منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
تسجيلك في هذا المنتدى يأخذ منك لحظات ولكنه يعطيك امتيازات خاصة كالنسخ والتحميل والتعليق
وإضافة موضوع جديد والتخاطب مع الأعضاء ومناقشتهم
فإن لم تكن مسجلا من قبل فيرجى التسجيل، وإن كنت قد سجّلت فتفضّل
بإدخال اسم العضوية

يمكنك الدخول باستخدام حسابك في الفيس بوك



ستحتاج إلى تفعيل حسابك من بريدك الإلكتروني بعد تسجيلك هنا
التسجيل بالأسماء الحقيقية ثنائية أو ثلاثية وباللغة العربيّة فقط
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
تسجيلك في هذا المنتدى يأخذ منك لحظات ولكنه يعطيك امتيازات خاصة كالنسخ والتحميل والتعليق
وإضافة موضوع جديد والتخاطب مع الأعضاء ومناقشتهم
فإن لم تكن مسجلا من قبل فيرجى التسجيل، وإن كنت قد سجّلت فتفضّل
بإدخال اسم العضوية

يمكنك الدخول باستخدام حسابك في الفيس بوك



ستحتاج إلى تفعيل حسابك من بريدك الإلكتروني بعد تسجيلك هنا
التسجيل بالأسماء الحقيقية ثنائية أو ثلاثية وباللغة العربيّة فقط
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين

تهتم بـ الفلسفة والثقافة والإبداع والفكر والنقد واللغة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
تعلن إدارة المنتديات عن تعيين الأستاذ بلال موقاي نائباً للمدير .... نبارك له هذه الترقية ونرجو من الله أن يوفقه ويعينه على أعبائه الجديدة وهو أهل لها إن شاء الله تعالى
للاطلاع على فهرس الموقع اضغط على منتديات تخاطب ثم انزل أسفله
» هات يدك مدخل الى اللسانيات التداولية / ترجمة محمد يحياتن  I_icon_minitime2023-12-13, 15:27 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» بين «بياجيه» و «تشومسكي» مقـاربة حـول كيفيـة اكتسـاب اللغـةمدخل الى اللسانيات التداولية / ترجمة محمد يحياتن  I_icon_minitime2023-12-03, 20:02 من طرف سدار محمد عابد» نشيد الفجرمدخل الى اللسانيات التداولية / ترجمة محمد يحياتن  I_icon_minitime2023-11-30, 14:48 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» الرذ والديناصورمدخل الى اللسانيات التداولية / ترجمة محمد يحياتن  I_icon_minitime2023-11-02, 18:04 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سلاما على غزةمدخل الى اللسانيات التداولية / ترجمة محمد يحياتن  I_icon_minitime2023-11-01, 18:42 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سلاما على غزةمدخل الى اللسانيات التداولية / ترجمة محمد يحياتن  I_icon_minitime2023-11-01, 18:40 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» شهد الخلودمدخل الى اللسانيات التداولية / ترجمة محمد يحياتن  I_icon_minitime2023-11-01, 18:35 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تهجيرمدخل الى اللسانيات التداولية / ترجمة محمد يحياتن  I_icon_minitime2023-11-01, 18:23 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تقرير من غزة مدخل الى اللسانيات التداولية / ترجمة محمد يحياتن  I_icon_minitime2023-11-01, 18:18 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» القدس لنامدخل الى اللسانيات التداولية / ترجمة محمد يحياتن  I_icon_minitime2023-11-01, 17:51 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» يوم في غزة مدخل الى اللسانيات التداولية / ترجمة محمد يحياتن  I_icon_minitime2023-11-01, 17:45 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» شعب عجبمدخل الى اللسانيات التداولية / ترجمة محمد يحياتن  I_icon_minitime2023-11-01, 17:41 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» سمكة تحت التخديرمدخل الى اللسانيات التداولية / ترجمة محمد يحياتن  I_icon_minitime2023-10-07, 15:34 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» تجربة حبمدخل الى اللسانيات التداولية / ترجمة محمد يحياتن  I_icon_minitime2023-09-16, 23:25 من طرف عبدالحكيم ال سنبل» زلزال و اعصارمدخل الى اللسانيات التداولية / ترجمة محمد يحياتن  I_icon_minitime2023-09-14, 05:44 من طرف عبدالحكيم ال سنبل

شاطر
 

 مدخل الى اللسانيات التداولية / ترجمة محمد يحياتن

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
جلال فتحى سيد
عضو شرف
عضو شرف
جلال فتحى سيد

القيمة الأصلية

البلد :
مصر

عدد المساهمات :
465

نقاط :
649

تاريخ التسجيل :
24/01/2011


مدخل الى اللسانيات التداولية / ترجمة محمد يحياتن  Empty
مُساهمةموضوع: مدخل الى اللسانيات التداولية / ترجمة محمد يحياتن    مدخل الى اللسانيات التداولية / ترجمة محمد يحياتن  I_icon_minitime2012-07-14, 21:14


مدخل إلى اللسانيات التداولية
لطلبة معاهد اللغة العربية وآدابها

ترجمة :
محمد يحياتن
الأستاذ المكلف بالدروس
جامعة تيزي وزو

ديوان المطبوعات الجامعية
الساحة المركزية- بن عكنون – الجزائر

ديوان المطبوعات الجامعية: 11/ 92
رقم النشر: 4.10.3391

مقدمة المترجم:
سعياً منا إلى توفير الثقافة اللسانية المعاصرة وسدّ الفراغ الذي تشكو منه المكتبة العربية أرتأينا ترجمة كتاب الزميل والصديق الجيلالي دلاش الذي عنوانه Introduction à la pragmatique linguistique الصادر عن ديوان المطبوعات الجامعية سنة 1983.
أما عن سبب اختيارنا لهذا الكتاب، فمرده إلى أنه يعالج تخصصا لسانيا حديثا هو " اللسانيات التداولية" . ويمكننا أن نعرفه بإيجاز شديد بقولنا : إنه تخصص لساني يدرس كيفية استخدام الناس للأدلة اللغوية في صلب أحاديثهم وخطاباتهم كما يعني من جهة أخرى بكيفية تأويلهم لتلك الخطابات والأحاديث .
وبناءً على ما تقدم يمكننا القول كذلك بأن اللسانيات التداولية إنما هي لسانيات الحوار أو الملكة التبليغية أي ما يعرف بـــــ Compétence de communicatð التي تقابل الملكة اللغوية الصرفة competence كما حددها تشومسكي.
والكتاب – على صغر حجمه- يعدّ مدخلاً لهذا التخصص لاسيما وأن صاحبه قد توخى عند وضعه الأسلوب التعليمي حتى يستأنس الطلبة بمفاهيمه ومناهجه.
أما بالنسبة للمصطلح فلقد اعتمدنا على القاموس اللساني الذي وضعه أستاذنا الفاضل الدكتور عبد الرحمن الحاج صالح، وإن كنا لم نتبن المقابل الذي اقترجه للدلالة على " " وآثرنا اللفظ الذي وضعه زملاؤنا بالمغرب الشقيق ألا وهو " اللسانيات التداولية" لخفته وسلاسته.
هذا وسيجد القارئ في آخر المتن ثبتاً لهذه المصطلحات مشفوعة بما يقابلها في اللسان العربي .
والله الموفق


تنبيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه
وصنع هذا العمل لجمهور الطلبة أساساً. إن الهدف الذي يروم تحقيقه إنما هو جعل القارئ يستأنس بمفاهيم اللسانيات التداولية الأساسية.
بيد أن خلفية هذا العمل الفلسفية تظل سطحية وذلك لأسباب بيّنة منها قلة إحكامنا لهذا الميدان، أي الفلسفة، وحرصنا على عدم إثقال المتن.
( ...) *
هذا وإنا لنعرب لكل الزملاء الذين سيعتزمون تعميق هذا العرض وبخاصة القسم الفلسفي منه، عن تشكراتنا المسبقة.
__________________________________________
(*) أحجمنا عن ترجمة الفقرة الثالثة الواردة في هذا التنبيه لأنها تهم قارئ النص الأصلي المدون باللغة الفرنسية . (المترجم)
-3-
1- تمهيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــد
إن الهدف الذي ننشده من خلال هذا العرض المركز حول اللسانيات التداولية ليس هو تقديم صورة وافية عن منشئها وتطورها وعلاقاتها بالتخصصات الأخرى، ذلك أنه يوجد في هذا المضمار بيبلوغرافيا غنية سنشير إليها في مظانها من هذا العمل، والتي يمكن للقارئ أن يرجع إليها حسب اللغة الأولى التي يحذقها، لذا سنقتصر، متواضعين على تقديم بعض المفاهيم الأساسية التي نرجو أن تستثير فضول القراء وتحملهم على دراسة هذا المجال دراسة عميقة.
إن استعراض منشأ اللسانيات التداولية ليس بالأمر الهين، لا سيما وأنها مدينة لعدد من التيارات الفلسفية، وهذا لعمري ميدان يستلزم طرقه تكويناً متيناً. غير أن ثمة معالم تيسر لنا- فيما نعتقد- ولوجه. هذا ويجب رفض تقسيم النشاطات الإنسانية إلى تخصصات منيعة، لأن تصوراً من هذا القبيل ، خليق بأن يوقعنا في شرك الاعتقاد بأن اللسانيات لا تعني إلا بالبنية اللغوية الصرف (الصوت، الكلمة، الجملة) غير محتفلة بالاعتبارات غير اللغوية والعلاقات التي تربطها بالتخصصات الأخرى المتنوعة، ولهذا فلا اللسانيون الذين نزعوا أحيانا إلى تزكية هذا التصور والموقف ولا ممثلو التخصصات الأخرى- أيا كانت المسافة التي تفصل بعضها عن البعض الآخر – بمفلحين أن انغلقوا داخل حقول أبحاثهم . وفضلا عن هذا ، فإن النظرية اللسانية- أيا كانت جاذبيتها- مدينة لا " للتفكير الفلسفي" فحسب بل كذلك لوجهتها التي تمسّ الواقع والمعيش اليومي.
يذكر أ.ماس U.Mass ود.فندرليش D.Venderich في كتابهما الموسوم بـــــ Pragmatik und sprachlichers" " أربعة منابع أساسية أدت إلى تكوّن هذا التخصص: أي اللسانيات التداولية، وهي على التوالي:
- السيميائيات المنطقية المرتبطة بـــ " نادي فينا Cercle de Vienne " .
- سيـــــــميــــــائيــــــــات ش.موريـــــس التي تفـــــرع عنــــــها تيــــــار طـــــاغ أعيـــــد التفـــــكيـــــــر فيــــــــه من خــــــــــلال


" مكوّن العمل" Composante tra ويمثله ج. كلوس G.Klaus (من ألمانيا الديمقراطية).
- الذرائعية الأمريكية Pragmatisme لــــــ ش.س. بيرس C.S.Peirce.

بعد ملاحظاتنا التمهيدية (1) سنخصص الجزء الثاني للاعتبارات السيميائية . ولئن كنا قد قررنا عدم تفصيل الحديث عن تصور الدليل عند سوسير ونموذج التبليغ الذي اقترحه ياكبسون فإننا سنحاول تقديم التصورات الثلاثة للدليل والتي أشرنا إليها سابقا. أما النقطة الثالثة فإننا سنعالج فيها مفاهيم اللسانيات التداولية الأساسية ( أو نظرية الأفعال اللغوية Théorie des actes de langage وبخاصة مفاهيم الإنشائية وفعل الكلام acte de parole ومفهوم الإنجازي أو الإنشائي performatif واللا مباشرة indirectivité ..
وسنعالج في النقطة الرابعة تطور هذا التخصص منظوراً إليه في الأفق التعاملي التفاعلي interactionnelle . وفي الأخير – ودون أن يذهب بنا الزعم إلى التبجح بتقديم تحديد نموذجي، سنوفر معلومات أساسية تمكن من حصر موضوع وهدف القضية الخامسة حصرا ذا بال ومن ثم استشراف الصلات التي تربط هذا التخصص بغيره من التخصصات المجاورة.

الوسطى، ومن ديكارت إلى كانط وهوسرل- ولنقتصر على هؤلاء ، إنما دار حول مفهوم الدليل بمعناه الواسع ، أي من حيث مظهره السيميائي، بوصفه دليلا ومن حيث مظهره الدلالي بوصفه تمثيلا لفكرة أو خاطرة. (3)
إن التصورات المختلفة مردها لا إلى البحث عن القوانين الداخلية التي تنتظمها بل تعني بتأثير الأدلة على السلوك البشري.
هناك تصورات هامة في إطار هذه التوجهات جديرة بأن تعالج معالجة عميقة: وهي تصورات كل من ش. س. بيرس Peirce ، ش. موريس Morris ول. بوهلر K. Buhler . ولما كانت هذه التصورات لا تستبعد مستخدمي الدليل من أبحاثها فإنها قد عدّت على نحو حصيف بمثابة أسس للسانيات التداولية.

