الدرس السيميائي،
مفاهيمه ومعالمه في المغرب
نموذج محمد مفتاح
مجلة الموقف الأدبي ، ع396، ص66
د.مولاي علي بو خاتم - الجزائر
- التعددية النقدية عند محمد مفتاح، عملية تتطلب الرجوع إلى الخلفيات الإبستمولوجية والتاريخية في الثقافة الغربية.
إن المطّلع على مسارات "محمد مفتاح" وتحليلاته النقدية ووسائطها على المستويين النظري والمنهجي، يلفي مصادره السيميائية تمثل مهمة أساسية، نظراً لأن حركته في المجال الفكري المغربي لعبت ولم تزال تلعب دوراً متعاظماً، مارس من خلالها تأثيرات فاعلة بممارساته النظرية والعملية، انطلاقاً من السياقات التاريخية التي تحكمت في صياغة أفكاره وملامح مشروعه النظرية وتطبيقاته العملية فضلاً على الظروف الاجتماعية والعلاقات المعرفية التي توفرت له.
وهكذا، فالمستقرئ لكتبه السيميائية، يلفيها أكثر تأثراً بالحداثة الغربية ومصادرها، متصلاً اتصالاً حميمياً بأعلامها يستقي نظرياتهم ويناقش أفكارهم وفلسفاتهم من دون تحرج ولا مواراة. ومواد كتبه صورة للإنتاج النظري المتماس مع الثقافة الغربية ونظرياتها، المستمدة من مناخات متعددة، من سياق ثقافي إلى آخر، ومن تطور لآخر، ومن مؤسسة معرفية لأخرى.
ففي كتابه "في سيمياء الشعر القديم" سعى الباحث إلى منظور القراءة التعاقدية(1) معلناً التعددية المنهجية، ومستعيناً بكثير من الإجراءات البنيوية، باستراتيجية مرتبطة أساساً بتركيب منهجي، وخصوصية ثقافية يرتحل من خلالها من أراء النقاد القدماء إلى أفكار السيميائيين قائلاً "من الأمانة العلمية الاعتراف بأن القراءة مشاركة في كثير من العلوم".(2)
وفي سياق البرهنة على اعتماده أفكار علماء اللسانيات، في مسألة التركيب أعلن إفادته في كثير من الأفكار من قريماس وجيرار جنيت ومتيران(3) معبراً عن هذه الطريقة في التحليل، وهذا التمازج في الاختصاصات المعرفية بالقول "إذا أردنا مثلاً التركيب بين مناهج لنأخذ مثلاً "قريماس" أن ثوابته المقصدية والمرفولوجية، واستغلال المربع السيميائي الذي هو في حقيقته أمر وسيلة عيانية هندسية لتوليد المفاهيم... ونجد استغلال العنصر الهندسي كذلك، عند نظرية الكوارث التي ناقش "قريماس".(4)
بيد أن التعددية النقدية هذه التي تبناها "محمد مفتاح" عملية تتطلب الرجوع إلى الخلفيات الإبستمولوجية والتاريخية في الثقافة الغربية خالف من خلالها جل النقاد العرب، ممن اشتغلوا في زمانه على الشعر وعلى الروايات ذات الأحجام الكبيرة، حيث مالوا إلى الأسهل، في نموذج (قريماس) واختزلوا النصوص، واقتطفوها ولم يستوفوا هذا النموذج حقه من المعالجة(5).
وقد كان هذا المبرر كافياً له للأخذ بأطراف كل النظريات مجتمعة، معتبراً نموذج "قريماس" بإجرائاته وتصوراته أقرب إلى تصورات "فلادمير بروب" و"كلود ليفي ستراوس" و"يلمسلف"، من حيث اعتبار القصة (مثلاً) مشروعاً إعلامياً، واعتبار المسألة من اهتمامات الشكلانيين.
ومن المسلمات الأخرى، احتكامه إلى الاتجاه البنيوي ومدارسه، مستوعباً بعض المفاهيم الإجرائية البنيوية في تحليل الخطاب مثل: المعجم، والمقصدية، ثم التشاكل والاستعارة ومستفيداً من كبار اللسانياتيين الأوربيين الفرنسيين بوجه خاص.(7)
ففي سياق تأكيده على "الشعرية" وإعلانه نموذجاً في التحليل السيميائي قال "وقد اتجهت محاولتنا هذه إلى أخذ الراجح من تلك النظريات وصياغته في بناء عام، وقد التجأنا إلى التحليل السيميائي متيمنين به النظريات الشعرية".(8
وهناك في الشعرية كذلك، تأثر بكبار الدارسين الشكلانيين، أمثال: رومان جاكبسون" لاسيما في مجال الاهتمام بالمادة الصوفية، ضمن مؤلفه "محاولات في اللسانيات العامة" (Essais de Linguistique Generale)(9) مؤكداً ذلك بالقول "إن محاولتنا تدخل ضمن "نظرية الشعرية" التي لها مسلماتها وضروبها ونظرياتها نجد عند "جابسون" و"لوتمان" و"جان كوهين" ومع اختلافهم، فإنهم يشتركون
جميعاً في محاولاتهم صياغة مبادئ عامة للشعر".(10).
