أنواع التواصل ..................... تحيات بــلال موڨــاي........................
3-أنواع التواصل:
تظهر جل النظريات التي تناولت موضوع التواصل، وجعلت منه عمودها الفقري. أن مطمح التواصل، يقترن بالضرورة بالمجتمع، ويعالج تلك الفراغات أو النزاعات أو التوترات الحاصلة داخله، ويجعل من عملية التواصل تستهدف إزاحة التوتر الناتج إما عن غياب الفهم أو غياب التصورات الصحيحة أو تغير أنماط العيش. وبما أن الإنسان شديد الارتباط بمحيطه الاجتماعي، كان مبادرا نحو إبراز انسجامه مع مطلب الاستقامة والفاعلية. وهو الأمر الذي يخلق شكلا من التجارب الثنائية والجماعية مع أفراد المجتمع، ينسج فيه شكلا تواصليا وأرضية إما للتشارك أو الانقطاع، ويعبر عنه بأشكال وأنواع التواصل. وتطور هذه الأشكال منذ قدم التاريخ وفق حاجيات الإنسان وما يخلقه محيطه، وبطبيعة التطور فإن التواصل عرف أزمات وتعقيدات ترافق الإنسان منذ نشأته، وهنا وجب التمييز عند حديثنا عن التواصل، بينه وبين الوعي به. فالتواصل خاصية مرافقة للإنسان منذ ولادته، وهو عملية آلية يقوم بها كل الأفراد ويخلقون له أشكالا وأساليب. أما الوعي به فهو خاصية ثقافية مرتبطة بتطور الفكر الفلسفي والنقدي الذي يساهم في تطوير تقنياته ونماذجه. لكن دون أن يعي كل الناس بهذا التطور فهم يستفيدون منه ويخوضون فيه باعتبار حاجاتهم البيولوجية إليه. وكضرورة ملحة في مسألة توضيح (أنواع التواصل) وجب الاطلاع على تاريخ التواصل ولو سريعا حتى تركز على جانب أنواعه .
1- تاريخ التواصل:
هناك عدد من المراحل التي مر به التواصل عبر التاريخ، نستخلصها من خلال ما خلفه الإنسان تاريخيا، عبر إبداعاته وأشكال تطوره. أولا كمنطلق منهجي، التواصل تاريخيا متعدد ومختلف لأننا إذا ما وضعنا في الاعتبار أن الدراسات المقدمة في المباحث السابقة، نجد أن هناك تاريخ لمضامين التواصل، و تاريخ لمجالاته، وللمساهمين فيه.
وبما أن مجالاته ومضامينه تتركز في الوسيط التواصلي وهو الإنسان، فإننا سنتحدث عن هذا التطور بداية بالتواصل الجسدي الشخصي: هذه المرحلة ركز فيها الإنسان على تواصل جسدي، لأن مجمل الطاقة المبذولة من طرفه تهم استعمال الجسد من أجل التواصل كالإيماءات والأصوات والانسجام مع طبيعة محيطه ومستلزمات تطوره. فقد لامسنا عند قراءتنا لبعض الحضارات القديمة، عبر مخلفاتها المادية وجود لغة لكن لم تكن مكتوبة بل لم تكن حاجة الإنسان إلى تدوينها وإعطائها طابع اللغة ذات القواعد المتواضع عليها. بل اقتصر على ذلك التواصل الجسدي البسيط، وهو منطلق كل تطور حضاري، إذ لم تخرج أي حضارة عنه أو ولدت بلغة وقواعد ونمط تواصلي محكم. ثم ستعرف البشرية مرحلة أخرى هي التواصل بالرموز المكتوبة: وهذا التواصل له خصوصية مرتبطة مع التطور الحاصل في المجتمع. فبعد التعقد الاجتماعي، وظهور التنظيمات، ومفاهيم الدولة وتقسيم العمل، كان لزاما، تطور اللغة ومعها التواصل. فالكتابة في التاريخ لها مراحل متواترة بداية من الرسوم البدائية، التي كانت تعبيرا عن الحالات المعاشة، والصورة النمطية المكونة في الأدمغة البشرية التي كانت تعيش تلك الفترة، رغم عدم دقتها وتصويرها غير الواضح إلا أنها شملت مجال اهتمام الناس. رغم أن هذا التواصل يهم نخبة من الناس (القادرة، الدارسة، الدينية، السياسية) إلا أن الشكل البدائي مرتبط بعامة الناس. إلى جانب هذه الكتابة نجد كتابة الأفكار، ولها أهداف سياسية بالأساس ودينية، لتبدأ حاجة الإنسان إلى خلق الحروف الهجائية كشكل متطور. لعل كل هذا الأمر يفتحنا على أساليب تواصلية تتطور وفق ما وصل إليه المجتمع. وهو ما وصل إليه التواصل عبر ما أصطلح عليه بالتواصل الجماهيري، الذي لجأت إليه النخبة من أجل الإبلاغ والإخبار عن حالة الشعور العام أو الخاص. وهذا التواصل مرتبط بالتطور الذي عرفته اللغة داخل المجتمع، فاتخذ التعبير معها مستويات التشارك بين الحرف والصوت والصورة، والحاجة إلى التبليغ عن ذلك إلى الغير البعيد أو القريب. لذلك تم اختراع وسائل وآلات تجعل من هذه العملية التواصلية أكثر سرعة لأن المجتمع أصبح في حاجة إلى ذلك. وأصبح الدور التواصلي يلعب داخل (الجرائد، المذياع، التلفاز،…وعدد من الوسائل المسخرة لذلك) وهذا التطور ناتج عن الكثرة والتشعب الحاصلين في المجتمع، وتعدد الأدوار والمسارات الاجتماعية وتنوعها واختلافها. ومن أجل احتواء كل هذا العملية واستيعاب كل هذا الاختلاف، سخر التواصل من أجل لعب دورين هما: الايجابي؛ (في فن التقارب والحفاظ على الحميمية في التواصل). والسلبية (في خلق الفوارق والتوتر والاستغلال من أجل خدمة المصالح الذاتية الضيقة).
