كتب الدكتور عبد الرحمان بودرع ما يلي :
نَعودُ من جَديدٍ لنُذكِّرَ بالفرقَ بين الفونيم والألوفون، حتى لا تتشعبَ الموضوعاتُ
المتعلّقةُ بهما و لا تتفرقَ بالقارئ السُّبُلُ :
الفرق بين الفونيم والألوفون:
1- الألوفون Allophone مصطلَح صوتيّ يدلّ على مظهر من مَظاهِرَ متعدّدة للفونيم
الواحد أي للصّوتِ المُطلَق الواحِد، وكلّ ألوفون شكلٌ [أو تنوع أو تَجَلٍّ] من أشكالِ
[أو تنوعات أو تَجلّياتِ] الصّوت الواحد،
2- والألوفون في الأدبيات الصّوتيّة الغربيّة يُقابلُ الصّوتَ في الأدبيّاتِ الصّوتيّةِ العربيّة ،
أمّا الفونيم أو الصّوت المُطلَق فهو عندَ العربِ الحرفُ
3- ولكلّ حرفٍ أو فونيم، نطقٌ معيّن، في سياقٍ صوتيّ معيّنٍ، وتختلف طُرُق نطقِ الصّوت
الواحد (الفونيم) بحسب اختلافِ السّياقات الصّوتيّة الوارِدِ فيها هذا الألوفون أو ذاك.
فحرف الراء أو فونيم الراء مثلاً له ألوفونات متعدّدة، كالرّاء المرقّقة والرّاء المفخّمَة...
وهي فروق صوتية من حيث المَخارِج يُدرِكها المتكلّم
الرد,
هذا قولك في ( الفرق بين الفونيم والألوفون:
1- الألوفون Allophone مصطلَح صوتيّ يدلّ على مظهر من مَظاهِرَ متعدّدة للفونيم
الواحد أي للصّوتِ المُطلَق الواحِد، وكلّ ألوفون شكلٌ [أو تنوع أو تَجَلٍّ] من أشكالِ
[أو تنوعات أو تَجلّياتِ] الصّوت الواحد،)
انتهى الرقم واحد , ونحن نتساءل اين الصواب واين الخطا في ما كتبته (أنت ) هنا ؟
1- الخطا الاول قولك ( الألوفون Allophone مصطلَح صوتيّ) وهذا تعبير غير صحيح علميا كل من قرأه سيعتقد ان الالفون صوت , والالفون ليس صوتا وانما هو صفة طارئة وليس صفة اصلية في الصوت اللغوي اي الفونيم او ما يسمى بالوحدة الصوتية , وليس الصوت اطلاقا كماعبرت انت عنه في مداخلتك , والصواب قولك ( الالفون واحد من مصطلحات علم الاصوات الحديث ) فانت تعلن هنا عن مصطلح الالفون وتحدد انتماءه الى علم الاصوات لكنك لا تصف طبيعته هل هو صوت او شئ اخر ,
2- في نفس السياق فانت لا تميز بين الوحدة الصوتية ( الفونيم او الصوت اللغوي ) من جهة و الصوت المطلق او الغفل من جهة ثانية , كل وحدة صوتية فهي صوت , وليس كل صوت وحدة صوتية , فالصوت المطلق او الغفل هو اي صوت مهما كانت طبيعته او مصدره , مثلا صوت الامواج, صوت لكنه ليس وحدة صوتية وصوت الحمير والبلابل ايضا صوت , لكنه ليس وحدة صوتية , وصوت فحيح الافاعي او قرع الاجراس او الرعد هذه كلها اصوات لكنها ليست وحدات صوتية , فالوحدة الصوتية او الفونيم هو كل صوت انساني مخصوص وخاص بالانسان ضمن االنظام الصوتي ,داخل النظام اللساني لذلك الانسان , ولذلك اذا نطق االانسان بصوت ما او باصوات ما من خارج نظامه الصوتي يعد ذلك لغوا ( فنقول انه يلغو ) , انن اصواته لا تخضع للنظام الصوتي , ولهذا فهو صوت غفل او مطلق وليس وحدة صوتية , و شرط الوحدة الصوتية هو وجودها داخل النظام الصوتي , و غير ذلك فهو صوت غفل او مطلق , تجد هذا التمييز العلمي الدقيق في الاصول العربية ( عند اخوان الصفا و ابن سينا وملا سلطان القاري و الفخر الرازي ) وانا متاكد من هذا , ونتابع الرد في النقطة الاولي فقط من المداخلة رقم 52
ضمن النقطة الاولى ايضا جاءت فكرتك التالية :
2- ( يدلّ على مظهر من مَظاهِرَ متعدّدة للفونيم....وكلّ ألوفون شكلٌ [أو تنوع أو تَجَلٍّ] من أشكالِ (أو تنوعات أو تَجلّياتِ] الصّوت الواحد، )
هذا كلامك صحيح , لكن ما هي مقاييسه ؟ وكيف سيفهم الطالب او الباحث كلامك هذا ؟
