منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
تسجيلك في هذا المنتدى يأخذ منك لحظات ولكنه يعطيك امتيازات خاصة كالنسخ والتحميل والتعليق
وإضافة موضوع جديد والتخاطب مع الأعضاء ومناقشتهم
فإن لم تكن مسجلا من قبل فيرجى التسجيل، وإن كنت قد سجّلت فتفضّل
بإدخال اسم العضوية

يمكنك الدخول باستخدام حسابك في الفيس بوك



ستحتاج إلى تفعيل حسابك من بريدك الإلكتروني بعد تسجيلك هنا
التسجيل بالأسماء الحقيقية ثنائية أو ثلاثية وباللغة العربيّة فقط
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
تسجيلك في هذا المنتدى يأخذ منك لحظات ولكنه يعطيك امتيازات خاصة كالنسخ والتحميل والتعليق
وإضافة موضوع جديد والتخاطب مع الأعضاء ومناقشتهم
فإن لم تكن مسجلا من قبل فيرجى التسجيل، وإن كنت قد سجّلت فتفضّل
بإدخال اسم العضوية

يمكنك الدخول باستخدام حسابك في الفيس بوك



ستحتاج إلى تفعيل حسابك من بريدك الإلكتروني بعد تسجيلك هنا
التسجيل بالأسماء الحقيقية ثنائية أو ثلاثية وباللغة العربيّة فقط
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين

تهتم بـ الفلسفة والثقافة والإبداع والفكر والنقد واللغة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
تعلن إدارة المنتديات عن تعيين الأستاذ بلال موقاي نائباً للمدير .... نبارك له هذه الترقية ونرجو من الله أن يوفقه ويعينه على أعبائه الجديدة وهو أهل لها إن شاء الله تعالى
للاطلاع على فهرس الموقع اضغط على منتديات تخاطب ثم انزل أسفله
» هات يدك التعلق النحوي I_icon_minitime2023-12-13, 15:27 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» بين «بياجيه» و «تشومسكي» مقـاربة حـول كيفيـة اكتسـاب اللغـةالتعلق النحوي I_icon_minitime2023-12-03, 20:02 من طرف سدار محمد عابد» نشيد الفجرالتعلق النحوي I_icon_minitime2023-11-30, 14:48 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» الرذ والديناصورالتعلق النحوي I_icon_minitime2023-11-02, 18:04 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سلاما على غزةالتعلق النحوي I_icon_minitime2023-11-01, 18:42 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سلاما على غزةالتعلق النحوي I_icon_minitime2023-11-01, 18:40 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» شهد الخلودالتعلق النحوي I_icon_minitime2023-11-01, 18:35 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تهجيرالتعلق النحوي I_icon_minitime2023-11-01, 18:23 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تقرير من غزة التعلق النحوي I_icon_minitime2023-11-01, 18:18 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» القدس لناالتعلق النحوي I_icon_minitime2023-11-01, 17:51 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» يوم في غزة التعلق النحوي I_icon_minitime2023-11-01, 17:45 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» شعب عجبالتعلق النحوي I_icon_minitime2023-11-01, 17:41 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سمكة تحت التخديرالتعلق النحوي I_icon_minitime2023-10-07, 15:34 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تجربة حبالتعلق النحوي I_icon_minitime2023-09-16, 23:25 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» زلزال و اعصارالتعلق النحوي I_icon_minitime2023-09-14, 05:44 من طرف عبدالحكيم ال سنبل

شاطر
 

 التعلق النحوي

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
appetif
مشرف عام
مشرف عام
appetif

القيمة الأصلية

البلد :
الجزائر

عدد المساهمات :
1677

نقاط :
2883

تاريخ التسجيل :
15/06/2012

المهنة :
appetif@hotmail.com


التعلق النحوي Empty
مُساهمةموضوع: التعلق النحوي   التعلق النحوي I_icon_minitime2012-10-04, 14:20