التواصل عرف محطات متطورة في حياة البشرية، وصلت إلى استغلال التطور التقني ليصبح التواصل رقميا. فيه تلعب الأدوات الرقمية دور الملغي للمسافات وتجعل العالم وحدة واحدة عبر استغلال شبكة الانترنيت. وانتقال المسافات البعيدة إلى مسافات قصيرة تستغل في الغالب في عملية فضح الحقائق، و نشر الأخبار المتباعدة مكانيا المتقاربة زمنيا. لتنطوي المسافات ونعود أحيانا رغم عدم التفاهم إلى توحيد رموز دالة على معنى واحد ويكون بذلك توجيه للجماهير. رأينا مؤخرا جدواها فيما سمي حديثا (بمواقع التواصل الاجتماعي)، الذي وظف في فترات مختلفة في خدمة الدول المتصارعة في ظل أنظمة شمولية متغطرسة، استغلت كل ذلك لصالح بقائها على حساب الآخر، عن طريق توظيفها في مجال التجسس والسيطرة الأيديولوجية على المنتمين إلى حدودها الجغرافية، والحرب الكلامية التي كانت تستهدف بالأساس زعزعة الغريم عبر لعب الحرب "الإعلامية" كاستمرار للحروب المادية، لذلك أصبح في العالم الحديث توظيف التواصل يشمل كل الميادين السياسة والاجتماع والاقتصاد وكل مناحي الحياة. إذا، هذا التواصل الرقمي هو الجامع بين كل التصورات السابقة المذكورة، لأنه تطور خلاق لها، فهو جسدي بين فرد وأخر انطوت المسافات ليتقاربا رغم البعد، وتواصل بالأصوات والكتابات لأنها الوسائل المستعملة، والرموز الدالة و استغلال كل ما يمكن استغلاله وتوظيفه في هذه العملية.
كل ما ذكرناه، يبين مدى الارتباط العميق للتواصل بالمجتمع، والتشعب الحاصل داخله وانغماسه في كل العلاقات الفردية والجماعية. وما دام الأمر اجتماعيا مرتبطا بالتطور الذي عرفته البشرية، وتغلغل في السياسة والاقتصاد والاجتماع. فإننا نقارب في رؤيتنا ما عاشه المجتمع، لنلامس بعض أنواعه التي أشرنا إلى مدى تنوعها من (التواصل اللغوي، اللساني، الشفوي؛ وفيه علاقة العقل بأجهزة النطق الشفوي)، و(التواصل الرمزي غير اللساني، التواصل التكنولوجي، الشعبي، الخاص، العام..).
كلها أنواع التواصل، لكن اهتمامنا لن يشملها كلها بل سيهم التواصل المؤثر المنغمس في لملمة كل هذه الأنواع، واستعمالها لصالح فهم وإفهام البشرية أدوارها دونما استغلال، أو تضليل متعمد يقع ضمن دائرة ضيق الأفق الذاتي لصالح فئة دون أخرى. وهذا الجانب يفتحنا على جانب تضميننا داخل الحديث عن تاريخ التواصل، توضيح الارتباط بالمجتمع ليكون حديثا عن التواصل الاجتماعي، و باعتبار أن التواصل له أهدافه وهي تبليغ الرسالة وان تعددت الوسائل اليوم، فإننا نتساءل عن التواصل الدعوي وتفسير أسلوبه والرسالة التي يجب أن يبلغها، لأنها تهم واقعنا واهتماماتنا اليومية. مع انفتاح عالمنا على باقي بقاع العالم، ومعه هل يعتبر التطور التقني والرقمي أداة مسخرة في يد التواصل الدعوي؟ أم وحدة الرسالة لا تخترق بتنوع الأدوات؟ باعتبارها أدوات فقط، والأهم هو الرسالة. وهل هو أيضا تواصل اجتماعي في حد ذاته؟.
2-التواصل الاجتماعي:
التواصل كعمق اجتماعي وضحت منحاه التاريخي وما الذي مر به، وحاولت، بإثارة فكرة تاريخ التواصل، ترسيخ الارتباط بين التواصل والمجتمع، وأن كل الأشكال والأنواع التي يعرفها لها أشكال اجتماعية، لأنها الهدف والمرمى الذي تصبوا إليه كل التطورات التي يعرفها هذا المجال. حتى ونحن نتحدث عن التواصل الآلي، وعن النظريات اللسانية واللغوية، فإننا نجدها تنخرط ضمن التواصل الاجتماعي ومتطلباته. فالفكر الداخلي للفرد والمجتمعي يفرض عليه الانخراط مع الآخر والتواصل معه من أجل إيجاد تواصل حقيقي وايجابي، نجده يبحث عن الوسائل الصائبة التي يستطيع بها نفي التوتر أو الانقطاع. فالعلاقة الأساسية التي تؤطر التواصل الاجتماعي، هي العلاقة بين الفرد والآخر/ الفرد والمجتمع. لأن جل ما ينسجه الفرد هو علاقات (شخصية) في أغلب الأحيان مع محيطه (عائلته، أصدقائه)، و هذه العلاقة لها صورة تواصلية خاصة بالنسبة إليه، لها ثوابت وخصائص مؤطرة بطبيعة العلاقة نفسها، فنجده ذو صيغة تواصلية محدودة ومقننة بقوانين حددها المجتمع سلفا، عبر تركيبة أعرافه وتقاليده وقوانينه. وينطلق منها لتركيب علاقة تواصلية مع الفرد المنخرط في نفس المجتمع. مع علمه بوجود مجتمع يصفه بالغريب أو الغربي، ومنطلق هذا الحكم هو صعوبة التواصل وعدم القدرة عليها، نظرا لأن أرضيتها يشوبها العديد من معيقات التواصل الأساسية وهي السنن المشتركة. إذا غياب السنن المشتركة يعتبر معيقا أساسيا بالنسبة للتواصل الاجتماعي، فالمحيط بالفرد والمشترك معه في تركيبة لسانية واحدة (عربية مثلا) يستطيع التواصل معه لأنه يحقق بالنسبة إليه مطلب الفهم وقدرة التفسير، واعتباره في محطات عديدة يشترك معه في همومه الداخلية. لذلك فهو يجتمع معه حول العديد من القواسم المشتركة سياسية (داخل دولة واحدة)، اجتماعيا (محيط عائلي متشابه، وتقاليد وأعراف واحدة)، لغويا (لسان واحد وقواعد ومعاني متشابهة)، دينيا (تركيبة دينية واحدة).. هذه القواسم المشتركة تحدد بالنسبة للتواصل الاجتماعي علاقة ضرورية وقوانين داخلية صارمة عند كل فرد. رغم وجود تعقيدات اجتماعية تنعكس سلبيا على استمرار التواصل في شكله الايجابي، بل وتدخله في علاقة صراع وتضاد، يكون معه خلق نمط تواصلي يتجاوز تلك التعقيدات صعبا. وأغلب ما يشير إليه الفرد (المتواصل)، هو محاولته الدائمة اقتحام الأخر في كينونته، وجعله إياه محط تساؤل دائم وشكوك حول نواياه وفحوى خطابه. وهنا أغلبية العملية التواصلية تكون موجهة خارج بنية الكتلة الواحدة، أو التي تعتبر نفسها في (وحد واحدة)، أي أن المجتمع المسلم يوجه سهام شكوكه نحو المجتمع غير المسلم أو الغربي، وداخليا نجد الكتلة (التي تؤمن بمذهب معين) توجه سهام نقدها وشكوكها وعلاقة التوتر نحو الأخرى.
