لماذا هجرت يا فرح مدينتي؟
لماذا نورك انجلى و لم يخلف لي وراءك غير السراب
أهكذا تكسرني... تزلزل كياني تمزقني كأوراق كتاب؟
لا... فلست تدري إذن أن من تتحداك لا تخش رحيلك ... لا تخش الغياب
غريبين في هذه الدنيا غريبين
غريبة أنا أعيش خلف قضبان الأحزان... و غريب أنت تعيش بين أحضان النسيان
تائهين... حائرين كطفلين لم يفقها بعد أبجدية الحياة
يلعبان وسط رماد خلفته النيران عندما كانت تغتسل من رواسب الأيام
تتطهر من الأحزان
و الآن أما آن الأوان أيها الفرح لتجيبني عن أسئلتي الحزينة .... مثلي حزينة
لماذا هجرتني؟
لماذا بعثرت أوراق شعري؟
حطمت أقلام كحلي
لماذا أراك كطيف يلوذ بالفرار مني؟
لماذا أراك تتساقط كأوراق الخريف على أسوار شرفتي ... كلما اقتربت منك تهم بالرحيل من جديد؟
لماذا تركت غريبا يستوطن تقاسيم وجهي؟ لماذا تركته يحتلني و يمنع الابتسامة من الرسو على شواطئ ثغري؟
لماذا تركته يغرق زوارق شعري .... يشتتني يشتت فكري؟
و لكن رغم رحيلك و احتلاله
رغم قسوتك و طغيانه
سأبقى صامدة لا أنحني لا أنكسر
يؤسفني حالك يا صديقي يؤسفني
يؤسفني أن تلجأ إلى غيري
لست أدري لما المكابرة ؟ لما التحدي؟
فمهما رحلت أو ابتعدت ..... لن تجد موطنا لك مثل مدينتي
و ستبقى أيها الفرح ... غريبا
تبحث عن موطنا يأويك
تبحث عن قلب يبعث في ثناياك الدفئ... بين ذراعيه يحويك
أو ربما تبحث عني دون أن تدري... فلا تخف سأداوي جراحك... سأحميك.

و قالت اخرى:
سوف اخفيك عن العيون بين اضلعي
ازرعك ورده نادية علي صدري
انت نجم مضيء في سماء الحب
وحدك ستكون معي لن يراك الناس
سوف اخفيك بين احلامي
واكتشف معك احلي ما في الكون..