ولاء سعيد أبو شاويش مشرف عام
وسام النشاط : عدد المساهمات : 2113 نقاط : 2822 تاريخ التسجيل : 16/01/2010 الموقع : فلسطين
| موضوع: بهاء اللغة العربية وتواصلها الحضاري 2010-04-18, 08:55 | |
| بهاء اللغة العربية وتواصلها الحضاري منقول حلب-ثقافة-الأربعاء26-3-2008 الكاتب :خالد رستم يوم أهدى الشاعر المبدع والبحاثة القدير الاستاذ فوزي سابا كتابه - المؤامرة الكبرى - على اللغة العربية إلى زميله الشاعر شكر الله الجر بعث إليه بقصيدة تحتوي على تأييده المطلق لقضيته الجريئة على القائلين بإحلال اللغة العامية اللبنانية محل اللغة العربية وفي هذا السياق نعرض منها الأبيات التالية : وكيف على جهل يريدون نبذها وابدالها بالغث لفظاً وتبياناً ستبقى لنا الفصحى كتاباً ومنبرا وبحراً يفيض الدر نثراً وأوزانا ستبقى ونبقى شامة فوق خدها ودنيا أغاريد تشنف دنيانا ودعوات المغرضين ما طرحت إلا للانتقاص من شأن اللغة العربية لتجريدها من بيانها وسحرها حاربها الاستعمار وتجلت رعونته بتوجيه الطعنات إليها لأنها استوعبت تراثاً حضارياً خالداً لايضاهي قيمة وجمالاً وظلت العربية تجابه كل التحديات فهي استمدت قوتها واستمراريتها من مضمون ونصاعة تراثنا الخالد ولو أنها بدأت غير ذلك لوهنت أمام دعوات الغرب ولما كتب لها البقاء والخلود . وفي أنحاء متفرقة من وطننا العربي حاول المستعمرون فرض لغات أجنبية لمحو حضارة عربية رائدة بعطاءاتها حتى أن المستشرقين الأجانب إبان إطلاق دعواتهم المغرضة وجهوا سمومهم وانتقاداتهم إليها لينالوا من القرآن الكريم ويحاربوا الإسلام السمح واللغة أية لغة كانت خاضعة للتفكير أولاً والنطق باللسان ثانياً وما يعتريها من ركاكة في أسلوب ناطقها وقائلها يأتي كونه لم يمتلك القدرة الفائقة على صياغتها وتطويعها لفكره تعبيراً وأداء أما أن تطغى العامية على مجالس الأدب وفي المؤسسات الاجتماعية والعلمية والتربوية ويتحكم بها العامة فهذا ما لا يحتمله تراثنا الأصيل ولا تقبل به العربية فالعامية المحلية تظل أسيرة وضع معين قيدته ظروف وتيارات مختلفة للتشويه بواقعنا الفكري ولا يمكن بتاتاً أن تمر هذه الدعوات في دنيا العروبة فالعربية بفصاحتها وبلاغتها تراث خصب تمسك به القدامى وستظل بومضاتها التراثية الخلاقة نهجاً لكل المحدثين . وما الدعوة إلى التمسك باللهجات المحلية في أقطارنا العربية إلا من باب الابتعاد عن أصالة العربية وفصاحتها ولأن المسيئين ذهبوا في تفكيرهم صراحة إلى أنها غدت مجرد ألفاظ لا تتسع لمجريات العلم والتكنولوجيا وصدق شاعر النيل حافظ ابراهيم الذي أوضح أن العربية تحتوي على كل معاني التطور مهما عظم نطاق الاختراعات العلمية والإبداعية التقنية ويقول في هذا الجانب "رحمه الله" : أنا البحر في أحشائه الدر كامن فهل سألوا الغواص عن صدفاتي وسعت كتاب الله لفظاً وغاية وما ضقت عن آي به وعظات فكيف أضيق اليوم عن وصف آلة وتنسيق أسماء المخترعات أرى لرجال الغرب عزاً ومنعة وكم عز أقوام بعز لغات أبهجري قومي عفا الله عنهم إلى لغة لم تتصل برواة فالعربية تمثل تيارات العصر العلمية ويمكن لألفاظها استيعاب أي اختراع علمي تكنولوجي وليست كما يرمونها بعيدة عن مجاراة تقنية العصر وأساليب الثورة العلمية إنها تستوعب متطلبات العلم وشؤونه والقول : "إن علينا بشكل مؤقت استعمال لغة أجنبية متطورة في المرحلة الحاضرة ثم استعمال العربية عندما تصبح هي أيضاً لغة علمية" . هذا القول لا يمكن الركون إليه فالعربية وسعت حاجات المجتمع بكل أبعاده وما ضاقت ذرعاً بل اتسعت لآفاق البحث العلمي ودخلت ميادين العلوم وإن التجارب الكيميائية والفيزيائية والفلكية توضح مدى احتواء لغتنا لتلك المسائل العلمية : لقد عقدت مؤخراً ندوة علمية في دمشق تحت عنوان "تعريب التعليم الصحي في الوطن العربي" وساهم فيها حوالي خمس عشرة دولة عربية من بينها دولة الإمارات العربية والكويت والسعودية والبحرين والسودان ومصر وركزت الندوة على ضرورة تحول التعليم في معاهدنا و وكلياتنا إلى العربية والتجربة ستكون رائدة ولغتنا تتسع لكل المصطلحات العلمية فلا خوف من نتائج عملية التعريب وقد تمت الموافقة على "معجم طبي عربي موحد" فالوحدة العربية تبدأ من الوحدة الثقافية . وما يثير المسألة أكثر لأنه ليس بمقدور علماء اللغة إن أصابت التقنية المجتمعات العزوف عن مجريات تطوراتها وبذلك يبتعد المثقفون والعلماء العرب عن اكتناف أبعاد أية نهضة علمية واستلهامها فمفردات العربية وتراكيبها ومعانيها ذات دلائل واضحة. وفحوى القول فإن العربية متواصلة في بهائها وخصوبتها وأنه أي تقدم يطرأ عليها مرهون بالتقدم الاجتماعي والعلمي وهي بطبيعة الحال قادرة على احتواء ذاك التطور المنشود . |
|