحميل والتعليق
وإضافة موضوع جديد والتخاطب مع الأعضاء ومناقشتهم
فإن لم تكن مسجلا من قبل فيرجى التسجيل، وإن كنت قد سجّلت فتفضّل
بإدخال اسم العضوية

يمكنك الدخول باستخدام حسابك في الفيس بوك



ستحتاج إلى تفعيل حسابك من بريدك الإلكتروني بعد تسجيلك هنا
التسجيل بالأسماء الحقيقية ثنائية أو ثلاثية وباللغة العربيّة فقط
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين

تهتم بـ الفلسفة والثقافة والإبداع والفكر والنقد واللغة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
تعلن إدارة المنتديات عن تعيين الأستاذ بلال موقاي نائباً للمدير .... نبارك له هذه الترقية ونرجو من الله أن يوفقه ويعينه على أعبائه الجديدة وهو أهل لها إن شاء الله تعالى
للاطلاع على فهرس الموقع اضغط على منتديات تخاطب ثم انزل أسفله
» هات يدك المُمات في اللغة ـــ د.موسى بن مصطفى العبيدان I_icon_minitime2023-12-13, 15:27 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» بين «بياجيه» و «تشومسكي» مقـاربة حـول كيفيـة اكتسـاب اللغـةالمُمات في اللغة ـــ د.موسى بن مصطفى العبيدان I_icon_minitime2023-12-03, 20:02 من طرف سدار محمد عابد» نشيد الفجرالمُمات في اللغة ـــ د.موسى بن مصطفى العبيدان I_icon_minitime2023-11-30, 14:48 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» الرذ والديناصورالمُمات في اللغة ـــ د.موسى بن مصطفى العبيدان I_icon_minitime2023-11-02, 18:04 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سلاما على غزةالمُمات في اللغة ـــ د.موسى بن مصطفى العبيدان I_icon_minitime2023-11-01, 18:42 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سلاما على غزةالمُمات في اللغة ـــ د.موسى بن مصطفى العبيدان I_icon_minitime2023-11-01, 18:40 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» شهد الخلودالمُمات في اللغة ـــ د.موسى بن مصطفى العبيدان I_icon_minitime2023-11-01, 18:35 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تهجيرالمُمات في اللغة ـــ د.موسى بن مصطفى العبيدان I_icon_minitime2023-11-01, 18:23 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تقرير من غزة المُمات في اللغة ـــ د.موسى بن مصطفى العبيدان I_icon_minitime2023-11-01, 18:18 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» القدس لناالمُمات في اللغة ـــ د.موسى بن مصطفى العبيدان I_icon_minitime2023-11-01, 17:51 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» يوم في غزة المُمات في اللغة ـــ د.موسى بن مصطفى العبيدان I_icon_minitime2023-11-01, 17:45 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» شعب عجبالمُمات في اللغة ـــ د.موسى بن مصطفى العبيدان I_icon_minitime2023-11-01, 17:41 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سمكة تحت التخديرالمُمات في اللغة ـــ د.موسى بن مصطفى العبيدان I_icon_minitime2023-10-07, 15:34 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تجربة حبالمُمات في اللغة ـــ د.موسى بن مصطفى العبيدان I_icon_minitime2023-09-16, 23:25 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» زلزال و اعصارالمُمات في اللغة ـــ د.موسى بن مصطفى العبيدان I_icon_minitime2023-09-14, 05:44 من طرف عبدالحكيم ال سنبل

شاطر
 

 المُمات في اللغة ـــ د.موسى بن مصطفى العبيدان

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
زهر السوسن
عضو شرف
عضو شرف
زهر السوسن

القيمة الأصلية

البلد :
الجزائر

عدد المساهمات :
879

نقاط :
1493

تاريخ التسجيل :
17/10/2012


المُمات في اللغة ـــ د.موسى بن مصطفى العبيدان Empty
مُساهمةموضوع: المُمات في اللغة ـــ د.موسى بن مصطفى العبيدان   المُمات في اللغة ـــ د.موسى بن مصطفى العبيدان I_icon_minitime2012-12-09, 23:06

المُمات في اللغة ـــ د.موسى بن مصطفى العبيدان
الخلاصـة:‏
تقوم اللغة بوظائف مختلفة، ومن الصعب تحديدها؛ لأن اللغة جزء من السلوك الإنساني. وتستمد اللغة حيويتها من تفاعلها مع المجتمع فتنمو مفرداتها بسبب عوامل التطور المختلفة، وفي الوقت نفسه تفقد بعض مفرداتها. وقد عبر اللغويون عن هذه الظاهرة الأخيرة بالمصطلحات الآتية: "المنكر" و "المتروك" و"المجهول".‏


وتحديد الكلمات المماتة في اللغة مسؤولية سلطة ذوي الاختصاص –أئمة اللغة- في كل عصر، وكذلك سلطة الجماعة اللغوية.‏


ويموت الدليل اللساني (الكلمة) بموت الدالّ، لأسباب لغوية، أو بموت المدلول، وذلك بموت بعض مظاهر النشاط الإنساني، أو بموت النُّظُم والعادات والتقاليد والأيديولوجيات.‏


والدليل اللساني المُمات إما أن يكون الأصلَ، وإما بعضَ مشتقات الأصل، وإما أسماءَ الأشياء.‏


تمهيد:‏


يذهب كثير من الباحثين إلى تحديد الوظائف التي تقوم بها اللغة في المجتمع، وقد ذكر منها فيرث (Firth): "الطلبات، والالتماسات، والدعوات، والاقتراحات، والنصح وتقديم العون، والإقرار بالفضل، والموافقة وعدم الموافقة، والتحية، والتوديع، والتشجيع، والإذن، والوعد، والاعتذار، والتهديد، والتحذير، والإهانة، والمحاجَّة"(1). وبعضهم يخص اللغة بالوظيفة التواصلية أو الإبلاغية ومن هؤلاء العلامة ابن جني الذي يعرف اللغة بأنها: "أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم"(2). ويضيف محمود السعران إلى الوظائف السابقة وظيفتين أخريين هما: الكلام الانفرادي (MONOLOGUE) وإخفاء الأفكار، وخاصة في لغة السياسيين والخارجين على القانون(3). وإذا كان هؤلاء الباحثون اجتهدوا في تحديد الوظائف التي تقوم بها اللغة في المجتمع، فإن سابير (Sapir) يرى أنه: "من الصعب تحديد وظائف اللغة، ذلك لأن اللغة راسخة رسوخاً عميقاً في جملة السلوك الإنساني، بحيث لا يوجد جانب وظيفي من سلوكنا الواعي إلا وتلعب فيه اللغة دوراً كبيراً"(4). ورأي سابير يعد مقبولاً إذا أخذنا في الاعتبار تعدد أنماط السلوك الإنساني وتباينه من مجتمع لآخر، ومن عصر لآخر، ومن فرد لآخر، بحيث تقوم اللغة بدور أداة الربط في السلوك الإنساني والنشاط البشري المتفق عليهما بين الجماعات الناطقة باللغة وهي حتماً جماعات متباينة، وأنماط من السلوك الإنساني يصعب حصرها في وظائف محدودة، فكل ما كان نشاطاً أو سلوكاً إنسانياً يمكن تأديته بواسطة اللغة فهو وظيفة لها، مثل التحكم في النشاط الفيزيائي للناطقين باللغة، والتأثير في أفكار المستطعمين أو أفعالهم، وإقامة العلاقات الاجتماعية بينهم أو تقويتها، والتعبير عن انفعالاتهم، وإقامة الطقوس الدينية، والمحاكمات والبيع والشراء، وكل ما يتعلق بالزواج والطلاق... الخ.‏


وتؤدي اللغة وظائفها المختلفة ما دام المجتمع حياً يقوم بدوره في هذه الحياة ومستمراً فيها، وبهذا يمكن أن توصف اللغة بالحية (Living Language)، أي وجود جماعة حية من الناطقين بها، وينقلون من خلالها نشاطهم الإنساني وأنماط سلوكهم المختلفة. وقد تموت اللغة بموت الناطقين بها، وبهذا يمكن أن توصف اللغة بالميتة (Dead Language)، فهي إما أن تموت كلية بموت الناطقين بها، أو تبقى معروفة من الناحية النظرية دون أن يستعملها أحدٌ في الحياة اليومية العادية مثل: اللغة الساسانية، واللغة القوطية(5)، وقد لا تستعمل اللغة في الحياة اليومية العادية، بل يقتصر استعمالها على المناسبات الدينية أو العلمية، مثل: اللغة اللاتينية، فحينئذٍ توصف اللغة بنصف حية، فهي لغة لم تندثر كلية، كما أنها لم تستعمل في الحياة اليومية العادية، وهذا ما يميزها عن اللغة والحية واللغة الميتة(6).‏


تجدد الإرث اللفظي:‏


وتستمد اللغة الحية حيويتها من تفاعلها مع المجتمع فتنمو مفرداتها وتتجدد بتأثرها بعوامل التطور كالعوامل الاجتماعية المتمثلة في الوضع الحضاري للمجتمع ومدى تقدمه ورقيه، وبما فيه من نظم وعقائد وعادات وتقاليد واتجاهات فكرية ووجدانية وثقافة عامة، وبما فيه من نشاطات عملية وعقلية، إلى غير ذلك من مظاهر سلوكية مختلفة، فتتشكل اللغة برؤية الناطقين بها للحياة والكون، وكذا وعيهم وإدراكهم للواقع الخارجي الذي يعايشونه وفي الوقت نفسه تقوم اللغة بتشكيل عوامل الاستمرار لهذه الرؤية بممارسة تأثيرها الذاتي في ترسيخ رؤية هذا النسق الثقافي المعين. وما ذهب إليه البحث يخالف النظرية الأرسطية وفرضية وورف، فالنظرية الأرسطية ترى أن اللغة انعكاس مباشر للفكر، فهو سابق في الوجود على اللغة، فهي لا توجده ولا أثر لها فيه؛ لأن الفكر من خصائص الإنسان الذي يميزه عن غيره من المخلوقات(7)، أما فرضية وورف (Whorf Hypothesis) التي ظهرت في منتصف القرن العشرين والتي أطلق عليها، فرضية النسبية اللغوية، فهي تذهب إلى أن اللغة لا تقوم بدور المشكل للفكر، وليست هي ناقلة للتصور الذهني المتماثل لدى جميع البشر(8). فالنظرية الأرسطية للغة تسقط من حسابها أثر التجارب الإنسانية المختلفة في إثراء اللغة والتي تقوم بدورها –أي اللغة- في تشكيل عوامل استمرار الفكر، وفرضية "وورف" تسقط –هي الأخرى- من حسابها كذلك قضية التغير اللغوي، وتصل باللغة لتكون نسقاً مغلقاً غير خاضع للشرائط التاريخية وملابسات التفاعل مع أنساق ثقافية أخرى(9)، فاللغة والمجتمع في تغير مستمر، فمن البدهي إدراك التغير الاجتماعي ونواميسه ومظاهره، أما التغير اللغوي فهو يتطلب تفاعل القوى اللغوية الكلية والقوى الاجتماعية والثقافية الخاصة لتحريكه وتتجلى مظاهره في التغيرات اللغوية المختلفة الصوتية والصرفية والتركيبية والمعجمية.‏