لذلك فالتواصل الاجتماعي معقد إلى درجة عدم القدرة على تفكيكه أو القبض على بداية الإشكال واقتراح نمط فهمه. فالعلاقة الاجتماعية تطورت وتشابكت أواصرها، لتنخرط في تركيبة مفاهيمية عميقة. تطورت معها مفاهيم الكلمات وأصبح للمفهوم دلالات عدة تراكمت على مر التاريخ، ولكن لم تتغير بل أصبحت كلها مرادفات دالة على الكلمة نفسها، تفسح المجال لاستعمالها وفهمها وفق تركيبة كل فرد على حدة. وهنا أجد أن للتواصل الاجتماعي دلالات رمزية تقارب (ما يريد الفرد الحفاظ عليه من الفكر المجتمعي القديم – أقصد البنية الاجتماعية القديمة عنه- والتطور الذي وصل إليه مجتمعه المعاصر). لذلك يبقى أمامنا سؤال حول طبيعة ما يخلفه التواصل الاجتماعي؟ وهل هو ذو أشكال مباشرة تؤثر على الوسط الاجتماعي؟، أم أنه يخضع لمبدأ الضرورة والحتمية المرتبطة بضرورة بناء المجتمع؟.
لأن التواصل الاجتماعي يفرض تماهي العمل الفردي مع العمل الجماعي. ولابد هنا، من إبراز بعد الفرد في المجتمع وطبيعة التأثير والتأثر الحاصل عند كل واحد منهما على الأخر؛ فالفرد له تواصله الداخلي عبر تمثلات العالم الخارجي عليه، والعالم الخارجي بالنسبة للفرد يمثله (الوسط الاجتماعي والمحيط الطبيعي)، وإذا ما عرفنا أن المحيط الطبيعي يعرف تغيرات وفق أنماط العيش الاجتماعية، وضعنا ثنائية العالم الخارجي في خانة الاجتماعي بالنسبة للفرد. وهذه المسألة تدفعنا إلى وضع صلة الوصل بين الفرد والمجتمع، وهي العملية التواصلية وطبيعتها وماهيتها بالنسبة للطابع المفاهيمي والعلمي، وأشكال هذا التواصل ووظائفه وتمثلاته بالنسبة للمجتمع وما يخلقه من أنماط العيش ووسائل ذلك. هذا يظهر لنا أن التواصل الاجتماعي كآلية ربط بين أفراد المجتمع، يعرف تشعبا كبيرا قد يكون عماد الفهم للمجتمع وأنماط تطوره وآليات حركيته الداخلية. فالتواصل الحضاري، الديني، الجنسي، القومي، السياسي… يعتبر من الأشكال العديدة للتواصل الاجتماعي، يجعل منه ضرورة ملحة في وقتنا الحاضر على المستوى المنهجي لفهم التشويش الحاصل داخل المجتمع.
3-التواصل الدعوي :
أما التواصل الدعوي فيقدم على: "أنه نوع من التفاعل الذي يتم عبر وسائل سمعية بصرية (من ألفاظ ورموز وإشارات) والذي يؤدي إلى:
* تبليغ الإسلام للناس وتعليمه للمستجيبين وتطبيقه في واقع حياتهم؛
* تخفيف حدة التوتر مع المخالفين أو قد يؤدي إلى إعلان هدنة؛
* زيادة التوتر عند ذوي التوجهات العصبية مما يجعلهم يركضون جلبا للأنصار ودفعا للخطر الذي يهددهم؛"[71].
هذا المفهوم يضعنا أمام تحديدات عميقة تبين رغبات التواصل عند المسلم، ومنطلقها المبعد "للتوتر" كمفهوم عام لأن عدم المعرفة الحقيقية لما يريده المسلم في عمليته التواصلية يسقطه في القطيعة الابستيمولوجية مع الأخر وبالتالي عدم الفهم بل وتكون أفكار مسبقة عنه مما يجعل من كل كلماته خاضعة لهذه المرجعية التي إذا ما حاول المسلم تكسيرها فرض عليه إما إقامة حد أدنى لتخفيف هذا التوتر، أو الدخول في التوتر كرغبة المسايرة للطرف الأخر من أجل إخضاعه. ولعل عدم المعرفة الحقيقية بما يريده المسلم من الرسالة التي ينطق بها باعتبار أن هذه الرسالة تجاوزت مسألة الذات لتسقط في "نحن" »على حد تعبير هابرماس لأن الخطاب الفلسفي حسب هذا المنظور متورط في المصلحة، وبالتالي فهو ملزم بشكل من الأشكال. بمعنى أن اليقين الشخصي يمكنه أن يتحول إلى حقيقة عامة لاسيما حين تتخبط الأنا في محاولة لتجاوز إطارها المحدود والدخول في "نحن" تمثل نوعا من التفاهم السياسي بين أشكال الوعي « [72]، وهو أن المرجع الذي تتخذه الأنا المسلمة ليس مرجعا يقتصر في أبعاده على الذات اللغوية المنغلقة على ذاتها، باعتباره يخصها وفقط. بل إنها تؤمن بأنها الحقيقة العامة التي يجب على الذوات اللغوية الأخرى أن تؤمن بها نظرا لاعتبارها الخلاص الحقيقي من وضعية التخبط في الصراع الدنيوي الذي لا آخر له، ومفاهيم غير مكتملة ومضللة ذات قيمة أخلاقية تقع في النقيض من الأخلاق الجيدة. وبالتالي فإن مستلزمات التواصل الدعوي تفرض بالضرورة -حسب المعطى المفاهيمي لها- اختراق كل الثقافات الإنسانية ليس من أجل فرض الفكرة عليها، بل من أجل الدخول معها في جدال إقناعي وإفهامي ضروري لمسار البشرية والعالم وفضح تكالب الصورة الفاسدة لتأخذ جانب الصلاح بمنظور وهمي مغلوط يكسر كل عملية للتواصل بين الذوات في العالم. لتصل إليها الرسالة التي يحملها المسلم. ولأن "بعض المكونات الخاصة للتراث الثقافي نفسه تصاغ في شكل موضوعات، وعلى المشاركين أن يتبنوا موقفا تأمليا في مواجهة النماذج الثقافية التي عادة ما تساعدهم، فقط، على تحقيق تأويلاتهم"[73]. وهو بالضبط ما يلزم الحوار الإسلامي لبناء صرح مفاهيمي وترسانة لغوية، تفهم الأخر فحوى ثقافته المغلوطة بعد الاستفادة من إثبات التأويلات الموجهة إليها، ونظرا لأن "العالم المعيش المتقاسم بين الذوات يشكل خلفية النشاط التواصلي"[74]، فإنه لا يمكننا التفكير في هذا العالم إلا من خلال مجموعة نماذج التأويل منقولة بواسطة الثقافة، ومنظمة بواسطة اللغة، ثم إن العالم المعيش يشكل السياق الذي من خلاله تتم عمليات التفاهم بين الذوات[75]. وهذا ما يخلق بالنسبة إلينا نقاشا حول الوظائف التي يقوم بها التواصل الدعوي على خلفية الإيمان، بأن الوسط المعيش هو المحدد في عمليات التواصل، لأن الرابط المشترك هو الوازع الذي تحاول كل عملية من عمليات التواصل ملامسته، والوصول إليه من أجل إيجاد أرضية موحدة تنطلق منها لتجعلها مرجعا موحدا يجعلنا نكسر حاجز التوتر، والتخوف وإرجاع الأمور إلى نصابها، وأرضيتها الحقيقية، التي تصب في مصلحة الإنسان باعتباره إنسانا لا تقسيما اجتماعيا أو ثقافيا أو سياسيا. لأن منطلق الوحدة الإسلامية الذي يراع مسألة الوحدة بكل أشكالها. وعليه فإن منطلق التواصل الدعوي يلامس عددا من الوظائف تستهدف الوصول إلى الآخر وملامس معارفه، وما يفهمه لأنه "بالإمكان اكتشاف الكثير جدا إذا ما دققنا النظر مباشرة في كيفية ارتباط الناس بعضهم ببعض"[76]، متجاوزين محكمة العالِم الاجتماعي الذي يفترض أن عملية الاختلاف بين الناس أنها داخلية، لكن هي على العكس من ذلك تجري بين الناس و ليس داخلهم. ولتحديد الترابط بين الناس وجب تفكيك بنية المجتمعات من أجل فهم تأثير علاقة التواصل داخلها. وهو ما يفتح المجال على مصراعيه للتواصل الدعوي الرامي عبر وظائفه إلى فك هذه البنية الاجتماعية، لأنه يمتلك التقنية، والملكة الاجتماعية، والأخلاقية. فحامل هذه الرسالة يمتلك منهجا صارما متراصا لا يخرج عنه أي قانون من قوانين الإبداع البشري، أو القوانين الطبيعية المكتشفة، أو أي شيء آخر، وبالتالي فإن المرجع داخله يفسح له المجال لامتلاك أقوى ترسانة منهجية، وبيداغوجية في التعامل مع المخالف. تتمركز فيها الذات الحاملة للرسالة بسلوكها، ومعاملاتها، وحلمها، واجتماعيتها، وسياستها. مركز القدوة والمثال. لذلك فإن مركزة الذات الحاملة للرسالة الدعوية في عملية التواصل تجعل منها وظيفة من الوظائف القوية، نظرا لما تمتلكه الرسالة ذاتها من قوة تستلزم على حاملها أن يكون في نفس قوتها. ونجد أن بناء الفعل التواصلي في ظل هذا المنهج وهذه البيداغوجية الصارمة، يجعل من الحامل للرسالة ذا بعد اجتماعي لا يخرج عن واقعه أو يصور نفسه في علياء للنفس، أو بعيد عن وصول ثقافة مختلفة إليه بل انه ملزم أن يكون اجتماعيا يعيش ألم الصفعة الاجتماعية، ويلامس بعدها الحقيقي ليعطي في حالة التواصل؛ إبلاغ التصور الصحيح لما يعرفه المجتمع بأسره، و هي وظيفة يقوم بها التواصل الدعوي لأن المرسل فيها هو "الداعية" أو "حامل الرسالة" فلزاما عليه "حسب ما تقتضيه دعوته، ملاحظا أو عنصرا فاعلا أو مجرد ناشر للمعرفة، فإنه يقوم بمهمة تنبيه وإيقاظ الغافلين والتحسيس بمشاكل عصره، جلبا للمصالح ودفعا للمفاسد"[77].
وكما أن لهذا التواصل وظيفة اجتماعية، فإنه يستلزم وظيفة أخلاقية فما دام التواصل الدعوي مرتبط اجتماعيا بالداعية وهو بصيغة الجماعة وليس المقصود به الفرد، لأن الدعوة الإسلامية ليست مقتصرة على فرد واحد ينوب عن الكل، بل إنها ملزمة لكل فرد يدين به. وهو ما يجعل من الداعية ملزم أخلاقيا بالتكيف "باستمرار مع المبادئ والقيم التي يدافع عنها، وبالتالي فهو مرغم على سلوك موجه لذاته"[78]، وبالتالي فإن إبلاغ الرسالة لا بد لها من الاكتمال ذاتيا لتنعكس على الأخر، فالسلوك الفردي والذي يصبح جماعيا إذا ما التزم به حاملو الرسالة ذاتها تصبح رسالة في حد ذاتها. وحتى إذا تم التشكيك في المرجعية أثناء محاولة المعرفة فإن الداعية يرغم النفس بالحفاظ على نفس البعد الأخلاقي الذي يؤطر الرسالة، لأنه لم يعد ذاته ولذاته بل إنه عاد ذات مسخرة لخدمة الهدف الأسمى التواصلي، وهو إبلاغ الرسالة بكل قوتها. وهو ما يتطلب التماهي معها والإيمان بها قلبا وقالبا. ومن أجل تقوية هذا التواصل الدعوي وجب "الاحتكاك والمزاحمة لنفوس وعقول جمعنا معهم طبيعتنا البشرية وجرت علينا نواميس لا تحابي أحدا"[79]. لأنها تجمع بين كل أفراد الإنسانية بين المسلم والكافر، بين الكل في عملية خضوع لقانون أسمى وأرقى وأضبط من كل النواميس، لذلك فمن مستلزمات حامل الرسالة الثبات المبدئي، والتطهر المبدئي. من أجل إيصال وإبلاغ الرسالة الدعوية والخدمة الإنسانية، والرضا الذاتي، والمطلب الأخروي، خصوصا مع وجود أرضية دولية خصبة للتواصل الدعوي، والذي سمي -بالعملية الإستباقية العكسية- "حوار الأديان" و"حوار الحضارات". لكن هذا فرض منطلق، أنه قد "انتهى زمن الحواجز والموانع والحدود المصطنعة وفتح المجال للعلم والمعرفة، ليفصح كل ذي لب عما بيده من أفكار ونظريات ليحي من حيي عن بينة ويهلك من هلك عن بينة.