- تحليل الخطاب الشعري ـ استراتيجية التناص مدخل إلى حقول لسانياتية متعددة، وقنوات معرفية أكثر انسياباً من الثقافة الأوروبية، والثقافة الأنجلوسكسونية.
أما بخصوص اهتمامه بآراء اللغويين والبلاغيين، فقد أبدى الباحث احتكاماً إلى آراء اللسانياتيين الغربيين المحدثين الذين كانوا بدورهم متأثرين بالثقافة اليونانية، وربما باللاتينية، أبرزهم: الطبيعيون والبنيويون وأصحاب الموقف الوسطي مثل "كاترين كربارت" و"أوريكسيوني" Kerbrat, Orechioni cathrine)) من خلال المؤلف (La connotation).(11)
كما تأكد اهتمامه بالثقافة الغربية، من خلال محاولته "التوفيق" بين آراء النقاد العرب، والنقاد الغربيين، لاسيما في معالجة مسألة "الإيقاع" بحيث تأثر بالدراسات الفرنسية المنجزة في هذا المجال أبرزها نموذج "يوري لوتمان" في كتابه (بنية النص الفني) مظهراً هذا الأثر، في الفصل الثالث من الدراسة.(12)
ثم توالت كثير من النماذج الأخرى، في الموازنة التي عقدها بين التراث العربي والحداثة الغربية، راصداً كثيراً من الأنواع المتباينة والمفارقات فما أثار النقاد العرب، وما أنجزه التداوليون، لاسيما في مسائل مثل "التركيب" و"المقصدية".
ومن جهة أخرى، يمكن استظهار هذا الكم الهائل والعميق، وهذه التعددية في المصادر من خلال مؤلفه "تحليل الخطاب الشعري ـ استراتيجية التناص" الكتاب الذي يتفتح على حقوق لسانياتية متعددة، وقنوات معرفية أكثر انسياباً من الثقافة الأوروبية والثقافة الأنجلوساكسونية حيث قصد الباحث من خلاله إقامة أفقه التنظيري ـ التحليلي منهجياً وأبستمولوجياً وفق تأسيس تدريجي للمفاهيم اللسانياتية والسيميائية.
- محمد مفتاح أراد إقامة أفقه التنظيري ـ التحليلي منهجياً وإبستمولوجياً وفق تأسيس تدريجي للمفاهيم اللسانية والسيميائية.
للتوضيح أكثر، تجدر الإشارة إلى عنوان الدراسة (استراتيجية التناص)، حيث وظف الباحث هذا المفهوم وتبناه، في مجال مجموع العلاقات الحوارية والمتبادلة، بوصفه مفهوماً مرجعياً في أفكار (أيزر وولف) (Wolfyang ISER) في المدرسة الألمانية.(13).
أما على المستوى المنهجي، فقد عكف الباحث على تحليل "رائية بن عبدون" في التراث الأندلسي، ونماذج أخرى قديمة وحديثة دون التراجع عن منهج التركيب الذي نحاه في المعالجة السابقة، وأعلنه في مقدمة هذه الدراسة قائلاً "إن وحدة المنهج قد تقي الانتقائية والتلفيقية".(14)
وبالتالي، فإن التعددية في المناهج تنأى عن هذا المزلق ومبررة بقوله "ما فعلته في "تحليل الخطاب الشعري" هو إذن، تحديد بعض المبادئ، ومحاولة التطبيق، وليس هذا العمل ما سبقت إليه، ففي الاتجاه الأنجلوساكسوني ما يدعي بالتعددية النقدية غير أنه يشترط أن تكون هناك وحدة في "الآفاق".(15)
ولتعزيز هذه الرؤية، وتأكيد جدارتها النقدية أضاف "أما بالنسبة للتعددية فنجد الدارس يأخذ من "قريماس" ومن "جيرار جينيت" وأشياء أخرى من ميتران، ورأيي هو إما أن يطبق الاتجاه المختار (مثل سيميوطيقا قريماس مثلاً) بكل أبعاده، أو أن يدرس تعمق وتعرف النقد الذي وجه إليه.(16)
وهكذا يمكن الوقوف عند أهم التيارات اللسانياتية التي غرف منها الباحث والمعطيات التنظيرية التي استوعب منها إجراءاته التحليلية على النحو الآتي:
1 ـ التيار التداولي:
ومن خلاله اعتمد "محمد مفتاح" على رافدين أساسيين هما:(17)
أ ـ نظرية الذاتية اللغوية: التي من أبرز مفكريها الفيلسوف "موريس" وغيرهم من اللسانياتيين.
ب ـ نظرية الأفعال الكلامية: التي أسسها فلاسفة "أوكسفورد" وأبرز ممثليها "أوستين" و"سورل" وضمن هذا التيار، استمد الباحث المقصدية "عن الفيلسوف" "موريس" من خلال بعض الكتب في اللغة الإنجليزية والفرنسية، وتشبع بكثير من المبادئ عن علماء النفس الظاهرتيين والتداوليين وفلاسفة اللغة مشيراً إلى ذلك بالقول "فإن اختزالية (هذا التيار) لقي أضواء تساعد على تبيين مغازي تلون أنواع الخطاب، وهذا هو سبب الاحتفاظ به، واعتباره مفهوماً، ما وراء النظرية".(18)
2 ـ التيار السيميوطيقي:
ويندرج هذا التيار ضمن الروافد التي استفاد منها الباحث، وغالبية النقاد العرب المعاصرين، وأهم ممثل لـه هو "قريماس" ومدرسته، وقد استقى نظريته من مصادر معرفية متعددة، دراسات أنتروبولوجية ولسانية بنيوية وتوليدية، ومنطقية".(19).
