منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
تسجيلك في هذا المنتدى يأخذ منك لحظات ولكنه يعطيك امتيازات خاصة كالنسخ والتحميل والتعليق
وإضافة موضوع جديد والتخاطب مع الأعضاء ومناقشتهم
فإن لم تكن مسجلا من قبل فيرجى التسجيل، وإن كنت قد سجّلت فتفضّل
بإدخال اسم العضوية

يمكنك الدخول باستخدام حسابك في الفيس بوك



ستحتاج إلى تفعيل حسابك من بريدك الإلكتروني بعد تسجيلك هنا
التسجيل بالأسماء الحقيقية ثنائية أو ثلاثية وباللغة العربيّة فقط
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
تسجيلك في هذا المنتدى يأخذ منك لحظات ولكنه يعطيك امتيازات خاصة كالنسخ والتحميل والتعليق
وإضافة موضوع جديد والتخاطب مع الأعضاء ومناقشتهم
فإن لم تكن مسجلا من قبل فيرجى التسجيل، وإن كنت قد سجّلت فتفضّل
بإدخال اسم العضوية

يمكنك الدخول باستخدام حسابك في الفيس بوك



ستحتاج إلى تفعيل حسابك من بريدك الإلكتروني بعد تسجيلك هنا
التسجيل بالأسماء الحقيقية ثنائية أو ثلاثية وباللغة العربيّة فقط
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين

تهتم بـ الفلسفة والثقافة والإبداع والفكر والنقد واللغة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
تعلن إدارة المنتديات عن تعيين الأستاذ بلال موقاي نائباً للمدير .... نبارك له هذه الترقية ونرجو من الله أن يوفقه ويعينه على أعبائه الجديدة وهو أهل لها إن شاء الله تعالى
للاطلاع على فهرس الموقع اضغط على منتديات تخاطب ثم انزل أسفله
» هات يدك آثار الذنوب والمعاصي I_icon_minitime2023-12-13, 15:27 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» بين «بياجيه» و «تشومسكي» مقـاربة حـول كيفيـة اكتسـاب اللغـةآثار الذنوب والمعاصي I_icon_minitime2023-12-03, 20:02 من طرف سدار محمد عابد» نشيد الفجرآثار الذنوب والمعاصي I_icon_minitime2023-11-30, 14:48 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» الرذ والديناصورآثار الذنوب والمعاصي I_icon_minitime2023-11-02, 18:04 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سلاما على غزةآثار الذنوب والمعاصي I_icon_minitime2023-11-01, 18:42 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سلاما على غزةآثار الذنوب والمعاصي I_icon_minitime2023-11-01, 18:40 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» شهد الخلودآثار الذنوب والمعاصي I_icon_minitime2023-11-01, 18:35 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تهجيرآثار الذنوب والمعاصي I_icon_minitime2023-11-01, 18:23 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تقرير من غزة آثار الذنوب والمعاصي I_icon_minitime2023-11-01, 18:18 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» القدس لناآثار الذنوب والمعاصي I_icon_minitime2023-11-01, 17:51 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» يوم في غزة آثار الذنوب والمعاصي I_icon_minitime2023-11-01, 17:45 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» شعب عجبآثار الذنوب والمعاصي I_icon_minitime2023-11-01, 17:41 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سمكة تحت التخديرآثار الذنوب والمعاصي I_icon_minitime2023-10-07, 15:34 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تجربة حبآثار الذنوب والمعاصي I_icon_minitime2023-09-16, 23:25 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» زلزال و اعصارآثار الذنوب والمعاصي I_icon_minitime2023-09-14, 05:44 من طرف عبدالحكيم ال سنبل

شاطر
 

 آثار الذنوب والمعاصي

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بهية اللُغوية
عضو شرف
عضو شرف
بهية اللُغوية

القيمة الأصلية

البلد :
مصر

عدد المساهمات :
224

نقاط :
422

تاريخ التسجيل :
04/10/2012


آثار الذنوب والمعاصي Empty
مُساهمةموضوع: آثار الذنوب والمعاصي   آثار الذنوب والمعاصي I_icon_minitime2012-10-06, 08:44