إن هذا التحول الذي انمحى فيه التموقع، لهو شكل من أشكال الحوار بين الإنسانية ليغتني العقل ويغني المحاورين، إذ يوجد بينهم مجال للحوار و المعرفة وممارسة الفكر والتسامح، التسامح مع النفس ومع الآخر في حدود الأخلاق والقانون، وحوار ترجع الإحالة فيه إلى معالم الهوية."[80]
خاتمة :
ساهم التواصل عبر التاريخ في الكشف عن أسرار الماضي و الحاضر والمستقبل عبر جعله حلقة الوصل بين منتعلي جلباب التواصل. لأن المرسل لم يكن فردا أو أنا مرسلة لرسالة معينة؛ بل هو مجتمع وتاريخ وحضارة سابقة عنا تتواصل معنا بوسائل اتصال هي تلك المخلفات الأدبية والأثرية والشفهية والترسانة اللغوية والمرجعية. تترك لنا ذلك الركام الذي على أساسه نبني السنن المشتركة بيننا، لفهم فحوى الرسالة وغايتها ومرماها، والأمر هنا أن عملية التواصل ساهمت في بناء حضارات ومجتمعات متقدمة ومتحضرة بسبب خلق تواصل مع ذاتها وماضيها ومستقبلها، لترسم معالم التنمية في شتى جوانبها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والمعرفية .. الخ. هذا العمل التواصلي الذي فيه الاحتكاك ضرورة بين أبنية عديدة، منها بنية العمق الداخلي الذي يلعب فيه العقل الدور الأكبر، والعالم الخارجي الذي تنعكس فيه كل الأشكال والعلاقات الاجتماعية المتشاركة في التواصل.
لهذا، يأتي هذا البحث حول فلسفة التواصل، من أجل وضع اليد على أرضية تروم إليها كل الأبحاث الحديثة، لا سواء المهتمة بالجانب الاجتماعي، أو التي تنتعل السياسة وتطمع إلى التميز داخل مجال التواصل باعتباره ضرورة ملحة في حياتنا اليومية، وإن كانت الثورات الحديثة، قد عكفت على استغلال ما جادت به عقول التطور البشري عبر الزمن التاريخي الحديث، من تقنية حديثة ومواقع التواصل الاجتماعي. فإنها خلقت مفهوما للثورة في عالم التواصل عبر تكسير حاجز المكان والزمان والمسافات. وجعلت من العالم وحد واحدة، وإن اختلفت لغة المتحدثين، فقد أصبحت التقنية تكسر ذلك الحاجز عبر أدوات الترجمة والصورة الذهنية الموحدة، حتى أصبحنا أمام دال ومدلول واحد عند كل الذوات، وأصبح الفكر البشري يتجه نحو التراكب بشكل كلي، في وحدة المصير، وتقاسم المعانات وتشابه التعبير. فالانعكاسات الأخيرة على العالم تقوده نحو الكشف عن الزيف والتلاعب بالحقائق، وأبانت عنه كل الحركات المنطلقة من رحم العالم الافتراضي؛ لأنه أصبح يتناقل هموم الناس، ونقاشاتهم حول واقعهم الذي أصبح يعيشه عدد من سكان العالم. فأصبح الهم جماعي والمصير واحد، لذلك كان الواقع البداية والنهاية، وهو الذي يعكس الصورة الذهنية عند مستخدمي كل هذه الوسائل.
عند اتخاذي مسار تفكيك أبنية التواصل، كان الهدف أن أضع فكرة أساسية مفادها؛ أن رغم التنوع والزخم الفكري المتجه نحو التواصل، إلا أنه يعرف حقائق ثابتة تكون فيها الذات والآخر، الأساس والمركز الذي تدور في فلكه عملية التواصل. فالمرسل والمرسل إليه أساسين في التواصل، ولم تخرج أي نظرية عن هذه الثنائية وإن أشارة إلى اللغة واللسان والكلام، أو الوسائل والأنواع والأدوات. إلا أنها تنخرط ضمن عالم الثنائية نفسها، وتتخذ هذه الأهمية من خلال محاولة اقتحام عالم الفرد وعبره إلى المجتمع، وهذه الأهداف، قد تتباين وتختلف حسب كل منطلق تواصلي. لذلك وضحنا أنواعه وأشكاله، وقبله منطلقات التواصل النظرية ووظائفه.
إذا، التواصل منفتح على كل العالم، على كل الإبداعات البشرية وكل الإشارات والعوالم الخفية. فيصبح التواصل مطلبا تحليليا وضرورة إبستيمولوجية عند كل مجتمع، من أجل بلورة فكرة عن المجتمع الأخر. أو بحثا عن أساليب تكسير الحواجز وخلق نوع من الارتباط، في أفق نزع التوترات وخلق عالم جماعي متفاهم على أرضية تواصلية واحدة. وهذا ما تطمح إليه كل الذوات الباحثة عن التواصل. رغم أنها تقع ضحية للتشويش والذاتية والمطالب الفكرية الضيقة الغير مراعية للذوات الموجودة في العالم، والتي تنطلق من منطلقها لتكسير أي ارتباط بها، واستغلالها فقط.