ولتأكيد هذه المرجعية الفكرية المستقاة من منابع متعددة سعى "محمد مفتاح" إلى استعراض أهم الخطوط الرئيسة لمعالمه، ضمن مجموعة من الكتب التي اطلع عليها وهي:
1. كتاب "محاولات في السيميوطيقا الشعرية".
2. "بلاغة الشعر" لجماعة مو "M" وهو كتاب متميز "متنوع القنوات المعرفية، استقى منه: النظرية الجشتطالتية، والتحليل النفسي والأنتروبولوجيا والسيميولوطيقا واللسانيات".(20)، ثم أن هذا المصدر يشكل مرجعاً نقدياً يتوافق مع آراء "قريماس" ويشكل انفتاحاً آخر على الفكر الأنتروبولوجي الذي يمثله "كلود ليفي ستراوس" بصفة خاصة، استفاد منه الباحث في مسألة (التشاكل).
3. سيميوطيقا الشعر "لميكائيل ريفاتير"
(M. RIFFATERRE) ضمن التحليل السيميائي للخطاب، والتحليل اللسانياتي.
4. معجم "قريماس وكورتيس"، ومنه استمد الباحث مجموعة من المصطلحات والأدوات السيميائية مثبتاً ذلك بالقول "سنحاول استخلاص بعض المفاهيم الإجرائية القريبة من الشعر بين المفاهيم الأخرى العامة الصالحة لكل تحليل، تجد في المعجم عدة مراحل، تتعلق بالشكل وهي الوقائع النغمية، كما نعثر على أخرى خاصة بالمضمون مثل التشاكل والمعنى العرضي، والاستعارة والإنزياح، والمرجعية الداخلية".(21)
بيد أن الباحث، وعلى الرغم من حرصه على الدقة في تعريف "التشاكل" ـ نقلاً عن هذا المعجم ـ فقد حاول توسيعه مستفيداً من آراء سيميائيين أوربيين آخرين، دون أن يذكر أسبقية "قريماس" في التوصل لهذا المفهوم حيث، نقله هو الآخر، من ميدان الفيزياء، كما استقاه عن جماعة مو (M) عن كتابها "بلاغة الشعر"، وعن النظرية الجشتطالتية.
(Gestalt. Theory).(22)
- غرف مفتاح من التيار التداولي والتيار السيميوطيقي وتيار الشعرية.
أما بخصوص "نظرية التناص" التي تبناها الباحث وارتضاها إجراءاً في مقاربة النصوص، بوصفها نظرية مردها إلى النقد العربي وإلى الثقافة الغربية، فقد أكد الباحث استمداده فيها بالقول "جاءت نظرية التناص من الثقافة الغربية، على أن نشأة هذه النظرية وتطويرها، وتوظيفها لم يكن موحداً ووحيداً، مما تفرع منه نزعتان متضادتان ولكنهما متكاملتان، أحداهما أدبية وتتجلى في آثار "باختين" ومن تأثر به "كريستيفا" و"بارت" في بداية أمره (...) وثانيتهما فلسفية تتجلى في التفكيكية التي يمثلها "دريدا" و"بارط" في آخر أيامه و"بول دومن" و"هارتمان" وغير هؤلاء...".
3 ـ تيار الشعرية:
ضمن هذا التيار استفاد الباحث ببعض النماذج أبرزها مساهمات "رومان جاكوبسون" في النظرية الشعرية و"جان كوهين"، في مسألتي "المجاز والاستعارة"، وفي مرحلة لاحقة "ج. مولينو" و"طامين" اللذان أخذا مفهوم الشعرية والبلاغية القديمين، وراجعاهما لمنحهما دقة وقدرة وصفة.(23).
أما في مؤلفه "ـ دينامية النص ـ تنظير وإنجاز" فقد عاد الباحث إلى "مكاسب" ومكتسبات النسق على مستوى التطورات المركزية، كالتطور البنيوي مثلاً".(24) مستوحياً، من خلاله إلى تقديم تطبيقات نموذجية في بعض النماذج اللسانياتية دون الخوض في خلفياتها الإستمولوجية على خلاف مؤلفه السابق.
ولذلك، فقد عالج مسألة "الدينامية" انطلاقاً من إمدادات "قريماس" بما يحتويه هذا المفهوم من مفاهيم أخرى علمية أبرزها الحركة والصراع، النمو، الحوار، التناسل، الانسجام والسيرورة. وهي في رمتها عناصر ذات مصادر مأخوذة من البيولوجيا التي نادى بها "جان بياجه" وعدها مفتاحاً للبنيوية.(25)
- سعى إلى إقامة بحثه العلمي في صياغة فكر أصيل ومنفتح على الثقافات العالمية واضعاً أمام القارئ تجليات فكرية متعددة.