واللغة الحية تجدد تراثها اللفظي بعوامل مختلفة: منها: تزويدها بألفاظ جديدة، أو بإحياء بعض الألفاظ المهجورة بطريقة منظمة، أو عن طريق الافتراض من لغات أخرى، أو عن طريق الاشتقاق والنحت.‏


وتسلك اللغة هذا المسلك لسد بعض النقص في الاستعمال اللغوي في الجوانب العلمية والاجتماعية والفكرية والإبداعية والاقتصادية... الخ. بقدر ما تمليه الضرورة ويتطلبه الاستعمال، وربط هذا بالضرورة يمنع اللغة من الترهل الذي يثقل كاهلها ويشق على الناطقين بها. فاللغة العربية على مر العصور تجدد تراثها اللفظي عن طريق التعريب (الاقتراض) من الفارسية واليونانية والسريانية وغيرها من اللغات المعاصرة لها، وفعلت الشيء نفسه في العصر الحديث، وقد حاول بعض الباحثين القدامى تتبع الألفاظ المعربة في اللغة العربية، ومن هؤلاء أبو منصور الجواليقي (ت 540هـ) في كتابه: (المعرب من الكلام الأعجمي)(10)، والشهاب الخفاجي (ت 1069هـ) في كتابه (شفاء الغليل فيما في كلام العرب من الدخيل)(11). فمن المعرب(12): سندس، وسراط، وأسطول، وأسطورة، وإبليس، وأخطبوط، وزبرجد، وزنجبيل، وإبريق، ودينار، ودرهم، وفسطاط... الخ. وكذلك تجدد تراثها اللفظي عن طريق التوليد(13) ومنه الجريدة، والمجلة، والسيارة، والطيارة، والقطار، والهاتف. ومن المولدات التي يكثر دورانها في لغة الصحافة: الإنتاج، والانتهازية، والانهزامية، والتقدمية، والرجعية، والرائد، والعميل، واحتج، وساهم، وشجب، شجر، وفشل، وتكاتف، وهدف، وتضامن(14).‏


ومن توليدات الأدباء تسمية السماء: الجرباء، والأرض: الغبراء والبسيطة، والأديم، وتسمية الحب: الهوى والغرام والعشق والوجد(15). وقد قام بعض اللغويين العرب بجهود مشكورة في مجال التوليد اللغوي خلال القرنين التاسع عشر والعشرين، ومن هؤلاء: أحمد فارس الشدياق، والشيخ خليل اليازجي، ونجيب حداد، والمعلم شاكر شقير، وخليل سعادة، وبشارة زلزل، وعبد الله البستاني، ويعقوب صروف، والشيخ سعيد الشرتوني، والأستاذ سليمان البستاني، والشيخ إبراهيم اليازجي(16). وأما تجديد اللغة العربية لتراثها اللفظي عن طريقي الاشتقاق والنحت فأمر يكاد لا يخفى على الباحثين. وبهذه الآلية استطاعت اللغة العربية أن تبقى حية على مر العصور، وأن تواجه التغيرات المختلفة التي تتطلب حضورها الدائم لتواكب التطور الحضاري والتقني.‏


التتبع الإجرائي لمصطلح المُمات ومرادفاته:‏


وإذا كانت اللغة العربية تجدد تراثها اللفظي، فيزداد مخزونها اللغوي فإنها في الوقت نفسه تواجه نقصاناً أو فقداً لبعض مفرداتها، وهي ظاهرة لا تخلو منها لغة من اللغات، وهي نسبية تتفاوت من لغة إلى أخرى، ومن عصر لآخر، وهذه الظاهرة عبر عنها بمصطلحات مختلفة، فقد عبر عنها لغويونا القدامى بالمصطلحات الآتية: "المنكر"(17) و "المتروك"(18) و "المجهول"(19) و "لغة مرغوب عنها"(20)، والمُمات(21). وعبر عنها اللغويون المعاصرون بمصطلح "انقراض الكلمات"(22)، و"المهجور" (Obsolete أو Archaic).‏


فالمصطلحات الآتية: "المتروك" و "المهجور" و "المُمات" و "انقراض الكلمات" ذات مفهوم واحد يشير إلى الاستعمال المرحلي للكلمة أو اللفظ، ثم توقف هذا الاستعمال بسببٍ ما أدى إلى تركه أو هجره أو موته أو انقراضه فقد عرف السيوطي "المتروك" بأنه: "ما كان قديماً من اللغات ثم تُرك واستُعمل غيره"(23).‏


وتبعه في ذلك القنّوجي في كتابه "البلغة في أصول اللغة"(24). وكلمة "اللغات" الواردة في تعريف السيوطي لعله يعني بها بعض كلمات لهجات القبائل الفصيحة. إذ كثيراً ما يعبر اللغويون القدامى عن اللهجات الفصيحة باللغات فيقولون لغة قريش ولغة هذيل... الخ، قال عبد الملك بن نوفل: "سمعت أبي يقول لأبي عمرو بن العلاء: أخبرني عما وضعت مما سميته عربية، أيدخل فيها كلام العرب كله، فقال: لا، فقلت كيف تصنع فيما خالفَتْك فيه العرب وهم حجة؟ قال: أعمل على الأكثر، وأسمى ما خالفني لغات"(25). وربما عنى بها السيوطي اللغات المتباينة للشعوب والأجناس، فيكون التعريف ليس مقصوراً على المتروك في لغة العرب، بل يشمل المتروك من لغات غيرهم، وقد عرف أبو البقاء الكفوي "المتروك" بأنه: " لا بقاء لمعناه ولا لأثره"(26)، وهو تعريف غير دقيق؛ لأن بعض الكلمات المتروكة لا تستعمل صيغتها اللفظية لأداء معناها فيستغنون بكلمة أخرى عنها، يقول سيبويه في هذا: "وأما استغناؤهم بالشيء عن الشيء فإنهم يقولون "يدع" ولا يقولون و "وَدَعَ" استغنوا عنها بتَركَ وأشباه ذلك كثير"(27)، كما أن المتروك صيغته باقية تحتفظ بها كتب المعاجم ضمن الصيغ المحنطة الأخرى، أو ما يمكن أن يطلق عليه "ألفاظ ساكنة المعاجم". ومن أمثلة المتروك في اللغة العربية أسماء أيام الأسبوع القديمة، وهي: السبت: شيار، والأحد: أول، والاثنين: أهون وأوهد، والثلاثاء: جُبار، والأربعاء: دُبار، والخميس: مُؤنس، والجمعة: عَرُوبة(28)، وكذلك أسماء الشهور القديمة وهي: الرجب: المؤْتمر، وصفر: ناجِر، وربيع الأول: خَوان، وقالوا خُوان، وربيع الآخر: الأصمّ، وشعبان: عادل، ورمضان: ناتِق، وشوال: وَعْل، وذو القعدة: وَرْنَة، وذو الحجة: بُرك(29). أما مصطلح "المهجور" (Archaic) فقد عرفه محمد علي الخولي بأنه "صفة لكلمة أو تعبير كان مستعملاً في مرحلة قديمة من مراحل لغة ما، ولكنه لا يستعمل في المرحلة الحديثة من اللغة"(30)، وهذا التعريف يحتوي تعريف "المتروك" الذي ذكرناه آنفاً، ويشترك معه في ذكر قيد: القدم واللغة، وعدم الاستعمال، ويفارق تعريف السيوطي تعريف الخولي في قيد "استعمال الغير أو البديل" وهو غير لازم لأن بعض المتروكات يختفي حقلها الدلالي فتختفي هي دون حاجة إلى استعمال غيرها أو بديلها لاختفاء الحقل الدلالي ذاته فكلمة: المرباع، والنشيطة، والفضول(31) قد اختفت ولم يعد لها استعمال بعد الإسلام؛ لأن الإسلام قد حرم السلب، والنهب، وأكل أموال الناس بالباطل، فاختفت هذه الكلمات باختفاء حقلها الدلالي ولم توجد كلمات غيرها تستعمل بدلاً منها. وكذلك يفارق تعريف الخولي تعريف السيوطي في قيد "التعبير" –التركيب- وقيد "المرحلة الحديثة من اللغة "وهذان القيدان يشتمل عليهما ضمناً تعريف السيوطي، لأن لغة كل عصر تعد حديثة بالنسبة للعصور التي سبقتها. ولفظة اللغات "وتشمل هي الأخرى المفرد والمركب ومثال المركب قول العرب في الجاهلية "أبيت اللعن" فقد أماتها الإسلام وجعل بدلاً منها تحية "السلام عليكم"، وكذلك قولهم "أنعم صباحاً" و "أنعم ظلاماً" و "خبثت نفسي" و "استأثر الله بفلان" و"حجراً محجوراً"(32)، إلى غير ذلك من التراكيب التي اختفت من الاستعمال.‏


أما مصطلح "المُمات" فإنه من استعمال اللغويين القدامى وخاصة أصحاب المعاجم، فقد استعمل اللفظ ذاته واستعمل أيضاً فعل "أميت" للدلالة على المُمات من الكلمات، فمثلاً أبو بكر بن دريد في معجمه (جمهرة اللغة) استعمل مصطلح "المُمات" ستاً وخمسين مرة(33)، واستعمل فعل "أُمِيتَ" ست عشرة مرة(34)، ووردت كلمة "أُميتَ" في معجم "كتاب العين" خمس مرات(35)، أما كلمة "أماتَ" فقد وردت فيه ثلاث مرات(36)، وورد مصطلح "الممات" في معجم "مقاييس اللغة" ثلاث مرات(37)، وفعل "أُميتَ" مرتين(38). أما معجم "لسان العرب" فقد ورد فيه مصطلح "الممات" خمس مرات(39)، أما فعل "أُميتَ" فقد ورد فيه ست مرات(40).‏