قائمة الهوامش:
[1]- جان مارك فيري ( فلسفة التواصل)، ترجمة و تقديم : د. عمر مهيبل ، ط1 ، 1427هـ / 2006م ،منشورات الاختلاف الجزائر العاصمة – دار العربية للعلوم ، ص 11
[2] - سلسلة نقد و فكر .- الكتاب الثالث ، " التواصل نظريات و تطبيقات".- مجموعة من المؤلفين، بإشراف د. محمد عابد الجابري.- الشبكة العربية للأبحاث والنشر، الطبعة الأولى، يروت،2010.- ص49 ) مقالة لصاحبها : عزيز السراج. بعنوان: " اللغة وإشكالية التواصل و الدلالة "(
[3]- اندريه كريسون .–" تيارات الفكر الفلسفي من القرون الوسطى حتى العصر الحديث".– ترجمة نهاد رضا .- منشورات بحر المتوسط .- بيروت باريس و منشورات عويدات ،بيروت ، باريس .- الطبعة الثانية 1983.- ص 342
[4]- سلسلة نقد و فكر .- الكتاب الثالث ، " التواصل نظريات و تطبيقات".- مجموعة من المؤلفين، بإشراف د. محمد عابد الجابري.- الشبكة العربية للأبحاث والنشر، الطبعة الأولى، يروت،2010.- ص33
[5]- طه عبد الرحمــن.- "التواصل والحجاج".- الدرس العاشر، سلسلة الدروس الافتتاحية.- جامعة ابن زهر.- مطبعة المعارف الجديدة. ص5
[6]- محمد جابري.- " الحوار في الاسلام – أداب، أساليب، تقنيات، ومواقف".- ط.2.- مؤسسة الندوي، وجدة، المغرب .- ص.117
[7]- طه عبد الرحمــن.- "التواصل والحجاج".- الدرس العاشر، سلسلة الدروس الافتتاحية.- جامعة ابن زهر.- مطبعة المعارف الجديدة. ص5
*- ديديهانزيو: أستاذ في جامعة باريس نانتير معترف به كباحث في( علم النفس السريري ) .
*- د. جاك ايف مارتن 1917- 1994) عالم نفس و خبير استشاري neuropsychatrist و هو أستاذ مساعد في كلية الآداب و العلوم الانسانية في باريس نانتير
[8]- elabbioui.malware-site.www/ مدخل%20إلى% 20التواصل .doc المرجع : anzieu d. et martin J.y. « la dynamique de groupes restrients » P.U.F. paris , 1986(p : 589)
*- جزيف ألف ديفيتو : باحث أمريكي في مجال الاتصالات ، أستاذ متفرغ في كلية هنتر عضو في الرابطة الوطنية للاتصالات.
[9]-)DEVITO et autres « les fondements de la communication humaines » G. marin , canada , 1993 , (p.5
[10]- alainR . « micRo Robert » montréal, canada, 1988. (P.241)
[11]- Cooley. C. in. Mucchielli.B « les réseaux de communication » E.S.F. Paris 1988. (P. 33)
[12]- مصطفى حدية.- "الشباب ومشكلات الاندماج".- منشورات كلية الآداب و العلوم الإنسانية.- الرباط 1995.- ص.21
[13]- خليل أحمد خليل .-"معجم المصطلحات الاجتماعية".- سلسلة المعاجم العالمية.- بيروت 1995.- ص. 10
*- هو الفيلسوف الامريكي جورج هربرت ميد المزداد سنة 1883م والمتوفى سنة 1931م وهو مؤسس اتجاه ونهج برغماتي جديد، صاحب نظرية التفاعل الرمزي في التواصل.
*- الترانسندنتالية : حسب ما ورد في الموسوعة العربية الميسرة.1965 هي : في الفلسفة ، مذهب يقرر وجود موجودات مفارقة للخبرة الحسية. وهو مذهب عرف به"كانت" لأنه ذهب إلى أن الزمان و المكان و مقولات الحكم كلها مفارقة لعالم الحس . و يطلق اسم )الترانسندنتالية(كذلك على حركة في الأجدب الأمريكي ) 1836- 1860(، يمثلها ايميرسون و تورو، وقوامها التأكيد على الفردية والاكتفاء الذاتي .المرجع : http://encyc.reefnet.gov.sy/?page=entry&id=196612 .- تاريخ الزيارة : 11/03/2012
[14]- سلسلة نقد و فكر .- الكتاب الثالث ، " التواصل نظريات و تطبيقات".- مجموعة من المؤلفين، بإشراف د. محمد عابد الجابري.- الشبكة العربية للأبحاث والنشر، الطبعة الأولى، يروت،2010.- ص33
[15]- "الفكر الإسلامي والفلسفة".- للسنة الثالثة ثانوي ( شعبة الآداب العصرية ).- دار النشر المعرفة نشر و توزيع .- الرباط ، ط.1 ، 1413هـ / 1992م.- ص 16
[16]- نفس المرجع ، ص17
[17]- جان مارك فيري.-"فلسفة التواصل".- ترجمة: د. عمر مهيبل.- دار العربية للعلوم، منشورات الاختلاف، بيروت، لبنان.- الطبعة الأولى 2006م /1427هـ .- ص.
[18]- "نظرية التواصل المفهوم و المصطلح".- الدكتور القضمائي، أسامة العكش.- مجلة جامعة تشرين للدراسات و البحوث العلمية، سلسلة الآداب و العلوم الإنسانية .- المجلد 29 العدد 1 ، 2007.- ص. 142
[19]- رومالجاكبسون.- "قضايا الشعرية ".- ترجمة محمد الولي و مبارك حنون.- دار توبقال للنشر، الدار البيضاء، المغرب .- ط 1، 1988.- ص . 27
[20]- "نظرية التواصل المفهوم و المصطلح ".- الدكتور القضمائي، أسامة العكش.- مجلة جامعة تشرين للدراسات و البحوث العلمية، سلسلة الآداب و العلوم الإنسانية.- المجلد 29 العدد 1 ، 2007.- ص 142
[21]- فردينان دي سوسور.- "علم اللغة العام".- ترجمة: د. يوئيل يوسف عزيز، مراجعة النص: د. مالك يوسف المطلبي .- دار آفاق عربية.- ص. 38
[22]- جان مارك فيري " فلسفة التواصل " ، ترجمة و تقديم: د. عمر مهيبل ، منشورات الاختلاف ، الجزائر العاصمة .و الدار العربية للعلوم ، بيروت لبنان . الطبعة الأولى 1427هـ/2006م ، ص. 11
[23]- سلسلة نقد و فكر .- الكتاب الثالث ، " التواصل نظريات و تطبيقات".- مجموعة من المؤلفين، بإشراف د. محمد عابد الجابري.- الشبكة العربية للأبحاث والنشر، الطبعة الأولى، يروت،2010.- ص47
[24]- سلسلة نقد و فكر .- الكتاب الثالث ، " التواصل نظريات و تطبيقات".- مجموعة من المؤلفين، بإشراف د. محمد عابد الجابري.- الشبكة العربية للأبحاث والنشر، الطبعة الأولى، يروت،2010.- ص33
[25]- نفس المرجع
[26]- نفس المرجع
[27]-
[28]- فردينان دي سوسور.- "علم اللغة العام".- ترجمة: د. يوئيل يوسف عزيز، مراجعة النص: د. مالك يوسف المطلبي.- دار آفاق عربية، بغداد ، 1985.- ص. 26
[29]- فردينان دي سوسور.- "علم اللغة العام".- ترجمة: د. يوئيل يوسف عزيز، مراجعة النص: د. مالك يوسف المطلبي.- دار آفاق عربية، بغداد ، 1985.- ص.27 .