نعم كل الفون هو تجل او تمظهر لوحدة صوتية اي الفونيم, والفونيم في الغرب هو وحدة صوتية تضم عنصرين , الاول ذو طبيعة نطقية انجازية تحققية صوتية اي انه صوت يحمل جرسا , والثاني ذو طبيعة نطقية انجازية يفقد التحقق وبالتالي فهو ليس صوتا , اي لا يحمل جرسا, ومقياس الجرس هذا هو الذي دفعنا الى اطلاق مصطلح التحقق على العنصر الاول , لانه ذو طبيعة صوتية , ودفعنا الى اطلاق مصطلح الانجاز على العنصر الثاني لانه ذو طبيعة انجازية نطقية ولكنه لا يحمل جرسا اي انه ليس صوتا , فقد اخذنا مصطلح الجرس من عند الخليل رحمه الله ومصطلح التحقق من عند العالم العربي ابن جني واخذنا مصطلح الانجاز من عند تشومسكي في التحويل والتوليد . من داخل الوحدة الصوتية ما هو العنصر الاول ؟ وما هو العنصر الثاني ؟؟
العنصر الاول هو ما يحمل جرسا وهو الاصوات اللغوية اي ما يطلق عليه حاليا مصطلح ( الصوامت ) ويقابله في اللغات الاجنبية مصطلح (consonants ) , هذه الصوامت تنجزها اغلب اعضاء جهاز النطق وهي تنطق وتتحقق وتسمع لها جرسا وصوتا ونطقا , اما العنصر الثاني فهو الحركات , اي ما لا يحمل جرسا اي ليس بصوت لكنه ينجز وينطق , اي انه تشكيل عضوي لبعض اعضاء جهاز النطق فقط , وهي الشفتان والحنك الاسفل فقط , لكنه لا يحمل جرسا وبذلك لا يحمل صوتا , والمقابل لمصطلح الحركات في الغرب هو ( vowel ) , ولقد اطلق القدماء على الحركات القصيرة ( ضمة , فتحة, كسرة ) مصطلح الحركات او ادوات التشكيل او ادوات الترقيش , او الزوائد اي انها ليست اصولا في الصوت اللغوي او الصامت او اللفظ العربي , وهم محقون في اطلاقهم وتسميتهم تلك نسبيا , كما اطلقوا على الحركات الطويلة مصطلح حروف المد وحروف اللين وفي القرن الثالث الهجري ولاول مرة في تاريخ علم الاصوات العربي يطلق المبرد في كتابه المقتضب مصطلحا جديدا هم ( المصوتات ) , والمصطلح بكل المعايير العلمية يعد قفزة علمية ضخمة بمقياس الزمن انذاك في علم الاصوات , سيتبنى ابن سينا هذا المصطلح فيما بعد اما الخليل فهو اول من اتبث ان (الالف والاواو والياء ) ليست اصواتا لانه ليس لها جرس وذلك حدث داخل معجمه العين وليس في مقدمة العين مما جعل الكثير من اللغويين القدماء والمحدثين وخصوصا في علم القراءات وعلم التجويد وعلم اللهجات , ( الداني وابن يعيش وغيرهم ) يسقطون في اخطاء فظيعة مما كانت له نتائج كارثية في علم االاصوات العربي في القرن العشرين , اما حركة السكون فقد التبست في اذهان القدماء بسبب المصطلح نفسه ( السكون ) والحقيقة العلمية تقول ان تسمية واطلاق مصطلح ( السكون ) حدث بسبب المقياس الزمني اي ان سكون الصوت اللغوي الذي اطلق عليه الصامت ( ب ) مثلا كان بسبب انجزام الصوت اللغوي وبسبب القطع وبسبب الوقف عليه , حيث يتوقف انجاز الصوت لحظات زمنية قصيرة جدا , اما من حيث المقياس العضوي ( اعضاء جهاز النطق ) فلم يحدث مع حركة السكون اي سكون عضوي لان انتاج ونطق حركة السكون التبس عند القدماء بانتاج وتحقق الصوت اللغوي , اذ ان اعضاء جهاز النطق لا تتوقف سواء عند انتاج الصوت اللغوي او انتاج السكون , فالذي يحدث ان اعضاء جهاز النطق تنتج وتنجز وتحقق في نفس الان وفي نفس النقطة الصوت اللغوي وحركته السكون في آن معا , وللتوضيح والشرح اكثر ناخذ مثالا اخر يتناقض مع حالة السكون , وهو الباء مع حركة الضمة او حركة الواو , فانت تلاحظ ان نطق الباء و الواو مثلا ( بو ) انت لا تميز هنا بين مخرج الباء (الصوت الغوي ) ومخرج الواو ( الحركة الطويلة ) لماذا لانهما خرجا من مكان واحد فالتبسا معا على العلماء وليس فقط الطلبة فهذا المثال الاخير يشبه مثال الباء والسكون في قضية الالتباس , ثم نطرح مثالا اخر يتناقض بشكل كلي مع الامثلة السابقة , اذ في هذا المثال لا يقع الالتباس الذي رايناه مع الباء والسكون او الباء والواو , فلنجرب صوتا اخر وهو الهمزة مع السكون والهمزة مع الواو , حين تحقق وتنجز الهمزة مع الواو فانك تلاحظ ملاحظة ذاتية ان تنطق