منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
تسجيلك في هذا المنتدى يأخذ منك لحظات ولكنه يعطيك امتيازات خاصة كالنسخ والتحميل والتعليق
وإضافة موضوع جديد والتخاطب مع الأعضاء ومناقشتهم
فإن لم تكن مسجلا من قبل فيرجى التسجيل، وإن كنت قد سجّلت فتفضّل
بإدخال اسم العضوية

يمكنك الدخول باستخدام حسابك في الفيس بوك



ستحتاج إلى تفعيل حسابك من بريدك الإلكتروني بعد تسجيلك هنا
التسجيل بالأسماء الحقيقية ثنائية أو ثلاثية وباللغة العربيّة فقط
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
تسجيلك في هذا المنتدى يأخذ منك لحظات ولكنه يعطيك امتيازات خاصة كالنسخ والتحميل والتعليق
وإضافة موضوع جديد والتخاطب مع الأعضاء ومناقشتهم
فإن لم تكن مسجلا من قبل فيرجى التسجيل، وإن كنت قد سجّلت فتفضّل
بإدخال اسم العضوية

يمكنك الدخول باستخدام حسابك في الفيس بوك



ستحتاج إلى تفعيل حسابك من بريدك الإلكتروني بعد تسجيلك هنا
التسجيل بالأسماء الحقيقية ثنائية أو ثلاثية وباللغة العربيّة فقط
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين

تهتم بـ الفلسفة والثقافة والإبداع والفكر والنقد واللغة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
تعلن إدارة المنتديات عن تعيين الأستاذ بلال موقاي نائباً للمدير .... نبارك له هذه الترقية ونرجو من الله أن يوفقه ويعينه على أعبائه الجديدة وهو أهل لها إن شاء الله تعالى
للاطلاع على فهرس الموقع اضغط على منتديات تخاطب ثم انزل أسفله
» هات يدك الكلام في الفكر الفلسفي ـ اللساني الغربي I_icon_minitime2023-12-13, 15:27 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» بين «بياجيه» و «تشومسكي» مقـاربة حـول كيفيـة اكتسـاب اللغـةالكلام في الفكر الفلسفي ـ اللساني الغربي I_icon_minitime2023-12-03, 20:02 من طرف سدار محمد عابد» نشيد الفجرالكلام في الفكر الفلسفي ـ اللساني الغربي I_icon_minitime2023-11-30, 14:48 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» الرذ والديناصورالكلام في الفكر الفلسفي ـ اللساني الغربي I_icon_minitime2023-11-02, 18:04 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سلاما على غزةالكلام في الفكر الفلسفي ـ اللساني الغربي I_icon_minitime2023-11-01, 18:42 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سلاما على غزةالكلام في الفكر الفلسفي ـ اللساني الغربي I_icon_minitime2023-11-01, 18:40 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» شهد الخلودالكلام في الفكر الفلسفي ـ اللساني الغربي I_icon_minitime2023-11-01, 18:35 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تهجيرالكلام في الفكر الفلسفي ـ اللساني الغربي I_icon_minitime2023-11-01, 18:23 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تقرير من غزة الكلام في الفكر الفلسفي ـ اللساني الغربي I_icon_minitime2023-11-01, 18:18 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» القدس لناالكلام في الفكر الفلسفي ـ اللساني الغربي I_icon_minitime2023-11-01, 17:51 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» يوم في غزة الكلام في الفكر الفلسفي ـ اللساني الغربي I_icon_minitime2023-11-01, 17:45 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» شعب عجبالكلام في الفكر الفلسفي ـ اللساني الغربي I_icon_minitime2023-11-01, 17:41 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سمكة تحت التخديرالكلام في الفكر الفلسفي ـ اللساني الغربي I_icon_minitime2023-10-07, 15:34 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تجربة حبالكلام في الفكر الفلسفي ـ اللساني الغربي I_icon_minitime2023-09-16, 23:25 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» زلزال و اعصارالكلام في الفكر الفلسفي ـ اللساني الغربي I_icon_minitime2023-09-14, 05:44 من طرف عبدالحكيم ال سنبل

شاطر
 

 الكلام في الفكر الفلسفي ـ اللساني الغربي

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المتشائل
عضو فضي.