آثار الذنوب والمعاصي
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 102]، {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء:1]، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 70-71].
أشواك الشيطان
هل للشيطان أشواك؟! نعم أيها الحبيب، للشيطان أشواك، يلقي بها أمامك ليقطع طريقك إلى الله تعالى، ويمنعك عن السير في الخير والصلاح؛ تلك هي: أشواك المعاصي والذنوب تلك الشهوات البراقة التي يغري بريقها الزائف أكثر الناس؛ فيعميهم عن حقيقة قبحها، وآثارها المهلكة التي تفسد على الإنسان حياته الدنيا، فضلًا عن تدميرها لدينه، ومكانته عند الله تعالى.
يقول الإمام ابن القيم رحمه الله: (مما ينبغي أن يُعلَم: أن الذنوب والمعاصي تضر، ولاشك أن ضررها في القلوب كضرر السموم في الأبدان، على اختلاف درجاتها في الضرر، وهل في الدنيا والآخرة شر وداء، إلا سببه الذنوب والمعاصي؟!
فما الذي أخرج الأبوين من الجنة؛ دار اللذة والنعيم، والبهجة والسرور، إلى دار الآلام والأحزان والمصائب؟ وما الذي أخرج إبليس من ملكوت السماء، وطرده، ولعنه، ومسخ ظاهره وباطنه؟! وما الذي أغرق أهل الأرض كلهم؛ حتى علا الماء فوق رءوس الجبال؟ وما الذي سلط الريح العقيم على قوم عاد؟!
وما الذي رفع قرى اللوطية؛ حتى سمعت الملائكة نبيح كلابهم، ثم قَلَبها عليهم، فجعل عاليها سافلها؛ فأهلكهم جميعًا؟! وما الذي أرسل على قوم شعيب سحاب العذاب كالظلل، فلما صار فوق رءوسهم؛ أمطر عليهم نارًا تلظى؟ وما الذي أغرق فرعون وقومه في البحر، وما الذي خسف بقارون، وداره، وماله، وأهله؟! وما الذي بعث على بني إسرائيل قومًا أولي بأس شديد؛ فجاسوا خلال الديار، وقتلوا الرجال، وسبوا الذراري والنساء، وأحرقوا الديار؟!) [الداء والدواء، ابن القيم].
وإليك الآن هذه الجولة التفصيلية، في آثار الذنوب والمعاصي، لتعلم أي خسارة تجنيها، وأي غبن يلحقك إذا أقمت على معصية الله تعالى.
حصاد الذنوب
(1) حرمان الرزق ونزول النقم:
فيا من يشتكي ضيق رزقه، وقلة ماله، وضعف حيلته، وكثرة المشاكل والمصائب، اعلم أن أول سبب لما أنت فيه هو ذنوبك، فلا مصير إلى البركة والرضا إلا في كنف طاعة الله تعالى.
فكما أن تقوى الله تعالى مجلبة للرزق، فترك التقوى مجلبة للفقر، فما استُجلِب رزق بمثل ترك المعاصي، كما قال عز وجل: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [الأعراف: 96].
وما زالت عن العبد نعمة إلا بسبب ذنب، ولا حلت به نقمة إلا بذنب؛كما قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (ما نزل بلاء إلا بذنب، ولا رفع بلاء إلا بتوبة)، وقد قال تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} [الشورى: 30].
وقد أحسن القائل حين نظم:
إذا كنت في نعمة فارعها فإن المعاصي تزيل النعم
وحطها بطاعة رب العباد فرب العباد سريع النقم
(2) تعسير أموره عليه:
فلا يتوجه لأمر إلا يجده مغلقًا دونه، أو متعسرًا عليه، وهذا كما أن من اتقى الله جعل له من أمره يسرًا؛ فمن عطَّل التقوى جعل الله له من أمره عسرًا، ويا للعجب!! كيف يجد العبد أبواب الخير والمصالح مسدودة عنه متعسرة عليه؛ وهو لا يعلم من أين أُتِي؟!
فإذا طرقت بابًا للخير ووجدته عسيرًا عليك، وإذا بحثت عن وظيفة لا تجد، وإن طلبت شيئًا في الدنيا ووجدته بعيد المنال؛ فاتهم نفسك أولًا.
(3) حرمان الطاعة:
فلو لم يكن للذنب عقوبة إلا أنه يصد عن طاعة تكون بادية، ويقطع طريق طاعة أخرى، فينقطع عليه طريق ثالثة، ثم رابعة، وهلم جرَّا؛ لكفى؛ فينقطع عليه بالذنب طاعات كثيرة، كل واحدة منها خير له من الدنيا وما عليها، وهذا كرجل أكل أكلة، أوجبت له مرضة طويلة، منعته من عدة أكلات أطيب منها، والله المستعان.
فكم من نظرة حرام حرمتك من لذة القرآن، وكم من غش ومال محرم أزال عنك البركة في رزقك، وكم من ذنب حرمك القيام لصلاة الفجر، ومنعك من الخشوع في الصلاة، فإياك إياك أن تصر على الذنوب فتغلق باب الطاعة دونك، وتجلس تسأل لماذا لم يُفتح لي الباب؟!
(4) المعصية تولد معصية أخرى:
والمعاصي تزرع أمثالها، وتولد بعضها بعضًا، حتى يعز على العبد مفارقتها والخروج منها، كما قال بعض السلف: (إن من عقوبة السيئة؛ السيئة بعدها، وإن من ثواب الحسنة؛ الحسنة بعدها)، فالعبد إذا عمل حسنة؛ قالت أخرى إلى جنبها: اعملني أيضًا؛ فإذا عملها، قالت الثالثة كذلك وهلم جرَّا، فتضاعف الربح، وتزايدت الحسنات، وكذلك كانت السيئات أيضًا، حتى تصير الطاعات والمعاصي هيئات راسخة، وصفات لازمة، وملكات ثابتة.