2 . 1 – تصور ش. س. بيرس G. S. Peirce
لقد كان للعالم والسيميائي ش. س. بيرس اليد الطولي في المنعطف الحاسم الذي حصل صوب اللسانيات التداولية، إن العَالَم ( بفتح اللام) بالنسبة إليه يتمّ إدراكه بواسطة التفاعل ما بين الذوات، والنشاط السيميائي ، أي أن هذا يتمّ أساساً بفضل الأدلة signes.
غإن الناس بينهم علاقة حد خاصة مع الأدلة التي تشكل رموزاً تنهض بتمثيل الواقع الذي يحملهم على السعي والتحرك.
هذا وتوجد صيغة لسانية تداولية أساسية تلخص فكره (أي فكر بيرس) ، تقول هذه الصيغة:
" لكي تبلور دلالة فكرة ما، يجب علينا بكل بساطة تحديد العبارات التي تولّد هذه الأدلة، ذلك أن دلالة شيء ما إنما تتمثل ببساطة في العبارات التي تتولد عنها. إن السمة المميزة للعادة إنما تكمن في الكيفية التي تحملنا على العمل، لا في الظروف المحتملة فحسب، بل كذلك في الظروف الممكنة الحصول بل حتى في تلك التي يتعذر تصورها".
يصف هابرماس Habermas موقف بيرس العلمي باعتباره نوعا من إسقاط " تجربة التطور العلمي صوب السيرورة الجماعية والموجَّهة (بفتح الجيم) للجنس البشري . إن هذه العلاقة المتينة القائمة بين العلم والحياة قد أعيد طرحها في شكل حكمة ذكرها هابرماس (1973، ص20): " العلم بالنسبة إلينا شكل من أشكال الحياة" . والحياة التي تشتمل على العلم لا يمكن إدراكها إلا بفضل نوع من الأدلة، ثم يشرع بيرس في تطوير نظريته حول الدليل الذي يتوفر في نظره علاقة ثلاثية تتحقق بواسطة سيرورة متجانسة تدعى sémiosis وتمثلها الخطاطة التالية :
ولفهم العلاقة الموجودة بين العناصر الثلاثة الموجودة في هذه الخطاطة فهما جيدا وإدراك ما يعنيه بيرس بــــ "الدليل" إدراكا جيدا كذلك لا مندوحة لنا من الاستشهاد بأقواله مطولا:
" الدليل – أو الوحدة الممثلة representem – هو شيء موجود ههنا من أجل شخص ما لغرض ما وذلك على نحو من الأنحاء. والدليل هذا يتوجه إلى شخص ما ، أي أنه يحدث في فكر هذا الشخص دليلا مساويا أو قد يحدث فيه دليلا أكثر تطورا. وهذا الدليل المحدث ( بفتح الدال) أسميه: "مؤوّل الدليل الأول interprétant . والدليل موجود هنا من أجل شيء ما: هو موضوعه. وهو موجود هنا من أجل هذا الموضوع ، لا من حيث كل علاقاته بل من حيث إحالة على نوع من الفكرة التي أسميها أحياناً قاعدة الوحدة الممثلة base de representem " (ذكر هذا القول من قبل –Schliben Lange ص25).
والدليل يتوفر على علاقة ثلاثية الأبعاد:
-يؤول فكرة.
-وهو مجعول من أجل موضوع بعينه ويدل على نفس الشيء الذي يقوم بتأويله.
-وهو موجود على نحو من النوعية التي تضعه في علاقة مع موضوعه.
من جهة أخرى يميز بيرس بين ثلاثة أنماط من الأدلة : الرمز symbole والأيقونة icone والأمارة indice . يمتاز الرمز بعلاقة الاعتباطية التي تربطه بموضوعه، من ذلك مثلاً أصوات لغة ما، وهكذا نجد بالنسبة لموضوع معين عدة أدلة مختلفة في لغات مثل العربية والألمانية والفرنسية: كلب ، hund ، chien، أما الصفة الإيقونة للدليل فإنه يتمّ الوقوف عليها من خلال شبهها الصوري المحض بموضوعها: الصوت المحاكي للطبيعة onomatopée أيقونة.
أما بالنسبة للأمارة فإنها تندرج في علاقة العلة بالمعلول ، ومن هذه الحيثية يكون الدخان دليلا على النار والدموع دليلا على الحزن أو الألم.
إن الســـــــيرورة الســـــــــــيميائية sémiosis تشكـــــــل عمــــليــة انصهــارية، أي أن الأبعــاد الثــلاثة المذكــورة يجب أن تعمــل ( أو تشتغــل) كأنهـــا وحــــدة متكامـــــلة، لأن التـــــــعــــاون بين عنصــــرين اثنـــــين فقــــط يخــــلّ بنشــــاط الفــــكر إخـــلالا جمّـــــــــا. وقد صــــــــوّر الفيـــــلسوف الألمــــــــاني كــــــارل –

أوتو-آبل O. Apel وهو أحد أبرز شراح التصور البيرسي (نسبة إلى بيرس) للدليل- نظريتخ بالخطاطة التالية (8):
موضوع المعرفة الدليل الواقع المدلول عليه
البعد اللساني التداولي البعد التركيبي البعد الدلالي

ويلحّ آبل في دراسته لأعمال بيرس على أهمية الوظيفة الثلاثية. إن الواقع المدلول عليه يفترض تجربة إنسانية مبنية لا على ما هو فرضي ، بل على ما هو اجتماعي لأنه بفضل ما هو اجتماعي تتطور التجربة الإنسانية كما أن المفاهيم تغتني بواسطة تخزين المعرفة الدائم. (انظر برونروت Braunrot، 1978، ص 31) وهكذا نلاحظ وجود علاقة ثلاثية بين العلم والحياة. من جهة أخرى أن النظريات العلمية يجب أن تثبت صلاحيتها على محك التجربة التي تمنحها مشروعيتها.
2.2 تصور ش. موريس
إن وظيفة الدليل الثلاثية عند بيرس (منظورا إلى الدليل من حيث معناه..... – الناقلات المادية للسيرورة السيميائية).
- الأشياء المدلول عليها والمؤولات ) قد أعاد موريس تناولها بتطويرها بكيفية نظامية systémat كبرى ، فالنظرية السيميائية – بالنسبة إلى هذا اللساني – التداولي الأمريكي- يجب تصورها كسيرورات سلوك ، فالجسم من حيث هو جسم يفعل في المحيط وينفعل به، علماً بأن وظيفة المحيط وأهميته عاملان حاسمان في إرضاء حاجاته ومن ثم فإن هناك تفاعلاً بين هذين العاملين. إن موريس لا يبتعد كثيراً عن تصور بيرس اللهم إلا من حيث البعد السلوكي limension behavioriste .
إن سيرورة الدليل أو ما يعرف بــــ sémiosi'e تحتوي في دائرة على أربعة عناصر :
- العنصر الذي يقوم مقام الدليل أو "الناقل" parteur.
- العنصر الذي تتمّ إحالة الدليل عليه أو "المدلول عليه".
- عنـــــــصر "الأثــــر" effet الـــذي يحـــــــصـــل لـــــدى المــــــــــــــرســـــــل إليــــــه والــــــذي يبــــــدو لــــــه وكـــــأنـــــــه

الدليل أو المؤول .
- المؤول Interpréte .
هذا ولا توجد هناك تراتيبية hiérarchie تنتظم هذه العناصر حال كونها تساهم في السيرورة السيميائية. وهذه الأربعة عناصر لسيرورة الدليل تمكن من استشراف ثلاثة توجهات للبحث النظري الأساسي، إذ يمكننا الاجتهاد في البحث عن العلاقات القائمة بين الأدلة والأشياء التي تحيل عليها ونحن ههنا إزاء البعد الدلالي، وشرح ما يحدث عندما يستخدم المؤولون الأدلة وهذا الأمر من مشمولات اللسانيات التداولية.
غير أن هذه التوجهات الثلاثة في نظر المؤلف، متداخلة فيما بينها أيما تداخل: " أثناء وصف السيميائيات تفترض اللسانيات التداولية مسبقا كلا من الدراسة التركيبية والدلالية ... لأن المناقشة الحصيفة السديدة لعلاقات الأدلة بمؤوليها تستلزم معرفة علاقات الأدلة بعضها ببعض وكذا علاقة الأدلة بالأشياء التي يحيل عليها المؤولون " (موريس ، 1972، ص 57).
هذا ويمكننا أن نمثل لتصور موريس بالخطاطة التالية:

الدراسة التداوليــــــــةـ
(المؤولون / المستخدمون )
وانطلاقا من هذا الأنموذج التبيلغي يعتبر موريس بأن الأدلة التي نستخدمها يمكن أن تكون ناقلة لثلاث وظائف أساسية ، إن بنية اللغة، منظورا إليها من الوجهة اللسانية التداولية هي عبارة عن نظام من السلوك، إن وظيفة الدلالة على المسمى (أو ببساطة التسمية fontion designative تهيء المرسل إليه إلى

رد فعل ما . من ذلك أن جملة من هذا القبيل :
" – هناك كلب أمام الدار "
تهيء المخاطب إلى اتخاذ رد فعل معين، فنحن عندما نستخدم الأقوال التالية في أوضاع ومقامات بعينها، فإنما نستثير وظيفة اللغة التقييمية .
Apprécistive:
" ما أجمل المنظر..
في كل مرة يستوجب " دليل ما" اتخاذ موقف لدى المتلقي، سواء كان هذا الموقف إيجابياً أو سلبياً إزاء حدث ما أو شيء ما أو مقام ما. إن هذا يعني أن المتلقي يضطلع بالوظيفة التقييمية. إن أولئك الذين يقومون بسنّ القوانين ( أو استصدار الأوامر) إنما ينجزون وظيفة السَّن (بفتح السين ).
ومعنى هذا أنهم يخيرون المتلقي بين أمرين : الطاعة أو العصيان:
" أغلقِ الباب"
إننا نلاحظ هنا الصيغة السلوكية الطاغية على هذا التصور للدليل، وهذا التصور يختلف قليلاً عن تصور كارل بوهلر K. Buhler من بعض الوجوه.

2. 3 – تصور الدليل عند كارل بوهلر
في الوقت الذي كانت البنيوية structuralisme تتطور لتصبح مدرسة قائمة الذات لدراسة اللغة بوصفها نظاما مجردا من الأدلة المختزنة من قبل الأفراد تشكّل في ألمانيا والنمسا تيار معارض للتصور التقليصي réductionniste لدى البنيويين . وقد استشرف بوهلر، باكراً، وجه "النشاط اللغوي للغة activité langagiére de ia langue وقد اقترح عالم النفس اللغوي الألماني في نموذجه التبليغي ثلاث وظائف أساسية للدليل، رافضاً تحليل اللغة الذي قام به دي سوسير لاعتقاده بأن التحليل الذي أنجزه دي سوسير إنما تمّ بواسطة "ساطور جزار" ، واقترح بوهلر صيغة تداولية.
وانطلاقا من نتائج أبحاثه حول اللغات الهندية-الأوروبية ، حيث يقوم الفعل بوظيفة مركزية تحدد بنية الجملة، استخلص بأن هذه الخصيصة تجعل من المتكلمين أفراداً فاعلين وأطرافاً ذوي نشاط لغوي حقيقي:
" أيا كانت الكيفية التي نعالج بها الأشياء فإن سبيل البحث اللغوي التاريخي يمر عن الفعل اللغوي acte de langage بوصفه مصدر كل ما " هو تاريخي" في اللغة، وهو في حاجة إلى نظرية في النشاط اللغوي" (ص 50)
وما نموذج بوهلر هذا سوى وسيلة وأداة استكشافية تمكن من إعادة نظر جذرية في التصورات البنيوية ، إن الخطاطات schemas التي نلفيها في العديد من كتب اللسانيات، تظهر في شكل مثلث :

و

وظيفة التمثيل



وظيفة التعبير وظيفة النداء

إن الدليـــــــــل اللغــــــــــــوي بوصفـــــــــه رمــــــــــزاً يمثـــــــل العــــــــالم الخــــــــــارجي، ويضطــــــــلع من حيث هذه الحيثيـــــــــة بوظيـــــــــفة التمـــثيــــــــــــل. ولمـــــــــــــــــا كـــــــــــــــــــــان الدليــــــــــــــل متوقفــــــــــــــــــاً عــــــــــــلى استخــــــــــــــــــدام المرســـــــــــــــــــــل إليـــــــــــــــــــــــه ،

فهو يعبر بشكل من الأشكال عن جوانيته intériorite كما يضطلع بوظيفة الإبانة عن الأغراض، وأخيراً فإن استخدام هذه الأدلة ليس مسعى مجانياً لأن المرسل يمارس من خلال هذا الاستخدام تأثيراً على المرسل إليه، ويصبح الدليل إشارة موحية إلى سلوك المرسل إليه، وتتحقق آنذاك وظيفة النداء .
وهذا التمييز لوظائف اللغة يذكرنا بذلك الذي وضعه موريس والذي سبق أن عالجناه.
إن الوظيفة المرجعية ( أي الدلالة على المسميات ) تطابق وظيفة التمثيل، أما وظيفة السن (سنّ القوانين مثلاً ) فيمكن إلحاقها بوظيفة النداء التي أشار إليها بوهلر. أما فيما يتعلق بالوظيفة التقييمية فإن بالموازاة مع الوظيفة التعبيرية ليس بالأمر البديهي. غير أن المؤلف يضيء بعض التقييد لأفكاره وذلك بإلحاحه على أن هذه الوظائف يمكن أن يتزامن وجودها في صلب نشاط لغوي واحد وتدعيما لهذا التقييد، يذكر المؤلف بعض الحالات:
- وظيفة التمثيل
اللغة العلمية.
لغة المنطق الحديث
لغة الرياضيات
- وظيفة التعبير
اللغة الشعرية الغنائية lyrique
- وظيفة النداء
لغة الأمرcommandement
- الوظيفة المزدوجة: التعبير والنداء
الكلمات اللطيفة ( انظر بروتروت ص 41 وص 258)
إن بوهلر ينافح إذن من أجل لسانيات ديناميكية غير سكونية من أجل لسانيات النشاط الــلــــغـــــوي، حيــــــث تــــــنـــصـــــــــرف مـــــهـــمـــــــــة اللــــســــــاني إلى دراســـــــــــــة " الاســــتـــعــــمــــــــــــال البــــشــــــــري