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة و السلام على نبي الهدى,الحمد لله الذي جعل العربية لنا لسانا,و لما يجول في أدهاننا و خواطرنا بيانا..أما بعد,
كان النحاة يعطون لكل موقع في الجملة ما يناسبه و يتوافق مع ضوابطه,فقد اتخذوا الجملة مضمارا للتحليل,فهي نظام من العلاقات قائم على أحكام تركيبية,و أهم علاقة في بنائها هي علاقة الإسناد بعنصريها:المسند و المسند إليه,مما اعتبر بؤرة الجملة و نواتها,فالجملة لا تقوم إلا بهده العلاقة ,إن لم يكن لفظا فتقديرا,أما الفضلات فعلاقتها بالنواة الاسنادية علاقة متغير بثابت,جاء في التعريفات للشريف الجرجاني قوله:الإسناد في عرف النحاة عبارة عن ضم إحدى الكلمتين إلى الأخرى على وجه الإفادة التامة أي على وجه يحسن السكوت عليه.
فمن هنا انطلق البحث في بيان مفهوم التعلق في المعجم و في اصطلاح النحاة,كما اجتهد في الوقوف على تحليلات النحاة القدامى منهم و المحدثين و ما توصلوا إليه من نتائج في دراستهم للجملة العربية من الناحيتين التركيبية و الدلالية.
كما حاول البحث التأصيل لمصطلح التعلق النحوي و كشف أثره في التحليل اللغوي,و ربط هدا المصطلح بنظرية النظم عند عبد القاهر الجرجاني,و مدى تقاطع نظريته بالنظريات الغربية الحديثة,خاصة عند تشومسكي.
ثم تطرق إلى فكرة قرائن التعليق التي استلهمها تمام حسان من الجرجاني,مقتفيا آثار فيرث (Firth) الذي أقام نظريته على فكرة السياق في فهم الحدث اللغوي و علاقاته التركيبية.
1. التعلق لغة: جاء في لسان العرب : عَلِقَ بالشيءِ عَلَقاً وعَلِقَهُ: نَشِب فيه؛وهو عالِقٌ به أَي نَشِبٌ فيه. وأَعْلَقَ الحابلُ: عَلِق الصيدُ في حِبَالته أَي نَشِب... وعَلِقَ الشيءَ عَلَقاً وعَلِقَ به عَلاقَةً وعُلوقاً: لزمه... وقد عَلِقَها، بالكسر، عَلَقاً وعَلاقةً وعَلِقَ بها عُلوقاً وتَعَلَّقها وتَعَلَّقَ بها وعُلِّقَها وعُلِّق بها تَعْلِيقاً: أَحبها، وهو مُعَلِّقُ القلب بها؛وأَعْلَقَ أَظفارَه في الشيء: أَنشَبها. وعَلَّقَ الشيءَ بالشيء ومنه وعليه تَعْليقاً: ناطَهُ. والعِلاقةُ: ما عَلَّقْتَه به.
فالمعنى المعجمي للتعلق يشير إلى :
-العلاقة القوية التي تربط المتعلق بالمتعلق به, فهو إما ينشب فيه,أو يلزمه و لا يستغني عنه.
-أن المتعلق يأتي متأخرا عن المتعلق به, مع جواز أن يتقدم عنه.
2.التعلق في عرف النحاة: تحدث النحاة عن معنى المتعلقات بما يتوافق مع ما قرره أهل اللغة من معنى التعلق,جاء في شروح التلخيص: أن المتعلق هو المتشبث بالشيء و هو اضعف من المتشبث به.
و يعرفه الدكتور محمود شرف الدين بقوله:أن تركب كلمة مع كلمة تنسب إحداهما إلى الأخرى, آو تعلق إحداهما بالأخرى على السبيل التي يحسن به موقع الخبر و تمام الفائدة.
أما الدكتور مهدي المخزومي فيرى انه كثيرا ما يذكر في الجملة الفعلية بعد تمام الإسناد كلمات تؤدي وظائف لغوية يبنى عليها تمام المعنى,و تكون هذه الكلمات مكملات للمعنى المعبر عنه بأصل الجملة,فيبعثن في الجملة حياة لم تتأت لها بدونهن...و تتميز هذه المتعلقات بعضها مع بعض بما لها من وظائف لغوية نيط بها أداؤها.
فالمتعلقات تتعلق بالفعل تعلقا يراد به إلى توكيده,أو تعليله,أو بيان مكان حدوثه أو زمانه.و التفريق بينهن ينبغي أن يقوم على أساس من إدراك ما لهن من وظائف.
فالفعل يأتي و قد جر وراءه هذا الحشد الهائل,و كل متصل به بوجه من الوجوه, و الفعل مسند حتما و مثله في ذلك الأسماء التي بمعناه مما يصح التعلق به.