[30]- فردينان دي سوسور.- "علم اللغة العام ".- ترجمة: د. يوئيل يوسف عزيز، مراجعة النص: د. مالك يوسف المطلبي .- دار آفاق عربية، بغداد ، 1985.- ص27
[31]- فردينان دي سوسور.- "علم اللغة العام ".- ترجمة: د. يوئيل يوسف عزيز، مراجعة النص: د. مالك يوسف المطلبي .- دار آفاق عربية، بغداد ، 1985.- ص31
[32]- فردينان دي سوسور.- "علم اللغة العام ".- ترجمة: د. يوئيل يوسف عزيز، مراجعة النص: د. مالك يوسف المطلبي .- دار آفاق عربية، بغداد ، 1985.- ص38
[33]-. فردينان دي سوسور.- "علم اللغةالعام ".- ترجمة: د. يوئيل يوسف عزيز، مراجعة النص: د. مالك يوسف المطلبي .- دار آفاق عربية، بغداد ، 1985.- ص. 38
[34]- فردينان دي سوسور.- "علم اللغة العام ".- ترجمة: د. يوئيل يوسف عزيز، مراجعة النص: د. مالك يوسف المطلبي .- دار آفاق عربية، بغداد ، 1985.- ص38
[35]- شفيقة العلوي.- " محاضرات في اللسانيات المعاصرة".- ط.1 ،2004.- أبحاث الترجمة و النشر و التوزيع ، بيروت، لبنان.- ص.9
[36]- شفيقة العلوي.- " محاضرات في اللسانيات المعاصرة".- ط.1 ،2004.- أبحاث الترجمة و النشر و التوزيع ، بيروت، لبنان.- ص.ص. 9-15
[37]- شفيقة العلوي.- " محاضرات في اللسانيات المعاصرة".- ط.1 ،2004.- أبحاث الترجمة و النشر و التوزيع ، بيروت، لبنان.- ص 16
[38]-. شفيقة العلوي.- " محاضرات في اللسانيات المعاصرة".- ط.1 ،2004.- أبحاث الترجمة و النشر و التوزيع ، بيروت، لبنان.- ص 16
[39]- شفيقة العلوي، " محاضرات في اللسانيات المعاصرة "، ط.1 ،2004، أبحاث الترجمة و النشر و التوزيع ، بيروت، لبنان، ص.16
[40]- شفيقة العلوي.- " محاضرات في اللسانيات المعاصرة".- ط.1 ،2004.- أبحاث الترجمة و النشر و التوزيع ، بيروت، لبنان.- ص .17
[41]- شفيقة العلوي.- " محاضرات في اللسانيات المعاصرة".- ط.1 ،2004.- أبحاث الترجمة و النشر و التوزيع ، بيروت، لبنان.- ص 16-ص.17
[42]- د. يحي أحمد.- "الاتجاه الوظيفي و دوره في تحليل اللغة" .- " الألسنية ، مجلة عالم الفكر.- المجلد 20 ،العدد3 أكتوبر-نوفمبر-ديسمبر1989.-مطبعة جكومة الكويت.- ص 71
[43]- د. يحي أحمد.- "الاتجاه الوظيفي و دوره في تحليل اللغة" .- " الألسنية ، مجلة عالم الفكر.- المجلد 20 ،العدد3 أكتوبر-نوفمبر-ديسمبر1989.-مطبعة جكومة الكويت.- ص 71
[44]- د. يحي أحمد.- "الاتجاه الوظيفي و دوره في تحليل اللغة" .- " الألسنية ، مجلة عالم الفكر.- المجلد 20 ،العدد3 أكتوبر-نوفمبر-ديسمبر1989.-مطبعة جكومة الكويت.- ص 71،ص72
[45]- د. يحي أحمد.- "الاتجاه الوظيفي و دوره في تحليل اللغة" .- " الألسنية ، مجلة عالم الفكر.- المجلد 20 ،العدد3 أكتوبر-نوفمبر-ديسمبر1989.-مطبعة جكومة الكويت.- ص. 72
[46]- د. يحي أحمد.- "الاتجاه الوظيفي و دوره في تحليل اللغة" .- " الألسنية ، مجلة عالم الفكر.- المجلد 20 ،العدد3 أكتوبر-نوفمبر-ديسمبر1989.-مطبعة جكومة الكويت.- ص. 73
[47]- د. يحي أحمد.- "الاتجاه الوظيفي و دوره في تحليل اللغة" .- " الألسنية ، مجلة عالم الفكر.- المجلد 20 ،العدد3 أكتوبر-نوفمبر-ديسمبر1989.-مطبعة جكومة الكويت.- ص. 74
[48]- د. يحي أحمد.- "الاتجاه الوظيفي و دوره في تحليل اللغة" .- " الألسنية ، مجلة عالم الفكر.- المجلد 20 ،العدد3 أكتوبر-نوفمبر-ديسمبر1989.-مطبعة جكومة الكويت.- ص.74
[49]- د. يحي أحمد.- "الاتجاه الوظيفي و دوره في تحليل اللغة" .- " الألسنية ، مجلة عالم الفكر.- المجلد 20 ،العدد3 أكتوبر-نوفمبر-ديسمبر1989.-مطبعة جكومة الكويت.- ص. 75
[50]- د. يحي أحمد.- "الاتجاه الوظيفي و دوره في تحليل اللغة" .- " الألسنية ، مجلة عالم الفكر.- المجلد 20 ،العدد3 أكتوبر-نوفمبر-ديسمبر1989.-مطبعة جكومة الكويت.- ص75
[51]- د. يحي أحمد.- "الاتجاه الوظيفي و دوره في تحليل اللغة" .- " الألسنية ، مجلة عالم الفكر.- المجلد 20 ،العدد3 أكتوبر-نوفمبر-ديسمبر1989.-مطبعة جكومة الكويت.- ص76
[52]- رومان ياكبسون.- "قضايا الشعرية".- ترجمة : محمد الولي و مبارك حنوز.- دار توبقال للنشر ، الدار البيضاء ، المغرب .- الطبعة الأولى ، 1988.- ص. 27
*- هذا الشكل يبين خطاطة رومان ياكبسون مأخوذ من نفس المرجع السابق ص 27
[53]- رومان ياكبسون.- "قضايا الشعرية".- ترجمة : محمد الولي و مبارك حنوز.- دار توبقال للنشر ، الدار البيضاء ، المغرب .- الطبعة الأولى ، 1988.- ص. 27
*- باحث عربي مأخوذ من : محمد عابد الجابري.- "التواصل نظريات و تطبيقات".- الكتاب الثالث من سلسلة فكر و نقد، الشبكة العربية للأبجاث و النشر.- الطبعة الأولى ، بيروت ، 2010 .- ص. 229