فمن أخذ مالًا من طريق حرام كالرشوة مثلًا؛ فهذا الذنب الأول، فإذا سأله أحد عن ذلك كذب عليه؛ فهذا ذنب ثانٍ، وتراه يخشى افتضاح أمره بين الناس ولا يخشى من اطلاع الله عليه؛ فهذا ذنب ثالث ... وهكذا.
أضف إلى ذلك أن المعصية تضعف إرادة التوبة في القلب، وتقوي إرادة المعصية فيه، حتى إذا ألف المعصية وتعودها ذهبت عنه إرادة التوبة بالكلية والعياذ بالله، فتراه يرضى بحاله على العصيان، وإذا أتى بشيء من الاستغفار أو التوبة فإنما هي توبة الكذابين، استغفار باللسان ولكن قلبه معقود عليها، ويواقعها إذا ما سنحت له الفرصة.
فالذنوب إذا تكاثرت؛ طبع على قلب صاحبها فكان من الغافلين، كما قال بعض السلف في قوله تعالى: {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [المطففين: 14]، (قال: هو الذنب بعد الذنب، وقال الحسن رحمه الله: هو الذنب على الذنب، حتى يعمى القلب، وقال غيره: لما كثرت ذنوبهم ومعاصيهم؛ أحاطت بقلوبهم) [أورده السيوطي في الدر المنثور]، وأصل هذا: أن القلب يصدأ من المعصية، فإذا زادت؛ غلب الصدأ حتى يصير رانًا، ثم يغلب حتى يصير طبعًا، وقفلًا، وختمًا، فيصير القلب في غشاوة وغلاف، فإذا حصل له ذلك بعد الهدى والبصيرة؛ انتكس، فصار أعلاه أسفله، فحينئذ يتولاه عدوه ويسوقه حيث أراد.
(5) قيود الذل:
فكم من صاحب منصب وجاه، ومكانة بين الناس، ومال وغنى، ولكنه مع ذلك كله يشعر بالذلة وبضعف مكانته بين الناس بسبب عصيانه لله تعالى؟!
فالمعصية تورث الذل ولابد، فإن العز كل العز في طاعة الله تعالى؛ قال سبحانه: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا} [فاطر: 10]؛ أي: فليطلبها بطاعة الله؛ فإنه لا يجدها إلا في طاعته، قال الحسن البصري: (إنهم، وإن طقطقت بهم البغال، وهملجت بهم البراذين؛ فإن ذل المعصية لا يفارق قلوبهم، أبى الله إلا أن يذل من عصاه)، فالمعاصي تأسر القلب، وتقيده، ومن ثم تُضعف سير القلب إلى الله والدار الآخرة، أو تعوقه وتُوقفه، وتعطفه عن السير، فلا تدعه يخطو إلى الله خطوة، هذا إن لم ترده عن وجهته؛ فالقلب إنما يسير إلى الله بقوته، فإذا مرض بالذنوب؛ ضعفت تلك القوة التي تسيره، فإن زالت بالكلية؛ انقطع عن الله انقطاعًا يبعد تداركه، والله المستعان.
(6) المعيشة الضنك:
إنها ظلمة القلب، ووحشة النفس، على الرغم من وجود الصحة والمال، والأهل والأولاد، وكل أسباب السعادة الدنيوية، فقد أبى الله تعالى أن يسعد من عصاه، وإنما السعادة والراحة حقيقة هي لمن سار على درب الاستقامة، ونأى بنفسه عن العصيان والذنوب، حتى لو قل ماله، فهذه حقيقة السعادة.
يقول عز وجل: {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} [طه:123-124]
فيجد المذنب نفسه مستوحشًا، قد وقعت الوحشة بينه وبين ربه، وبين الخلق وبين نفسه، وكلما كثرت الذنوب اشتدت الوحشة، وأمَرُّ العيش: عيش المستوحشين الخائفين، وأطيب العيش: عيش المستأنسين.
فإن كنت قد أوحشتك الذنوب فدعها إذا شئت واستأنس
(7) سوء الخاتمة:
وهذا هو ختام الذنوب والعصيان، فقد جرت عادة الكريم أن من عاش على شيء مات عليه، فمن عاش على النظر إلى الحرام ومشاهدة ما نهى الله تعالى عنه قد يموت على ذلك، ومن عاش على شرب الخمر وإدمانها قد يموت على ذلك أيضًا، أتدري أيها الحبيب لِمَ؟!
لأنك وأنت في حال حياتك وقوتك وصحتك، وتحكمك في نفسك، استطاع الشيطان أن يتغلب عليك ويسوقك حيث يريد، فكيف بك إذًا وأنت في سكرات الموت، في حال ضعفك وذهاب قوتك، حينما يهجم عليك الشيطان يريد أن يظفر منك بشيء؛ فمن عمر حياته بالطاعة مات عليها، ومن خربها بمعصية قد يُختم له بها والعياذ بالله.
وإذا نظرت إلى حال كثير من المحتضرين؛ وجدتهم يُحال بينهم وبين حسن الخاتمة، عقوبة لهم على أعمالهم السيئة؛ فربما تعذر عليه النطق بالشهادة؛ كما شاهد الناس كثيرًا من المحتضرين أصابهم ذلك، حتى قيل لبعضهم قل: لا إله إلا الله، فقال: آه آه، لا أستطيع أن أقولها، وقيل لآخر ذلك، فقال: ما ينفعني ما تقول؟ ولم أدع معصية إلا ركبتها، ثم قضى ولم يقلها، وقيل لآخر ذلك؛ فقال: وما يغني عني؟ وما أعلم أني صليت لله تعالى صلاة، ثم قضى ولم يقلها، وقيل لآخر ذلك، فقال: هو كافر بما تقول، وقضى، وقيل لآخر ذلك، فقال: كلما أردت أن أقولها فلساني يمسك عنها!!