و للفعل تعلق بكل من الفاعل و المفعول,فيتعلق بالفاعل من جهة وقوعه منه,و بالمفعول من جهة وقوعه عليه,و الغرض من هذا التعلق هو تربية الفائدة:أي تكثيرها,ففي قولك: ضربت فقد أفدت فائدة وهي وقوع الضرب منك فقط.
فإذا قلت :ضربت زيدا,كانت الفائدة أكثر:وقوع الضرب على زيد.
أما عند قولك:ضربت زيدا يوم الجمعة,زادت الفائدة عن سابقتها.
و هكذا كان كل مثال أكثر فائدة مما قبله,باعتبار ما قد أضيف إليه من متعلقات.
3.تعلق شبه الجملة:
أما الجار و المجرور فقد ذكر ابن هشام انه لا بد من تعلقهما بالفعل أو ما يشبهه أو ما أول بما يشبهه,أو ما يشير إلى معناه,فان لم يكن شيء من هذه الأربعة موجودا قدر.
و يرى الدكتور عبده الراجحي أن التعلق هو ارتباط شبه الجملة بالحدث الذي يدل عليه الفعل أو ما يشبهه,بالإضافة إلى دلالته على الحيز الذي يقع فيه الفعل.
و المقصود هنا هو التعلق اللفظي أو التقديري للجار و المجرور أو الظرف, و ارتباطه بفعل أو ما يشبهه لإفادة المعنى.و سبب ذلك أن جمهور النحاة لم يعطوا الموقع الإعرابي للجار و المجرور أو الظرف,على اعتبار أنها لا تفيد و هي مقطوعة عن الفعل أو ما يشبهه.
فمثلا إذا قلنا : سعاد في البيت فشبه الجملة من الجار و المجرور متعلق لا بد له من متعلق به,الذي لا يجوز أن يكون هو المبتدأ (سعاد) لان سعاد اسم علم لا دلالة على الحدث فيه,فكان لا بد من متعلق به محذوف مقدر و هو فعل (استقر), و بهذا نفهم قولهم في الإعراب : و شبه الجملة متعلق بمحذوف خبر,دلك أن الاستقرار يتضمن معنى الحدث,فصح تعلق شبه الجملة به.
إن تعلق شبه الجملة هو الارتباط المعنوي بالحدث و تمسكها به كأنها جزء منه,لا يظهر معناها إلا به,و لا يكتمل معناه إلا بها,و هدا لان شبه الجملة ترد تكملة للحدث تقيده,فيتم معناهما بهذا التعلق.
و نفهم مما سبق أن تعلق شبه الجملة يعني إسناد الجار و المجرور أو الظرف إلى كلمة سابقة أو لاحقة حتى تحصل الفائدة.
و قد اختلف النحاة في تعلق شبه الجملة بالفعل الناقص,فمنهم مجيز,و منهم مانع, على أساس أن الفعل الناقص لا يدل على الحدث,و المرجح هو رأي ابن هشام من أن الأفعال الناقصة كلها دالة على الحدث إلا ليس .
و كذلك اختلف النحاة في تعلق شبه الجملة بالفعل الجامد,فمنهم من أجاز دلك كالفارسي, و منهم من منع كابن مالك .
4.مذهب ابن مضاء في تعلق شبه الجملة: يرى ابن مضاء القرطبي أن النحويين قد التزموا مالا يلزم ، وتجاوزوا القدر الكافي فيما أرادوه من وضعهم للنحو ؛ فضعفت حجتهم ، وقد رأى أنهم تكلفوا في أمور عدة ،و من بين هذه الأمور موضوع تعلق شبه الجملة.
يعترض ابن مضاء على التقدير ، وفي رأيه أنه لا حاجة للتقدير والتكلف فيه إذا ما كان المعنى مفهوماً ؛ ففي نحو : " زيد في الدار " يرى أن الكلام تام مركب من اسمين دالين على معنيين بينهما نسبة دلت عليها " في " ؛ فلا حاجة إلى غير ذلك .