الخاص للدليل" وهذه المهمة في نظره لم ينجزها دي سوسير.
2. 4- ملاحظات الخلاصة
لئن كان نقد بوهلر لموقف دي سوسير عنيفاً، فإن هذا النقد يعوزه التبرير الشامل، صحيح أن المكوّن (أو المقوم) التبليغي غائب في أعمال دي سوسير والحال أن دي سوسير يعتبر اللغة "كنزا" في حوزة الأفراد، لكنه عندما واجه تعدد القضايا والظواهر المرتبطة باللغة وصعوبتها، فلم يحصر بحثه على " النظام الداخلي " للغة و " طبيعة عناصرها" بإضفاء المشروعية على ثنائية : اللغة/ الكلام.
إن الدليل يظهر ، والحق يقال، في صورة صيغة بالفعل إذا نحن قارناه بالنماذج التي سبقت الإشارة إليها:
الأدلة في علاقة مع المحورين الاستبدالي paradigmatique والتركيبي (9)
المـــــــــدلـــــــــــــــــــول ( المحتوى) عـــــــــــــــــــــلاقة إحــــــالة
الـــــــــــــــــــــــــــــدال ( الصورة) المــــوضـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوع
العلاقة بين الدال والمدلول اعتباطية arbitraire هذا ولسنا بصدد الانتصار لنظرية على حساب نظرية أخرى، بل إننا نروم تقديم التصورات المختلفة للدليل بقصد تقويم مكوناتها والوظائف التي يسندها المؤلفون لها تقويما موضوعيا .
قلئن كان دي سوسير قد تجاهل في كتابه " دروس في اللسانيات العامة" البعد التبليغي فإن رومان ياكبسون قد اهتم به اهتماما جما، وبإعادة اكتشافه لأعمال بيرس ساهم ياكبسون كثيراً في توسيع نظرية الدليل. هذا ولن نخوض في الانتقادات (10) التي وجهت إلى نموذجه التبليغي الذي يميز فيه بين ستِّ وظائف ترتبط بستة عناصر:

السيـــاق 1
المرســــــــل 2 الرســـــــــــــالة 6 المرسل إليه 3
الاتصال 4

الوضع اللغوي code 3

- عنصر السياق يحقق الوظيفة المرجعية، أي أننا نستخدم الدليل للتمثيل والإخبار والشرح.
- عنصر المرسل يحقق وظيفة التأثير أو التعبير ويتعلق الأمر هنا بموقف المتكلم أو سلوكه إزاء ما يقوله أو الخبر.
- المرسل إليه يتلقى الرسالة من المرسل وهو مدعو لأن يقوم برد فعل، وهذا هو وظيفة المعاناة function conative.
- الرسالة تهدف إلى إحداث التواصل أو قطعه واستعادته وإحداث الاتصال.
- وقد يحدث أن يوجه المرسل والمرسل إليه حديثهما صوب الوضع اللغوي نفسه ، وثمة كلمات من قبيل : أي، يعني ... تقوم بإدخال الوظيفة التحقيقية.
- الوظيفة الشعرية موجهة مباشرة إلى الرسالة وأماراتها عديدة منها القوافي والاستعارة والجناس إلخ.
ولئن بدت هذه العناصر المختلفة معزولة في صلب الخطاطة المعروضة، فإن الأمر ليس كذلك في ذهن صاحبها الذي يلحّ على " أن تنوع الرسائل لا يكمن في احتكار إحدى هذه الوظائف، بل في الاختلاف الحاصل في تراتيبية هذه الوظائف ذلك أن البنية اللغوية لرسالة ما تتوقف قبل كل شيء على الوظيفة المهيمنة function prédominante .
إن تصورات الدليل المختلفة التي قمنا بعرضها إلى حدّ الآن تتصف كلها – باستثناء تصور دي سوسير- بكونها تشتمل على مقوّم (مكوّن) لساني تداولي متفاوت الأهمية، ونعني به الاعتداد بعنصر " المؤول للدليل". وقد تمّ إغناء هذا الوجه اللغوي بإقحام مفهوم " الفعل الكلامي acte de parole " الذي سبق أن اقترحه بوهلر (12).

3- اللسانيات التداولية
حاولنا فيما سبق تقديم خطاطة لمفهوم الدليل ذي الصيغة الثلاثية لدى بيرس وللتأويل السلوكي الذي وضعه موريس، وكلاهما ممثل للفلسفة الذرائعية الأمريكية pragmalisme . كما قمنا برسم خطاطة لوظائف بوهلر اللغوية. وسجلنا بعد ذلك إدخال مفهوم " الفعل الكلامي" من قبل عالم النفس اللغوي الألماني، وقد أحدث هذان التياران الكبيران المنبثقان من مصادر مختلفة شرخا هاما في التصور التقليدي، وهو الشرخ الذي سعى دعاة الفلسفة التحليلية إلى تعميقه.
في الثلاثينات من هذا القرن وقبل اندلاع الحرب العالمية الثانية، حاولت التجريبية المنطقية empirsme logique القريبة من نادي فينا cercle de Vienne تغيير الوجهة الفلسفية التقليدية للدليل، وقد اجتهد هذا التيار الذي يمثله أساساً كل من فريج Freg وكارناب Carnap وفيتجنشتاين Wittgenstein في إعادة بناء لغة صورية تكون بمثابة أداة ضرورية لوصف العالم وتأويله.
إن جملة الإثبات ph. Assertive على سبيل المثال، والتي تمثل من حيث هي كذلك، صورة الواقع العلمي، لا يمكنها إلا أن تكون كاذبة أو صادقة، يجب على الفلسفة أن تتلفظ بجمل لها معانٍ. وتنقسم هذه الجمل إلى قضايا تركيبية propos , synthétiques (لها قيمة الصدق أو الكذب) وقضايا تحليلية تتوفر على قيمة الصدق دائماً، من ذلك مثلاً :
- القط مستلق على الممسحة (صادقة أو كاذبة)
- الأعزب غير متزوج ( صادقة على الدوام)
وهذه الاعتبارات يتمّ تصحيحها ، شيئا فشيئاً من خلال ملاحظتنا لما يلي:
إن ما نتلفظ به لا يمثل وصفا مطابقا أو لا للواقع، بل يمثل فعلاً ( أو حدثاً) يتوفر على معنى أو لا.
إن ما يصــــــلح للغــــــة الصـــــوريـــــــة – بالنسبــــــة للمنــــتـــــــــصرين للفــــلســــــــفة التحليـــــــــــلية- ليــــس كــــــذلك بالنـــــــسبــــــــــة إلى اللـــغــــــــة الطبيعيـــــــــــة. وليــــــــس القـــــــول énonce تمثيــــــــلاً بسيطــــــــاً للشيء. وهكـــــــــــذا فـــــــــإن


القول يمتاز بكونه يمكننا في الآن نفسه من التأكيد على أن القط مستلق على الممسحة (انظر ريكاناتي، 1979، ص 27).
إن هذه الصيغة المزدوجة في كوننا نقول شيئاً ما وأن ما قيل في هذا القول يمثل " انعكاسية الدليل réfléxivité du signe أي أن الدليل يتحدث عن نفسه وعن العالم، وكونه ينعكس لا يعني أنه يكفّ عن " التمثيل" ( المرجع السابق).
وهكذا يرى فلاسفة اللغة الطبيعية أنه لا يجب اعتبار القول خارج سياقه ذلك أن هذا العنصر ( أي السياق) – وهو أساسي في نظرهم – يوفر دلالة إضافية.
3 . 1- " ألعاب اللغة " لـــــــ: فيتجنشتاين (15)
سنستعيد ، ونحن ننظر في إسهام فيتجنشتاين ، كل ما يمتّ إلى الفكر المنطقي أو الأخلاقي أو الميتافيزيقي بصلة، وسنعني بالعناصر الخاصة بفلسفة اللغة.
بعد فترة قصيرة كرّسها لدراسة اللغة المثلى لوصف العالم، انضم الفيلسوف النمساوي إلى فلاسفة أكسفورد بقصد دراسة اللغة الطبيعية وهناك جزء هام من أعماله يحاول من خلاله تحديد اللغة الطبيعية. وتعتمد هذه الفلسفة على ثلاثة مفاهيم أساسية هي: الدلالة، القاعدة، " ألعاب اللغة " Jeux du langage .
يلاحظ المؤلف بادئ ذي بدء بأنه لا يجب الخلط بين المعنى المحصل sens والمعنى المقدر significa-tion ذلك أن هذا يعني خلطاً بين الجملة والقول، فــــ" الجملة لها معنى مقدر، في حين أن الكلام له معنى محصل" sens.
والجملة بالنسبة إليه لا تتوفر على هذا المعنى من خلال النظام الذي تنضوي تحته .
وفي خاتمة المطاف يحدد معناها الحقيقي الذي يمكن مشاهدته والتحقق منه في صلب الممارسة اليومية لألعاب اللغة.
أما المفهوم الثاني – أي القاعدة – فإن الفيلسوف يرى بأنه يجب أن ننظر إليه من حيث وجوهه الاجتماعية والاستبدالية paradigmatiques والنحوية.
إن وجه القاعدة الاجتماعي يكمن في إنها تستند إلى التواضع والاصطلاح، إن استخدام الأدلة إنما يتجلى في الامتثال إلى القاعدة:
" إن اتباع قاعدة ما وإعطاء معلومة وأمر، ولعب الشطرنج، كلها ممارسات

( أي تقاليد ومؤسسات) " . ( 1971، ص 199).
غير أن فيتجنشتاين يقيد nusnce معنى " القاعدة" الذي لا يعدو كونه لعبة من " ألعاب اللغة. ونظراً لعدم وجود قواعد معينة تلزم لاعب التنس بارتفاع معين لا يجب على الكرة تجاوزه (17) فإن هذا الأمر يصدق كذلك على من يشارك في لعبة اللغة، حيث يمتثل للقواعد الأساسية ، أي الاصطلاحات الاجتماعية بيد أنه لا يجب أن يجهل القواعد غير الأساسية. بعبارة أخرى القواعد الفردية. والحال أن هذه القواعد هي نماذج ومُثُل ( بضم الميم والثاء) paradigms صالحة لعدد كبير من الأحوال والمتكلمين. وهذه المُثُل هي في الغالب نوع من السلّم المتدرج، كما أن تطبيقها يزودنا بالقيمة الواجب إسنادها:
" عندما أقول على سبيل المثال: إن هذه النقطة من الحقل البصري زرقاء، فإني لا أعرف هذا فحسب، بل أعرف أيضاً بأن النقطة ليست خضراء وحمراء وصفراء ... فبضربة واحدة قيض لي تطبيق نظاما من القواعد التي تعقد عناصرها المكونة لها صلات حميمة بينها.
أما المفهوم الثالث- ألا وهو ألعاب اللغة – فإنه يشكل فكرة فيتجنشتاين الأساسية وتمثل كياناً غير منفصل عن مفهومي القاعدة والدلالة. ويبين الفيلسوف بــــــ " أن الشك غير وارد في ألعاب اللغة ولو كان مفهوماً. فالأهمّ هو ألاَّ تثبت التجربة العكس فيما بعد :
" عندما يتعلم الطفل اللغة، فإنه يتعلم في ذات الوقت ما هو جدير بالنظر فيه وما هو ليس كذلك، فعندما يتعلم بأن هناك خزانة بالغرفة، فإننا لا نعلمه الشك فيما إذا كان ما سيراه بعد ذلك هو دائماً خزانة بالغرفة أو خداعاً للبصر" . ( 1976).
وإن شئنا مزيداً من التوضيح فإن الفيلسوف يقول في صفحة 301:
" تصوّر اللعبة التنالية: عندما أناديك : ادخل من الباب" ففي جميع أحوال الحياة العادية ، يبدو الإقدام على الشك بأن هناك بابا حقاً ضرباً من المستحيلات" .

إن اللعبة اللغوية في نظر فيتجنشتاين تشبه شكلاً من أشكال الحياة، وبوصفها كذلك ، فإن النشاط اللغوي ينطوي على تنوع غير متناه. وهكذا لا توجد طريقة واحدة لاستخدام جملة ما بل ثمة عدد غير متناه من الطرق. ويذكر الفيلسوف – تدعيماً لأطروحته- أنواعاً شتى من الألعاب اللغوية التي تمثل عدداً مماثلاً من أشكال الحياة:
" الأمر والعمل بموجب أوامر
وصف شيء بحسب مظهره أو مقاسه
إنتاج وصنع شيء حسب أوصاف ( رسم)
وصف حدث ما
الإدلاء بفرضيات إزاء هذا الحدث
وضع فرضية واختبارها
تمثيل نتائج تجربة ما بواسطة الجداول والخطاطات
ابتكار حكاية، القراءة
تمثيل مسرحية
الغناء في صلب حلقة
فك أحجية
المزاح ، سرد حكاية
الترجمة من لغة إلى أخرى
الرجاء، الشكر، التحية ... " ( 1971، ص 23).
ويتمثل مسعى فيتجنشتاين في شرح كيفية اشتغال الكلمات في التجربة وتبيان بأن درجة تعقد "الألعاب اللغوية" تتطور بتطور النشاطات الاجتماعية. وهكذا تشكل هذه الألعاب طرائق يتعلم الأطفال بواسطتها لغتهم الأم، وكيفية الاندماج في المجتمع. واللافت للنظر أن الفيلسوف لا يضع حدوداً بين النشاط اللغوي والحياة الاجتماعية وتعلم اللغة الأم. ذلك أن اللعبة اللغوية تعني في نظر الفيلسوف ، ببساطة الممارسة اللغوية وشكلاً من أشكال الحياة. وهذا التصور يفضي إلى نظرة أكثر إنسانية للغة:
" يمكننا اعتبار اللغة مدينة قديمة: متاهة من الأزقة والساحات والمنازل القديمة والجديدة التي بها إضافات من أحقاب مختلفة، وكل هذا محاط بسلسلة من الضواحي ذوات أزقة مستوية ومنتظمة بها منازل موحدة الشكل " . (1971، ص 1).