ولإيضاح مفهوم الدينامية بوصفه مجالاً تنظيرياً منهجياً يتضمن بين متونه العديد من الطرائق الإجرائية والتحليلية. عدّ "محمد مفتاح" الدينامية درجات، إذ تتطور من البسيط إلى الانقطاع فإلى الكارثة إلى الموت الحراري، أو خلق أوضاع معقدة جديدة ولها آليات الضبط مثل مركز الجذب والتنظيم الذاتي والتناظر التدريجي وهي مفهوم عام يحايث الفيزياء والميكانيك والبيولوجيا والرياضيات والمجتمع بالضرورة".(26)
لعل هذا التوصيف النقدي، أثبت جداره الباحث وكفاءته في رصد أهم الاتجاهات العلمية في الثقافة النقدية المعاصرة، وجعله يلاحظ ذلك التلاقح المنهجي بين المعارف في الحقول المعرفية الإنسانية والعلمية، والطبيعية التي أثارها، مثل تأثير المفاهيم الفيزيائية والرياضية والبيولوجية والمعلوماتية في التفكير اللسانياتي والتطبيق السيميائي.(27)
ولتجسيد هذا الوعي النقدي الجديد ـ تجدر الإشارة إلى أهم المشارب والأسس العلمية التي سار في ركابها الباحث، والمتمثلة في استمداده من العلوم المختلفة والنظريات المتعددة أهمها علم النفس البيولوجي، وعلم الاجتماعي البيولوجي، وعلم اللسان البيولوجي وعلم الإبستيمولوجيا وغيرها.
كما يمكن استجلاء إشارات أخرى تتلخص ضمن مدخل الدراسة، والتي شهد من خلالها الباحث على أن جل المفاهيم المستعملة والمكتوبة في "الدينامية" مصدرها "النظرية السوسيولوجية التطورية المتفرعة إلى اتجاهات عديدة، منها فلسفات اجتماعية ولغوية، فقد كانت مصدراً أساسياً ومعجمياً فعلاً للفلسفة الماركسية، كما كانت موجهاً ضرورياً لمناهجية البحث في اللغة.(28)
ونتيجة لذلك، ارتكزت مناقشته على الاتجاهات التالية في التحليل:
1 ـ النظرية السيميوطيقية:
اقتصرت إفادته على بعض المبادئ النظرية التي تبناها في ضوء الشروحات المقدمة من اللسانياتيين والسيميائيين، من ذلك (المقصدية، والمربع السيميائي والعوامل) حيث أكد انتقاده فيها لجملة من التعاريف التي تمت بصلة إلى مفهوم "الدينامية" واعتمد على آراء "جان بتيطوكوكوردا" (Jean Petito Cocorda) ومعجم "قريماس" و"كورتيس" علاوة على إمدادات "نظرية الحرمان" من المعجم الفلسفي لصاحبه "جميل صليبا".(29)
ومن خلال استعراضه لأهم الإشكالات النظرية وموقعها ضمن "الدينامية" خلص الباحث إلى القول "أن نظرية "قريماس" تقوم على الدينامية والتفاعل والصراع بما تعنيه من حركة وأحداث وأعمال وأفعال، لأنه تأثر بعلم البيولوجيا، ولأنه استوحى من السوسيولوجية الماركسية، وتأثر في آخر المطاف بالدراسات الرياضية".(30)
2 ـ النظرية الكارثية:
وهي النظرية المتمثلة في مرحلتين أساسيتين هما:
أ. مرحلة "رونيه طوم"
(Rene – Tom):
التي بحث من خلالها عن القوانين المحددة للشكل والبنية والدينامية، وذلك بناءً على ما قدمه "بتيطو"(31) دون توسيع هذه الإفادة من الكتاب المصدر المتمثل في "الاستقرار البنيوي وقوانين الأشكال".
ولتعميق البحث في خضم أصول هذه النظرية الرياضية ذهب "محمد مفتاح" إلى الإشارة لجوانب من جذورها قائلاً "إنها لم ترد أن عمقت ما فعله بروب في "مورفولوجيته" و"قريماس" في مربعة وما قدمه آخرون من ثوابت مثل: "دوميزل" و"ليفي ستراوس"(32) قبل أن يستقر على نتيجة مؤكدة مفادها أن هذه النظرية هي جوهر الدينامية".
ب ـ مرحلة "بتيطو ـ كوكوردا":
في هذه المرحلة عكف الباحث على المصدر نفسه لـ(بتيطو)، مثيراً من خلاله عامة في متون البحث النقدي وتنظيراته أهمها: الثنائية المفاهيمية (الدينامية والمرفولوجيا). فالأولى مثلاً: تمثل برهنة تقعيدية واضحة المعالم على مفهوم (البنيوية الدينامية)، ومن ثم أشار إلى مسلمات "كانط" وفلسفة "برولوتمان" الرياضية "تشومسكي" وسواهم.(33).
3 ـ نظرية الشكل الهندسي:
في هذا المجال عمد الباحث إلى إيضاح المنحى التجريبي الذي يتزعمه "طوماس بالمر" في كتابه "الأسس البيولوجية للتواصل اللساني" الذي تبنى فيه صاحبه "الشكل الهندسي" في إقامة نظريته(34). بيد أن اللافت للنظر فيما عرضه الباحث من معطيات، يشير إلى الأصول والجذور التي طورتها، على خلاف البنيات النظرية التي سلكها في النظرية الكارثية.