وقد أدرك اللغويون القدامى أن ما أُميتَ من كلمات اللغة كان مستعملاً قبل ذلك، فمات إما بموت أهله، يقول ابن فارس بعد أن أورد معنى "كذب عليك كذا"، بمعنى الإغراء "وما أحسب ملخص هذا وأظنه إلا من الكلام الذي درج ودرج أهله ومن كان يعلمه"(41)، وإما بموت حقله الدلالي يقول ابن فارس: "ومن الأسماء التي كانت فزالت بزوال معانيها قولهم: المرباع والنشيطة والفضول (....)، ومما ترك أيضاً: الإتاوة والمكْس والحُلوان"(42).‏


وهذا يعني أن اللغويين القدامى كانوا مدركين لظاهرة اختفاء بعض الكلمات من اللغة المستعملة فوضعوا لها المصطلح المناسب وهو "المتروك" أو "الممات" وحددوا مفهومه تحديداً دقيقاً. كما أنهم وقفوا على بعض أسباب حدوث هذه الظاهرة.‏


أما مصطلح "انقراض الكلمات" فقد شاع عند اللغويين المحدثين، أمثال فيرث (Firth) في كتابه "درر الكلمة في اللغة"(43)، وحلمي خليل في كتابه "المولَّد في العربية"(44) وعند غيرهم، إلا أنني لم أعثر على تعريف له في كتب المعاجم اللغوية الحديثة، ولربما كان ترجمة لمصطلح (Archaic) أو لمصطلح (Obsolete) اللذين ترجمهما الخولي بـ (بائد، مهجور، مهمل)(45)، وما وضع من تعريف لمصطلح مهجور يمكن أن يكون له.‏


وأما بقية المصطلحات وهي "المنكر" و "المرغوب عنه" و "المجهول" فيتجافى مفهومها عما أماتته اللغة من مفرداتها، فهي تفيد أن بعض كلمات اللغة انحطت درجة فصاحتها، وقلّ استعمالها، وأنكرها بعض أئمة اللغة ولم يعرفها(46) فهي ضعيفة من جهة النقل وعدم الثبوت.‏


وأرى أن عدم الفصاحة وعدم ثبوت النقل سببان من أسباب اختفاء الكلمات، ولذا فإن بين مصطلح الممات/ المتروك، وبين هذه المصطلحات، عموماً وخصوصاً. فكل منكر أو مجهول أو مرغوب عنه من الكلمات مُمات وليس كل ممات منكراً أو مجهولاً أو مرغوباً عنه.‏


ولما كانت المصطلحات الآتية: "المتروك" و "الممات" و "المجهور" و"انقراض الكلمات" ذات مفهوم واحد، فإني سأقتصر في البحث على استعمال مصطلح "الممات" للاعتبارات الآتية:‏


1-أن مصطلح "الممات" مصطلح لغوي قديم استغله اللغويون القدامى أمثال ابن دريد (321هـ) في معجمه (جمهرة اللغة)، وابن فارس (395هـ) في معجمه (مقاييس اللغة) وغيرهم كثير.‏


2-أنه أكثر تردداً في الاستعمال من غيره عند اللغويين القدامى –كما سبق- فقد تردد استعماله عند ابن دريد في معجمه نحو ست وخمسين مرة وعند ابن فارس في "المقاييس" حوالي ثلاث مرات وعند ابن منظور في معجمه "لسان العرب" حوالي خمس مرات.‏


3-أنه إذا تعددت المصطلحات لمفهوم واحد فلا غضاضة في استعمال أحدها في الدلالة على المفهوم المراد عملاً بالمقولة المشهورة (لا مُشاحَّة في الاصطلاح).‏


مسؤولية تحديد المُمات من الكلمات:‏


ولكن.. هل تموت الكلمات أو تنقرض أو تُهجر أو تُترك إلى الأبد؟ يقول فيرث: "إنه من الخطر أن تقول: إن كلمةً ما (قد ماتت)، إذ إن هناك دائماً احتمال (عودتها إلى الحياة)، ولو كان ذلك بعد قرون عديدة من الهجوم والاختفاء من الاستعمال"(47)، وكلام فيرث صواب إلى حد كبير، مثال ذلك "مومس" جاء في معجم لسان العرب: "امرأة مومس ومومسة: فاجرة جهاراً"(48)، وهي كلمة يونانية "ميمُس" بمعنى الراقصة المعبرة برقصتها دون غناء أو تمثيل أو كلام (...) ثم دخلت إلى العربية قديماً بمعنى: محترفة الدعارة الوثنية الدينية بجوار المعبد(49)، فلما جاء الإسلام حرّم عبادة غير الله وكل ما يمتّ إليها بسبب، وكذلك حرم الزنى وكل ما يمت إليه بسبب فماتت كلمة "مومس"، ولكن مع تغير الظروف الاجتماعية وابتعاد كثير من المسلمين عن هدى الإسلام عادت كلمة "مومس" إلى الحياة بمعناها المعجمي أي: المرأة البَغِيّ الفاجرة جهاراً. ومثل هذا قد يحدث فتعود بعض الكلمات إلى الحياة ولو بعد قرون فتواصل سيرتها الأولى، وفي المقابل أن هناك بعض الكلمات ماتت إلى الأبد وليس ثمة احتمال لعودتها إطلاقاً ومثال ذلك ما أماته العرب من أصول بعض الكلمات مثل "ضَرَك" أصل ممات ومنه اشتقاق الضريك وهو المضرور، ولا يكادون يعرفون للضريك فعلاً، ولا يقولون: "ضركه" في معنى "ضره"(50).‏


ومما أماته العرب مصدر بعض الأفعال وماضيها، فلم يستعملا البتة، فقد أماتوا المصدر من "يذر" والفعل الماضي معاً، واستعملوا الحاضر والأمر: "يذَر" و "ذرْ"، وإذا أرادوا المصدر قالوا: ذره تركاً(51)، ولعل إبقاء الممات على حاله محكوم بقوة المحافظة، وهي نزعة طبيعية عند المتكلمين باللغة، تسعى إلى الإبقاء على النظام اللغوي كما عرفوه في جميع حالاته الصوتية والصرفية والنحوية والدلالية، لكي لا يتغير ولا يختلف، ولذلك تبقى هذه القوة الممات على حاله وخاصة إذا أميت لأسباب صوتية.‏


ولما كان موت الكلمات ظاهرة عامة لم تخل منها لغة من اللغات، فمن المسؤول عن تحديد الكلمات المُماتة؟‏


إن الذي يملك الحق في تحديد الكلمات المماتة هو من يتمتع بقوة قهرية تفوق القوة التي تتمتع بها السلطة الخارجة عن اللغة، وهي سلطة ذوي الاختصاص –أئمة اللغة- التي خولتها الجماعة الناطقة باللغة حق الحكم بالتصويب أو التخطئة، وكذلك تحديد الكلمات المماتة، فإننا نقبل هذا التحديد إذا صدر مثلاً عن أئمة اللغة العرب أمثال الخليل بن أحمد، وسيبويه وأبي بكر بن دريد، وأحمد بن فارس، وابن منظور، وأبي حيان، والسهيلي. فعلى سبيل المثال يقول السهيلي: "وهذه الألفاظ –يعني الظروف- كلها ليس يخفى بأدنى نظر أنها مأخوذة من لفظ الفعل، فخَلْف من "خلفت"، و "قُدّام" من "تقدمت" و "فوق" من "فُقْت" و "أمام" من "أَمَمْتُ" أي قَصدْت، وكذلك سائرها، إلا أنهم لم يستعملوا فعلاً من [كلمة"> "تحت"، ولكنها مصدر في الأصل أميت فعله"(52). ويمكن أن تقوم بهذا الدور المجامع اللغوية في العصر الحديث، وإنما يقبل حكم سلطة ذوي الاختصاص –أئمة اللغة والمجامع اللغوية-؛ لأن الجماعة اللغوية، وهي سلطة أعلى أعطتها الحق في إصدار الحكم اللغوي. وهناك قوة أخرى أكبر من قوة سلطة ذوي الاختصاص، ألا وهي قوة العرف اللغوي، وهي قوة قهرية تستمد قوتها من سلطة الجماعة اللغوية أيضاً، وقد خولتها كذلك لتحديد الكلمات المماتة، "لأن العرف اللغوي هو مجرد قبول لما تجرى عليه العادة"(53)، وانطلاقاً من هذه السلطة فإن كل فرد من مستعملي اللغة يحرص على ألا يستعمل ما تعورف على إماتته من الكلمات، يقول أوتوجيسبيرسن (Otto Jespersen) في سلطة العُرف اللغوي: "كل شخص يحاول المحافظة على ما ثبت أو استقر أو تعورف عليه، فإذا خرج عن ذلك فالنتيجة أن كلامه لا يؤدي فكرته مطلقاً أو يؤدي ذلك إلى إساءة فهم، لكن الغالب أن يفهم كلامه بصعوبة إذا يحس سامعوه بشذوذ في اختيار الكلمات أو التعبيرات أو النطق"(54).‏


أسباب موت الكلمات:‏


يتكون الدليل اللساني من الدال (sighiticant) وهو: سلسلة من الأصوات ذات ترتيب معين، ومن المدلول (Signify) وهو: التصور الذي يحضر في الذهن عند سماع الدال أو رؤية الشيء الذي يحيل إليه، ومن المرجع (Sigifiant) وهو: الشيء الذهني أو الخارجي في عالم الواقع، ويرى معظم الباحثين اللغويين أمثال دي سوسير وأستيفن أولمان (Stephen Ullmun) ومن قبلهم كثير من الأصوليين أن العلاقة بين الدال والمدلول علاقة اعتباطية يعقدها واضع اللغة بينهما من غير تعليل، أي ليس بموجب علة منطقية عقلية(55)، كما يرون أن بينهما علاقة متبادلة، أي أن كلاً منهما يستدعي الآخر، يقول أولمان: "فليس اللفظ وحده هو الذي يستدعي المدلول، بل إن المدلول أيضاً يمكن أن يستدعي اللفظ"(56)، فالرابط بينهما إذن رابطة نفسية، فإننا عندما نسمع اللفظ أو نفكر فيه، فإننا نفكر في مدلوله، وكذلك العكس، فمثلاً عندما نفكر في اسم "أسد" نفكر في الوقت نفسه في مفهوم "أسد"، وكذلك العكس عندما نفكر في مفهوم "أسد"، فإننا نفكر في اسم "أسد"، وهكذا يتكون المعنى للألفاظ من خلال قابلية النفس ربط الدال بالمدلول أو المدلول بالدال. أما عن العلاقة بين الدال والمرجع فهي علاقة غير مباشرة تمر عبر المدلول. فالدورة –كما يقول "أولمان" يجب أن تبدأ عن طريق المدلول الذي يستدعيه الدال والذي يرتبط بالشيء(57). وقد عني الأصوليون ببحث هذه العلاقة في مباحثهم الأصولية تحت مسألة (الموضوع له)(58).‏