أما رأي النحاة فهو غير هذا ؛ فهم يرون أن تركيب: " زيد " ليس " في الدار " ، و " في الدار " لا تمثل زيداً ، لذا وجب أن يكون هنالك متعلق للجار والمجرور تقديره " استقر " ، وقد دحض ابن مضاء هذه الحجج في كتابه " الرد على النحاة " أما ما أورده مما يخص التعلق فقوله : ومما يجري هذا المجرى من المضمرات التي لا يجوز إظهارها ، ما يدعونه في المجرورات التي هي أخبار أو صلات أو صفات أو أحوال ، مثل " زيد في الدار " و" ورأيت الذي في الدار " و " مررت برجل من قريش " و " رأى زيد في الدار الهلال في السماء " فزعم النحويون أن قولنا :" في الدار " متعلقٌ بمحذوف تقديره " زيد مستقرٌ في الدار " ، والداعي لهم إلى ذلك ما وضعوه من أن المجرورات إذا لم تكن حروف الجر الداخلة عليها زائدة فلابد لها من عامل يعمل فيها ؛ إن لم يكن ظاهرا كقولنا : " زيد قائم في الدار " كان مضمرا كقولنا : " زيد في الدار " ، ولا شك أن هذا كله كلام تام مركب من اسمين دالين على معنيين بينهما نسبة ، وتلك النسبة دلت عليها " في " ولا حاجة بنا إلى غير ذلك ، وكذلك يقولون في " رأيت الذي في الدار " تقديره : " رأيت الذي استقر في الدار " وكذلك " مررت برجل من قريش " تقديره : " كائن من قريش " وكذلك " رأيت في الدار الهلال في السماء " تقديره : " كائناً في السماء " ، وهذا كله كلم تام ، لا يفتقر السامع له إلى زيادة " كائن "
ولا " مستقر " وإذا بطل العامل والعمل فلا شبهة تبقى لمن يدعي هذا الإضمار.
المبحث الثاني : ترتيب المتعلقات
من المسلم به انه من حسن ترتيب الكلام أن توضع الألفاظ في مواضعها,و لا يجوز فيها التقديم و التأخير إلا لغرض بلاغي.و الأصل في الجملة الفعلية إن يتقدم الفعل,ثم يليه الفاعل,ثم متعلقات الفعل.
جاء في شرح المقرب لابن عصفور الاشبيلي عن الفاعل أن يكون مقدما على المفعول به,و معناه أن الرتبة الأصلية في التقديم إنما هي للفاعل,و الرتبة الأصلية في التأخير إنما هي للمفعول. فان وقع الالتباس و لم يتضح الفاعل من المفعول فاعتماد قرينة الرتبة يستدل على أن المقدم من الاسمين هو الفاعل.
و في تعليق الاشموني على ذلك أشار إلى أن هدا مذهب ابن مالك,و ابن السراج و غيرهما,و نازع في دلك ابن الحاج فأجاز تقديم المفعول على الفاعل محتجا بان العرب تجيز تصغير عمر و عمرو على عمير.و يرد عليه الاشموني بان ذلك ضعيف.
إن أصلية الرتبة ليست حتمية,إذ يمكن أن يتقدم المفعول عن الفاعل,مما يجوز فيه التقديم و التأخير,غير أن ذلك لا يرد اعتباطا و إنما يكون عملا مقصودا يقتضيه غرض بلاغي.يقول الجرجاني في دلائل الإعجاز:إن الفرق في المعنى يأتيك على وجهة في تقديم المفعول و تأخيره,فإذا قلت:ما ضربت زيدا فقدمت الفعل كان المعنى انك قد نفيت أن يكون قد وقع الضرب منك على زيد,ولم تعرض في أمر غيره لنفي و لا إثبات وتركته مبهما محتملا,و لو قلت:ما زيدا ضربت,فقدمت المفعول,كان المعنى على أن ضربا وقع منك على إنسان,و ظن أن ذلك الإنسان زيد,فنفيت أن يكون إياه .
و يؤكد صاحب الطراز أن تقديم المفعول ب هانما يأتي من اجل الاختصاص,و هدا رأي الزمخشري و ابن الأثير,و أكثر علماء البيان,أو يأتي لمشاكلة رؤوس الآي و مراعاة حسن الانتظام,و اتفاق أعجاز الكلم السجعية .
وينطبق نفس حكم المفعول به على باقي متعلقات الفعل في التقديم على عاملها الذي يكون في الغالب للإختصاص ونفي الفعل عما سو اه. ويختلف تقديم الظرف بين النفي و الإثبات:فإذا كان واردا في الإثبات فتقديمه على عامله إنما يكون لغرض لا يحصل مع تأخيره ، فهو إما للإختصاص أو مراعاة المشاكلة لرؤوس الآي في السجع ، واما إذا كان واردا في النفي فقد يرد مقدما ، وقد يرد مؤخرا وعند تأخيره يفيد النفي مطلقا من غير تفصيل ، أما لوقدم فيفيد مخالفة غيره .
جاء في دلائل الإعجاز أن حكم الجار و المجرور و الظروف في التقديم و التأخير في حكم المنصوب (المفعولات) .