3 . 2 – تصور ج. ش. أوستين J. R. Austin
يمكننا تلخيص فكر أوستين في نقطتين اثنتين:
- * النقطة الأولى تتمثل في رفضه ثنائية : الصدق والكذب.
- * النقطة الثانية تتمثل في إقراره بأن كل قول énonce عبارة عن عمل.
3 . 2 . 1 – الفعل الإنشائي performatif ونقيضه الفعل التقريري constatif:

يرفض أوستين – كما أسلفنا- ثنائية الصدق والكذب بالنسبة لجمل الإثبات التي وضعها المناطقة. ويلاحظ أولاً بأن هناك جملاً ذوات بنية مشابهة لجمل الإثبات ، والتي يمكن للمتكلم أن يصطنع بها أشياء عديدة: الأمر ، التقرير، التنبيه ... إلخ، غير إن هذا التماثل الموجود في بنية بعض الجمل خدّاع:
- آمرك بالمجيء ( أمر)
- أمره بالمجيء ( وصف ، تقرير حال)
ويخلص أوستين إلى وجود جمل وصفية إثباتية أو تقريرية يمكن أن تكون كاذبة أو صادقة وجمل ذوات نمط خاص لا يمكن أن يجري عليها هذا المعيار.
إن خاصية الجمل الأخيرة تكمن في إننا عندما نتلفظ بها ننجز في الوقت ذاته أعمالاً ، وكذلك الشأن بالنسبة للأقوال التالية:
- أتمنى لكم سفراً ممتعاً
- أرجو منكم المعذرة
- نشكركم على حسن انتباهكم
لا يمكننا أن نصف هذه الأقوال بالصدق أو الكذب، إذ إن كل ما يمكن أن نقوله هو أن هذه الأقوال قد تنجح أو قد تخفق أو أنها تستجييب لمقتضى الحال أو لا.
ويسمي أوستين هذه الأقوال بالأفعال الإنشائية actes performatifs على عكس الزمرة الأولى وهي التي يطلق عليها اسم " الأفعال التقريرية" actes constatifs .
وهكذا عندما أتلفظ بها أنجز في الآن نفسه عملاً. وهذا النوع من الأقوال تنعكس على نفسها: " أرجو منكم المعذرة" فهذا القول يعبر في القوت عينه عن أن ثمة طلبا للمعذرة ، فضلا عن كوني أعرب عن رجاء.
بيد أن هذه الأقوال تخضع لبعض الشروط التي تضمن لها النجاح والتوفيق وتفترض هذه الأقوال أولا وجود كيفية اصطلاحية تستدعي نتيجة اصطلاحية أيضاً. وتذكرنا هذه الملاحظة بمفهوم القواعد لدى فيتجنشتاين.
يتلفظ الأفراد بهذه العبارات (ع) في ظروف (ظ) معينة . إن كل الأفراد المساهمين في التفاعل ملزمون بالامتثال إلى قواعد الكيفية التي تلزم وتجبر على اعتماد هذه القواعد، وهذه الكيفية يجب تنفيذها بكيفية مخلصة وكاملة من قبل المشاركين.
وهذه الأقوال يمكنها أن تكتسي أشكالاً مختلفة. أما الأشكال الأكثر اطراداً فهي:
- أشكرك
- أعدك بالمجيء
وكما يتراءى لنا من خلال هذه الأمثلة فإن الفاعل هو دائماً المتكلم المفرد (أو الجمع) في حين نجد زمن الفعل هو المضارع- مسبوقاً أو متبوعاً- حسب اللغة المعتمدة – بضمير (أو باسم) وهو في حكم التخصيص datif أو في حكم المفعول accusatifكما يمكننا العثور على بنى (جمع بنية) أصغر تنطوي على إضمار ellipse.
- شكراً
ويوجد أخيراً تراكيب مبنية للمجهول تضطلع بنفس الوظيفة الإنشائية.
On est informé que ( ليكن في علم....)
Il est interdit de fumer ( يُمنع التدخين )
يلاحظ أوستين من جهة أخرى بأن هذه الأفعال لا تشكل الوسائل الوحيدة التي بإمكان المتكلمين اعتمادها عند الكلام والعمل في ذات الوقت، ذلك أن هناك وسائل لغوية أخرى تنضاف إلى " الأفعال الإنشائية" ، ونذكر في هذا الباب: الحكم mode والتطويح accent والنغمة intonation والقرائن الفضلية adverbs وعطف النسق conjonctions وسلوك المتكلم العام ( حركاته وإيماءاته) وحال الحديث أو القول situation d'énonciation.
غير أن أوستين ما لبث أن رفض في المرحلة الثانية من تأملاته حول هذه الأقوال الثنائية
التي وضعها في المنطلق بين الفعل الإنشائي والفعل التقريري، وخلص إلى أن كل
قول عمل ولا يوجد – إن أمعنا النظر – جمل وصفية، وغني عن البيان
أن أوستين لا يحتفل بالجمل الأخرى : الجمل الاستفهامية وجمل الأمر والتمني، لأنه لا يمكن أن تكون كاذبة أو صادقة. فالرد على السؤال: هل هذا قول صادق أو كاذب؟ هو بالنسبة إليه أمر قد تجووز. ولما كانت الأقوال أعمالاً، فإنه يتعذر الحكم عليها بالصدق أو الكذب. وهذا لعمري هو الذي حمله على عنونة أحد كتبه بعنوان ينمّ عن فكره: " عندما يعني القول الفعل " Quand dire c'est faire"
في المحصلة ، نرى أن ثمة لحظتين أساسيتين تسمان فكر أوستين:
فبعد رفضه للأطروحة القائلة بوجود أقوال صادقة وأخرى كاذبة اقترح إقحام مفهوم الأقوال الإنشائية ( أو الصيغ الإنشائية الصريحة من قبيل: " أعيّنكم ..." ) على عكس مفهوم " الأقوال " الأقوال التقريرية".
وبعد تحليل عميق، خلص إلى أن أي قول موسوم داخل السياق وأن القول هما كيفية من كيفيات العمل.
3. 2. 2 – تحليل الفعل اللغوي
يحتوي الفعل اللغوي – حسب تحليل أوستين – على ثلاثة أفعال تشكل كياناً واحداً، علما بأن هذه الأفعال الثلاثة يقع حدوثها في وقت واحد.
إن فعل القول acte locutif ou locutionnaire الذي بواسطته يتفوه المرء بشيء ما يتفرع إلى ثلاثة أفعال فرعية:
- الصوتي : ويتمثل في التلفظ أو في إنتاج أصوات أو قرع bruit.
- التبليغي: phatique ويتمثل في كون هذه الأصوات والقرع تتوفر على صورة (كلمة) معينة، فضلاً عن انتمائها إلى لغة محددة وخضوعها لقواعد هذه اللغة النحوية.
- الخطابي rhétiqu الذي يجعل هذه الكلمات أو العبارات ذوات دلالة معينة.
أما الفعل الإنشائي فيتمثل في إنجاز عمل ما بإنتاج الفعل الإنشائي. ويتعلق الأمر ههنا بتحقيق قصد المتكلم intention.
وفي الأخير هناك الفعل التأثيري perlocutif ou perlocutionnaire والذي
بـواسطته أحدث وجوبا رد فعل وتأثيراً لدى مخاطبي ، وهذا يعني من جملة ما يعني :
بأنني أؤثر على أفكاره ومشاعره. وهذا هو الفعل التأثيري (19).
إن القول التالي " أطفئ الضوء" (صيغة الأمر) يثير لدى مخاطبي – إن هو فهم قصدي – ردّ فعل ومن ثمَّ يقوم بإطفاء الضوء.
بعد ذلك قام أوستين بتجميع الأفعال اللغوية في خمس فصائل كبرى تحتوي على:
- الأفعال اللغوية الدالة على الحكم verdictifs : قدّر، حكم على ...
- الأفعال اللغوية الدالة على الممارسة exercitifs: عيّن، نصح، حذّر ...
- الأفعال اللغوية الدالة على الوعد commissifs: وعد، كفل، التزم ...
- الأفعال اللغوية الدالة على السيرة conductifs : شكر، هنّأ ، لعن، ...
ووظيفة هذه الأفعال هي ضبط سيرة وسلوك المتكلمين الاجتماعي.
- الأفعال اللغوية الدالة على العرض expositifs: افترض، اعترف، ردّ ،...
وتقوم هذه الأفعال بضبط مكانة أقوالنا داخل الحديث أو الحوار.
3. 3 – تصور ج. ر. سورل J. R. Searle:
بعد استفادته من دروس أستاذه أوستين اقترح سورل بعض التعديلات وطوّر نظرية الأفعال اللغوية. كما ألحّ على انقسام الفعل اللغوي والطابع الخاص الذي تنطوي عليه بعض الأفعال المسماة بـــ" غير المباشرة" indirects.
3. 3. 1 – الفعل المباشر:
يعتمد سورل على مبدأ فلاسفة اللغة العادية الذي تلخصه العبارة المركزة التالية: " القول هو العمل " . فالقول في نظره ، شكل من السلوك الاجتماعي الذي تضبطه قواعد ( انظر فيتجنشتاين).
‌أ- فعل القول acte d'énonciation
‌ب- فعل الإسناد acte propositionnel
‌ج- فعل الإنشاء acte performetif
‌د- فعل التأثير acte perlocutif
يتمثل الفعل (أ) في التلفظ بكلمات (بنى صرفية وكلمات) وجمل.
الفعل (ب) يسمح بربط الصلة بين المتكلم 1 والمتكلم 2، وهذا يعني أننا نحيل على الأنا والأنتم (إحالة) مع الإسناد، وهو المتمثل في مغادرة القاعة كما هو وارد في المثال التالي:
" أنصحكم بمغادرة القاعة"
والإحالة والإسناد ههنا يشكلان القضية التي ليست هي بعد بفعل الكلام.
ومع (ج) أحقق الفعل الإنشائي أي القصد المعبر عنه في القول. وقد يكون هذا القول نصيحة أو إشعاراً أو تحذيراً أو تهديداً أو وعداً أو أمراً.
لننظر في الأمثلة الأربعة التالية:
_ أنصحكم بمغادرة القاعة.
_ غادروا القاعة فوراً.
- حبذا لو غادر القاعة.
- هل غادر القاعة؟
في جميع الأحوال، نحن إزاء قضية واحدة : الأنا صريح أو مضمر والأنتم أو الهو يحيل دائماً على الشخص عينه (الإحالة بالإشارة) والإسناد( مغادرة القاعة).
غير أن هناك عدة أفعال إنشائية يمكن إنجازها في نفس الوقت:
- النصح، الأمر، التهديد
- الأمر، التحذير
- التمني، الأمر غير المباشر.
- التأسف.
- الاستفهام الاستعلام
والملاحظ هنا أنه قد تمّ التغاضي عن الأمارات الإضافية للفعل الإنشائي (كالتنغيم والإيماءة والحركة) التي ترد في حال التواصل العادي لتدعم القول الإنشائي ، من ذلك مثلاً:
- طيب لا تنفعل.
- لا، لن أخرج.
فهذان القولان- علماً بأنه يمكن الحصول على أقوال أخرى – يشكلان فعلين تأثيرين، ويتوقفان على التأويل الذي يعطي للقول. إن المستمع يعتمد على جميع العناصر المقامية situationnels لتأويل دور المتكلم التأثيري تأويلاً مناسباً، وعلى غرار فيتجنشتاين يميز سورل بين نوعين من القواعد:
- القواعد المكوّنة (بكسر الواو) régles constitutive التي تحدد معايير اللعبة.
- القواعد الضابطة régles régullstives التي تنتظم العلاقات بين الأشخاص وتحدد بعض الأشكال السلوكية .
بتطبيقه هذا التحليل على فعل الوعد (promettre) حصر سورل أربع قواعد أساسية هي:
- قاعدة المحتوى الإسنادي régles du contenu propositionnel
- قاعدة التقديم régle d'introduction
- قاعدة الإخلاص régle de sincérité
- القاعدة الأساسية régle essentielle
أما فعل " الشكر" فإنه يحتوي على:
- المحتوى الإسنادي: الطرف (ب) قدّم خدمة للطرف (أ) بواسطة العمل (ج)
- القاعدة التمهيدية: العمل (ج) قد أفاد.
- قاعدة الإخلاص: الطرف (أ) اعترف بجميل (ب) بسبب العمل (ج) الذي قدّره حق قدره.
- القاعدة الأساسية: (أ) عبّر عن امتنانه لــــ (ب).
وباستناده لهذه القواعد وضع سورل خطاطه لتصنيف أفعال الكلام تختلف قليلاً عن خطاطة أوستين وهابرماس.
تناولنا إلى حد الآن الأقوال تتوفر على تطابق تامّ بين معنى الجملة ومعنى القول: أي
الأفعال المباشرة والتي عبّر عنها المؤلف بالخطاطة التالية ضمن كتابه الموسوم بـــــ"Sens et expression " ص164