فإذا كانت العلاقة بين الدالّ والمدلول علاقة متبادلة، والرابطة بينهما رابطة نفسية، كما أن العلاقة بين الدالّ والمرجع علاقة غير مباشرة تمر عبر المدلول، فإن الإماتة قد تصيب الدال فقط أو تصيب المدلول فقط أو تصيبهما معاً، وأسباب إماتة الدليل اللساني كثيرة، فمنها ما يتعلق بالدالّ ومنها ما يتعلق بالمدلول.‏


إماتة الدالّ:‏


يُمات الدال اللساني نتيجة للأسباب الآتية:‏


1-التنافر الصوتي:‏


يتكون الدال من متوالية صوتية ذات تركيب مخصوص تفيد معنىً، فالكلام الإنساني في حد ذاته – كما يقول إخوان الصفا- يتحدد بداهة بأنه حروف صوتية مفردة إذا أُلّفتْ صارت ألفاظاً، والألفاظ إذا ضمنت المعاني صارت أسماء...(59)، وكذلك أكدوا أن ما يخرج التصويت اللساني من مجرد اللغو إنما هو التقطيع والتأليف(60)، وإذا كان الدالّ اللساني يباين غيره بما فيه من التقطيع والتأليف؛ فإن الدوال اللسانية المفيدة معنى بينها تفاوت في كيفية متوالياتها الصوتية فمنها ما يكون بين متوالياتها انسجام صوتي، وهو ما عبر عنه البلاغيون بعدم تنافر الحروف(61)، فتكون الكلمة سهلة على اللسان، شائعة في الاستعمال، فيكتب لها طول البقاء غالباً. ومنها ما يكون بين متوالياتها الصوتية تنافر، فتكون الكلمة ثقيلة على اللسان يصعب النطق بها، فتصبح قليلة الاستعمال وربما تمات بسبب ذلك، وهذا محكوم بتقارب المتواليات الصوتية من حيث المخارج أو تباعدها وقد أدرك ذلك اللغويون القدامى، يقول ابن دريد: "إذا استعملتَ اللسانَ في حروف الحلق دون حروف الفم وحروف الذلاقة كلّفتَه جرساً واحداً وحركات مختلفة (...) أما إذا تباعدت مخارج الحروف حسن وجه التأليف"(62). فمثلاً كلمة "الهُعْخع": فحرف "الهاء" مخرجه من أقصى الحلق، أو داخل المزمار، وحرف "العين" مخرجه وسط الحلق، وحرف "الغين" مخرجه أدنى الحلق إلى الفم، فحروف هذه الكلمة مخرجها الحلق من أقصاه ووسطه وأدناه، فالنطق بها يكون غاية في الثقل لذا أميتت في الاستعمال، وكذلك الحال في مثيلاتها مما تقارب مخارج متوالياتها الصوتية، ومن ذلك الفعل "عهج"، يقول ابن دريد: "العهج فعل ممات ومنه اشتقاق ظبية عوهج: طويلة العنق، والواو زائدة"(63)، وكذلك "عقس"، يقول ابن دريد: "العقس فعل ممات ومنه اشتقاق عوقس"(64) ولعل السبب في موته التقارب الشديد في مخرجي صوت "العين" و "القاف"، "فالقاف" حرف لهوي يتم نطقه برفع لأقصى اللسان حتى يلتقي بأدنى الحلق واللهاة، وحرف "العين" حلقي يتم نطقه بتطبيق المجرى الهوائي في الفراغ الحلقي. فهذا التقارب في المخرج ينجم عنه ثقل في النطق، لذا أميت هذا الفعل.‏


وقد ينجم عدم الانسجام الصوتي من تنافر صفات الحروف فمثلاً كلمة "مستشزرات" الواردة في بيت امرئ القيس(65).‏


غدائرُهُ مُستشزِراتٌ إلى العلى تظلُّ المداري في مثنّىً ومُرسَلِ‏


فهي كلمة ثقيلة بسبب توسط حرف "الشين" –وهو صوت لثوي حنكي احتكاكي مهموس- بين "التاء"، وهو صوت أسناني لثوي انفجاري مهموس، وبين "الزاي" وهو صوت لثوي احتكاكي مجهور. لهذا هجرت هله الكلمة لثقلها فماتت في الاستعمال.‏


2-المخالفة الصوتية:‏


يموت بعض الكلمات بسبب المخالفة الصوتية فينجم عنها كلمة جديدة لها معنى الكلمة الأصل بينما يموت هذا الأصل، ويكون هذا كثيراً في المضعف الثلاثي، وذلك بتكرار الحرف الأول من الكلمة عوضاً عن أحد الحرفين المتماثلين، فتتحول الكلمة من الثلاثي إلى الرباعي، فيموت الأصل الثلاثي مثال ذلك لفظ "الهث" أميت وألحق بالرباعي في "الهثهثة"، وهو اختلاط الصوت في الحرب أو في الصخب(66)، و "الجع" أميت فألحق بالرباعي في جعجع، والجَعجعة: القعود على غير طمأنينة(67)، و "الكحّ" أميت فألحق بالرباعي فقيل "كُحْكُحْ"، والناقة الكُحْكُح: الهرمة التي لا تَحبس لعابها(68)، و "ذع" استعمل منه في التكرير: ذَعذَع الشيء: إذا فرّقه، وكان الأصل ذعه ذعاً، ثم أميت هذا الفعل وألحق بالرباعي في "ذعذع"(69) و "رفّ الطائر فعل ممات ألحق بالرباعي فقيل "رفرف" الطائر إذا بسط جناحيه(70) والأمثلة على ذلك كثيرة في لغة العرب.‏


3-الزيادة على الأصل:‏


وهي نمط من أنماط التطور اللغوي الذي يصيب الصيغ الاسمية والفعلية، والزيادة على الأصل إما أن تكون خارجية (Suffix) تلحق الصيغة من أولها أو آخرها، وإما أن تكون داخلية (Infix) أي مقحمة داخل الصيغة. والزيادة على بنية الصيغة إما أن تؤدي إلى موت الأصل، أو أنها تؤدي إلى موت الصيغة المزيدة، فمثلاً كلمة "الثعْر" مماتة وهي أصل بناء "الثعرور" والثعروران كالحلمتين تكتنفان غرمول الفرس عن يمين وشمال، وكذلك الزائدتان على ضرع الشاء(71)، وكذلك "سفج" فعل ممات، ذكر الخليل بن أحمد: أن منه بناء "السفنج" النون زائدة وهو الظليم(72). وقولهم لِحَكَ يلحك لَحْكاً ولَحَكاً: إذا تداخل بعضه في بعض، وقد أميت هذا الفعل فاكتفوا بقولهم: تلاحك تلاحكاً(73)، وكذلك "محن" فعل ممات واستعمل منه امتحنه امتحاناً(74).‏


ومما أميت بعد الزيادة صيغٌ عدّتها العرب بالهاء فمات كثير منها وحل محل التعدية بالهاء في بعض منها التعدية بالهمزة، ومن ذلك. هنارَ وأنارَ، وهلقمَ وألقمْ، وهراحَ وأراح. يقول إسماعيل عماير في ذلك: "لقد تعطلت التعدية بالهاء فلم تعد قياسية، أو قُل دخلت في باب الأقيسة المهجورة"(75) ومن هذه الصيغ التي ماتت بعد زيادتها بالهاء كلمة "هبلع" و "هجرع" و "هِرْكَوْلة" و "هِلْقامة"(76)، على وزن هفعل وهِفْعَوْلة، وهِفْعالة وهي أقيسة مُماتة أو مهجورة بسبب قلة الاستعمال الذي ينجم عنه نسيان اللفظ، ثم هجره أو موته.‏


4-الاقتراض اللغوي:‏


يعد الاقتراض اللغوي (Borrowing) إحدى الوسائل التي تنمو بها الثروة اللفظية، فإن أي لغة ذات عمق تاريخي، وذات ثقافة وأدب وحضارة، لا تستطيع أن تستمر فترات طويلة من حياتها، منكفئة على ثروتها اللفظية الخاصة دون أن يكون لها مدد خارجي من لغات أخرى لها قدرة على التأثير لأسباب مختلفة، يضيق المقام عن ذكرها، ومن ذلك تبادل التأثير بين اللغة العربية وأخواتها الساميات، وبين العربية واللغات اليونانية والفارسية والهندية، ولا زالت اللغة العربية في وقتنا الراهن تقترض من اللغات المعاصرة حسبما تمليه الضرورة والحاجة الملحة، وهي ليست بدعاً في هذا، بل إن اللغات المعاصرة تفعل مثل ذلك. ومن الألفاظ التي افترضتها اللغة العربية من لغات مختلفة: قارورة، وجهنم، وأسفار، وسُرى، والجِبْت، وسرر، ورهو، واستبرق، والرَّقيم، ومُهل، والبستان، وسَجنْجل، وفلين، وتلفون... الخ.‏


وإذا كان الاقتراض اللغوي يؤدي إلى زيادة الثروة اللفظية للغة القومية، فإنه في الوقت نفسه سبب من أسباب موت بعض كلمات اللغة الأصلية، فإذا شاعت بعض الكلمات المقترضة بسبب كثرة الاستعمال فإنه يندر استعمال مقابلها من كلمات اللغة الأصلية حتى ينتهي بها المطاف إلى موتها أو هجرها، ومن أمثلة ذلك في اللغة العربية(77): استعمال العرب لكلمة "الإبريق" بدلاً من "التامورة"، و "الأُشنان" بدلاً من "الحُرُض" و "الأُترج" بدلاً من "المُتْك" و "التوت" بدلاً من "الفِرصاد" و "الياسمين" بدلاً من "السمْسَق" و "اللوبيا" بدلاً من "الدجر" و "الكُزْبَرة" بدلاً من التقَدة، و "الخيار" بدلاً من "القتد"، و "الباذنجان" بدلاً من "الحدج".‏


فهذه الكلمات العربية الأصيلة ليس لها استخدام اليوم في العربية المعاصرة، فهي كلمات مماتة أو مهجورة وحل محلها هذه الكلمات المعربة أو المقترضة.‏