فكيف يوفق لحسن الخاتمة من أغفل الله سبحانه قلبه عن ذكره، واتبع هواه، وكان أمره فرطًا؟! فبعيد على من قلبه بعيد من الله تعالى، غافل عنه، متعبد لهواه، أسير لشهواته، ولسانه يابس من ذكره، وجوارحه معطلة من طاعته، مشتغلة بمعصيته؛ أن يوفق لحسن الخاتمة.

هل تشعر أنك على ذنب ولا عقاب؟!
قد يقول أحدنا: إني بالفعل قائم على ذنب، ولكني لا أرى أية عقوبة مما ذكرنا من العقوبات قد حلت عليَّ، فيرى بينه وبين نفسه أنه لا داعي إذًا للتوبة وترك الذنوب!!
ولكن إلى هذا الحبيب أقول: إن ظننت أنك غير معاقب مع ما أنت عليه من الذنوب فاعلم أن ذلك قد يكون أحد أمرين:
الأمر الأول ـ إنما هو استدراج:
فلربما اتكل بعض المغترين، على ما يرى من نعم الله عليه في الدنيا، وأنه لا يغير ما به، ويظن أن ذلك من محبة الله له، وأنه يعطيه في الآخرة أفضل من ذلك، وهذا من الغرور، فعن عقبة بن عامر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا رأيت الله يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يحب؛ فإنما هو استدراج)، ثم تلا قوله تعالى: {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ} [الأنعام: 44] [رواه أحمد وصححه الألباني في صحيح الجامع].
وقال بعض السلف: (إذا رأيت الله عز وجل يتابع عليك نعمه، وأنت مقيم على معاصيه؛ فاحذره، فإنما هو استدراج منه، يستدرجك به).
وقد قال تعالى: { وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ (33) وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ (34) وَزُخْرُفًا وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ} [الزخرف: 33-35].
وقد رد سبحانه على من يظن هذا الظن بقوله: {فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (15) وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ (16) كَلَّا بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ} [الفجر: 15-17].
أي: ليس كل من نعِّمتُه، ووسَّعتُ عليه رزقه؛ أكون قد أكرمته، ولا كل من ابتليته، وضيقت عليه رزقه؛ أكون قد أهنته، بل أبتلي هذا بالنعم، وأكرم هذا بالابتلاء، وعنه r: (... وإن الله يعطي الدنيا من يحب، ومن لا يحب، ولا يعطي الإيمان إلا من أحب...) [رواه الحاكم في المستدرك، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة].
وقال بعض السلف: (ربَّ مُستدرَج بنعم الله عليه وهو لا يعلم، ورب مفتون بثناء الناس عليه وهو لا يعلم، ورب مغرور بستر الله عليه وهو لا يعلم).
الأمر الثاني ـ لا تتعجل عقوبة الذنب:
وها هنا ملحوظة دقيقة، يغلط فيها الناس في أمر الذنب، وهي أنهم لا يرون تأثيره في الحال، وقد يتأخر تأثيره فينسى، ويظن العبد أنه لا يُغِير بعد ذلك؟!
وسبحان الله!! كم أهلك هذا الظن من الخلق؟! وكم أزال من نعمة؟! وكم جلب من نقمة؟! وما أكثر المغترين بها من العلماء والفضلاء، فضلًا عن الجهال! ولم يعلم المغتر أن الذنب ينقضُّ ولو بعد حين.
وقد ذكر الإمام أحمد عن أبي الدرداء t: (اعلموا أن قليلًا يغنيكم، خير من كثير يطغيكم، واعلموا أن البر لا يبلى، وأن الإثم لا ينسى) [أورده الإمام أحمد في الزهد]، هذا مع أن للذنب أثرًا معجلًا لا يتأخر عنه: قال سليمان التيمي: (إن الرجل ليصيب الذنب في السر؛ فيصبح وعليه مذلته) [أورده أبو نعيم في حلية الأولياء].
طريق التخلص من الذنوب والآثام:
1. تدبر جيدًا في آثار الذنوب والمعاصي التي ذكرناها، واعرض حياتك عليها؛ لتعلم كم جنيت من آثار الأشواك في عمرك الماضي.
2. جدد التوبة مع الله تعالى وأكثر من الاستغفار من هذه الذنوب على الأقل يوميا مئة مرة.
3. اشتغل هذا الأسبوع بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم: (اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك) [رواه الترمذي، وحسنه الألباني].
4. أكثر من دعاء: (اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى) [رواه مسلم]