القيمة الأصلية

البلد :
الجزائر

عدد المساهمات :
59

نقاط :
123

تاريخ التسجيل :
07/04/2010

المهنة :
إداري


الكلام في الفكر الفلسفي ـ اللساني الغربي Empty
مُساهمةموضوع: الكلام في الفكر الفلسفي ـ اللساني الغربي   الكلام في الفكر الفلسفي ـ اللساني الغربي I_icon_minitime2010-04-15, 12:14

الكلام في الفكر الفلسفي ـ اللساني الغربي

أ. محمد الداهي(*)
أ ـ اتجاهان لسانيان:
اختزل ميخائيل باختين كل الدراسات التي تناولت مفهوم الكلام أو مفهوم اللسان قبل ظهور كتاب «محاضرات في اللسانيات العامة» لفرديناد دي سوسير F.Saussure إلى اتجاهين(1):
1- اتجاه الذاتية المثالية: يركز هذا الاتجاه اهتمامه على فعل الكلام أو الإبداع الفردي بوصفه اساساً للسان. وما قوانين الإبداع اللغوي سوى قوانين فردية ـ نفسية، وتنحصر المواقف الأساسية لهذا الاتجاه في الاقتراحات الأربعة التالية:
أ‌- اللسان نشاط، سيرورة بناء ابداعية متواصلة (طاقة فاعلة energia) تتجسد في أفعال الكلام الفردية.
ب ـ إن قوانين الإبداع اللغوي في جوهرها قوانين فردية ـ نفسانية.
جـ ـ الإبداع اللساني إبداع معقلن مشابه للإبداع الفني.
دـ تبدو اللغة، باعتبارها نتاجا ناجزا (eregon)، نظاما قارا جاهزا للاستعمال.
ومن بين اللغويين الذين أرسلوا دعائم هذا الاتجاه، نذكر على سبيل المثال فيلهلم هامبولدت W.Von Humboldt وأ.أ بوتبينا Potebina وتلامذته، ثم طورته فيما بعد مدرسة فوسلر Vossleer (الفيلولوجيا المثالية) التي ترفض رفضاً قاطعا الاتجاه الوضعي في اللسانيات (اللسانيات ناتجة عن الفعل النفسي الفسيولوجي)، وتقر بأن الفعل الإبداعي الفردي يشكل الظاهرة الأساسية والواقع الأساسي للسان، لأنه يعمل على تغيير وتنويع صيغه وأشكاله المجردة، ويتعلق بالتنفيذ الأسلوبي.
2- الاتجاه الموضوعانية المجردة: يرتكز هذا الاتجاه على النظام اللغوي، أي ما يتعلق بالصيغ الصوتية والنحوية والعجمية للسان. وَحَدّ اللسان جماع من السمات المتماثلة في التلفظات كلها، والضامنة لوحدانية نسقه وفهم الجماعة البشرية له ويرتكز هذا الاتجاه على الاقتراحات التالية:
أ ـ اللسان نظام ثابت من الأشكال اللسانية الخاضعة لمعيار يتسلمه الوعي الفردي، كما هو بكيفية إجبارية.
ب ـ إن قوانين اللسان في جوهرها، قوانين لسانية من نوع خاص تقيم روابط بين الأدلة اللسانية داخل نظام مغلق، وتكتسي صبغة الموضوعية بالنسبة إلى كل وعي ذاتي.
ج ـ لا علاقة للروابط اللسانية الخاصة بالقيم الأيديولوجية. كما لا يوجد أي حافز أيديولوجي في أساس الوقائع اللسانية.
د ـ ليست أفعال الكلام الفردية بالنسبة إلى اللسان سوى انحرافات أو تنويعات عارضة بل مجرد تشويهات لصيغ معقدة. لكن أفعال الكلام هي التي تفسر التحول التاريخي الذي يحدث في صيغ اللسان. ولا توجد بين نظام اللسان وتاريخه علاقة، إذ إنهما غريبان عن بعضهما.
يستمد هذا الاتجاه وجوده من الاتجاه العقلاني في القرنين السادس عشر والسابع عشر، ويضرب بجذوره في التربة الديكارتية. وأول من غيّر أفكاره بكيفية واضحة، هو ليبنتز في نظريته عن النحو الشمولي الكوني.
مما سبق يتضح أن ثنائية اللسان والكلام أثيرت قبل ظهور سوسير بسنوات عديدة، وميزت بين اتجاهين متناقضين في أطارحهما اللسانية. فكل اتجاه ركز على اللسان من منظور مختلف. فالاتجاه الأول يعتبره سيلا متواصلا من أفعال اللغة، لا يظل فيه أي شيء ثابت أو محافظ على هويته. أما الاتجاه الثاني، فعيتبره جماعا من السمات الصوتية والنحوية والمعجمية المقعدة بالنسبة إلى كل التلفظات والأقوال. فبالنسبة إليه، لا تحدث التويعات الفردية أي أثر في الهوية المعقدة لوحدانية النظام، لكنها تهم من جانب، تفسيرها للتحول التاريخي المحدث في صيغ الأشكال.