5-التطور الصوتي.‏


يعد التطور الصوتي (Phonetic Evolution) أحد عوامل التطور اللغوي، ونشوء بعض الظواهر اللغوية، مثل ظاهرتي الترادف، والمشترك اللفظي، وهو كذلك عامل مهم من عوامل الممات اللغوي، إذ يصادف أن تكون لفظتان مختلفتي الدال والمدلول، فيحدث في إحداهما تطور صوتي فتنفق مع الأخرى في الدال، بينما دالها الذي كان لها بأصل الوضع قد اختفى أو مات، فمثلاً كلمة "مردَ" بمعنى: أقدمَ وعَتا. وكلمة "مردَ الخبزَ" بمعنى لينه بالماء(78) فالكلمتان من المشترك اللفظي وأصل الكلمة بالمعنى الثاني هو "مرثَ" تقول: مرثَ الخبزَ في الماء: أنقعه فيه ولينه. فقد أبدل صوت "الثاء" هنا "تاء" فصارت الكلمة "مرت" ثم جهرت "التاء" لمجاورتها لحرف "الراء" فصارت "مرد"، وبذلك ماثلت صوتاً كلمة "مرد" بمعنى: أقدم وعتا، وأضافت لها معنى آخر: وهو: تليين الخبز بالماء بينما اختفت كلمة مرث من الاستعمال. وكلك كلمة "دعم"، تقول: دعمت الجدار، أي قويته، ودعمه: دفعه وطعنه(79)، وأصل الكلمة بالمعنى الثاني هو: "دحم"(80)، فتطورت الحاء وجهرت بسبب مجاورتها لحرف "الدال" فقلبت إلى "عين"، فصارت "دعم"، وبذلك ماثلت صوتاً كلمة "دعم" بمعنى: قوى، ومضيقة لها معنى آخر، وهو: الدفع والطعن، بينما اختفت كلمة "دحم". وعلى ذلك فإن اتحاد الصيغتين بسبب التطور الصوتي في قالب واحد أو دال واحد يضيف إلى إحداهما مدلولاً آخر لم يكن له من قبل، بينما تهجر في الغالب الصيغة التي كانت قبل حدوث التطور الصوتي.‏


6-كثرة الاستعمال.‏


تستعمل طائفة من كلمات اللغة على نحو معين إما لجدّتها أو لطرافتها أو لخفتها أو لمخالفتها للمألوف.‏


ثم يكثر استعمالها وتداولها فيخفت ما فيها من بريق فتصبح خالية من الإثارة، فتأخذ هذه الكلمات بحكم (قانون التضاؤل التدريجي)(81) طريقها إلى قلة الاستعمال أو ندرته ثم إلى الموت أو الهجر، مفسّحةً المجال لظهور ألفاظ أكثر إثارة لتحلّ محلها للدلالة على معناها، ومن الألفاظ التي أميتت بحكم (قانون التضاؤل التدريجي) الألفاظ الدالة على العملية الجنسية، والأعضاء التناسلية، وقضاء الحاجة ومكانها، فما أن يشيع اللفظ حتى يمات أو يهجر لأسباب اجتماعية، لكونها منافية للذوق الاجتماعي، أو أنها لخدش الحياء، أو تنافي الآداب العامة للمجتمع. فتُمات هذه الألفاظ بسلطة العرف الاجتماعي الذي يقوم بدوره بتقديم البديل عن هذه الألفاظ المماتة بصورة تتلاءم مع الذوق الاجتماعي ولا تنافي الآداب العامة، والكلمات العربية المماتة في هذا المجال أكثر مما نمثل بها، ومن ذلك كلمة "الكَنيف"، أصله الساتر، ومنه قيل للتُّرس كنيف، غير أنه استعمل في الحُفَر التي تستر الحدَث وشُهر بها(82)، إلا أن هذه الكلمة بهذا المعنى أصبح يمجها الذوق الاجتماعي في عصرنا الحاضر، فاستُعمل بدلاً منها –للدلالة على معناها- كلمات مختلفة مثل كلمة "المرحاض" و "الحمّام" و"دورة المياه" وغيرها، بينما هجرت كلمة "الكنيف"، وكلمتا "الحمّام"، و"دورة المياه" أكثر استعمالاً اليوم من كلمة "المرحاض" مما يؤذن بموتها أو هجرها مستقبلاً.‏


وليس كل كلمة أميتت بسبب الابتذال –قانون التضاؤل التدريجي- تخلفها كلمة أخرى مستحدثة لتحل محلها في الدلالة على معناها، وهذا يحدث كثيراً في بعض الكلمات الأدبية المجازية، وكلمات الشعارات المذهبية فيسلبها الابتذال قوة التأثير فيتضاءل استعمالها تدريجياً فينتهي بها إلى الموت، ومن ذلك كلمة "الجرباء" بمعنى "السماء" و "ابن قمير" بمعنى "الليل المقمر" و "ابن ذُكاء" بمعنى "الصبح"(83).‏


والابتذال لا يصيب الألفاظ جميعها، بل يقع على بعض دون بعض، وهو منوط بكثرة الاستعمال التي تختلف من زمان إلى زمان، ومن مكان إلى مكان. كما أنه ليس كل لفظ كثر استعماله يؤول إلى الابتذال، مثل لفظ "الرأس" و "العين" و "الجبل" و "الحيوان"... الخ وما شابه ذلك، فهذه الألفاظ يستعملها أهل اللغة بكثرة فلا تعد مبتذلة، وكذلك ليس كل لفظ مبتذل مصيره الموت أو الهجر، ومن ذلك الألفاظ التي يكثر دورانها بين العامة من أهل الحرف ويقل استعمالها عند الخاصة.‏


إماتة المدلول:‏


المدلول هو: تصور ذهني للشيء الخارجين وهذا التصور قد يكون صورة مادية أو صورة معنوية، أو حتى مجرد عملية من عمليات الربط الذهني، ويذهب كثير من الأصوليين أمثال فخر الدين الرازي، والقاضي البيضاوي إلى أن الدالّ (اللفظ) موضوع بإزاء الصورة الذهنية، وليس للشيء الخارجي(84)، وعلى حد كلام هؤلاء الأصوليين يكون الدال موضوعاً للصورة الذهنية سواء كان لها وجود ذهني وخارجي مثل: إنسان، وطائر... الخ أو كان لها وجود ذهني فقط مثل: الرحمة، والعدالة، ويوافق رأي جومبكز (Gombocz) رأي هؤلاء الأصوليين إذ يرى أن الدال لا يرجع إلى الشيء الخارجي نفسه ولكن يرجع إلى فكرتنا عن الشيء(85)، أي إلى الصورة الذهنية التي للشيء الخارجي. وقد ذكرنا سابقاً أن بين الدال والمدلول –الصورة الذهنية- علاقة تبادلية إذ إن كلاً منهما يستدعي الآخر. وأن الدال يمكن أن يمات لأسباب مختلفة، وكذلك الحال بالنسبة للمدلول، فهو يمكن أن يمات فيتلاشى تبعاً لذلك الدال من اللغة.‏


ويمات المدلول نتيجة للأسباب الآتية:‏


1-موت الكائنات ومظاهر النشاط الإنساني.‏


في اللغة كلمات لا حصر لها هي أسماء ونعوت للأشياء في الحياة الواقعية سواء كانت هذه الأشياء مادية أو خيالية أو مجردة وسواء كانت أشياء طبيعية أو حضارية مثل الجبل والبيت والغول والعنقاء والحب وغير ذلك. ولكن قضية المطابقة بين الكلمات والأشياء ليست دقيقة نوعاً ما، وهي قضية أقلقت الفلاسفة منذ عصر أفلاطون؛ لأن "الأشياء في عالم التطبيق ليست مصنفة إلى مجموعات بحيث تكون في متناول اليد، فتتكلم عنها هكذا وننعتها بكلمة مفردة"(86)، فمثلاً الكلمات التي تطلق على الألوان في اللغات المختلفة لا تتطابق تماماً مع الألوان الموجودة في الواقع بدرجاتها المختلفة، وكذلك لو أخذنا كلمات أي حقل دلالي آخر فإننا لا نجد لها مكافئات دقيقة بين اللغات فيما بينها كحقل القرابة مثلاً. إن استيعاب الكلمات للأشياء أمر نسبي يختلف من لغة إلى أخرى، ولكن أيَّاً منها لم يبلغ حد المطابقة الدقيقة بين الكلمات والأشياء.‏


وقد بذلت جهود مختلفة منذ العشرينات من القرن العشرين ومن قبلها جهود اللغويين العرب من كتَّاب الرسائل اللغوية وكذلك جهود ابن سيده (458هـ) لمحاولة تصنيف اللغة إلى مفاهيم أو حقول، ولعل أشمل التصنيفات التي قدمت حتى الآن وأكثرها منطقية، التصنيف الذي قدمه معجم (Greeh New Testament)(87) ويقوم على الأقسام الأربعة الرئيسة وهي: الموجودات (Entities)، والأحداث (Events)، والمجردات (Abstracts) والعلاقات (Relations).‏


وقد لوحظ أن أكبر الحقول في كل اللغات الحقل الذي يضم الأشياء والكائنات ويليه حقل الأحداث، وأقل منه حقل المجردات، وأقل الجميع حقل العلامات. وإذا كان حقل الأشياء أكبر الحقول الدلالية من حيث عدد الكلمات، فإن كلماته أكثر كلمات الحقول الدلالية عرضت للموت والانقراض؛ لأن هذا الحقل الدلالي يضم كائنات حية وأشياء طبيعية وأشياء مصنعة وجميعها عرضة للانقراض أو التغيير نتيجة لأسباب مختلفة كالزلازل والبراكين والفيضانات الجفاف وتنقرض الأشياء المصنعة بسبب نشاط إبداع الإنسان وطموحه الدائم للوصول إلى حياة أفضل عن طريق تحسين وسائل معيشته فتختفي الأشياء القديمة ويحل محلها الجديد المبتكر، يقول: (ول ديورانت): "الحضارة نظام اجتماعي يعين الإنسان على الزيادة من إنتاجه الثقافي (...) وهي تبدأ حيث ينتهي الاضطراب والقلق؛ لأنه إذا ما أمن الإنسان من الخوف تحررت في نفسه دوافع التطلع وعوامل الإبداع والإنشاء، بعد ذلك لا تنفك الحوافز الطبيعية تستنهضه للمضي في طريقه إلى فهم الحياة وإزهارها"(88)، ولما كانت هناك علاقة ما بين الشيء الخارجي وصورته الذهنية فالكائنات والأشياء التي ماتت لسبب أو لآخر، فإن صورتها الذهنية تضمحل تدريجياً حتى تتلاشى من الذهن فيموت الشيء وصورته الذهنية ويموت اللفظ الذي يرمز إليها تبعاً لذلك فيختفي من الاستعمال اليومي، فعلى سبيل المثال فيما يتعلق بأنواع المنازل تلحظ أنها خضعت إلى عمليات تطوير مختلفة حتى أصبحت على ما هي عليه من المنازل الحديثة واختفى كثير من أنواعها السابقة من الواقع، واضمحلت تصوراتها الذهنية فماتت الألفاظ الدالة عليها من الاستعمال اليومي، ومن ذلك في اللغة العربية:‏