و الحال موضعها في الجملة بعد صاحبها ، ولكنها لاتلازم هذا الموضع فقد يطرأ عليها ما يدعو إلى تقديمها على صاحبها وحده أو عليه وعلى الفعل جميعا فتكون في موضع الصدر .
1- جاء ضاحكا زيد : فإنه يفيد انه جاء على هذه الصفة مختصا بها دون سائر الصفات.
2- جاء زيد ضاحكا : أفاد أنه كما يجوز ان يجيء على هده الصفة فإنه يجوز مجيئه على غيرها من الصفات.
أما التقديم بين المتعلقات أي تقديم بعض المتعلقات على بعض فانه يفيد الإهتمام دون التخصيص .
ومما سبق يتضح ان هناك فروقا دقيقة بين التراكيب اللغوية المختلفة لجملة الفعليات ومتعلقاتها,وان دراستها تضع اليد على تلك الفروق,و التي لها دور فعال في أداء المعنى,و عند ذلك تتربى ملكة الذوق و الحكم الدقيق على بلاغة التراكيب.
التعلق النحوي عند الجرجاني
ان المتتبع لفكرة التعلق عند الجرجاني يجده قد تجاوز هذا المفهوم المشار إليه آنفا, فما يقصده الجرجاني بالتعلق يتعدى إلى أن يأخذ أبعادا أخرى في الكلام
وهو التعلق في مسندات الجملة عندما يربطه بقضية النظم :
"ليس النظم سوى تعليق الكلم بعضها ببعض,وجعل بعضها بسبب من بعض, و الكلم ثلاث : إسم وفعل وحرف ، وللتعليق فيما بينها طرق معلومة وهو لا يعدو ثلاثة أقسام : تعلق اسم باسم وتعلق اسم بفعل وتعلق حرف بهما " فيدل على ان مواصفات الكلام لا تخرج عن التركيب اللغوي المتكون من مجموعة العلاقات النحوية التي لا تخالف الأقسام الثلاثة : الإسم و الفعل و الحرف,وهذه الأقسام تترابط فيما بينها حسب الإستعمالات الإختيارية من قبل المتكلم .
الصورة الأولى: تعلق اسم باسم : زيد منطلق.
الصورة الثانية : تعلق اسم بفعل : زيد ينطلق.
الصورة الثالثة: تعلق حرف بهما : و هو على ثلاثة أضرب .
و لا تداخل بين معنى اللفظين (التعلق و النظم ) فقد جاء في التعريفات للشريف الجرجاني أن النظم تأليف الكلمات و الجمل مرتبة المعاني متناسبة الدلالات على حسب ما يقتضيه العقل" .
لقد كان عبد القاهر الجرجاني يحرص كل الحرص على تتبع التحويلات النحوية في التراكيب,و يستنبط جماليات الأسلوب كما يبدو ذلك من دراسته الدقيقة لكثير من الشواهد الأدبية ، ورصد خطوات النحو مع تتبع العناصر النظمية الأخرى على مستويي اللغة و المعنى .
وهو ما دعاه إلى دراسة العلاقة النحوية التي تربط بين العناصر اللغوية ودلالاتها المعنوية في إطار ما عرف بنظرية النظم أو التعلق الذي عرفه قائلا : ليس النظم سوى تعلق الكلم بعضها ببعض وجعل بعضها بسبب من بعض .
فالتعلق هو الوجه الآخر للنظم مما توجبه الفصاحة.جاء في المغني في أبواب التوحيد و العدل للقاضي عبد الجار :"اعلم أن الفصاحة لا تظهر في أفراد الكلام و إنما تظهر في الكلام بالضم على طريقة مخصوصة " .ويؤكد هذا المعنى ما اورده ابن سنان الخفاجي في سر الفصاحة :" فاما الصانع المؤلف فهو الذي ينظم الكلام بعضه من بعض "
فالنحو في نظر الجرجاني وبهذا المفهوم يكشف لنا عن المعاني و الدلالات التي ندركها من علاقات الكلام بعضه ببعض .
فهو يقول : " فهو نظم يعتبر فيه حال المنظوم بعضه مع بعض ، وليس هو النظم الذي معناه ضم الشيء كيف جاء و اتفق ".
وهو ما أقرته الدراسات النحوية الحديثة,فتشومسكي يؤكد لنا ان المعنى النحوي غير كاف بل لا بد من المعنى النفسي,فقولنا : اكل الولد الكرة : جملة صحيحة نحويا لكنها غير صحيحة دلاليا .
لقد ذهب الجرجاني إلى أن التعلق هو الذي يعطي للألفاظ قيمتها ، ذلك أن اللفظ لا قيمة له في ذاته و انما في علاقته بما قبله وما بعده من الكلمات .