[54]- " التواصل نظريات و تطبيقات ".- الكتاب الثالث من سلسلة فكر و نقد.- تحت اشراف : د . محمد عابد الجابري.- الشبكة العربية للأبجاث و النشر.- الطبعة الأولى ، بيروت ، 2010 .- ص235
[55]- رومان ياكبسون.- "قضايا الشعرية".- ترجمة : محمد الولي و مبارك حنوز.- دار توبقال للنشر، الدار البيضاء، المغرب.- الطبعة الأولى ،1988.- ص.28
[56]- رومان ياكبسون.- "قضايا الشعرية".- ترجمة : محمد الولي و مبارك حنوز.- دار توبقال للنشر، الدار البيضاء، المغرب.- الطبعة الأولى ،1988.- ص.28
[57]- رومان ياكبسون.- "قضايا الشعرية".- ترجمة : محمد الولي و مبارك حنوز.- دار توبقال للنشر، الدار البيضاء، المغرب.- الطبعة الأولى ،1988.- ص.28
[58]- رومان ياكبسون.- "قضايا الشعرية".- ترجمة : محمد الولي و مبارك حنوز.- دار توبقال للنشر، الدار البيضاء، المغرب.- الطبعة الأولى ،1988.- ص.28
[59]- رومان ياكبسون.- "قضايا الشعرية".- ترجمة : محمد الولي و مبارك حنوز.- دار توبقال للنشر، الدار البيضاء، المغرب.- الطبعة الأولى ،1988.- ص.28
[60]- نظرية التواصل المفهوم و المصطلح " د.قضمائي رضوان ، أسامة العكش . مجلة جامعة تشرين للدراسات و البحوث العلمية، سلسلة الآداب و العلوم الانسانية المجلد 29 العدد 1 . 2007 ،.ص. 144
[61]- رومان ياكبسون ، "قضايا الشعرية" ، ترجمة : محمد الولي و مبارك حنوز ، دار توبقال للنشر ، الدار البيضاء ، المغرب .- الطبعة الأولى ، 1988 ص. 30
[62]- رومان ياكبسون.- "قضايا الشعرية".- ترجمة : محمد الولي و مبارك حنوز.- دار توبقال للنشر، الدار البيضاء، المغرب.- الطبعة الأولى ،1988.- ص.30
[63]- نفس المرجع، ص 31
[64]- رومان ياكبسون.- "قضايا الشعرية".- ترجمة : محمد الولي و مبارك حنوز.- دار توبقال للنشر، الدار البيضاء، المغرب.- الطبعة الأولى ،1988.- ص.31
[65]- رومان ياكبسون.- "قضايا الشعرية".- ترجمة : محمد الولي و مبارك حنوز.- دار توبقال للنشر، الدار البيضاء، المغرب.- الطبعة الأولى ،1988.- ص. 31
[66]- نفسه المرجع ص.31
[67]- رومان ياكبسون.- "قضايا الشعرية".- ترجمة : محمد الولي و مبارك حنوز.- دار توبقال للنشر، الدار البيضاء، المغرب.- الطبعة الأولى ،1988.- ص.32
[68]- رومان ياكبسون.- "قضايا الشعرية".- ترجمة : محمد الولي و مبارك حنوز.- دار توبقال للنشر، الدار البيضاء، المغرب.- الطبعة الأولى ،1988.- ص. 33
[69]-د. يحي أحمد.- "الاتجاه الوظيفي و دوره في تحليل اللغة" .- " الألسنية ، مجلة عالم الفكر.- المجلد 20 ،العدد3 أكتوبر-نوفمبر-ديسمبر1989.-مطبعة جكومة الكويت.- . ص 81
[70]- نفس المرجع، ص . 81
[71]- محمد جابري.- " الحوار في الاسلام (آداب ، أساليب، تقنيات، و مواقف)".- الطبعة الثانية ، 2006.- مؤسسة الندوي ،وجدة ، المغرب.- ص.ص. 117- 118
[72]- محمد نور الدين أفاية.- "الحداثة و التواصل(في الفلسفة النقدية المعاصرة) نموذج هابرماس .- إفريقيا الشرق، الدار البيضاء ، المغرب .- الطبعة الثانية 1998.- ص.166
[73]- محمد نور الدين أفاية.- "الحداثة و التواصل(في الفلسفة النقدية المعاصرة) نموذج هابرماس .- إفريقيا الشرق، الدار البيضاء ، المغرب .- الطبعة الثانية 1998.- ص 168
[74]- نفسه المرجع ، ص،168
[75]- محمد نور الدين أفاية.- "الحداثة و التواصل(في الفلسفة النقدية المعاصرة) نموذج هابرماس .- إفريقيا الشرق، الدار البيضاء ، المغرب .- الطبعة الثانية 1998.- ص. 169
[76]- محمد جابري.- " الحوار في الاسلام (آداب ، أساليب، تقنيات، و مواقف)".- الطبعة الثانية ، 2006.- مؤسسة الندوي ،وجدة ، المغرب.- ص118
[77]- محمد جابري.- " الحوار في الاسلام (آداب ، أساليب، تقنيات، و مواقف)".- الطبعة الثانية ، 2006.- مؤسسة الندوي ،وجدة ، المغرب.- ص. 120
[78]- محمد جابري.- " الحوار في الاسلام (آداب ، أساليب، تقنيات، و مواقف)".- الطبعة الثانية ، 2006.- مؤسسة الندوي ،وجدة ، المغرب.- ص.120
[79]- محمد جابري.- " الحوار في الاسلام (آداب ، أساليب، تقنيات، و مواقف)".- الطبعة الثانية ، 2006.- مؤسسة الندوي ،وجدة ، المغرب.- ص.ص. 120 -121
[80]- محمد جابري.- " الحوار في الاسلام (آداب ، أساليب، تقنيات، و مواقف)".- الطبعة الثانية ، 2006.- مؤسسة الندوي ،وجدة ، المغرب.- ص 124
................................تحيات بــلال موڨــاي.......................................