وتحقق الهمزة في اقصى الحلق عند الوترين الصوتيين وفي نفس الان تقوم بضم شفتيك ومد شفتيك الى الامام وستلاحظ انه مع مد شفتيك الى الامام يرتفع الحنك الاسفل الى اعلى , اذن تححق الصوت اللغوي تم في اقصى الحلق وانجاز الالف وهي ليست صوتا , تم من حيث الزمن في ان واحد , ومن حيث البعد العضوي اي من حيث الاعضاء فتحقق الهمزة موقعيا بعيد عن موقع انجاز الحركة الطويلة الواو , ونفسه يحدث مع باقي الحركات , هذا التحليل والوصف العلمي الدقيق , سيقدم لنا نتائج علمية لها ما لها وعليها في المستقبل ليس فقط في علم الاصوات وانما في علم النحو والاعراب والصرف والعروض , وسيتجاوز ذلك الى علم حوسبة اللغة العربية ,
ونعود الى الموضوع الاصل وهو الالفون , فاين نجد الالفون؟ وكيف يتم انتاجه ؟ وما هي طبيعته ؟ هذه في الحقيقة هي الاسئلة العلمية التي ينبغي ان يطرحها العالم لكي يصل الى حقيقة الالفون العلمية , ننطلق من المعطيات العلمية العربية القديمة المتواضعة والتي لم يطرا عليها اي تغيير لحد الان , وهل الصفات او السمات التمييزية او ما يسمى ايضا السمات الداخية لانها لا تظهر على السطح ثم المخارج او الصفات الخارجية , وناخذ المثال المعروف ( بالله والله ) ونحن نعلم جميعا انه بين الكلمتين ترقيق وتفخيم , وان صفة الترقيق و التفخيم صفات طارئة على الكلمة وخصوصا صوت اللام فيها المنصوب دائما , ان ما سبق شرحه قد تم من داخل علم الفونيتيك , اما ما نحن بصدده الان فيدخل في علم وظائف الاصوات اي علم الفونولوجيا هكذا يتم التمييز بينهما , ( اي العلمان معا ) , نتساءل اين وقع التفخيم ؟ هل في الوحدة الصوتية ) ام في العنصر الاول الصوت اللغوي ( اللام ) ام في حركة الصوت اللغوي (الفتحة ) ؟ ومن اين جئنا بصفة الترقيق والتفخيم والجهر او الاستفال او غير ذلك ؟ وهل المصطلح ( التفخيم مثلا ) يصف بدقة الموصوف ؟
الجواب : ان الفرق الاساسي بين جملتي القسم ( و الله ) و ( بالله ) يكمن في حركتي الواو والباء اللتين للقسم , وبما ان الصوتين اللغويين ( الواو والباء ) معا من مخرج واحد اي الشفتين , فهما معا ليسا مسؤلين على تغيير صفة اللام من التفخيم الى الترقيق والعكس صحيح , اذن ما المسؤول ؟ ان الذي تغير داخل الكلمة بمجملها هو الحركة من ( واو القسم وباء القسم ) هذا التغيير هو المسؤول عن تغيير الصفات او السمات في اللام من ( الله ) لنغير الوضع ونطرح حالة اخرى متلفة مثلا قولنا ( واللاه , و باللاه ) يعني نحن حذفنا الفتحة وعوضناها بالالف , ورغم ذلك م تتغير لا صفة التفخيم و الترقيق , بل الذي حدث مد في صفة التفخيم ومد في صفة الترقيق , ثم نتساءل هل الصفة ترتبط بالالف الطولة والرقيقة ام بالصوت اللغوي , فنستنتج بعد هذا التحليل ان صفتا الترقيق والتفخيم ليست مرتبط بحركات واو القسم وباء القسم ( الفتح والجر ) وليست مرتبطة بحركة اللام من اسم الجلالة ( الله , اللاه ) سواء حمل الفتحة او الالف , فنقول ان تلك الحركات في مجموعها , هي الفاعل الاساسي في تغيير صفات الصوت اللغوي , اي هي المسؤول على ذلك التغيير والتنوع الذي يحصل للاصوات اللغوية , وهذا بالضبط ما يسمى علميا التشكيل الصوتي للاصوات , ولم اقرا في ما قبل اي شئ عن قضية التشكيل الصوتي وان كتب الكثير عن التشكيل الخطي , اذا كانت الحركات هي المسؤول الاول عن خلق صفات مثل الترقيق والتفخيم , صفات متغيرة وغير تابثة في الصوت اللغوي, نسميها صفات طارئة لانها متغيرة وليست اصلية , فهل للصوت اللغوي صفات تابثة اصيلة غير طارئة لا تتغير وما المسؤول عنها؟ وعن انتاجها وهل هي فعلا تلتزم بالصوت اللغوي دون اي تغيير وكيف ومتى يحدث ذلك ؟ نعم نجيب عن كل هذه الاسئلة بالايجاب , ونشرحها بدقة علمية .