" فالألفاظ لا تتفاضل من حيث هي ألفاظ ... وما يشهد لذلك انك ترى الكلمة تروقك وتؤنسك في موضع ، ثم تراها بعينها تثقله عليك،وتوحشك في موضع آخر فإذا كانت الكلمة الحسنة إذا حسنت من حيث هي لفظ ، و إذا استحقت المزية و الشرف استحقت ذلك في ذاتها وعلى انفرادها ، دون ان يكون السبب في تلك الحال لها مع أخواتها لها في النظم ، لما اختلفت بها الحال ، و لكانت إما ان تحسن أبدا او لا تحسن أبدا " .ففي قول ابي تمام:
لا تنكري عطل الكريم من الغنى ++ فالسيل حرب للمكان العالي
إن ألفاظ هذا البيت هي الفاظ معجمية عادية,لا سحر فيها منفردة,غير انها اكتسبت قيمتها الفنية و الدلالية من خلال تآلفها وتعالقها.
ومجمل ما سبق أن التعلق ليس مجرد نظم الألفاظ من حيث هي الفاظ,ولا مجرد مراعاة القواعد النحوية في بنائها,ولكنه مع ذلك نظمها وفق ما يقتضيه ترتيب المعاني في النفوس .
النظم إذا طر يقة تعليق الألفاظ بعضها على بعض بطريقة تؤدي إلى أن يفوق كلام كلاما وتفضل عبارة عبارة.
ففي قوله تعالى : وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَ يَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ هود:44.
هل ترى لفظة منها بحيث لو اخذت من بين اخواتها و افردت ادت من الفصاحة ما تؤديه وهي مكانها من الآية ؟
فمعلوم ان مبدأ العظمة في أن نوديت الأرض غير العاقل بنداء العاقل,ثم أمرت,ثم إضافة الماء إلى الكاف,واتبع نداء الأرض و أمرها بما هو شانها,ونداء السماء و امرها كذلك بما يخصها ، ثم الفعل غيض على وزن فعل الدالة على أنه لم يغض إلا بامر آمر وقدرة قادر.ثم تأكيد ذلك و تقريره بقوله تعالى : "وقضي الأمر" ثم استوت على الجو دي مع إضمار السفينة.و أخيرا مقابلة قيل في الخاتمة بقيل في الفاتحة ، فكل ذلك دال على عظمة الشان .
ويعلق الجرجاني قائلا : فقد اتضح إذن اتضاحا لايدع للشك مجالا أن الألفاظ لا تتفاضل من حيث هي ألفاظ مجردة ... وأن الألفاظ تثبت لها الفضيلة و خلافها في ملائمة معنى اللقطة لمعنى التي تليها أو ما أشبه ذلك مما لا يتعلق به صريح اللفظ.
فكرة التعليق عند تمام حسان
اعتمد تمام حسان في فهمه لفكرة التعلق عند الجرجاني على فكرة السياق,من خلال ربطها بآراء فيرث في معالجته لظروف تحديد المعنى,على اعتبار أن المعنى وظيفته السياق :إن (فيرث) قد توسع في معالجتها بحيث كونت نظرية لغوية متكاملة، وأصبحت أساس المدرسة اللغوية الاجتماعية، فقد عالج هذا العالم جميع الظروف اللغوية لتحديد المعنى، ومن ثم حاول إثبات صدق المقولة بأن"المعنى وظيفته السياق"،واستطاع تلميذه تمام حسان أن يربط بين هذه النظرية(نظرية السياق) عند(فيرث) والتعلق النحوي عند عبد القاهر الجرجاني، فيما يسمى بسياق(الحال),والسياق اللغوي(المقال).و بنى تمام حسان على ذ لك فكرة القرائن,محاولا تفسير العلاقات النحوية التي تعتمد على القرائن المعنوية و اللفظية. وقال : ان فهم التعليق عالى وجهه كاف وحده للقضاء على خرافة العامل النحوي,لأن التعليق يحدد بواسطة القرائن معاني الأبواب في السياق ويفسر العلاقات بينها على سو رة أوفى و أفضل وأكثر نفعا في التحليل اللغوي لهذه المعاني الوظيفية النحوية " . على الرغم من أن الجرجاني لم يلغ العمل النحوي إذ يقول :" لا يتصور أن يتعلق الفكر بمعاني الكلم أفرادا ومجردة من معاني النحو فلا يقوم في و هم و لا يصح في عقل أن يتفكر متفكر في معنى فعل من غير أن يريد إعماله في اسم, ولا أن يتفكر في معنى اسم من غير أن يريد إعمال فعل فيه وجعله فاعلا له أو مفعو لا ، أو يريد منه حكما سوى ذلك من الأحكام مثل أن يريد جعله مبتدأ أو خبرا أو صفة أو حالا ."