س ص
س هو معنى الجملة
ص هو معنى القول
تحصل على س=ص
بالنسبة للفعل المباشر
يكون الفعل مباشراً إذا تطابق القول (الفعل verde وحكمه mode نوع الجملة) مع الإنشاء illocution مثال ذلك:
_ أعلن عن افتتاح الجلسة
- آمرك بالخروج
- افتح النافذة
- أين وضعن الكتاب؟
تتوفر جل الأفعال على سمة التواضع (الاصطلاح) والطقوسية rite التي تزيد أو تنقص، وتحدها بخاصة في مختلف أنواع المؤسسات.
قبل أن ننهي هذه النقطة نرى بأنه من الضروري والمفيد تقديم جدول مركز لتصنيف أفعال الكلام عند سورل وهابرماس(20).
هابرماس سورل
التبليغية: قال تكلم ردّ سجل اعترف الممثلة: توقع ترقب لاحظ وصف ...
التقريرية: أكّد أنكر شكّ أعلم شرح الموجِّهة: أمر نصح ألتمس ذكر
الممثلة: علّم فكّر أمل أخفى حجب سكت أفعال الوعد: وعد حذّر راهن ضمن أبرم
الضابطة: أمر رجا رفض وعد عفا نصح التعبيرية: شكر هنّأ اعتذر رحب
لمقولات التداولية: سلّم شكر هنأ راهن تزوج خطب الخبرية: عيّن استسلم أعلن الحرب طرد وطرد (بالمفهوم الديني excommunier

لقد خصص سورل جزءاً كبيراً من أعماله لحصر ما يميز الفعل المباشر عن الفعل غير المباشر، وقد ميز الفعل الإنشائي الثانوي الذي بواسطته يتلفظ المتكلم بجملة يطابق معناها الحقيقي (عكس المجازي ) القصد ( الذي هو في نفس المتكلم) والفعل الإنشائي الأولي primaire الذي يستنبطه المستمع من مجموع أوضاع التواصل (أو التخاطب) وهي الأوضاع التي قام بعرضها في عشر مراحل . ( ص 75- 76، 1979 ).
3. 3. 2- الفعل غير المباشر
في صلب الفصل الذي خصصه للتخييل fiction والاستعارة، تطارح سورل عدة أسئلة مكنته من مباشرة وشرح القضية الحاسمة المتعلقة بـــــ " اللامباشرة " ، وما هي الاستعارة وكيف تمتاز في ذات الوقت عن الصيغ الحقيقية وأشكال القول المجازية وما الذي يجعلنا نستخدم عبارات ذوات استعارة بدل استخدام المعاني الحقيقية.
كيف تشتغل الأقوال الاستعارية أي كيف يتمكن المتكلمون من مخاطبة مستمعيهم باعتماد الاستعارة دون أن يجهروا بما يريدون الإدلاء به وما الذي يجعل بعض الاستعارات ملائمة والبعض الآخر غير ملائم.
بعد تحليل مفصل لكل من المعنى الحقيقي littéral والاستعارة والسخرية والفعل غير المباشرة اقترح سورل شرحاً لكيفية اشتغال اللامباشر (21) . وهكذا خلص إلى أن القول الحقيقي ينتصب وجوده متى كان هناك تطابق بين معنى الجملة والمعنى الذي يقصده المتكلم يفهمه المستمع. أما الاستعارة فهي عكس ذلك إذ تحير المستمع على الانتقال من المعنى الحقيقي إلى المعنى الذي يسنده المتكلم إلى قوله. لننظر في المثال التالي:
- جارتك أفعى.
إن المستمع ههنا يلغي وجوبا المعنى الحقيقي ليكون الجارة أفعى ( زاحفة من الزواحف) ولا يحتفظ إلا بالمعنى المجازي ، على الرغم من أنه يمكن أن توجد حالات أخرى يضطر فيها المستمع – كي يدرك السخرية مثلاً – إلى الانتقال من المعنى الحقيقي للجملة حتى يصل إلى نقيض المعنى المقصود، وغني عن البيان بأن هناك أمارات غير معجمية كالنغمة والبسمة ، تساعد على الوقوف على السخرية.
لننتقل الآن إلى الفعل غير المباشر معتمدين على المثال التالي:
" إنك تدوس رجلي"
يحدده سورل على النحو التالي: هو فعل إنشائي ثانوي- كأن تطلب من أحد الناس أن يكف عن " دوس الرجل" أو هو فعل أولي لتأكيد " دوس الرجل" (22) وعلى هذا النحو أيضاً يمكن تأويل المثال العربي السابق باعتبارنا إياه فعلاً غير مباشر يؤدي معنى الحيطة من الشخص الموصوف (جارتك أفعى).

أما الفعل المباشر، فإنه يكتسي صيغة الجملة الأمرية.. مثلا. وفضلا عن هذا فإن إمكانية استخدام الأفعال غير المباشرة تسخر (بفتح الخاء) لأغراض هزلية: عندما يؤول المستمع عن قصد الفعل غير المباشر بوضعه فعلا مباشراً والعكس بالعكس:
رجل الجمارك ( يوجه حديثه إلى مسافر: هل بحوزتكم سجائر؟
المسافر: نعم لدي سجائر (ويهدي الجمركي سيجارة).
وإنه لبإمكاننا تعداد أمثلة من هذا القبيل علماً بأن الجميع قد استعملها أو سجلها، غير أنه يجب أن نسجل بأنه يتعين علينا في حياتنا اليومية أن نجري اختيارا حصيفا وملائماً لمقتضى الحال بين الفعل المباشر والفعل غير المباشر، ذلك أن خطأ ما يؤدي إلى صدام بل إلى صراعات بين الأشخاص. هذا وقد عني العديد من اللسانيين بهذه الأفعال غير المباشرة (23) وانصب الاهتمام أساسً على البحث عن تحديد وحصر وسائل وشروط إنجاز مثل هذه الأفعال.
إن القول – حسب سوكلن Sokelan (1980) يمكنه أن ينطوي على إنشائية أساسية وإنشائية مبتذلة usuelle وإنشائية فعلية تدعى tatsachlichen illocution (39).
إن القول التالي مثلاً:
- " هذا لطف منك "
يتوفر على الإنشائيات التالية :
- إنشائية أساسية : تقرير (وصف حال)
- ابتدائية مبتذلة : مدح.
- إنشائية فعلية : فعل أو جزء من فعل الشكر، وهو الذي يعبر عن قصد المتكلم الحقيقي في حال معينة.
بيد أن سوكلن قد أدخل تعديلات على مفهوم الفعل غير المباشر كما عرضه سورل. ذلك أنه استشرف نوعين من الأقوال غير المباشرة لأن الفعل قد يخضع إما لاصطلاح بكيفية غير مباشرة، ونكون حينئذ إزاء عوامل " لا مباشرة متواضع عليها indirectivité con ventionne أو تكون إزاء عوامل خارجة عن الإطار المتواضع عليه مسبقا وخاصة بشخص أو بزمرة صغيرة من الأشخاص.

ويرى المؤلف أنه إذا تمّ التطابق بين الإنشائية المبتذلة والإنشائية الفعلية في حال معينة فإننا نكون آنذاك حيال فعل مباشر .
ويمكننا أن نلاحظ ما يلي: لا يوجد هناك شرح موحِد (بكسر الحاء) للظاهرة اللغوية. كما أن اللجوء إلى " مسلمات الحوار" (24) لكل من قردن Garden ولاكوف لا يحلّ المشكلة حسب سورل لأن سورل يرى بأنه لتفريع "الإنشائية الأولية" من " الإنشائية الثانوية الحقيقية" لابد من اللجوء إلى سلسلة من " العوامل" التي تمكن المستمع من القيام بهذا الاستنتاج " الذي تتمثل عناصره الإنشائية في " نظرية الأفعال اللغوية" ونظرية الحديث والخبر الفعلي في الخلفية وكذا قدرات الاستدلال والاستنتاج. (1979، ص 234).
أما بريجيت شيلين لانج R. S. Lange (1975 ، ص 91 -92) فتلاحظ بأن الأفعال اللغوية المباشرة هي نقيض الأفعال غير المباشرة إذ تنتمي الأفعال المباشرة إلى عالم الاصطلاحات والتواضعات والمؤسسات بقصد اضطلاعها بوظيفتها بفع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
جلال فتحى سيد
عضو شرف
عضو شرف
جلال فتحى سيد

القيمة الأصلية

البلد :
مصر

عدد المساهمات :
465

نقاط :
649

تاريخ التسجيل :
24/01/2011


مدخل الى اللسانيات التداولية / ترجمة محمد يحياتن  Empty
مُساهمةموضوع: رد: مدخل الى اللسانيات التداولية / ترجمة محمد يحياتن    مدخل الى اللسانيات التداولية / ترجمة محمد يحياتن  I_icon_minitime2012-07-14, 21:15

4- تطور اللسانيات التداولية
يشمل امتداد مجال اللسانيات التداولية ومشاغلها دراسة المفاهيم الأساسية التالية: حِكم الحديث، والافتراض المسبق presupposition والتفاعل intersction.
4. 1 – حِكَم الحديث لــــ: غرايس
لئن كان أوستين قد شحذ مفهوم " الاصطلاح" convention الذي يحدد ويكفل القوة الإنشائية لفعل الكلام فإن غرايس قد اقترح مفهوماً أعم يمكن أن يشتغل بمعزل عن فعل الكلام ، كما يمكنه أن ينظم التواصل أي نوعا من السلوك العقلاني للفرد، كما يؤسس مبدأ التعاون داخل التبادل التعاوني حول مقاصد المشاركين، وهذه المقاصد ليست في الواقع صريحة بين أطراف التبادل ، والحال إنها عبارة عن عناصر خفية تعتمد في شكل اتفاق ضمني من قبل المتخاطبين الذين يسهرون على مجرى التواصل الحسن بموجب لعبة ذكية من الاستنتاجات (انظر أرمانقو Armengaud 1985، ص 67- 70).
ينبني مبدأ التعاون على أربع حِكم أساسية (25) هي:
- حكمة الكمّ : " اجعل مساهمتك في الحديث إخبارية بالقدر الذي يقتضيه هدف هذا الحديث، لكن لا تجعلها إخبارية أكثر مما هو مطلوب".
- حكمة الكيف: " حاول أن تقدم مساهمة حقيقية للحديث ولا تجهر بشيء لا يمكنك أن تدعمه بدليل كافٍ".
- حكمة العلاقة : " قدّم مساهمة دالة ( أي ذات بال) للحديث".
- حكمة حكم الكلام : maxime de modalité " تكلم بوضوح، متحاش الغموض والخلط والإبهام وقدّم حججك في شكل منظم ".
لكن يا ترى ماذا يحصل لو لم يحترم أحد المشاركين حكمة من هذه الحِكم؟ بإمكاني خرق حكمة على كره مني، ذلك أني إن لم أوفر كمية المعلومات التي يتطلبها مني مقتضى الحال أو الطرف الآخر فإنما يكون ذلك بقصد احترام حكمة أخرى كحكمة الإخلاص مثلاً. يرى غرايس بأنه من المفروض أن يحترم كل متكلم مبادئ الحديث ومن ثم تطبيقها ما وجدوا إلى ذلك سبيلاً، وهذا الوجه
يتيح فسحة من التسامح، غير أن بعض اللسانيين يرى بأن هذه الحكم غير قادرة على تفسير كل شيء، لاسيما وأن الأطراف لا يتوفرون على نفس الحاجات التبليغية وفضلاً عن هذا فإنهم يستخدمون أشكالاً لغوية مختلفة أو قليلة التجانس.
4. 2 – مفهوم الافتراض المسبق (26).
عند كل عملية من عمليات التبليغ، ينطلق الأطراف (المتخاطبون) من معطيات أساسية معترف بها ومعروفة. وهذه الافتراضات المسبقة لا يصرح بها المتكلمون وهي تشكل خلفية التبليغ الضرورية لنجاح العملية (التبليغية). وهي محتواة في القول، سواء تلفظ بهذا القوا إثباتاً أو نفياً. وهكذا لو قمنا باختبار قول ما – ويدعى هذا الاختبار اختبار النفي- فإن الافتراض المسبق يظل صحيحاً:
- أغلق النافذة
- لا تغلق النافذة .
يتمثل الافتراض المسبق ههنا في كون النافذة مفتوحة .
مثال آخر : لنتصور الحالة الثانية : يقول الطرف 1 إلى الطرف 2:
- كيف حال زوجتك؟ وأولادك؟
إن هذا يفترض بأن العلاقات القائمة بين هذين الشخصين تسمح بطرح مثل هذه الأسئلة يردّ الطرف الثاني قائلاً:
- هي بخير ، شكراً
- الأطفال في عطلة.
وإذا عنّ له رفض الافتراض المسبق وإذا كانت الخلفية الإخبارية غير مشتركة بين المتكلمين، فإن الطرف2 قد يتجاهل السؤال أو يدلي بالخبر الضروري أو رفض الكل:
- أنا لا أعرفكم (1)
- أنا لست متزوجاً (2)
- لقد طلقت زوجتي (3)
إننا في الواقع نميز بين نوعين من الافتراضات المسبقة : الافتراضات المسبقة

الآلية والمنطقية – حسب المصطلح المعتمد (27)- والافتراضات المسبقة- أولية. في المثال الذي ضربناه آنفا، يعتبر رد الفعل (1) افتراضاً مسبقا أولياً قوياً، وكذلك بالنسبة لرد الفعل (3) الذي هو أقل قوة. أما رد الفعل (2) فهو افتراض مسبق منطقي.
فيما يلي مثال آخر اقترضناه من ماري زارنيكوف (1979، 1984) وهو مترجم من الألمانية :
" فريتز لم يلاحظ أن زوجته لا تحبه"
إذا كان الأمر بافتراضات مسبقة تداولية فإن المستمع سيتلفظ بالجمل التالية:
- من هو فريتز؟
- لم أكن أعرف أنه متزوج
وبإزاء افتراضات منطقية، يدلي المستمع بردّ يطابق ذلك كأن يقول:
- لكن، إنها تحبه.
إن هذه الخلفية للمعرفة غير الصريحة في صلب التخاطب قد تمسّ عالم الحياة اليومية أو العالم المتخيل (عالم الجنّ والحور) والعالم " العلمي" بوجه عام، لذا فإن أهمية الافتراضات المسبقة في التبليغ بيّنة وقد اعترفت صناعة تعليم اللغات Didactique بذلك مبكراً.
ألا تكمن وظيفة المعلم في تزويد المتعلم بالمعلومات التي تشكل هذه الخلفية المعرفية الواجب تدعيمها على الدوام بقصد تحقيق التدرج المرسوم؟
إن أسئلة المتعلمين واستيضاحاتهم كثيراً ما تصدر عن الرغبة في الحصول على قاعدة مشتركة من الافتراضات العميقة تكفل نجاح التخاطب.
إن سوء التفاهم غالباً ما يكون مردّه إلى العجز deficit من حيث الافتقار إلى مجموع الافتراضات المسبقة الضرورية للتبليغ، كما يمكنه أن يكون سبباً في إخفاق فعل الكلام.