4 ـ نظرية الحرمان:
- استقى العديد من المعطيات النظرية ومن التأويلية ـ خاصة ـ وفعاليات اللسانيين وفلاسفة اللغة وعلمائها والإعلاميين.
هذه النظرية المعتمدة، تمثل ترجمة لعنوان (Theorie de frustration)، ويعد "جان ماري برادي" أحد الباحثين الذين طوروا من خلالها السيميوطيقا، ودرسوا العلاقات الوثقى بينها وبين البيولوجيا والفيزياء والميكانيك.(35)
وفي سياق البحث في أصولها، أكد "محمد مفتاح" على أن أصول البيولوجيا نفسها ترجع إلى ما قبل "كانط"، كما أثبت إفادته فيها من مصادر متعددة هي:
1. Aleexandros PH. La. Poulos. Semicticos and History.
2. La Recherche, en Histoire des Sciences.
3. Histoire de la Sciences des origins au XX Siecle.
فضلاً عن بعض الدراسات الفلسفية المستقاة من كتاب "محمد وقيدي" (فلسفة المعرفة عن غاستون باشلار).(132)
5 ـ نظرية الذكاء الاصطناعي:
اعتبر "محمد مفتاح" هذه النظرية وليدة تنظيرات "بيرس" (Pierce) حينما صرح "أن السيميوطيقا "البورسية"، هي من بين الأسس التي قامت عليها نظريات الذكاء الاصطناعي في وصف عملية الإنتاج والتلقي وتأويلها، وخصوصاً استثمار مفهوم الغرض الاستكشافي".(133)، وهي نظرية تم من خلالها "اللقاء بين الدراسات اللسانية واللسانيات التحسيسية، إجراءات الذكاء الاصطناعي، وخلاصة اندماج مجموعة من النظريات البيولوجية والمعلوماتية والنفسانية والإعلامية التي صيغت خلالها نظريات ومفاهيم متعددة مثل "الأطر (Frammes) والمدونات
(Scripts) والحوارات (Scenarios) والخطاطات (Shemata Schema) ومن القمة إلى القاعدة (Top Down) والغرض الاستكشافي (Abdiction)".(36)
- تظل استفادة الباحث من الحداثة وأعلامها قائمة واردة ومستمرة على الدوام حتى آخر محطة من المشروع النقدي.
أما بخصوص مصادر إفادته في هذه النظريات، فمردها إلى آراء باحثين مثل "جون لوك فديك" (J LUC Gradin) و"جيمي سامت"، و"روجيه شانك"، (Roger Schank) Demmg Samet,) و"نيل نوريك" (Neal Nairidc) علاوة على أبحاث ودراسات "جان بتيطو" وآخرين.
6 ـ نظرية التواصل والعمل:
إن الأساس الذي تنهض عليه هذه النظرية هو "الدينامية" و"التفاعل" بوصفها توليف لنظريات مختلفة تأخذ من نظرية العمل التاريخية والاجتماعية، وتمنح من نظرية الأفعال الكلامية ونظرية اللعب اللغوي وغيرها.(37).
ومن هنا استفاد الباحث من الأسس الفلسفية والإبستمولوجية التي تقوم عليها هذه النظرية، محاولاً الكشف عن آراء بعض المؤرخين وعلماء الاجتماعي الذين خاضوا في "نظرية العمل" مثل "فون رايت" (Von Wriggt) و"شيشالم" (Chechalm) و"أقريست" (Agrist) و"شيفر" (Scheffer)، وذلك من خلال كتاب:
(Pragmatique. Paraxeologique Communication et Action) لصاحبه "ليوأبستال" (Leo Apstal).(38)
ولاستظهار إمداداته الفكرية والنظرية خارج الثقافة الفرنسية والأنجلوساكسونية يعثر على ملامح أخرى أشار إليها باحثين ألمان مثل "أيزر وولف" (W. ISER)، من ذلك إشارته إلى مفهوم "النفيية" الذي يلتقي إلى حد التوافق مع نموذج "السلبية" (Negqtivite) بما تعنيه من "تمييز واختلاف يمنح النص أصالته، ويوضح "أيزر" كيف أن كل نص
مضاعفته والسلبية هي ما يمثل أصالة النص الثاني".(39).
وهكذا، تظل استفادة الباحث من الحداثة وأعلامها قائمة واردة ومستمرة على الدوام، حتى آخر محطة من مشروعه النقدي ونعني بذلك مؤلفاته "مجهول البيان" "التلقي والتأويل" ثم "التشابه والاختلاف". وذلك من خلال منهاجية واحدة هي منهاجية "علم النفس المعرفي" بمفاهيمها المختلفة، ومنهاجية "نظرية العلماء" ودليل ذلك قوله "كتاب مجهول البيان هدف، فيما هدف إليه إلى النظرية البلاغية في ضوء الدراسات التي استمدت مفاهيمها من علم النفس المعرفي والذكاء الاصطناعي، ومن المنهاجيات العلاقية، مثل الجشتطالت ونظرية الأنساق العامة".(40)
وبذلك بدا اعتماده واضحاً على الكثير من المفاهيم الأرسطسة القديمة والحديثة، فضلاً على آراء بعض "المنظرين لهذا الاتجاه في "المعرفة التجريبانية" المستمدة من تفاعل الجسم مع محيطه العام والخاص، وإدراك العنصر أو الظاهر ضمن بنية شاملة".(41).
