تستفيق ذات صباح بعد نوم هادئ لا أحلام تسكنه ، تبتسم لسبب ما لا تعلمه تحديدا و لا تودّ أن تبحث عنه... تودّ أن تقفز من فراشك و أن تحضن كلّ الكون بيديك ، بديعة هذه الإستفاقات المتفائلة ... تحاول السيطرة على جسدك ، تلتفت يمنة و يسرة ثمّ تضحك من نفسك : " من تراه يراقبني و أنا في بيتي ؟ في غرفتي ، كاتمة أسراري ؟؟؟ " عجيبة هذه العين التي تلاحقنا ، كم أمقتها و تُقرّر أن تقفز نكاية و أن تضحك عاليا أيضا ...تفتح نافذتك . تنظر إلى السّماء . تبتسم لك ، تحيّيك فتردّ خجِلا . تلاطفك جدائل الشّمس فتشعر أنّك أكبر من المكان و تتساءل :

ـ " ماذا لو مددت يدي إليها أغزل تفاصيلي ؟ ماذا لو بنيت لي غرفة هناك ؟

تلفّك خيوطها أكثر فتدغدغ خباياك و تقهقه عاليا ... عاليا جدّا ... لأوّل مرّة تعشق الصّوت المرتفع ، لأوّل مرّة يفتنك النور المبهر ، لأوّل مرّة تكره غرفتك و تدرك أنّها ضيّقة و أنّك أكبر منها و من جسدك و أنّ العالم يمكن أن تنسجه أناملك ....

زمن كنت طفلا كنت ترسم الشّمس دائرة صفراء بخيوط تطول و تقصر ، كنت تسمّيها خيوطا كغيرك من الأطفال لكنّك أبدا لم تحبّ اللّون الأصفر ... إنّها أبدع من هذا اللّون و لمّا كبرت قرأت أنّ للألوان دلالات و مع ذلك ظلّ اللّون الأصفر لا يناسبها و ظللت تبحث لها عن لون يختزل فتنتها و كنت كلّما سكنك هاجس ما تلبّستَ لونا و تخيّرته لها ... صارت لك شمسك الملوّنة ، تُحيّيك فيبتسم لها قلبك و تتعلّق بها أناملك و لمّا تغمز لك تشعر أنّك عاشق حدّ الوله و أنّك فيها تفنى و أنّ أجمل ما فيها هو أنّ الجميع يتوهّم رؤيتها لكنّها لا ترى غيرك و لا تحضن جدائلها سواك ... لا تقفل النّافذة ، مرّة أخرى تتلفّت حولك ثمّ تقفز لتجلس على حافّة نافذتك ، ترى إبتسامتها أجمل ، تشعر أنّك أقرب و تسألها بكلّ شوق الأطفال إلى هدايا عيد الميلاد : " ماذا لو ...؟؟؟ "

أسلوب رشيق ، ولغة شائقة ، وسرد مميز
دام إبداعكِ أستاذة نجاة

لأنّنا نعشق الحياة نكتب لكي لا نموت ... قراءاتكم تجعل حروفي أكثر نبضا فشكرا ....

قصة مميزة بأسلوب راقي جدا ومنسق أحسنت أختي وبوركت.

ممتاز وحلو كتير وراقي وان شاء الله ابداعك يستمر ويتبعه خطوات في سلم النجاح شكر وموفقه ان شاء الله

الموفقة دائما ـ ندعو الله أن يدوم ـ الأستاذة نجاة ، ماذا لو هو عنوان لكلمات من نور كتبتها بماء الذهب على صفحات منتدانا ، ولو أداة شرط قال عنها صاحب الكتاب " لو حرف امتناع لامتناع أى امتنع الشرط فلحق الامتناع بالجزاء ، دأت أحداث القصة بحدث تمثل فى الفعل تستفيق والفعل على هذه الحالة إما أن يكون موجه إلى مخاطب بتقدير العنوان قبله " ماذا لو تستفيق أنت ذات صباح " وبعدم تقدير العنوان فإن السرد القصصى يوجه ذهن القارئ إلى دلالة الحديث عن الغائب تستفيق هى فتفعل وتفعل وتفعل ..........، وسعت الدلالة فى بداية حديثك وهذا أمر جيد ثم قمت بتقليصها فى أن الكلام موجه إلى المخاطب فقط عندما أتيت بكاف الخطاب فى قولك " تحاول السيطرة على جسدك " .
ـ التكرار للعنصر المعجمى "لأول مرة " مع اسناد أفعال متنوعة إليه مثل تعشق ، تدرك ، تفتتن ، يوحى بعملية اكتشاف جديدة للذات .
ـ تصل درجة الإعلامية إلى أعلى مستوياتها فى السبب والنتيجة فى قولك "تلفك خيوطها أكثر فتدغدغ خباياك وتقهقه عاليا " تلفك خيوطها هو سبب احدث نتيجة الدغدغة فى قولك فتدغدغ خباياك التى هى سبب احدث نتيجة الضحك فى قولك فتقهقه عاليا ، أشعة الشمس وخيوطها تتعامد على الجسد تخترقه تصل إلى المخ تقلب فى الافكار والخبايا ليحدث ذلك نتيجة الضحك .
كلماتك ما أروعها أحسنت اختيار الألفاظ فحسن المعنى فى ذهن القارئ
حقيقة جذبتنى طريقتك فى العرض
تقبلى تحياتى

الأستاذ جلال، نكتب فنتوهّم الخلاص من جنون الحرف والفكرة معا ثمّ تأتي القراءة فنكتشف أشياء تجعل النصّ عالما يجمعنا بمن أحبّ القلم ولعبة اكتشاف المتاهات... أسعدني ما كتبتَ فعلا...

أختي نجاة السلام عليك ورحمة الله، اختيارك لتركيبة العنوان اختيار جميل اذ تركت مسافة توتر للمتلقي لملء البياض ذي الدلالات المنفتحة على تأويلات شتى، ثم أبقيت عليه( أي العنوان) بصيغته في نهاية النص كقفلة له، وفي ثنايا النص تحضر الشمس باعتبارها رمزا متتعدد الايحاءات، غير أن ما لفت انتباهي هو تنويع بنية الضمير بين العائد على المتكلم والمخاطب والغائب ، وهذا ما شوش علي أثناء القراءة ، فهلا تفضلت وأبرزت ذلك ولك مني أزكى التحيات. تقبلي مودتي واحترامي.

جميلة و لكن ماذا لو
أطلت و أطلقت مزيدا من كلماتك
بصراحة أنا أن أنتظر ان تعودي بالبقية