المسنَّم : هو من البيوت ما كان على هيئة السنام في تضايق أعلاه واتساع أسفله.‏


الأَزَجُ : ضرب من الأبنية وهو بيت يبنى طولاً.‏


الطربال : الصومعة العظيمة.‏


الجَوْسَق : البيت الصغير، وقيل هو شبه الحصن.‏


الحِفْش : البيت الصغير جداً، أو من شَعر.‏


الحفض : البيت الصغير، وبيت الشعر بعمده وأطنابه.‏


الجنْز : البيت الصغير من الطين.‏


الكبّة : البيت من اللبن.‏


الكِبْس : بيت من الطين.‏


السَّنيق : البيت المجصص، الجمع سنيقان وسنانيق.‏


المحراب : البيت ينفرد فيه الملك فيتباعد عن الناس.‏


المَجْلُوهُ : البيت لا باب فيه ولا ستر.‏


الأجْهَى : البيت الأَجْهَى والمُجْهي: لا سقف عليه ولا ستر (أي مكشوف).‏


ومثال آخر: لقد كانت الإبل إحدى وسائل النقل القديمة فأطلق عليها العرب أسماء مختلفة باعتبار ما تحمله. ومن ذلك:‏


العِير : الإبل التي تحمل الميرة (الطعام).‏


العُراضة : الإبل عليها طعام أو تمر أو غيرهما من أنواع الميرة.‏


العسْجدية : الإبل التي تحمل النقد والذهب.‏


اللَّطِيمة : الإبل التي تحمل الطيب.‏


الظَّعُون : البعير الذي تركبه المرأة خاصة.‏


الظهر : الركاب التي تحمل الأثقال في السفر.‏


الحمولة : ما احتمل عليه الحي من بعير أو حمار أو غيره، كان عليها أحمال أو لم يكن.‏


البَضِيعة : ما يحمل عليه البضاعة، الجمع: بضائع.‏


الدَّجَانة : الإبل التي تحمل المتاع.‏


الضفاطة والضافطة: الإبل الحمولة، وقيل العِير التي تحمل المتاع.‏


والإبل موجودة في أيامنا هذه، ولكن الألفاظ التي خصصها بها العرب باعتبار ما تحمله تلاشت من الاستعمال الحديث أو كادت. والسبب في ذلك أن الإبل كوسيلة نقل لم تعد تستعمل في عصرنا هذا إذ حلّ محلها وسائل نقل متطورة اخترعها الإنسان في العصر الحاضر مثل القطار والسيارة والطائرة والبواخر الكبيرة، وعلى هذا فإن التصورات الذهنية لهذه الألفاظ التي أطلقها العرب على الإبل قد اختفت من الأذهان لأن الإبل التي تقوم بها هذه الصفات لم تعد تستعمل في مجالاتها المخصصة بها. وأصبحت حيواناً يقتني للدلالة على الثروة أو كسبها، أو للهواية، أو ينتفع بلحمه وحليبه.... الخ.‏


وفي مجال الملابس نراها عرضة للتطور والتغيير وتختلف في هيئاتها وأنواعها وطريقة ارتدائها من عصر إلى آخر، وكل عصر يلغي بعضاً مما عرف في العصر السابق عليه، فعلى سبيل المثال فيما يتعلق بطريقة ارتداء الملابس في العصور العربية السابقة، فقد عُرفت ضروب من الارتداء أو اللبس لم تعد قائمة في عصرنا الحاضر، مثل التأبط، والاضطباع، والاشتمال، والاحتباء، والتلفع، والتدثر، والتوشح، والتفضل، والتثبن، والاستثفار، والاختصاف(89). وكذلك طريقة حفظ اللحم في عصرنا الحاضر تقتصر على التجميد أو التبريد أو التعليب بينما في العصور العربية السابقة يقوم حفظ اللحم على طريقة التجفيف ويختلف اسمه باختلاف طريقة التجفيف، فمن أنواع اللحم المجفف عند العرب: القديد، والصَّفِيف، والوَشِيق، والعَفِير، والوزِيم، والمُتمر، والمشرور، والمحمّص، والشسيف، والقصيد، والطخمة، والكسيس، والجبجبة، والقبوب(90). إن النشاط الذي يمارسه متكلمو اللغة يؤدي غالباً إلى إحداث كلمات جديدة يطلق عليها كلمات الحضارة، وهذا النشاط المنتج وتصوراته وكلماته الدالة عليها تعمل غالباً نوعاً من الإزاحة للنشاط السابق وتصوراته وكلماته فيختفي كل ذلك من الاستعمال فينتهي به الأمر إلى الموت لحلول الجديد محله.‏


2- موت النظم والعادات والتقاليد:‏


تهدف النظم المختلفة وكذلك العادات والتقاليد والأيديولوجيات إلى تنظيم حياة المجتمع وتوجيه حركة سلوكه إلى الأفضل، وهي تمثل مجالاً معرفياً مشتركاً بين جميع أفراده، يخضعون لسلطتها، وهي بوصفها مجالاً معرفياً مشتركاً يتناقلها المجتمع من جيل إلى جيل، وأثناء نقلها تدخل في تفاعلات مختلفة مع التغيرات الحضارية المادية، "وعبر مسيرة الزمن يفارق أناس الحياة، ويذهب معهم جزء من الشبكة الاجتماعية (Social Network)، كما يولد أناس، وسرعان ما يبدؤون في تكوين نمط جديد من العلاقات الاجتماعية.‏


وتأخذ الشبكة التي توجد بين أفراد الجماعة الاجتماعية تتغير تدريجياً، غير أن نبض المعرفة داخل الجماعة يستمر من جيل إلى الجيل الذي يليه"(91). إن هذا الجزء من حضارة المجتمع التنظيم الاجتماعي والأيديولوجية يتم انتشاره ونقله عبر الأجيال بواسطة اللغة، يقول هجمان: "فالأسماء التنظيمية، والألقاب المهنية، والألقاب الرسمية، تخصص جميعها أوضاعاً تقليدية للأفراد في الأنظمة التقليدية لتدل على أداء وظائف اقتصادية أو سياسية مجردة، ولكي تقوم منظمة ما بوظائفها ينبغي أن يأتي كل عضو من أعضائها بالسلوك الذي يتفق مع مجموعة قواعد الحقوق والمسؤوليات المرتبطة بموقعه في إطارها، والطريقة الوحيدة التي يمكن أن يتم انتشار هذه القواعد من خلالها هي اللغة"(92). ولكن لما كانت هذه النظم والأيديولوجية عرضة للتغير بفعل التطور الفكري والحضاري المادي والتقني للمجتمع فينشأ بعض الأنماط الجديدة من النظم والأيديولوجية تحل تدريجياً محل سابقتها فتشكل معها مركوماً معرفياً داخل المجتمع ينتقل عبر الأجيال فيكون هذا الجديد قد أقصى مقابله التقليدي فيلفه النسيان فيختفي من حياة المجتمع وتختفي معه الكلمات التي تدل عليه، فعلى سبيل المثال: في عهد المماليك أطلق (مَحْمَل الحج) على الجمال التي تحمل كسوة الكعبة المشرفة وانضم المَحْمَل إلى قافلة الحج وصار تقليداً يتبع سنوياً إلى أن أوقف في عهد الدولة السعودية على يد الملك عبد العزيز. وكان يُحتفل بالمحمل قبل خروجه من القاهرة إلى مكة المكرمة. ويحضره السلطان وكبار رجال الدولة، وكان المَحمَل عبارة عن قبة من الخشب في غاية من الإتقان، وكانت الكسوة تنسج في دار الصنعة ولها عادات وتقاليد معروفة تتبع منذ إحضارها من دار الصنعة حتى رفعها على المحمل، فهناك عدد من الأسماء التنظيمية والألقاب المهنية والألقاب الرسمية داخل هذا التنظيم الاجتماعي، ومن تلك الألقاب والأسماء: أمير الحاج، الدّوادار، والعسَس، وقضاء المحمل، وشهود المحمل وكاتب ديوان إمرة الحاج، وأمير خور، وشادّ السنيح، والقباني، ومقدّم العكامة، وشاد المطبخ، وشادّ السقَائين، وشادّ المحمل الشريف، والمَحفداري، ومقدم جمال النفر، والرقية، ومقدم الضوئية، ومقدم الغشامة، ومقدم الهجانة، ومقدم الشعارة، ومقدم القواسة، وصبي الباب، والميقاتي، والمؤذن، والجرائحي، والطبيب، والكحال، ومهتار الطشت، ومهتار الشراب، ومهتار الفراش، والمعلم، والطباخ، والزردكاش، والنفْطي (
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زهر السوسن
عضو شرف
عضو شرف
زهر السوسن

القيمة الأصلية

البلد :
الجزائر

عدد المساهمات :
879

نقاط :
1493

تاريخ التسجيل :
17/10/2012


المُمات في اللغة ـــ د.موسى بن مصطفى العبيدان Empty
مُساهمةموضوع: رد: المُمات في اللغة ـــ د.موسى بن مصطفى العبيدان   المُمات في اللغة ـــ د.موسى بن مصطفى العبيدان I_icon_minitime2012-12-09, 23:09

والنفْطي (البارودي)، ومهتار الركاب، والسائس، والرختوان، والبيطار، والمخبزي، ومبشر الدار، والمبيت، ومبشر الحاج، والكيال، والسمسار، وبخار السنيح، وبخار الكور، وخولي الأغنام، والزفوري، والسعادة(93). فكل هذه الألقاب والأسماء كانت مستعملة داخل تنظيم محمل الحج إلى مكة مكرمة ولكن لمَّا توقف المحمل عن الوصول إلى مكة توقف التنظيم المصاحب له فماتت هذه العادة بجميع تقاليدها وعاداتها ومسمياتها فمات تبعاً لذلك ضمن تنظيمها معظم الألفاظ الدالة على هذا التنظيم، فلم يعد لها ذلك الاستخدام في الحياة المعاصرة وأصبح لتسيير قوافل الحجيج في العصر الحاضر تنظيم مختلف عن السابق يتمثل في بعثات الحج والمطوفين، كما أن كسوة الكعبة صارت تصنع داخلياً، وكذلك اختلفت وسائل المواصلات ونظام التغذية، وكل ذلك أتى بكلمات جديدة نابعة من التنظيم الحديث للحج في عصرنا الحاضر.‏