فرديناند دي سوسير:
لما ظهر كتاب «محاضرات في اللسانيات العامة» أحدث ثورة كوبرنكية في مجال المعرفة الإنسانية بصفة عامة، وما زال مفعولها مستمرا حتى الآن. وقد بين فيه سوسير أن اللسانيات ينبغي أن تحدد موضوعها الخاص، وتحدث قطيعة مع المراحل اللغوية الثلاث (النحو وصفه مادة معيارية، والفيلولوجيا، والنحو المقارن أو الفيلولوجيا المقارنة)(2)، وتنزاح عما هو خارجي عنها (اللسانيات الخارجية)، وتتميز عن العلوم الأخرى، وتبرز ما تمتاز به من خصوصيات. ويرى ميخائيل باختين أن أفكار سوسير هي امتداد لاتجاه الموضوعاتية المجردة الذي يغلب نظام الصيغ (اللسان) على التحدث الفكري(الكلام)(3). ويضع سوسير تمييزا دقيقا بين ثلاثة أطراف (اللغة، واللسان، والكلام)، متوخيا منه تحديد الموضوع الوحيد للسانيات بوصفها علما مستقلا عن العلوم الأخرى، والبحث عن المبدأ الموحد داخل مجموعة من الظواهر اللغوية المختلطة والمتنافرة:
أ – اللغة هي متعددة الأشكال ومتنافرة الأشكال ومتنافرة، تتوزعها مجالات عديدة (فيزيائية، وفسيولوجية، ونفسية)، ويتداخل فيها ما هو اجتماعي وفردي.
ب ـ اللسان ذو طبيعة متجانسة، وموضوع محدد جدا داخل مجموعة من الوقائع اللغوية المتنافرة ونظام من الأدلة المعبرة عن أفكار. وهو المبدأ الموحد الذي كان يراهن عليه سوسير لتحديد موضوع اللسانيات، وتمييزها عن العلوم الأخرى، وبالتالي اعتباره معيارا لكل التجليات والمظاهر اللغوية الأخرى. والواقع أن اللسان يبدو وحده قابلا للتعريف، ويحدد تحديدا مستقلا، ويشكل سندا مرضيا للعقل.
ج ـ الكلام فعل فردي صادر عن إرادة وذكاء المتكلم، وينبغي التمييز فيه بين التركيبات التي يستخدم فيها المتكلم شفرة الكلام بهدف التعبير عن أفكاره الشخصية، وبين الآلية النفسية ـ الفسيولوجية التي تمكنه من إخراج هذه التركيبات.
ويرى سوسير أن اللسانيات يمكن أن تحتوي ـ إلى حد ما ـ كل ما يتعلق بلسانيات اللسان وبلسانيات الكلام. وإن كان من الملائم التحدث عن لسانيات الكلام، فلا ينبغي خلطها باللسانيات بما يحمله هذا المفهوم من معنى، أي اللسانيات التي تنكب على موضوع وحيد، وهو اللسان. ويتبنى سوسير هذه اللسانيات الأخيرة، لكنه يعد بأنه من الفينة إلى الأخرى سيسلط مزيدا من الأضواء على لسانيات الكلام، ويصر على عدم وضع حدود فاصلة بينهما.
شارل بايي:
اتخذ شارل بايي Ch.bally منحى مخالفا لأستاذه سوسير. فإذا كان هذا الأخير قد ركز أساساً على اللسان، فإن بايي قد أولى اهتماماً كبيرا للكلام، و«موازاة مع لسانيات اللسان التي شغلت بال سوسير، كان يطمح إلى تشييد لسانيات الكلام، وتحديد الحدود الفاصلة بينهما، وبيان علائقهما المتبادلة»(4). وهكذا أعطى للكلام دوراً أساسياً في تنفيذ المفترض اللساني، وإخراج بعض قواعده المجردة من حيز القوة إلى الفعل، والتأثير في بنياته المعجمية والصوتية والتركيبية. وأضت به دراسة الوقائع الكلامية في شموليتها إلى إرساء دعائم علم جديد مشيد على النظريات الاجتماعية والنفسية (نظريات دوركهايم Durkheim وبرجسون Bergson)، وهو الأسلوبية. وتنحصر مهماته الأساسية في دراسة الكلام أو التلفظ التلقائي وتحقيقاته، والمقام، والردود النفسية للمتكلم. وعلى رغم تركيز بايي على موضوع مخالف إلى حد ما عن موضوع أستاذه، فهو بقي محافظا على ثنائية اللسان والكلام، وخاصة على ما تتضمنه من فروق دقيقة قائمة على الاعتبارات والمعايير نفسها.
لقدعرفت ثنائية اللسان/ الكلام تحويرات وتعديلات دون أن يؤدي الأمر إلى استبدال محتواها الجوهري، ووظيفتها الإبستمولوجية.
أـ الاتجاه الكلوسيماتي:
هكذا تفرعت إلى ثلاثة أطراف عند لويس يلمسلف L.yjelmslev قبل أن يختزلها إلى طرفين أساسيين (الخطاطة Schema، والمعيار Norme) يحيلان إلى الثنائية نفسها. فـ يلمسلف يحدد اللسان بوصفه شكلا خاصا (الخطاطة)، وبوصفه شكلا ماديا (المعيار)، وبوصفه جماعا من العادات (الاستعمال Usage). إن الخطاطة توازي اللسان عند سوسير، وتعني جماعا من العناصر المحددة بمعزل عن تحقيقها المعجمي وتجليها المادي في شكل كلام منطوق. ثم المعيار الذي هو بمنزلة شكل مادي يعرف بتحققه الاجتماعي، لكن في منأى عن تفاصيل هذا التحقق، ثم أخيرا الاستعمال الذي يماثل الكلام عند سوسير، يفيد مجموع العاديات اللغوية التي تتبناها جماعات لغوية معينة(5).
ب ـ النحو التوليدي:
نجد عند نعام تشومسكي N.chomsky تمييزاً بين الكفاية (اللسان) والإنجاز(الكلام). تعني الكفاية اللغوية مجموع القواعد والإمكانات التي يختزنها متلكم اللغة المثالي في دماغه، وبواسطتها يستطيع أن ينتج ويفهم عددا لا متناهيا من الجمل التي لم تخطر على باله من قبل، ويفهم ويركب جملا صحيحة نحويا، ويكشف عن الجمل المبهمة. أما الإنجاز، فهو يعني طريقة استعمال المتكلم لكفايته اللغوية بهدف التواصل في ظروف زمكانية محددة وآنية. وإذا حصر توسير الإبداع في نطاق الكلام، فإن تشومسكي قد نقله إلى مستوى الكفاية، جعله خاضعاً لتحكم قواعدها ، واعتبر هذه الكفاية أولى بالدراسة من الإنجاز. ومع ذلك لم يغفل ما للإنجاز من دور في التحوير الكيفي للنظام اللغوي، بسبب ما تراكم من الانحرافات عن المعرفة الضمنية للقواعد(6).
ج ـ التداولية:
أعطى التحليل التداولي للخطاب اهتماما كبيرا بالوقائع الكلامية، و«بدأ يهتم بخارج ـ اللسانيات I’extra-linguistique بالمعنى التقليدي للكلمة، أي بكل ما يمت بصلة إلى لسانيات اللسان بالمعنى السوسيري الصارم؛ على نحو وقائع الكلام (الخطابات)، والوقائع المقامية (شروطها للإنتاج والتداول وآثارها)، وبالذات الوقائع الدلالية (المضمر الأيديولوجي)»(7). ويحوي التحليل التداولي للخطاب كل الاختصاصات التي تهتم بالكفاية التواصلية المعالجة بواسطة القيود الخطابية (الشروط المحددة لنشاط الخطاب)، والمتعلقة أساسا بالمهارة الخطابية التي يتوفر عليها المتحاورون. ومن بين هذه الاختصاصات نذكر ـ على سبيل التمثيل ـ ما يلي: التداولية اللسانية (وهي مستمدة من أعمال الفلسفة التحليلية للأفعال اللغوية (أوستين1970 Austin ، وسورل 1972 Searle)، وللمعايير التحدثية (كرايس 1970 Grice)، ثم نظرية الحجاج (أوسوالد ديكرو Ducrot وأنكومبر Anscombre)، ثم المحادثة (تبلور الاهتمام بالتحليل التراتبي والوظيفي للمحادثة على يد إيدي رولي Eddy Roulet. ويعتمد هذا التحليل الاختباري على الأشرطة المسجلة، والندوات والحوارات المذاعة أو المتلفزة).
مما تقدم يتضح أن التفكير اللغوي تنازعه اتجاهان متباينان: أحدهما ركز على اللسان، والآخر اهتم بالكلام. وإذا كان الاتجاه الأول تعزز بفضل إسهامات سوسير التي أحدثت «ثورة كوبرنكية» في اللسانيات، فإن الإتجاه الثاني انتعش بفضل الإرهاصات الأولية للتداولية (كتابات شارل بايي وميخائيل باختين)، ووصل أوج تطوره مع التيار التداولي (نظرية الذاتية اللغوية، ونظرية الأفعال الكلامية، والنظرية الحجاجية.. إلخ). وعليه، أصبح مفهوم الكلام يعني استخدام الصيغ اللسانية المقعدة والمجردة في شكل أفعال كلامية أو تحدثية ملائمة لمقامات معينة، وذلك للتعبير عن المشاعر والمواقف الشخصية، وحَمْـل الآخرين على تغيير معتقداتهم. وقد تدرج الكلام من مستوى المعرفة والتواصل (التكلم) إلى مستوى التفاعل والحذق (كيفية التكلم). وهكذا أصبح الكلام لا يتوقف عند مستوى التعبير والنطق والتواصل، بل تعداه إلى حد المراهنة على الكفاية التواصلية التي تتطلب من المتكلم التوافر على مميزات إضافية لإقناع الآخرين بمعتقداته، وإثبات قضية أو نقضها.