منقول للفائدة
آثار الذنوب والمعاصي 741777 آثار الذنوب والمعاصي 741777 آثار الذنوب والمعاصي 741777
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

آثار الذنوب والمعاصي

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» من آثار المعاصي
» قضية نشأة النحو في آثار الدارسين
» آثار حُبنا للآخرين"سيد قطب"

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين  :: المنتدى العام-
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين على موقع حفض الصفحات
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم


آثار الذنوب والمعاصي 561574572

فانضموا إليها

Computer Hope
انضم للمعجبين بالمنتدى منذ 28/11/2012
سحابة الكلمات الدلالية
العربي الخطاب موقاي مجلة قواعد العربية التداولية مبادئ الحذف النقد النص ظاهرة الخيام البخاري كتاب اسماعيل على اللغة النحو بلال الأشياء المعاصر اللسانيات محمد ننجز مدخل


حقوق النشر محفوظة لمنتديات تخاطب
المشاركون في منتديات تخاطب وحدهم مسؤولون عن منشوراتهم ولا تتحمل الإدارة ولا المشرفون أي مسؤولية قانونية أوأخلاقية عما ينشر فيها

Powered by phpBB© 2010

©phpBB | الحصول على منتدى | منتدى مجاني للدعم و المساعدة | التبليغ عن محتوى مخالف | ملفات تعريف الارتباط التابعة لجهات خارجية | آخر المواضيع