المجنونة

دوماً تنظر بعين الجمال للشوك
تحلم بالبَرَد المتساقط في ليالي الصيف
تشتّم عبق الياسمين في زنزانة الموتى
تتطّفل على الفرحة وتتسلق كاللبلاب ناطحات السحاب
كي تصل نجم السماء
تكسّرت أجنحتها البيضاء الناعمة
على أحجار الزمان القاسي
ولن يتكسر " جنونها "
من كثرة الوقوع مرة تلو الأخرى
ولا تتوقف عن المحاولات عارية السّر
ومجردة من الأسلحة المضادة
ودوماً تشعر بالبرودة ، الشمس هُنا لكنها لن تطلب جذوتها
لأن الدفيء يُمنح ولا يُطلب
هكذا فلسفتها النادرة ،وحكمتها في عالم أصبح اللهث فيه للكلاب خلف الكلاب
متمردة على سطوة السجّان تجلده بسياط الصبر والاحتمال
من يضطرها؟
ولماذا أضأت القبور بأناملها الضعيفة ؟
ولمن ؟
مجنونة يساور البرج المتبقي من عقلها رغبة في جنون .!
تكتسي ندرة الثياب
بجوف صدرها يقطن القلب الأبيض
إن فتّشت كل حجراته وأوردته والشرايين
لن تجد بقعة سوداء واحدة
إن راقبتها وجدتها تحلق في روابي ورقة شجر
تسكن أحشاء طائر السنونو
تحب بجنون لا تفكر في المصير الذي ينتظرها
هناك عل حافة الهاوية
تعشق أغنية لأم كلثوم ماتت صاحبتها ولم تمت " هذه ليلتي "
وما هي بليلتها
هذا حبيبي
تلك أحلامي
مجنونة تستمتع بالثلج ليلة الشتاء حيث العقلاء قد ناموا
تحت الصوف وفوق الريش
عندما تحتسي قهوتها الداكنة المحوجة بأغلى أنواع الاشتياق
بخارها المتسّلق في عينيّها دليل على الاحتراق
تفكّر في ما لم يفكر فيه بشر ، لأن تلك ببساطة
" هي أنا " .
سلطانة الأدب / ولاء .أ.ش

ههه نفتخر معاً إذن
أشكرك إيمان وبارك الله فيك
مرورك أسعدني