لقد راينا سابقا الالتباس الذي يحدث بين الصوت اللغوي والحركات , واطلقنا على السكون مصطلح الحركة , وربما لاول مرة تسمعون بان مفهوم السكون الذي أصبح عندي حركة وشرحنا ذلك علميا فيما سبق وبالامثلة , نقول ان التباس السكون باصوات اللغة , جعل علماء اللغة يتوقفون عندها تاملا فقط ومنهم صديقنا الدكتور عبد الحميد زاهيد , فكان لذالك نتائج سلبية على التراث الصتي واللغوي العربي , انك اذا جردت الحركات الست من الصوت اللغوي العربي كيف ما كان ( الضمة الفتحة الكسرة والواو والالف والياء ) فان ما ستحصل عليه هو ( الصوت اللغوي + حركة السكون ) اما اذا جردت الصوت اللغوي من السكون فانك لن تحصل على شئ , اي انك تحصل على صفر بلغة الرياضيات , ولذلك اعتبر ان تحقيق الصوت اللغوي مع حركة السكون هو الدرجة الصفر من تحقيق وانتاج اصوات اللغة , والذي دفعني الى هذا التصور العلمي هو حديث ابن جني عن الحرف في علاقته بالحركات و نصه عندي مسجل داخل هذا المنتدى ,
اذن ولادة الصفات الطارئة تكون بسبب الحركات الست اما ولاة وخلق الصفات الاصلية فتاتي من حركة السكون , ولسبب الالتباس الدائم والحاصل بين حركة السكون والاصوات اللغوية , تكون حركة السكون هي الحركة الاصلية والحركات الست متفرعة عنها , والصفات الاصلية التابثة غير المتغيرة ترتبط بالصوت اللغوي في حالة سكون , والصفات الطارئة والمتغيرة ترتبط بالصوت اللغوي في حالة ارتباطه بالحركات , انك حين تصف صوتا لغويا بصفة ما ( الهر الهمس الترقيق التفخيف الخ , ) فانك تعطي لذلك الصوت اللغوي قيمة معينة بالمفهوم الرياضياتي , ويبقى على المختبر ان يجيبك هل فعلا يحمل الصوت اللغوي تلك القيمة وهل هي قيمة طارئة اوقيمة اصلية , ان مفهوم القيمة حتى لو وجد تبريرا علميا من داخل المختبر فوجوده العلمي في الحقيقة , يوجد داخا المركز العصبي اللغوي داخل الانسان , اذ الصفات سواء كانت اصلية او فرعية لا وجود لها لا في الحركات ولا في الاصوات ولا في الوحدة الصوتية وانما وجودها في الجهاز العصبي المركزي للانسان , ومن هنا اطلق سوسور على تلك القيمة مصطلح القيمة الخلافية , اما مفهوم الفونيم الاصلي والفرعي والصفة الاصلية والطارئة , فقد اخذت (انا ) البدرة من كورتناي وتابعت نموها بشكل علمي ,
بقيت فكرة الصوت والحرف عند الدكتور عبد الرحمان بودرع , وهي من القضايا المهمة والخطيرة , التي زل فيها قلم الدكتور بودرع دون وعي او رصد علمي , نعود اليها لا حقا,
يتبع النقد او القراءة مع توضيح الاخطاء المعرفية واسبابها