للتفصيل أكثر، فمن خلال مؤلفه "مجهول البيان" تأكد ميله إلى "التفكيكية مع نقدها بدورها، واستعادة الظاهرتية والدينامية اللتين تشكلان غشاءً جوياً تحلق فيه مجمل إنجازاته وأبحاثه وتآليفه".(42)
كما تجدر الإشارة، إلى أن الكتاب يحتل مكانة مرموقة في مجال الثقافة العربية، من حيث دراسته للمسألة البيانية، ويحوي ـ في المقابل ـ آراء لمفكرين معاصرين على المستوى العالمي التي شكلت منطقاً تأسيسياً في أعمال الباحث نظرياً وإجرائياً.
أما الأطراف التي لامس من خلالها الثقافة الغربية فهي مختلفة ومؤكدة بقوله "أن هذا التحليل يجب أن يشمل النظريات الأجنبية أيضاً، وتعوزها الاختبارات الدقيقة على أساس نصوص منسجمة ليمكن تعديلها أو إغناؤها، وهذا ما سنقوم به".(43).
وفي موضع آخر، سعى "محمد مفتاح" إلى إقامة بحثه العلمي في صياغة فكر أصيل ومتفتح على الثقافات العالمية بصفة عامة جاعلاً القارئ أمام مجموعة من التجليات الفكرية أبرزها:
استظهار آراء القدماء في البلاغة العربية واليونانية ومقاربتها بأخرى تشيع في الخطابات الفلسفية، اللسانياتية، التاريخية، التأويلية والنقدية المعاصرة، مبدياً اعتماده في مجال "التحديد" على آراء "امبرطوايكو" (UMBERTO ECO) ضمن المجال الفلسفي والسيميائي، وعلى آخرين مثل: "فرانسوا راسيت" و"ميرل" في مجال الخطاب التأويلي والسيميائي، مؤكداً ذلك بالقول "إن ما هو جدير بالتسجيل والاعتبار كون التحديدات باعتماد على الشجرة الفورفولوجية، راجع إلى سالف مجده في مناهج أنتروبوبوجية وسيميوطيقية ولسانية، وقد شاع تحت اسم "التحليل المتتالي" في أمريكا أو التحليل المقومي (السيمي) في أوروبا".(44)
- يبقى العامل التأثري في أعمال الباحث مستمراً في مجال (التقييس) حتى استفاد من النظريات المعاصرة.
ومن منظور نقدي آخر، تتوطد منطلقات الباحث بأفكار "قريماس" واتخاذه له نموذجاً في مناقشاته، من ذلك تبنيه تحديدات مفهوم التشاكل (Isotopie) دون الإشارة إلى مصدر التعريف الذي اعتمده. كما تتأكد امتداداته المعرفية في المجال التداولي السيميائي في تصريحه: "ومع هذا كله، فإن الأوان حان لتبنى إبستمولوجية معاصرة تبعد المفاهيم اليونانية العتيقة، وتضع مفاهيم جديدة".(45)
ويبقى العامل التأثري في أعمال الباحث مستمراً كذلك في مجال "التقييس" حيث استفاد الباحث من نظريات معاصرة مثل "التشبيهية" و"نظرية الانزياح" و"النظرية الجشتطاتية" و"النظرية التركيبية"، من خلال مجموعة من الآراء معظمها في الثقافة الأمريكية (144)، مثلما تظهر ذات المرجعية بجلاء في نظريات أخرى مثل: الكارثية (Catastrophis Theory) والأطر والمدونات وغيرها من النظريات.(46)
وبإمكان الدارس أن يستكشف هذا التلاقح والتخاصب في الأفكار بين آراء الباحثين ـ عند "محمد مفتاح" ـ في كثير من المبادئ
(DANIEL. SCHUTZER) و"تيري ميرس" (Teru) وآخرين ممن اشتغلوا في مجال "العلم المعرفي".(47)
وفي مسألة "التأويل"، قام الباحث بتطعيم أفكاره النظرية المستمدة من أعمال المنظرين القدماء بالوثائق المتداولة في أدبيات باحثين مثل: "جيرار سيلفا" و"امبرطوايكو" وذلك من خلال، مؤلف "راستي" المعنون بـ"تعدية المعنى". وفي خضم التيار التفكيكي، عاد الباحث إلى مرجعيات كبار النقاد والكتاب وعلى رأسهم "دريدا" و"بارط" وضمن التأويلية الفلسفية استقى أفكاره من النظرية التأويلية الألمانية التي من أبرز روادها: "هايدجر" و"هورسل" و"كدامير" و"هابرماس" و"بول ريكو" وغيرهم.(48)
- في أطروحة المقصدية الظاهرية في النظرية التفكيكية استفاد من بعض الاتجاهات السيميائية.