إن تمام حسان يجعل فكرة التعليق هي الفكرة المركزية في النحو العربي ويرى أن الجرجاني قصد منها إنشاء العلاقات بين المعاني النحوية بواسطة القرائن اللفظية و المعنوية و الحالية ، وأن النظم قصد به الجرجاني تصور العلاقات النحوية مثل علاقة الاسناد بين المسند و المسند إليه , وعلاقة التعدية بين الفعل و المفعول به, و علاقة السببية بين الفعل و المفعول لأجله.فاتفاقه مع الجرجاني في كون النحو العربي هو في أصله علاقات تربط بين الكلمات .فالو ظائف التي تؤديها القرائن اللفظية هي السبك,و الوظائف التي تؤديها القرائن المعنوية هي الملائمة, واضطراب السبك (التركيب اللغوي) يؤدي إلى انعدام الكفاءة الاعلامية وبالتالي فساد المعنى و الدلالة .
وكأننا به يعود بنا إلى رأي سيبويه عند حديثه عن قوانين العربية وما انحرف عن أقيستها و نعته بالقبح الذي لا يغتفر,وما نعته بالمحال لأن أوله يناقض آخره ,وما نعته بالكذب .
فسيبويه في تحليله اللغوي يقبل ويرفض التركيب احتكاما للمقام أو الحال أو السياق ، فكثيرا ما يحيلنا إلى وصف المواقف الاجتماعية وحال كل من المتكلم و المخاطب وموضوع الكلام .
فالقاعدة السيبويهية لا ترجح وجها اعرابيا إلا لأن المعنى يطلبه, و السياق يرشحه ومن أمثلة ذلك قوله :
اتاني رجل يراد به و احد في العدد لا إثنين
ما أتاك رجل يراد به أكثر من الواحد
ما أتاك رجل يراد به إمراة
أتاني اليوم رجل يراد به في قوته ونفاذه.
ما اتاك رجل يراد به الضعيف
ما اتاك أحد صار نفيا.
الخاتمة
1. تحدث النحاة عن معنى المتعلقات بما يتوافق مع ما قرره أهل اللغة من معنى التعلق:التقارب الموجود بين المعنى المعجمي و المعنى الاصطلاحي.
2. فالمتعلقات تتعلق بالفعل تعلقا يراد به إلى توكيده,أو تعليله,أو بيان مكان حدوثه أو زمانه.و التفريق بينهن ينبغي أن يقوم على أساس من إدراك ما لهن من وظائف.
3. تعلق شبه الجملة هو الارتباط المعنوي بالحدث و تمسكها به كأنها جزء منه,لا يظهر معناها إلا به,و لا يكتمل معناه إلا بها,و هدا لان شبه الجملة ترد تكملة للحدث تقيده,فيتم معناهما بهذا التعلق.
4. عارض ابن مضاء القرطبي النحاة في موضوع تعلق شبه الجملة,و في رأيه أنه لا حاجة للتقدير والتكلف فيه إذا ما كان المعنى مفهوماً.
5. إن أصلية الرتبة ليست حتمية,إذ يمكن أن يتقدم المفعول عن الفاعل,مما يجوز فيه التقديم و التأخير,غير أن ذلك لا يرد اعتباطا و إنما يكون عملا مقصودا يقتضيه غرض بلاغي.
6. وجود فروق دقيقة بين التراكيب اللغوية المختلفة لجملة الفعليات ومتعلقاتها.
7. دراسة الجرجاني العلاقة النحوية التي تربط بين العناصر اللغوية ودلالاتها المعنوية في إطار ما عرف بنظرية النظم أو التعلق.
8. النحو في نظر الجرجاني وبهذا المفهوم يكشف لنا عن المعاني و الدلالات التي ندركها من علاقات الكلام بعضه ببعض.
9. استطاع تمام حسان أن يربط بين نظرية السياق عند(فيرث) والتعلق النحوي عند عبد القاهر الجرجاني، فيما يسمى بسياق(الحال),والسياق اللغوي(المقال). كما جعل فكرة التعليق هي الفكرة المركزية في النحو العربي,و أن الجرجاني قصد منها إنشاء العلاقات بين المعاني النحوية بواسطة القرائن اللفظية و المعنوية و الحالية.






الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
خديجة امة الرحمن
عضو شرف
عضو شرف
خديجة امة الرحمن

القيمة الأصلية

البلد :
الجزائر الحبيبة

عدد المساهمات :
229

نقاط :
285

تاريخ التسجيل :
09/03/2012

المهنة :
طالبة ماجستير


التعلق النحوي Empty
مُساهمةموضوع: رد: التعلق النحوي   التعلق النحوي I_icon_minitime2012-10-04, 19:34

التعلق النحوي 463596
التعلق النحوي 976116
التعلق النحوي 445779
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
appetif
مشرف عام
مشرف عام
appetif

القيمة الأصلية

البلد :
الجزائر

عدد المساهمات :
1677

نقاط :
2883

تاريخ التسجيل :
15/06/2012

المهنة :
appetif@hotmail.com


التعلق النحوي Empty
مُساهمةموضوع: رد: التعلق النحوي   التعلق النحوي I_icon_minitime2012-10-04, 20:06

التعلق النحوي Hayah_1346582668_692
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

التعلق النحوي

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» التضام النحوي
» السبك النحوي
» المصطلح النحوي
» النحوي والباذنجان
» الاستدلال النحوي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين  ::  اللغة والنحو والبلاغة والأدب :: النحو والصرف-
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين على موقع حفض الصفحات
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم


التعلق النحوي 561574572

فانضموا إليها

Computer Hope
انضم للمعجبين بالمنتدى منذ 28/11/2012
سحابة الكلمات الدلالية
اللغة ننجز المعاصر العربي التداولية موقاي النص الخيام مبادئ الحذف النحو مدخل النقد محمد اسماعيل بلال العربية قواعد اللسانيات كتاب البخاري على مجلة الأشياء ظاهرة الخطاب


حقوق النشر محفوظة لمنتديات تخاطب
المشاركون في منتديات تخاطب وحدهم مسؤولون عن منشوراتهم ولا تتحمل الإدارة ولا المشرفون أي مسؤولية قانونية أوأخلاقية عما ينشر فيها

Powered by phpBB© 2010

©phpBB | Ahlamontada.com | منتدى مجاني للدعم و المساعدة | التبليغ عن محتوى مخالف | ملفات تعريف الارتباط التابعة لجهات خارجية | آخر المواضيع