الهوامش
ــــــ
(*) کاتب وباحث مغربي.
(1) ميخائيل باختين «اتجاهان في الفكر الفلسفي ـ اللساني»، في الماركسية وفلسفة اللغة، ترجمة محمد البكري، يمنى العيد، دارتوبقال، ط1، 1986م: 63-84.
(2) وفي هذا الصدد بين فرديناند دي سوسير أن العلم الذي يهتم بالوقائع اللغوية مر بثلاث مراحل:
1. النحو المعياري المشيد على المنطق هو مادة معيارية، تسعى فقط إلى تقديم قواعد لتمييز الصواب من الخطأ.
2. لقد سبق أن ظهرت بالإسكندرية مدرسة فيلولوجية. لكن الفيلولوجيا بوصفها حركة علمية لم تنشأ إلا على يد فردريك أوجست ولف Friedrich August Wolf سنة 1777م. وهي لا تعتبر اللسان موضوعها االوحيد، بل ما يهمها هو التأكد من نسبة النصوص، وتفسيرها، والتعليق عليها، وربطها بالتاريخ الأدبي، والتقاليد، والمؤسسات.
3. تبدأ المرحلة الثالثة إبان الاضطلاع بمقارنة الألسن فيما بينها. وهذا ما مهد لظهور الفيلولوجيا المقارنة أو النحو المقارن سنة 1816. فحدد فرانزبوب Franz-Bopp العلائق التي تجمع بين السانسكريتية واللغة الألمانية في كتابه الموسوم بـ«نظام الصرف في السانسكريتية». ومع ذلك لم يكن له فضل السبق واذا سبقه المستشرق الإنجليزي و. جونز W.Jones، ثم بعده ظهر باحث متميز يعقوب كريم Jacob Grimm، فأصدر ما بين سنتي 1822-1836 كتاب النحو الألماني، وكان له الفضل في إرساء دعائم الدراسات الألمانية. وهناك أسماء أخرى في هذا المجال، نكتفي منها بذكرـ على وجه التمثيل ـ بوت Pott، الذي انكب أساساً على البحوث الاشتقاقية، وكوهن Kuhn، الذي اهتم بالعلاقة بين اللسانيات والفيولوجيا المقارنة.
انظر في هذا الصدد إلى:
F.de Saussure, Cours de linguistique generale, Payotheque, pour la nouvelle edition, PP 13/19.
(3) ميخائيل باختين، الماركسية وفلسفة اللغة، م.سا: 79.
(4) Genevieve Chauveau, La linguistique, Encyclopedie Larousse, 1977, p 40.
(5) L. Hjemslev, “Langue Parole” in Essais lingusitiques, Minuit, 1971, pp 79/90.
(6) Oswald Ducrot, Tzvetan Todorov “Langue et Parole” in Dictionnaire encyclopedique des sciences du langage, Seuil, 1972, p158.
(7) J.Moeschler, Argumnentation et Conversation, elements pour une analyse pragmatique du discourse, Hatier, 1985, p15.