وفي أطروحة "المقصدية" الظاهرية في النظرية التفكيكية، استفاد من بعض الاتجاهات السيميائية عند "بيرس وقريماس"، وعن فلاسفة اللغة مثل "اوستين" و"سورل" وعن التأويلية الفلسفية التي يمثلها "هرش" و"يوهل" في أعمالهما، وذلك من خلال المرجعية الأمريكية دائماً.(49)
وفي مجال "التظهير"، سعى الباحث إلى التركيب بين النظريات الأنتروبولوجية والسردية، معتمداً معجم "قريماس وكورتيس السيميائي"، قبل الاهتداء إلى معالجة ظاهرة "الدينامية" و"الظاهراتية" من خلال تحديدات بعض المؤلفات في الثقافة الأمريكية.(50)
أما الوجه الآخر من اثر الحداثة، بنيويتها وسيميائيتها، فقد ظهر كذلك ضمن مؤلفه "التلقي والتأويل ـ مقاربة نسقية" حيث بدأ الباحث أسيراً لدواعي النص على المستويين التراثي والحداثي، ملتمساً أبواب الحضارة وإرهاصاتها عن جميع الأمم في الثقافة الكونية الإنسانية، ومستجلياً ذلك بالقول "وهكذا حللنا أنواع الخطاب، البلاغي والأصولي والكلامي والشعري، والصوفي لرصد الاختلاف فيه ووظيفته، ولكن تلك مآلها الاختلاف الوظيفي...".(51)
وقد كان هذا الاتجاه المعرفي مبرراً كافياً له للمزج بين الكثير من الآراء الأرسطية والأفلاطونية، والسيميائية، ويؤكده قوله "رصدنا بالتداوليات، خصائص كل خطاب وأطراف براهينية، وأدوات لإقناعه وإمناعه وهيأة المخاطبين، وكيفية تلقيهم إياه، وابنا بالاعتماد على "نظرية التلقي والتأويل*"(52)
وانطلاقاً من هذه المرتكزات المعرفية استقى "محمد مفتاح" العديد من المعطيات النظرية، خاصة من "التأويلية الحديثة" وفعاليات اللسانياتيين" وفلاسفة اللغة، وعلماء اللغة، والإعلاميين، مقارباً إياها بآراء بلاغية والشعري، والمنطقي الموروث من اليونان والرومان والعرب".(53) ولذلك أمكنه إعادة قراءة الكثير من المكاسب عن طريق اعتماد التراث والنظريات المعاصرة.
ولضبط قوانين التأويل اعتمد الباحث على آراء "امبرطوايكو" و"جورج كليبر" و"جيرد طونارد" في الثقافة الأنجلوساكسونية، وعلى الدلالية ومقارنتها بآراء البلاغيين العرب والمبادئ الأرسطية(54)، من منظور توفيقي مثبتاً ذلك بقوله "وقد اغتبطنا غاية الاغتباط حينما وجدنا أن بعض أفكار هذه الكتب ما زالت حية ترزق، بل ما زالت تناقش وتعدل وتوظف، ولكن ليس في مجال الثقافة العربية الإسلامية، وإنما في مجال الثقافات الأجنبية الأوربية والأمريكية وغيرها".(55)
ويتجسد مثل هذا السلوك التوفيقي في الكتاب، كذلك عند رصد مفهومي "التشاكل والتباين" مازجاً الأفكار البلاغية القديمة والحديثة من جهة، ومستفيداً من الدراسات الأجنبية المتمثلة في آراء "قريماس" و"راستي" من جهة أخرى.(56)
وعند العودة إلى كتابه "التشابه والاختلاف" نحو منهاجية شمولية، بوصفه تعالقاً وتلازماً مع الكتابين السابقين، ومحاولة الوقوف على خلفية أنترولوجية واضحة المعالم، يلاحظ تناول "محمد مفتاح" من خلالهما
ما دعاه بـ"نسقية الثقافة" في إطار التحصيل الثقافي.(57)
وانطلاقاً منه، واصل استراتيجية التوفيقية مازجاً بين تيارات فلسفية تضرب جذورها في عمق الفكر البشري القديم، وأخرى حداثية ساهم فيها اللسانياتيون وألقوا عليها الأضواء، مؤكداً ذلك بالقول "يجد المهتم أن بعض الاتجاهات الحداثية والمعاصرة التي اعتقدت في الرؤيا الشمولية، تحليل الوقائع، وتشييد النظريات في ضوء مبادئها وأبعادها، مثل النظريات السيميائية والبيولوجية والفيزيائية والفلسفية والنسقية".(58)
ولعل هذه المرتكزات المعرفية، هي التي جعلت الباحث يعمل على ترسيخ هذه الثقافة العلمية المعاصرة في ذلك الكثير من النظريات والمعارف النقدية، وذلك ما أثبته بعض المؤلفات التي انحدرت منها أصلية وفرعية.