أنواع الممات من الكلمات:‏


إن المتتبع للكلمات المماتة التي نص عليها أصحاب المعاجم القديمة يمكنه حصرها في الأنواع الآتية:‏


أـ الأصل.‏


أمات العرب كثيراً من أصول الكلمات وأبقوا على بعض مشتقاتها ومن الأصول المماتة الأفعال الآتية: تق، وهت، وجع، وكح، وذع، ورف، وشع، وشغ، وضغ، ومض، ولع، وقه، وبحن، ونجح، وعدث، وتعر، وعكث، وثهل، وجعن، وعهج، وردح ويزو، وسفج، ولحك، ومحن، ونيح، وونح ودخش، وخفد(94)، ونمرد، وردك، ودلس، وهدس، وعشد، ودفص، وصدل، وعدل، قدل، ودلن، ومدن، ووده، وعذف، ووذل، وزغر، وزفر، وفرز، وصمر، وضرك، وعرط، وغطر(95). وقد يكون الأصل الممات فعلاً مجهولاً، كما هو الحال في أصل كلمة (عِنْدَ أوَة)، قال الخليل "العِنْدَأْوَة: التواء وعُسر في الرجل... وقال: عِنْدَأْوَة: فِعْلَلْوَة، والأصل أميت فعله، لا يدري أمن عَنْدَي يَعْندى، أو عدا يعدو، فلذلك اختلف فيه"(96)، وقد يكون الأصل الممات اسماً، مثال ذلك كلمة (القَيْصُون) قال الخليل: "القيصون من العشب: نبت على فيعول مثل قيصوم، وهو ما طال منه، يقال اشتقاقه من القصن كاشتقاق القيصوم من القصم، ونحو هذه الأشياء اشتقت من الأسماء وأميتت أصولها، ولكن يعرف لك في تقدير الفعل، قيل يكون القيعون من القيع كالزيتون من الزيت"(97)، ولكن كل اسم ليس له فعل مما أميت أصله فمثلاً كلمة (النهجة) تعنى الربو يعلو الإنسان والرابة ولم يسمع منه فعل(98).‏


ب- بعض مشتقات الأصل:‏


أمات العرب مضارع "عسى" وجميع مشتقاته(99)، وأماتوا المصدر من (يذر) وكذلك ماضيه(100)، وأماتوا اسم الفاعل والمفعول من (خرق)(101)، وأماتوا كلمة (الوَدَى) –الهلاك- بالتخفيف(102)، وأماتوا الماضي والمضارع والمصدر، وأبقوا على فعل الأمر فقط من الفعل (هاتي)(103)، وأماتوا الماضي والمضارع والأمر وأبقوا على المصدر من الفعل (هاط)(104)، وأماتوا مضارع (تعالَ) وماضيه سوى الأمر منه(105)، والأمثلة على ذلك من الكثرة بمكان.‏


جـ- الأسماء:‏


والأمثلة على هذا النوع أكثر من أن تحصى في لغة العرب، وكذلك الحال في اللغات الأخرى وخاصة فيما يتعلق بكلمات الحضارة والنظم والعادات والتقاليد والأيديولوجيات.‏


ولعلنا قبل أن نختم الحديث عن المُمات اللغوي نشير إلى قضية مهمة ألا وهي علاقة اللغة بحضارة المجتمع المادية والعقلية والخلقية؛ فاللغة هي التواصل باستعمال نسق من الرموز اللفظية المتواضع عليها بين أفراد الجماعة. اللغة والحضارة تعني كل ما أنتجته الجماعة اللغوية، وهي ضرورية لممارسة السلوك اللغوي. وهذه الصفة التلازمية بين اللغة بوصفها سلوكاً لغوياً وبين الحضارة باعتبارها منتجاً إنسانياً يقتضي ألا يبحث تاريخ الكلمات بمعزل عن تاريخ الحضارة، وهذا ما حاول البحث أن يتمحور حوله لأن موت الكلمات أو حياتها مرتبط بهذه العلاقة القائمة بين اللغة والحضارة.‏


إن علاقة الكلمات بالأشياء والواقع من القضايا المهمة التي يدرسها علم اللغة الحديث منذ مطلع القرن العشرين وهي لا تزال بحاجة إلى مزيد من الدراسة وخاصة في ظل تطور الأبحاث اللغوية والاجتماعية والأنثروبولوجية والنفسية وكذلك التطور التقني الهائل.‏


فهرس المراجع والمصادر‏


(1) الإحكام في أصول الأحكام. ابن حزم- تح. لجنة من العلماء- دار الحديث، القاهرة.‏


(2) إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علم الأصول، الشوكاني – دار الفكر.‏


(3) الإفصاح في فقه اللغة: حسين يوسف موسى، وزميله- الطبعة الثانية.‏


(4) الإيضاح في علوم البلاغة: القزويني- شرح وتعليق الخفاجي- ط2: 1971م.‏


(5) البارع في اللغة: أبو علي القالي – تح. هاشم الطعان.‏


(6) البلغة في أصول اللغة: محمد صديق القنّوجي- تح. نذير مكتبي- بيروت 1988م.‏


(7) جمهرة اللغة: ابن دريد- بيروت، ط1، دار العلم للملايين 1987م.‏


(8) الخصائص: ابن جنّي- تح. محمد علي النجار- ط2، بيروت.‏


(9) درر الفوائد المنظمة: عبد القادر الجزيري- المطبعة السلفية 1384هـ.‏


(10) دور الكلمة في اللغة: ستيفن أولمان- تر. كمال محمد بشر- مكتبة الشباب.‏


(11) رسائل إخوان الصفا وخلاّن الوفا: إخوان الصفا-بيروت 1957م.‏


(12) سرّ الفصاحة: ابن سنان الخفاجي- بيروت، ط1: 1402هـ/ 1982م.‏


(13) شرح ديوان امرئ القيس- بيروت، دار الفكر، 1968م.‏


(14) شرح المفصل: ابن يعيش، عالم الكتب.‏


(15) شفاء الغليل فيما في كلام العرب من الدخيل: الشهاب الخفاجي- ط. الوهبية.‏


(16) الصاحبي في فقه اللغة: ابن فارس- تح. مصطفى الشويمي- بيروت 1963م.‏


(17) طبقات النحويين واللغويين: أبو بكر الزبيدي- تح. أبو الفضل إبراهيم-ط2.‏


(18)علم الدلالة: أحمد مختار عمر- الصفاة، الكويت، 1402هـ/ 1982م.‏


(19) علم الدلالة، إطار جديد: ف. د. بالمر- تر. صبري إبراهيم السيد- الاسكندرية/ 1992م.‏


(20) علم اللغة الاجتماعي، مفهومه وقضاياه: صبري إبراهيم السيد- الاسكندرية 1995.‏


(21) علم اللغة العام: فردينان سوسور- تر. يوسف عزيز- طبع 1988م.‏


(22) قصة الحضارة: ول ديورانت- تر. فؤاد أندراوس- دار الجيل، بيروت.‏


(23) الكتاب: سيبويه- تح. عبد السلام هارون- عالم الكتب، بيروت.‏


(24) كتاب الإبدال: أبو الطيب اللغوي- تح. عز الدين التنوخي- دمشق 1960م.‏


(25) كتاب العين: الخليل بن أحمد الفراهيدي- مؤسسة الأعلمي، بيروت 1967.‏


(26) كلام العرب، من قضايا اللغة العربية: حسن ظاظا- بيروت 1967م.‏


(27) الكليات: أبو البقاء الكفوي- تح. عدنان درويش وزميله- بيروت، ط2 1993م.‏


(28) لسان العرب: ابن منظور- طبعة دار صادر، بيروت 1992م.‏


(29) اللغة والحياة والطبيعة البشرية: روى. سي. هجمان- تر. داود حلمي، ط2 2000م.‏


(30) اللغة والفكر والعالم: محيي الدين محسب- القاهرة 1412هـ/ 1992م.‏


(31)اللغة والمجتمع: محمود السّعران- دار المعارف بمصر 1963م.‏


(32) المحصول في علم الأصول: الفخر الرازي- تح. طه العلواني- جامعة الإمام محمد بن سعود.‏


(33) المزهر في علوم اللغة وآدابها: السيوطي- تح. محمد أحمد جاد المولى وزميليه- صيدا 1986م.‏


(34) المستوى اللغوي للفصحى واللهجات وللنثر والشعر: محمد عيد- عالم الكتب.‏


(35) معالم دراسة في الصرف: إسماعيل عمايرة- ط2، العبدلي 1993م.‏


(36) معجم علم اللغة النظري: محمد علي الخولي- بيروت 1962م-ط1.‏


(37) المعرَّب من الكلام الأعجمي: الجواليقي-تح. أحمد محمد شاكر- القاهرة.‏


(38) مقاييس اللغة: ابن فارس- تح. عبد السلام هارون- بيروت 1411هـ/ 1991م.‏


(39) المولّد في العربية: حلمي خليل- بيروت 1405هـ/ 1985م.‏


(40) نتائج الفكر في النحو: أبو القاسم السُّهَيليّ- تح: محمد إبراهيم البنّا- الرياض.‏


الحوليات:‏


-حوليات كلية الآداب بجامعة عين شمس- المجلد الثامن، مطبعة جامعة عين شمس 1963م.‏


(1) علم اللغة الاجتماعي مفهومه وقضاياه، صبري إبراهيم السيد، نقلاً عن الراجحي، ص: 951. طبع 1995م- الاسكندرية.‏


(2) الخصائص لابن جني، جـ1/ 33. الطبعة الثانية. تحقيق: محمد علي النجار. بيروت –لبنان.‏


(3)اللغة والمجتمع، محمود السعران، ص: 22. طبع عام 1963.‏


(4) نقلاً عن كتاب علم اللغة الاجتماعي مفهومه وقضاياه. ص: 159.‏


(5) انظر كتاب علم اللغة الاجتماعي: مفهومه وقضاياه. ص: 52.‏


(6) المرجع السابق. ص: 52.‏


(7) انظر اللغة والفكر والعالم، محيي الدين، ص: 1. الطبعة الأولى القاهرة 1991م.‏


(8) المرجع السابق: ص: 1.‏


(9) المرجع السابق: ص: 2.‏


(10)المعرب من الكلام الأعجمي، الجواليقي، تحقيق: أحمد محمد شاكر.‏


(11) شفاء الغليل فيما في كلام العرب من الدخيل للشهاب الخفاجي، طبع عام 1282هـ. طبعة الوهبية.‏