4. 3 – مبدأ التفاعل
لئن ركز دعاة نظرية أفعال الكلام أبحاثهم حول شروط إنجاز هذه الأفعال

وتحليلها وتصنيفها، فلقد تبين بعد ذلك أنه من الضروري توسيع مجالها بحيث تشمل التفاعل والحوار، وهذان المفهومان الأساسيان في نظرية التبليغ يستلزمان أولاً إضاءة سريعة.
لقد خصص جزء هام من التفكير الفلسفي للنظر في هوية "الأنا" (انظر الظاهراتية Phénoménologie والوجودية Existenialisme).
وتستمد هذه الهوية أصلها – حسب كانط – من التفكير الذاتي لـــــ "الأنا" المتحرر من عرض الواقع contingence في حين يرى هيجل بأن " الأنا" يستمد هويته من علاقته الجدلية بـــ" الآخر" وتستلزم هذه العلاقة الجدلية سيرورة تفاعلية بين الأفراد وهي السيرورة التي يتكون فيها الوعي بالذات ويتقوى بالخبرة المتبادلة. ويضطلع فكر الفرد بوظيفة الوسيط medium (28) بحيث الأنا والأنا الآخر يتخاطبان، وهكذا يدخل الأفراد في سيرورة التفاعل.
يميز هيجل داخل مذهبه الفلسفي بين ثلاث مقولات أساسية عند الإنسان: اللغة، العمل، الأسرة، في صلب المقولة الأخيرة، التي تمثل الزمرة الأولية يتمّ التفاعل، إن الفرد، وهو حيال تعقد العالم، يستخدم رموزاً لتمثيل الأشياء بكيفية مجردة، كما أن وجود الوعي إنما ينصب من خلال اللغة (29).
إن العمل يسمح بإيقاف السيرورة المتجهة كلية صوب تحقيق الرغبة الآنية (العابرة)، وبفضل الأداة التي يرمز إليها تصبح ذات وجود دائم.
ولئن كان النشاط الأداتي instrumental خاضعاً لقواعد تقنية فإن النشاط التبليغي يخضع لمعايير العلاقات الاجتماعية المبنية على الاعتراف المتبادل (30)
أما هابرماس (1978) فإنه هو الآخر يميز بين النشاط الأداتي والنشاط التبليغي أو التفاعل تمييزا بينهما. إن هناك شخصين – على الأقل- معنيان ومكرهان على احترام المعايير التي تمّ إدراكها والاعتراف بها. وكل انحراف أو إخلال بها يستدعي جزاءً، في حين أن السلوك الهزيل في النشاط الأداتي يؤول إلى الإخفاق إزاء الواقع (31).
هذا ويقترح هابرماس خطاطة هي من قبيل المقابلة بين النشاط الأداتي

التبليغي (ص54).
إطار التأسيس:

التفاعل المعبر عنه بواسطة الرمز

القواعد الموجهة صوب العمل المعايير الاجتماعية
مستوى التحديد اللغة العادية المشتركة بين الأفراد
كيفية التحديد التوقعات attentes السلوكية المتبادلة
وظيفة نوع العمل (أو النشاط) السهر على المؤسسات (الامتثال للمعايير على أساس الدعم المتبادل)
نوع الجزاء في حالة الإخلال بالقواعد عقوبة مبنية على الجزاء المتعارف عليه (أو المصطلح عليه).
العقلنة تحرّر ، فردنة individuation تمديد التبليغ الخالي من الهيمنة.

وراء هذه الصيغة الفلسفية للتفاعل، يجب في إطار اللسانيات التداولية الاحتفال بالعوامل اللسانية قبل كل شيء. فعندما يتفاعل شخصان فإنهما يقيمان بينهما علاقات ذاتية intersubjectives ويتبادلان المعلومات. يجري التبليغ (أو التواصل) في ذات الوقت على مستويين أو لنقل أنه يكتسي وجهين اثنين (انظر فاتزلافيك Watzlawick 1968/ 1972):
" الوجه العلائقي الذي يبرز من خلال النبرة والحركة والإيماءة، ووجه المحتوى الذي يتعلق بالمعلومات الفكرية والمعرفة المجردة. ويتعلق الأمر، في الحالة الأولى ، بالتبليغ القياسي analogique في حين يتعلق الأمر ، في الحالة الثانية، بالتبليغ المدعو "digitale" (32)
إن هذه الاعتبارات العامة حول مبدأ التفاعل يجعل من مظهره العيني – الذي هو الحوار- مكوّن التبليغ الأساسي.

4. 4 – البنية الحوارية
لقد أخذت إشكالية الحوار تستثير اهتمام الدارسين منذ ثلاثين سنة وهناك عدة مدارس ذوات توجهات متعددة تعني بهذه القضية.
إن النزعة الاتنوميتودولوجية Ethnomethodologie (ساش Sachs وشقلوف Schegloff) مثلاً تلحّ على تحليل الحديث وكذا الاستراتيجيات التي يعتمدها المتكلمون. أما الإثنوغرافيون ethnographes (هايمس D. Hymes وقمبرس Gumperz ) فإنهم يهتمون بمفهوم : الملكة التبليغية" Compétence de communication باعتبارها مجموع المعرفة الثقافية التي يمتلكها الفرد. أما النظريات التفاعلية المبنية على علم النفس (وبخاصة فاتزلافيك) فإنها تركز على الوجه العلائقي الذي ينطوي على مظاهر شتى كسوء التفاهم والمفارقات وهي مظاهر تستوجب العلاج. أما النزعة اللسانية الاجتماعية ( ارفين-تريب Ervin-Tripp ولابوف Labov) فإنها تقوم بتحليل الأقوال في مختلف مقامات التبليغ بالاعتماد على الوظائف اللغوية المحصورة من قبل بوهلر وياكبسون.
وأخيراً فإن علم الاجتماع يشارك هو الآخر بنصيب لا يستهان به وذلك من خلال أعمال قوفمان Goffman حول التفاعل الذي يحصل وجها لوجه face-à-face وذلك في الحالات التي يكون همّ المتفاعلين (المتخاطبين) فيها هو الحفاظ على هيمنتهم وكذا الحفاظ على "سمعة" imageالمخاطب (بفتح الطاء) (33) غير أنه لا توجد حدود فاصلة بين هذه النزعات كما أن الانتقال من حدّ إلى آخر ليس بمستبعد من الوجهة القبلية à-priori
وإنه لمن الأهمية بمكان في كل بحث تداولي الاحتفال بالحوار بوصفه بنية كبرى macro-struc. والفعل اللغوي بوصفه بنية صغرى micro-structurs لأن الأمر كما صوّره فرانسيس جاك F.Jacques حين قال:
" إن شكل الخطاب الذي يفوق الجملة transphrastique إنما يتحدد كل قول فيه في بنية دلالية حقيقية بتسوية المعنى والقيمة المرجعية في تسلسلها بواسطة القواعد التداولية التي تكفل خاصية التوارد convergence" (34).
ووراء صورة الحوار العلائقية interindividuels نلاحظ أن المسألة هذه تندرج
نقاطا لغوية صرف كأفعال الخطاب والاستراتيجيات المسخرة بهدف إنجاح التبليغ والحديث énonciation الأسماء المبهمة déictiques).
لقد لاحظ رولي Roulet (35) وهو ينظر في أمثلة مستقاة من اللغة الفرنسية بأن الحوار ينبني على ثلاثة مستويات ذات تراتبية قوية هي:
- التبادل échange .
- التدخل intervention.
- الفعل اللغوي .
هذا وبإمكان الحوار أن يتوفر على تبادل واحد أو عدة تبادلات تنهض بإنجاز وظائف ثلاث أساسية :
- المبادرة initiative .
- رد الفعل reactive .
- المبادرة / رد الفعل.
قد يكون التبادل تأكيداً ( التحية ، التهنئة) أو إصلاحاً répara-teur (الاعتذار) كما يمكنه أن يبنى في شكل تدخلات موجِّهة ( بكسر الجيم) directrices وتدخلات ثانوية.
الخطاطة: بنية التبادل حسب رولي:
تأكيدي (ت.ت)
التبادل. إصلاحي (ت.أ)
تدخل.
غير موجه (غ.م) موجه (م)
.فعل تابع (ف.ت)
.فعل موجه (ف.م)
.فعل تابع (ف.ت)
تتجلى بنية التبادر في مقام " الشكر" على النحو التالي:
ت.م.ف.م: اعطني نشعل الله يعفو عليك ( في العامية الجزائرية)
ف.ت : تفضل ، هاك.
ف.م : عفوا حاشاك.
ف.ت : عزك الله.
غير أن بناء الخطاطة لا يجب أن ينسينا تعقد التبادل الذي يعتريه في الواقع عدة عوامل وإمكانات مختلفة لإنجاز الأفعال اللغوية: العناصر اللسانية المحضة، الإيماءة، الحركة، إلخ ...
4. 4. 2- مفهوم المقام
لابد أن نسجل أولاً أن العديد من الكتّاب يستخدمون مصطلحي المقام situation والسياق context دون تمييز (36). ثانياً يجدر بنا أن نقدم للقارئ بعض الآراء حول هذا المفهوم . ولا يوجد تحديد وحيد، غير أن التحديدات المقترحة ههنا تحتوي بوجه عام نفس العناصر.
يحدد ف.فال Vahle (37) المقام بقوله إنه مجموعة من العوامل التي يتعين على الفرد الاحتفال بها حتى يتوفق في إنجاز فعله اللغوي. ويميز فال بين أربع مقولات فرعية: " النشاطات الفعلية" و"المقام الاجتماعي" الذي يشمل المنزلة الاجتماعية والدور (الذي يؤديه الفرد) في الزمر الأولية كالأسرة وأخيراً الانتماء إلى زمرة اجتماعية معينة. وفضلا عن هابرماس الذي وضع كذلك قائمة للعناصر المكوّنة للمقام والتي هي من مشمولات الملكة التبليغية فإننا مدينون لفندرليش Wunderlich الذي قام بحصر صارم للعناصر المكونة للمقام والتي لخصناها كالتالي:
- المشاركون في التبليغ: المتكلمون والمستمعون.
- مكان التفاعل:
- القول (الصفات اللغوية، شبه اللغوية وغير اللغوية)
- مقاصد المتكلمين intentions.
- ترقبات attentes المتكلم والمستمع.
- مساهمة المشاركين في الموضوع.
- معارفهم اللغوية.
- المعايير الاجتماعية.
- شخصياتهم وأدوارهم.
إن هذه التصورات المختلفة يمكن تلخيصها بواسطة التحديد المقترح من قبل قاليسون وكوست Galisson et Coste:
" المقام هو مجموع شروط إنتاج القول، وهي الشروط الخارجة عن القول ذاته. والقول هو وليد قصد معين، يستمد وجوده من شخصية المتكلم ومستمعه أو مستمعيه، ويحصل ذلك في الوسط (المكان) واللحظة (الزمان) اللذين يحصل فيهما... وهذه العوامل كلها والمؤثرة على إنجاز القول هي التي تشكل المقام" (1976، ص504). وهذه العوامل المكونة للمقام إن نحن طبقناها على تبادل حول "فعل الشكر" أعطتنا الخطاطة التالية:

خطاطة لمقام " الشكر"

يشكل المقام إذن مقولة أساسية في كل دراسة لعملية التبليغ، غير أنه ليس سهلاً دائماً حصر جميع العناصر التي يمكن أن تشتمل عليها، ذلك أن هناك بعض العناصر- وبخاصة النفسية- صعبة الحصر، ويجب أثناء البحث التجريبي التقابلي الاعتداد بمختلف تقديرات appreciation الأفراد ومدى إدراكهم للمقام في الخلاصة نقول إن المقام هو الإطار الذي يحصل في صلب التفاعل وفيه كذلك تنتج الأقوال وتنجز المقاصد بواسطة أفعال الكلام. وهذه الأقوال تتوقف على العوامل الخاصة بالمتكلمين (العوامل الداخلية) والعوامل التي هي خارجة عنهم، وهذه العوامل جميعها تشكل متغيرات variables.
وإزاء المقام (م) الذي هو متغير مستقل (م.م) يكون القول عبارة عن متغير تابع (م.ت). أما إذا تغير عنصر من عناصر المقام فإنه بإمكاننا ترقب ورود قول آخر، وهذا القول يكون حينئذ متوقفاً على المقام (انظر Dalache 1983، ص71- 78).