وفي هذا السياق تجدر الإشارة إلى تركيزه على تحديدات "قريماسوكورتيس" وبعض أعمدة هذه المدرسة مثل: "كريستيفا" و"أريكسيوني" وغيرهما، لصياغة بعض المفاهيم والمبادئ مثل: "النص والخطاب" ثم "القول والتلفظ".(59)
كما يتضح، اعتماد الباحث على مصادر متعددة مشيراً إليها عرضاً أهمها: الأنتوبولوجية البنيوية لدى "ليفي ستراوس"، والشكلانية لدى "بروب"، ونظرية العوامل، على يد "تنيبير" وفلسفة العمل والنحو التحويلي والتوليدي، لدى تشومسكي(60) هذا من جهة، ومن جهة، تبني الباحث آراء "جان بتيطووكوكوردا" وأعمال "كاترين كربرات" في بعض المؤشرات التي رآها صالحة في منهاجية تحليل الخطاب.(61).
- إن المرتكزات المعرفية هي التي جعلت الباحث يعمل على ترسيخ هذه الثقافة العلمية المعاصرة.
ودائماً بصدد إفادته من الثقافة الغربية في هذا الكتاب توخى الباحث إقامة مقاربة نقدية بين النموذجين الأمريكي والألماني وعدهما رافدين مهمين، حيث أن الكثير من الناطقين في الفرنسية تشكل آراءهم استمداد لأعمال "بعض المشاهير اللسانيين الأمريكيين مثل "هاريس" و"تشومسكي" وغيرهم من الباحثين الذين يكتبون بالإنجليزية".(62).
ولتأكيد هذه الاستفادة المعرفية من النموذج الألماني آب الباحث إلى أبرز ممثليه مثل: "روبرت دويوكراند" و"فولفاكانغ دريسلر" في مؤلفهما مدخل إلى اللسانيات النصية"، ثم
إلى "سيغريد شميت" من خلال مؤلفه "أساس لدراسة تجريبية للأدب" مكونات النظرية الأساسية".(63)
وعلى هذا الأساس، تتسع دائرة البحث والاستعانة في أعمال الباحث "محمد مفتاح" على عدة مناخات فكرية أجنبية معاصرة، فرنسية ألمانية وأمريكية، ومن خلالها يسهل القول أن توافر هذه التعددية اللغوية التي امتلكها، وإلمامه بجوانبها المتعددة هي التي مكنته من تقديم زاد معرفي هائل للإرث النقدي العربي، بطريقة حية جامعة بين عنصري القدم والحداثة، بين الأصالة والمعاصرة.
***
هوامش:
(1) ـ القراءة "التعاقدية" مدارها سؤال لماذا هذا المشروع؟ ولماذا قراءته أصلاً؟
وكيف يمكن أن تتشيد هذه القراءة وتتمفصل؟ لمزيد من الاستفادة ينظر: بشير القمري ـ قراءة محمد مفتاح ـ مخطوط ـ ص:02
(2) ـ محمد مفتاح ـ في سيمياء الشعر القديم ـ (دراسة نظرية وتطبيقية) ـ دار الثقافة ـ الدار البيضاء ـ 1989. ص:(5
(3) ـ محمد مفتاح ـ التحليل السيميائي ـ أدواته وأبعاده. ص:14
(4) ـ المرجع السابق. ص:14ـ15
(5) نفسه. ص:14
(6) ـ ينظر محمد مفتاح ـ التشابه والاختلاف ـ نحو منهاجية شمولية ـ المركز الثقافي العربي ـ المغرب ـ ط1ـ 1996. ص:97
(7) ـ ينظر محمد مفتاح ـ في سيمياء الشعر القديم. ص:11
(8 ـ المرجع السابق. ص:58
(9) ـ نفسه. ص:35
(10) ـ نفسه. ص:58
(11) ـ نفسه. ص:44
(12) نفسه. ص:41
(14) ـ ويعني (أيزر) في مفهوم استراتيجية آلية "تتكون من الإجراءات المقبولة" (Procedures acceptees)، وهي القواعد التي يجب أن ترافق توصل المرسل والمرسل إليه كي يتم ذلك التواصل بنجاح (بحسب الأفعال الكلامية) لمزيد من الاستفادة ينظر: عبد العزيز طليمات ـ الوقع الجمالي وآليات إنتاج الوقع عند (وولف غانغ أيزر)، مجلة دراسات سيميائية أدبية لسانية ـ النجاح الجديد ـ البيضاء (المغرب). العدد6 ـ خريف ـ شتاء 1992. ص:58
(14) ـ محمد مفتاح ـ التحليل السيميائي ـ أدواته وأبعاده. ص:14
(15) ـ (16) ـ المرجع السابق. ص:14
* لقد أخذ تحليل الخطاب التداولي "يفيد في الآونة الأخيرة من جملة المبادئ السيميولوجية، غير أن بدايته كانت تدين لازدهار اتجاهين كبيرين منذ عقد الستينات، أحدهما لغوي يبحث عن علاقة النص على مستوى "ما فوق الجملة الواحدة والآخر يتمثل في صرف الحكاية الشعبية، وأخذت صياغتها تعديلها عن "قريماس" "لمزيد من الاستفادة ينظر: صلاح فضل ـ بلاغة الخطاب وعلم النص ـ مكتبة لبنان ناشرون ـ ط1ـ 1986. ص:8"
(17) ـ ينظر: محمد مفتاح ـ تحليل الخطاب الشعري ـ استراتيجية التناص ـ المركز الثقافي العربي ـ المغرب ـ ط1ـ 1986. ص:08
(18) ـ المرجع السابق. ص:163[/font:bb5