(12) المزهر في علوم اللغة وأنواعها السيوطي، عبد الرحمن جلال الدين، ج2 ص/868 طبع عام 1986.‏


(13) كلام العرب من قضايا اللغة العربية حسن ظاظا، ص: 79.‏


(14) المولد في العربية خليل حلمي ص: 654-664.‏


(15) كلام العرب، من قضايا اللغة العربية. ص: 105.‏


(16) انظر بعض ابتكاراتهم في اللغة في المرجع السابق. ص: 82-84.‏


(17) المزهر في علوم اللغة وأنواعها. جـ1/ 214.‏


(18) المرجع السابق جـ1/ 214.‏


(19) المرجع السابق جـ1/ 214.‏


(20) المرجع السابق جـ1/ 214.‏


(21) البارع في اللغة، القالي، ص: 298. تحقيق: هاشم الطعان. وانظر لسان العرب ابن منظور، جـ3/ 489، جـ12/ 289. وانظر جمهرة اللغة لابن دريد، جـ2/ 675.‏


(22) دور الكلمة في اللغة أولمان، ص: 188. ترجمة: كمال محمد بشر. كتاب المولد في العربية. ص: 141.‏


(23) المزهر في علوم اللغة وأنواعها. جـ1/214.‏


(24) البلغة في أصول اللغة محمد صديق القنوجي، ص: 161.‏


(25) طبقات النحويين واللغويين، الزبيدي، ص: 39.‏


(26) الكليات، الكفوي، ص: 870.‏


(27) الكتاب سيبويه، حـ1/ 25. تحقيق: عبد السلام محمد هارون.‏


(28) المزهر في علوم اللغة وأنواعها جـ1/ 219.‏


(29) المرجع السابق جـ1/ 219.‏


(30) معجم علم اللغة النظري، الخولي، ص: 22.‏


(31) الصاحبي في فقه اللغة، ابن فارس، ص: 90.‏


(32) البلغة في أصول اللغة. ص: 181.‏


(33) جمهرة اللغة جـ1/ انظر الصفحات التالية: 124، 285، 419، 21، 433، 485، 486، 572. حـ2/ 633، 637، 647، 651، 655، 656، 663، 675.‏


(34) المرجع السابق. انظر الصفحات الآتية: حـ1/ 79، 85، 90، 101، 117، 137، 138، 146، 157، 165، 429، 384، 426، 563، حـ2/ 681، 806.‏


(35) كتاب العين، الخليل بن أحمد. انظر الصفحات التالية من المعجم حـ2/ 201، 215، 270. جـ4/ 24، ـ7/ 330.‏


(36)المرجع السابق، انظر الصفحات التالية: جـ2/ 247، جـ4/ 80، جـ8/196.‏


(37) مقاييس اللغة، ابن فارس، جـ3/ 14، 310، جـ5/ 241. تحقيق: عبد السلام محمد هارون.‏


(38) المرجع السابق جـ4/ 118، 205.‏


(39) لسان العرب، ابن منظور، جـ1/ 639، جـ3/ 2052، جـ6/ 4160، 4228، 4681.‏


(40) انظر المرجع السابق حـ2/ 1274. جـ4/ 2950، 2832، جـ5/ 3979، جـ6/ 4737.‏


(41) مقاييس اللغة حـ5/ 168 ومعنى درج: انقرض ومات.‏


(42) الصاحبي في فقه اللغة. ص: 90-91.‏


(43) دور الكلمة في اللغة. ص: 188.‏


(44) المولد في العربية. ص: 141.‏


(45) معجم علم اللغة النظري: ص: 22، 191.‏


(46) المزهر في علوم اللغة وأنواعها. جـ1/14، 219.‏


(47) دور الكلمة في اللغة، ص: 192.‏


(48) لسان العرب حـ6/224.‏


(49) كلام العرب من قضايا اللغة العربية. ص: 145.‏


(50) جمهرة اللغة جـ2/751.‏


(51) كتاب العين حـ/ 196.‏


(52) نتائج الفكر في النحو، السهلي، ص: 392.‏


(53) المستوى اللغوي للفصحى واللهجات للنثر والشعر عيد، محمد، عالم الكتب. ص: 23.‏


(54) نقلاً عن المرجع السابق، ص: 21.‏


(55) علم اللغة العام، فردينان، 87. ترجمة يوئيل يوسف عزيز. وانظر كذلك كتاب دور الكلمة في اللغة، ص: 73. وانظر الأحكام في أصول الأحكام، ابن حزم حـ1/33. وانظر المحصول في علم الأصول فخر الدين الرازي جـ1 ق1، ص: 346.‏


(56) دور الكلمة في اللغة، ص: 65. وانظر كتاب علم اللغة العام، ص: 86.‏


(57) انظر كتاب دور الكلمة في اللغة، ص: 64.‏


(58) إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علم الأصول، الشوكاني، ص: 14. دار الفكر.‏


(59) رسائل إخوان الصفا وخلان الوفا جـ1/ 400.‏


(60) المرجع السابق جـ3/ 114-115.‏


(61) الإيضاح في علوم البلاغة، القزويني، ص: 72. شرح وتعليق. محمد عبد المنعم خفاجي.‏


(62) جمهرة اللغة جـ1/46.‏


(63) المرجع السابق جـ1/ 486.‏


(64) المرجع السابق جـ2/ 840.‏


(65) شرح ديوان امرئ القيس، ص: 34.‏


(66)جمهرة اللغة جـ1/ 85.‏


(67) المرجع السابق جـ 1/90.‏


(68) المرجع السابق جـ 1/101.‏


(69) المرجع السابق جـ 1/117.‏


(70) المرجع السابق جـ 1/124.‏


(71) المرجع السابق جـ 1/421.‏


(72)المرجع السابق جـ 1/474.‏


(73)المرجع السابق جـ 1/563.‏


(74) المرجع السابق جـ 1/572.‏


(75) معالم دراسة في الصرف، إسماعيل أحمد، ص: 32-33.‏


(76) شرح المفصل، ابن يعيش، حـ10/5.‏


(77) المزهر في علوم اللغة وأنواعها جـ1/ 283-284.‏


(78) كتاب الإبدال، أبو الطيب اللغوي، جـ1/ 159، عز الدين التنوخي.‏


(79) لسان العرب جـ12/ 201.‏


(80) كتاب الإبدال جـ1/ 294.‏


(81) دور الكلمة في اللغة. ص: 160.‏


(82) سر الفصاحة، الخفاجي، ص: 85.‏


(83) البلغة في أصول اللغة، ص: 228-229.‏


(84) انظر المحصول في علم الأصول جـ1. ق1 ص: 269-270.‏


(85) انظر حوليات كلية الآداب بجامعة عين شمس، المجلد الثامن، ص: 144. مطبعة جامعة عين شمس عام 1963م.‏


(86) علم الدلالة ف. د. إطار جديد. ص: 41، طبع 1992م، ترجمة: صبري إبراهيم السيد. دار المعرفة الجامعية. اسكندرية.‏


(87) علم الدلالة، أحمد مختار ص: 87.‏


(88) قصة الحضارة. ول ديورانت، ول ترجمة: فؤاد أندراوس جـ 1/3.‏


(89) الإفصاح في فقه اللغة، حسين يوسف موسى، وزميله، جـ1/ 388-389.‏


(90) انظر معاني هذه الألفاظ في المرجع السابق حـ 417-418.‏


(91) اللغة والحياة والطبيعة البشرية روى سي هجمان، ص:180-181.‏


(92) المرجع السابق. ص: 179.‏


(93) درر الفوائد المنظمة، عبد القادر بن محمد، ص: 117-173.‏


(94) جمهرة اللغة جـ1/ 79، 85، 90، 101، 117، 124، 137، 138، 146، 148، 157، 165، 285، 414، 419، 421، 433، 485، 486، 501، 335، 426، 474، 563، 572، 575، 575، 578، 579.‏


(95)انظر المرجع السابق جـ2/ 633، 637، 347، 651، 651، 655، 656، 663، 675، 681، 683، 689، 697، 702، 705، 711، 711، 746، 751، 753، 754.‏


(96) كتاب العين جـ2/ 215.‏


(97) المرجع السابق، جـ 169-170.‏


(98) المرجع السابق، جـ3/393.‏


(99) المرجع السابق، جـ 2/201‏


(100) المرجع السابق، جـ8/196.‏


(101) المرجع السابق، جـ4/149.‏


(102) المرجع السابق، جـ 8/98.‏


(103) البارع في اللغة، ص 143-144.‏


(104) المرجع السابق، ص: 132.‏


(105) مقاييس اللغة، جـ4/ 118.


مجلة التراث العربي-مجلة فصلية تصدر عن اتحاد الكتاب العرب-دمشق العدد 95 - السنة الرابعة والعشرون - أيلول 2004 - رجب 1425
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

المُمات في اللغة ـــ د.موسى بن مصطفى العبيدان

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» المُمات في اللغة ـــ د.موسى بن مصطفى العبيدان
» الترجمة داخل اللغة الواحدة Intralingual Translation- حسام الدين مصطفى
» مكتبة تحميل كتب فكرية وثقافية وفلسفية وغيرها pdf ج1
» البلاغة العصرية واللغة العربية - سلامة موسى
» من روائع احكام التلاوة في قصة موسى عليه السلام مع العبد الصالح

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين  ::  اللغة والنحو والبلاغة والأدب :: فقه اللغة-
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين على موقع حفض الصفحات
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم


المُمات في اللغة ـــ د.موسى بن مصطفى العبيدان 561574572

فانضموا إليها

Computer Hope
انضم للمعجبين بالمنتدى منذ 28/11/2012
سحابة الكلمات الدلالية
النقد الخيام مجلة اللغة اسماعيل الأشياء البخاري مدخل محمد النحو على اللسانيات الخطاب مبادئ كتاب بلال ننجز التداولية قواعد العربي المعاصر ظاهرة موقاي النص العربية الحذف


حقوق النشر محفوظة لمنتديات تخاطب
المشاركون في منتديات تخاطب وحدهم مسؤولون عن منشوراتهم ولا تتحمل الإدارة ولا المشرفون أي مسؤولية قانونية أوأخلاقية عما ينشر فيها

Powered by phpBB© 2010

©phpBB | انشاء منتدى مجاني | منتدى مجاني للدعم و المساعدة | التبليغ عن محتوى مخالف | ملفات تعريف الارتباط التابعة لجهات خارجية | آخر المواضيع