المصدر: مجلة «عالم الفكر»، المجلد 32، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

الكلام في الفكر الفلسفي ـ اللساني الغربي

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» التداولية في الفكر الغربي
»  عن ملامح الفكر الفلسفي في مطالع القرن 21م
» الفكر الفلسفي الاسلامى عند الإمام الغزالي
» اللساني وغير اللساني .. دكتور عبد الرحمن أبو درع
» الاستلزام التخاطبي في الفكر اللساني المعاصر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين  ::  اللسانيات النظرية :: اللسانيات العامة-
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين على موقع حفض الصفحات
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم


الكلام في الفكر الفلسفي ـ اللساني الغربي 561574572

فانضموا إليها

Computer Hope
انضم للمعجبين بالمنتدى منذ 28/11/2012
سحابة الكلمات الدلالية
الخطاب ننجز مجلة موقاي النحو قواعد مبادئ اللغة اللسانيات الحذف العربية مدخل النص محمد المعاصر بلال ظاهرة النقد اسماعيل البخاري الأشياء كتاب العربي الخيام على التداولية


حقوق النشر محفوظة لمنتديات تخاطب
المشاركون في منتديات تخاطب وحدهم مسؤولون عن منشوراتهم ولا تتحمل الإدارة ولا المشرفون أي مسؤولية قانونية أوأخلاقية عما ينشر فيها

Powered by phpBB© 2010

©phpBB | Ahlamontada.com | منتدى مجاني للدعم و المساعدة | التبليغ عن محتوى مخالف | ملفات تعريف الارتباط التابعة لجهات خارجية | آخر المواضيع