5- موضوع اللسانيات التداولية

يحجم جلّ المؤلفين عن إعطاء هذا التخصص تحديداً ما وذلك لأسباب ثلاثة: أولها أن التحديد لا يستمد تبريره من خلال استخداماته، وفضلا عن هذا فإن من مساوئ التحديد زجّ الباحث في إطار ضيق. ولما كانت هناك عدة توجهات للسانيات التداولية فإنه لم تهتد بعد إلى صيغة موحِّدة (بكسر الحاء).
وقد اقترحت عدة تحديدات تماشت وموضوع البحث. إن اللسانيات التداولية هي في الوقت عينه: علم استخدام الأدلة، ولسانيات الحوار ونظرية الأفعال اللغوية. أما موريس (1972، ص52) فإنه يرى بأن اللسانيات التداولية هي العلم الذي يعالج العلاقة بين الأدلة ومؤوليها ( 39). في حين يرى ريكاناتي ودبلر بأنها تخصص درس " استخدام اللغة داخل الخطاب والسمات المميزة التي تؤسس وجهته الخطابية في صلب اللغة" (40). وأخيراً فإن ف.جاك يعتبرها تخصصا" يتناول اللغة بوصفها ظاهرة خطابية وتبليغية واجتماعية في نفس الوقت" (41).
وهناك من اللسانيين من يفضل رسم حدود لموضوع البحث بدل إعطاء تحديد قد لا يرضي الجميع، ويقترح فندرليش في كتابه : Funk Kolleg (1973، ص 102) سلسلة من الأسئلة التي يجب أن تشغل بال اللساني:
- كيف نربط علاقة مع الأشخاص الآخرين بواسطة القول؟
- كيف نسهر على بقاء علاقات موجودة سلفاً؟
- كيف يمكننا التأثير على نشاط وآراء الأشخاص الآخرين؟
- إلى أي مدى يمكن اعتبار التلفظات كيفيات خاصة للعمل؟
- ما هي الشروط الخليقة بجعل عمل ما يخفق أو ينجح؟
- كيف تتمّ الإحالة داخل التلفظات على سياق النشاط والمقام وكذا على واقع العالم (الطبيعة) والمجتمع وسيرورة العمل الذي يتمّ نقله بواسطة التقاليد والتربية والخبرة؟
إن هذه التحديدات المختصرة في الصفحة السابقة وكذا حدود موضوع البحث التي قام فندرليش برسم خطاطة لها تسمح لنا بحصر الكل وردّه إلى ممبادئ مهيمنة dominantes والحال أن الأمر يتعلق بلسانيات التأدية performance (انظر لفندوسكي 1978). ونظراً لعلاقاتها بالتخصصات الأخرى فإنها تحتوي على أوجه لسانية واجتماعية ونفسية. ولما كانت لا تستبعد لسانيات النظام linguistique du systéme فإنها تدرج علم التراكيب والدلالة. وإذا نحن نظرنا إليها من هذه الزاوية فإننا نلفيها تستدعي إعادة تحديد للغة:
" ليس القول ذا محتوى فحسب بل إنه ذو قصد، وفضلاً عن هذا فهو إرادة اتصال بين أطراف التبليغ. كما أن القول فعل داخل مجرى النشاط، وكل فعل يغير حالة العلاقات القائمة بين أطراف الحديث والموجودة من قبل ويأتي بشروط نشاطات مقبلة" . (42)

6- علاقاتها بالتخصصات الأخرى

إنه لمن الحصافة بمكان الإحجام عن اتخاذ موقف اعتباطي (43) ذلك أن توسيع مجال اللسانيات التداولية لا يسمح لنا باعتبارها هي واللسانيات الاجتماعية Sociolinguistique شيئا واحدا.
هذا ولقد أكد كيربرات أوركيوني Kerbrat Orrechionni (1980، 218) سعة إمكاناتها ومواردها. ويقول في هذا الباب:
" تشهد اللسانيات التداولية، التي هي آخر تخصص تمخضت عنه اللسانيات توسعاً على جميع الأصعدة: فهي مسخرة لوصف ظواهر التناسق النصي coherence textuelle (...) كما يتمّ تسخير أحد مكوناتها لإدماجه في التحليل النصي، وذلك على نحو من السرعة (...) ولاشك أن اللسانيات التداولية ستغزو المجالات السيميائية الأخرى: وإنه لبإمكاننا أن نستشف في كل هذا أمارة دالة على كون سيميائيات السينما – وذلك اقتفاءً لخطا كـ.ميتز C. Metz – تعني الآن بالتحليل الداخلي للمحتويات الفيلمية... وهذه الطفرة العجيبة (...) من شأنها أن تجعل اللسانيات التداولية تنفتح على إشكالات التخصصات الأخرى المجاورة كعلم الاجتماع وعلم النفس ..." .
هذا وتشهد الأبحاث اللسانية في زماننا هذا انتقال مركز الاهتمام من الجملة إلى الحوار، وتقع هذه التوجهات على عدة مستويات:
- نظام وبنى الحوارات.
- نمذجة typologie الحوارات ( المحاجّة، الخبر، الطاولات المستديرة، الدروس، إلقاء الكلمات إلخ...).
- حكم modalité التفاعل ( اليومي، القانوني، الديني، العلمي ).
ومن جهة أخرى فإن اللسانيات الاجتماعية التي نشأت كرد فعل على اللسانيات التي تجاهلت المكوّن الاجتماعي للغة، قد عنيت أولاً بمشكل اللغة بوصفها وضعاً يناسب طبقات اجتماعية (انظر برنشتاين واوفرمان) واقترحت توسيع حظها :
- دراسة أفعال الكلام حسب الطبقات الاجتماعية (الأفعال المباشرة ، والأفعال غير المباشرة).
- دراسة أفعال الكلام والتأديات المختلفة في اللغات ( تحليل تفاضلي تقابلي للغات)وفي الطبقات الاجتماعية (تحليل داخل اللغة الواحدة) .
إن اللسانيات التفاضلية (أو التقابلية) التي كانت تعنى أساساً بالقضايا الصوتية والفونولوجية والتركيبية والمعجمية قد اكتسب مجالها بعداً أكبر، أما المسلمة التي تسير على هديها أبحاثها فإنها تكمن في أن أهمية الفارق بين معنى القول ووظيفته التبليغية هو الذي يوفر الدلالة الحقيقية (الدقيقة).
وهذا الفرق مرده إلى العوامل الثقافية قبل كل شيء. واللسانيات التفاضلية لا يمكنها إن هي قصرت موضوعها على دراسة أخطاء الشكل- تفسيرا أو توقع الأخطاء كما لا يمكنها الاهتداء إلى العلاج الشافي. ويجب عليها إدماج المعطيات التداولية كما ألح على ذلك ف. كولماس Coulmas (1979، ص 53):
" يجب عليها ( أي اللسانيات التفاضلية ) أن تدرس مختلف العلاقات القائمة بين اللغات من حيث الشكل (أو الصورة) والوظيفة. والوظيفة تعني في هذه الحالة تأديات أفعال الكلام. أما "الصورة" فتعني المحددات البنوية لمميزات النشاط".
لكن الظاهر أن اللسانيات التداولية قد أحدثت الأثر الأكبر في صناعة التعليم didactique سواء تعلق الأمر بتعليم اللغة الأم أو اللغات الأجنبية.
إن صناعة التعليم للجيل الثالث بعد قطيعتها مع المناهج التي لم تؤت ثمارها قد أخذت حسب أ. آبو A. Abbou تعني بالمتعلم ومقام التبليغ: أي تزويد المتعلم أو المتعلمين بالأدوات التي تمكنهم من التحرك بواسطة الكلام تحركاً يلائم المقام والمقاصد المراد تحقيقها، إن الأمر لم يعد يتعامل بتلقين بنية نحوية معينة بل إنه يتعلق بتوفير الوسائل اللسانية التي تسمح للمتعلم بإجراء اختبار بين مختلف الأقوال وذلك حسب المقام. فأن يعرب المرء عن اعترافه بالجميل لطرف ما معناه إجراء فرز داخل سلسلة من التأديات والانتباه إلى ردود فعل الطرف المقابل...
بالإضافة إلى هذا، لابدّ من وضع هذه الأقوال في إطار تقابلي حتى يتمكن المتكلم من متابعة جريان التبادل في مختلف أطوراه:
- رجاء ( طالب خدمة/ عرض مساعدة)
- قبول (تقديم الخدمة/ وقبول تلقيها)
- احتمال الرفض.
- تحقيق الخدمة من قبل " المحسن"
- إسداء الشكر
- ردّ الفعل إزاء الشكر (التقليل من شأن الخدمة المقدمة)
ويمكننا أن نقترح على المتعلمين – ذوي التحصيل المتقدم تمريناً أصعب يتمثل في حملهم على إيجاد – وذلك انطلاقاً من فعل كلامي معين – الأفعال الأخرى التي يمكن أن ترتبط به، فعلى سبيل المثال، يمكن تدريبهم- بإزاء فعل الاتهام- على البحث عن الأفعال التي يمكن إنجازها في مقام معين:
- تجاهل الاتهام
- قبول الاتهام
- التبرء من التهمة بإلصاقها لشخص آخر
- الاعتذار
- المطالبة بالأدلة
- تبرير الفعل
ولقد شمل هذا التحديد العميق اللغة الأم نفسها. فبالنسبة للغة الألمانية اقترح نفر من المؤلفين (1974) خطاطة لوحدة تربوية لفعل " الأمر" اهتم هؤلاء المؤلفون بخمسة أوجه هامة لأفعال التبليغ، وهي على التوالي:
علاقة المعنى بالتركيب، الأسلوب، شروط الإنجاز، العوامل النفسية، العوامل الاجتماعية، وثمة تمارين عدة ومتنوعة تشمل أهم الأبعاد التبليغية.
قيما يلي بعض الأمثلة:

Bitte,putz die tafel = من فضلك امسح السبورة
Poutz die tafel ,damit wir weiterrechnen = امسح السبورة حتى نتمكن من مواصلة الحساب
Ware es nicht gut jetz die tafel zu putzen= أليس من الأحسن مسح السبورة الآن؟
Wir bitten das ranchen im wartezimer zuunterlassen= نرجو منكم الامتناع عن التدخين في قاعة الانتظار
Ich behaefle ihnen das local sofort zu verlassen=آمركم بمغادرة المؤسسة فوراً
Wishen sie endlich die tafel abl= امسح السبورة
Tun sie bitte wening fett an die brakartoffeln=ضع قليلا من الشحم في البطاطا من فضلك.
Plakate ankleben verboten != الإلصاق ممنوع
ويمكننا بعد هذا اقتراح سلسلة من التمارين:
- ابحث عن الشروط السياقية والصفات المميزة للمشاركين.
- صف المقامات في حال الأقوال الإنشائية.
- ابحث عن أسباب نجاح أو إخفاق بعض الأقوال.
- اشرح استخدام اللغة المناسبة واللغة غير المناسبة وصف العلاقات الاجتماعية القائمة بين المشاركين.
- اشرح مفارقة المثال (8) (في حال إلصاق الملصق afficheur للافتة ما ) (45).
وهكذا نرى بأن توجه صناعة التعليم الحالية يقوم على إيلاء المتعلم الأولويات من جهة أخرى، ذلك لأن مفهوم التبليغ هو الذي يجب أن يكون الأسبق والمحرك وليس اللغة، إن الاهتمام بالمتعلم يعني الاعتراف الكلي بأن هدفه هو التبليغ لا إحكام اللغة وحذقها، وأن هذا الوجه الأخير سوى وسيلة وليس غاية في حد ذاته، ووسيلة واحدة ضمن وسائل أخرى".
ولا يجب ههنا أن نبالغ في شأن إمكانات هذا التخصص وأن نجعل دور صناعة التعليم يقتصر على التنفيذ الساذج- إن باب الجدال لم يغلق بعد. لكن ثمة أصوات ترتفع بين الفينة والأخرى لتوضيح المواقع واقتراح تمازج للاختصاصات interdisciplinary مفيد بالنسبة إلى التخصصين وبالنسبة إلى أول امرئ معني ألا وهو المتعلم:
" يجب على اللسانيات التطبيقية، التي انصبت كعلم للتعليم أن تتجاوز النقائص المتعلقة بالطابع العصي inaccessible الذي يسم التخصص وصناعة التعليم التي تكتفي بالتلقي والدفاع كما يجب عليها أن تسد – بكيفية مستقلة – نقائص وثغرات البحث التي وقفنا عليها في العروض النقدية السابقة".
(راش، 1981، ص48).
وبفضل هذا الذي قدمناه ستكف هذه التخصصات عن تنويم hypnotizer بعضها للبعض الآخر، على غرار الثعبان والأرنب.
لكنّ اللافت للنظر هو أن نتائج اللسانيات التداولية قد سمحت بمراجعة جذرية لمناهج التعليم والتدرج والاختبارات ومراقبة المعلومات وبخاصة نمذجة التمارين التي اتسعت قائمتها كثيراً واغتنت منذ عشريتين. (انظر نونر Neuner 1983، ص57- 74).
ولكن كانت هذه المناهج مبنية على حاجات المتعلمين المهنية والاجتماعية، فإنها ترنو إلى تطوير ملكتهم التبليغية. إن جميع المؤلفين يؤكدون ويلحون على ثلاثة أبعاد أساسية لتحديد التعليم (47) :
- البعد المعرفي dimension: توفير معلومات والتشجيع بقصد حمل المرء على التخاطب دون عوائق نفسية وتحرير السلوكات اللغوية في حدود الاحترام المتبادل.
- البعد التداولي dim. Pragmatique: تكوين الاستعدادات اللغوية

وتطويرها بقصد التبليغ الأمثل والأحسن ومن ثم الحصول على فعالية اجتماعية أكبر .

الخلاصـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
إن اللسانيات التداولية المنبثقة من التفكير الفلسفي في اللغة سرعان ما تجاوزت دورها الأول كما عملت على صقل أدوات تحليلها. وبنظرتها للإنسان من حيث ... الانثروبولوجي وبوصفه كائناً مزوداً بالإرادة والقدرة ، قد فتحت آفاقاً واسعة على ميادين أخرى عديدة، وذلك بفضل المعرفة المتراكمة وكذا التجربة ضمن التفاعل الدائم بواسطة اللغة. ولا أدل على ذلك من أن أهم توجهاتها أصبحت ... في الاقتصاد من أجل إدماج الفرد في المؤسسة والذي أصبح الضمانة الأساسية للمردود الأكبر.
ها نحن قد وصلنا إلى نهاية عرضنا التمهيدي حول اللسانيات التداولية. وإن الأمر ههنا يتعلق بخطوطها العريضة ليس إلا. وقد ركزنا حديثنا على نظرية الأفعال اللغوية، وأحجمنا عن التوغل في التوجه الماركسي مخافة توسيع الحقل وإثقال المتن، لعله كان حرياً بنا تخصيص صفحات للسانيات التداولية الفهرسية indexicale لكن مرامنا كان يتمثل في مدّ القارئ – أخص بالأولوية هنا طلبة نهاية الليسانس وطلبة ما بعد التدرج- بالمبادئ الأساسية التي تمكنهم من ولوج اللسانيات التداولية.
وأحب أن أنهي هذا بإيراد قول لــــ: سورل، وهو عندي بمثابة تحية للتعاون القائم بين باحثي التخصصات المتعددة، كما هو عندي بمثابة دعوة إلى السير في هذا السبيل:
" في المرحلة الراهنة من التطور، توغل اللسانيون في جل الأقطار التي ظلت حكراً على الفلاسفة. إن كتابات فلاسفة من أمثال أوستين وغرايس وغيرهما قد أضحت الآن في عداد أدوات العمل التي تعتمدها اللسانيات المعاصرة ، ولا يملك فيلسوف اللغة إلا أن يحيي هذا التطور لأن اللساني يزاوج بين معرفة الظواهر الخاصة باللغات الطبيعية وتقنيات التحليل التركيبي التي كانت غائبة في الماضي عن النصوص العلمية الصرفة حول اللغة. إن التعاون بين اللسانيين والفلاسفة لهو مثمر جدا لاسيما فيما يتعلق بدراسة ما هو عندي من قبيل أمهات القضايا من حيث تحليل اللغة، وأعني بها : كيفية تفاعل البنية والوظيفة، وهذا السؤال يستثير – من جملة ما يستثير- قضية معرفة ما هي العلاقة القائمة بين مختلف أنماط الأفعال الإنشائية والصيغ التركيبية التي تحقق فيها هذه الأفعال في مختلف اللغات الطبيعية". (1982، ص217)

الهـــــــــوامــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــش
(1) يتكوّن نادي فينا من فلاسفة ومناطقة ورياضيين ، وقد سعوا إلى ابتكار لغة (لغة واصفة métalangue) مشتركة لكل المجالات العلمية تسمح بإجراء تحليل صارم. وقد قادهم هذا المسعى إلى النظر في اللغة- الموضوع قبل كل شيء ذلك أن فيتجنشتاين كان يرى بأن الاستعمال هو الذي يوفر معنى القول وقبيل الحرب العالمية الثانية غادر أعضاء هذا النادي بلادهم واستقروا في الولايات المتحدة الأمريكية. وقد وضع هذا النادي التجريبية المنطقية empirisme logique التي تقوم فكرتها الأساسية على قصر المشاكل والقضايا الفلسفية على دراسة صور الجمل المنطقية.
(2) لا يمكننا التحدث ههنا عن توجّه حقيقي للسانيات التداولية بألمانيا الديمقراطية، قام ج. كلوس بإدراج مكوّن " العمل" بعد استلهامه لتصور موريس. وحسب هذا التوجه الماركسي فإن للدليل أربع علاقات (انظر شيلين- لانج، ص 51)
الأدلة الأخرى تمثيل المعنى المقدر/
المعنى المحصل

الدليـــــــــــل

الناس (المجتمع)
كجزء من العالم الموضوع

يدعو كلوس إلى دراسة العوامل الموضوعية (الأولية) للمجتمع وكذا آثاره التي تعكس على الوعي.
(3) كثيراً ما يميل الناس إلى الخلط بين اللسانيات التداولية Pragmatique ومذهب الذرائعية Pragmatisme، تلح الذرائعية على المكوّن العملي والفاعل للإنسان بقصد بلوغ المعرفة، والمعرفة أداة عمل، ولعمل بدوره يصبح غاية المعرفة. وقد انتقد كلوس هذا التصور الذي يؤسس مبادئ الحقيقة والأخلاق
على مصالح الفرد والزمرة الاجتماعية ويرفض تطبيقه في الحياة العملية وتسخيره المفرط من قبل الامبريالية الأمريكية. (انظر كتابهMarxistisch-lenistisches Worterbuck ، ص82)، ويقول وليام جيمس: "الصحيح juste يكمن فيما هو حقيقي بالنسبة إلى سلوكنا".
(4) القياس الأرسطي syllogism طريقة في التفكير مشفوعة باستنتاج وعلم القياس Syllongistique جزء من المنطق الصوري. فبالانطلاق من قضية كبرى وأخرى صغرى نخلص إلى نتيجة :
كل إنسان فانٍ (قضية كبرى)
أنت إنسان (قضية صغرى)
إذن أنت فانٍ ( نتيــــــــــــــــــجة)
(5) انظر مقال ك. كليمان C. Clément المركزة حول الفيلسوف والرياضي لايبنيتز في الموسوعة العالمية. المدونة 10، 1985، ص 1085- 1091).
(6) انظر ف. ريكاناتي: طالع بوجه خاص التمهيد والمقدمة والفصل الذي عنوانه: Le représentationnalisme ضمن كتابه : La transparence et I'énonciation .
(7) ذكر من قبل برونروث ص 33.
(8) تأويل خطاطي. قدم شلين-لانج خطاطة للسيرورة السيميائية حسب بيرس وموريس، ص 45:

2 1 3
دلالة اللفظ البعد التركيبي مسؤول الدليل


ي
(9) ويمكن رد تصور دي سوسير إلى أربعة أوجه أساسية: اللسان، الكلام، الوجهة الآنية، الوجهة الزمانية، اللفظ ، المحتوى، العلاقات التركيبية، العلاقات الاستبدالية. أما فيما يتعلق بالوجه الأخير، فإن العلاقة التركيبية تعني أن الكلمات ليست معزولة، بل إنها ذوات علاقات فيما بينها: الأبنية الصرفية في الوحدات المعجمية والوحدات المعجمية داخل الجمل ... أما فيما يتعلق بالمثل paradigms فإنه يمكن القول بأنها تتوفر على عدة أشكال:
- مجموعة كلمات ذوات قرابة (الوجه الصوري): ربّي، يربّي، إعادة تربية ..
- كلمات ذوات معنى واحد مثابة: تربية تعليم، تكوين.
- اللواحق / السوابق (الوجه الصوري):
- نفس البناء (الوجه الصوري):
(10) انظر كيربرات اوريكيني، التمهيد ، ص 8-9.
(11) يترجم مفهوم speechakt " "، "spprechakt" بلفظ " فعل الكلام" و" acted de parol أو acte de langage بــــــ " الفعل اللغوي"
(12) يذهب برونورث إلى أن بوهلر هو أول من استعمل مفهوم "فعل الكلام" ويبدو أن المنظرين الألمان المعاصرين قد ترجموه إلى الإنجليزية . ويرى برونورث أن جهل تصور بوهلر سببه الثورة السبارتاكية (1918/1919) وحاجة مثقفي البرجوازية إلى خنق كل إرادة أممية بروليتارية.
(13) انظر الهامش 1 حول نادي فينا.
(14) المثال مأخوذ م كتاب " La transparence et …" لـــــ: ريكاناتي. انظر كذلك سورل: "Sens et expression".
(15) " ألعاب اللغة هي بالنسبة لفيتجنشتاين " شكل من أشكال الحياة" ويوجد عدد غير محدود منها، هذا ويتعين على الفلسفة إلقاء الضوء على دلالات الألعاب لأنه مفهوم أساسي:
"63"-إذا قمنا بتمثيل الظواهر بغير ما هي عليه فإن بعض الألعاب تفقد أهميتها في حين تغتني الألعاب الأخرى ، وهكذا يتغير استعمال الرصيد اللغوي شيئا فشيئا.
إذا تغيرت الألعاب اللغوية فإن المفاهيم تتغير هي الأخرى وبتغير المفاهيم تتغير دلالات الكلمات" (1976 ص34).
(16) لن ندخل في الجدال الشائك حول المعنى المحصل sens والمعنى المقدر significa وسنعتبر المعنى المحصل من مشمولات اللغة والمعنى المقدر المعنى المتحقق في صلب الخطاب.
(17) مثال ذلك: "لاعب التنس" : يمكن تنويعه بشكل غير محدود. فليس ثمة كيفية واحدة لمقود السيارة ولا توجد كيفية واحدة لتسجيل الهدف أو لرمي الكرة الحديدية .

(18) انظر المقالة Performatifa-constatifs" ضمن كتابه La philosophie analytique منشورات Minuil باريس 1958 .
(19) إن مفهوم الفعل التأثيري perlocutif أو perlocutionnaire محل مناقشة وجدل. إن الأفعال التأثيرية بالنسبة لسورل هي الآثار والنتائج، من ذلم مثلاً: أزرى يزري discréditte وهدَّد يهدّد. أمّا بالنسبة إلى ج.بيك (1980، ص20-21) فإنه يوجد أفعال ذات معانٍ متعددة: إنجازية – تأثيرية أخرى مثل: حذّر ، وأفعال تأثيرية أخرى مثل: هدّد.
(20) يستند تصنيف سورل إلى المعيار التالي: العلاقة بين الكلمة والعالم، وهناك معياران إضافيان ثانويان: القصد الإنجازي والحالة النفسية (انظر بالمر Bailmer 1979). أما هابرماس فإنه يعتمد على معايير فلسفية .
(21) سبق أن نبهنا إلى أهمية اللا مباشرة. يرى فندرليش أن التحدث بكيفية غير مباشرة يعني السعي بحكمة وحذر . ذلك أن المتكلم لا يصدع بشيء نهائي بل يتحسس السبيل أثناء البحث عن تحديد العلاقة مع الطرف الآخر، مع إعطاء هذا الأخير فرصة الاختيار لنوع العلاقة التي يريد، كما يهيء لنفسه مخرجاً. وفضلاً عن هذا فهو يسند للا مباشرة وظيفة اجتماعية هامة في المناقشات السياسية والديبلوماسية. (انظر كتابه Linguisticiche pragmatic 1972، ص 11-58).
(22) يريد المتكلم أن يقول على وجه التحديد : " كفوا عن دوس رجلي" .
(23) لنذكر عناوين أخرى:
- Cole, P. Mogen,O. , Syntax and Semantics 3 , Speech Acts, 1975, New York.
- Ehrich, V. ,Saile, G. ,Uber nicht direkte sprecakte, in Wunderliche, Linguistiche pragmatic, Frankfurt, 1972.
- Davison, Alice, Indirecte speech acts and what to do with them. In Cole/MorGan, 1985, p. 143-185.
- Gordon, D. ,Lakof ,G. , Conversational postulates, in Papers from the 7th Regional Meeting of the Chicago Linguistic .
(24) انظر:
- Gordon, D. ,Lakof ,G. , Conversational postulates, in Papers from the 7th Regional Meeting of the Chicago Linguistic Society, 1971, pp.63-84.
(25) النص الإنجليزي هو كالتالي:
" Make your contribution as informative as is required..
" Do not make your contribution more informative than is required"
"Try to make your contribution one that is true."
"Be relevant".
" Be perspicuous" ;avoid obscurity of expression"
" Avoid ambiguity".
" Be brief" ; " be ordely";
(26) هناك ثلاثة كتب نلفي فيها بيبلوغرافيا وافية حول الافتراضات المسبقة:
- Ducrot , O; "Présupposeés et sous-entendus" , in Langages, nº 4 , 1969, pp, 30-43.
- Petofi, J, Franck, D, " Presuppositionenen", in Philosophie und Linguistik, 1973, Frankfurt;
- Morgon, J "On the trestment of presupposition in transformational Grammar", in Papersfrom the 5th Regional Meeti Chicago Linguistic Society, 1969, pp. 167-177.
(27) هذه وجهة نظر Stalnaker الذي يميز الافتراض المسبق الدلالي والافتراض المسبق التداولي. الافتراض المسبق التداولي عبارة عن سلوك إسنادي أما الافتراض المسبق الدلالي فيحدد العلاقات الدلالية بين القضايا (الجمل)
الجملة ج : اغلق الباب
تفترض:
الجملة ك : الباب مفتوح
إذا كانت فقط ذات وجود ضروري وذلك لوجود ج أو عدم وجودها (لا تغلق الباب). انظر لوفنوفسكي ص 592.
(28) انظر دراسة هابرماس النقدية لنظرية " العقل" عند هيجل ضمن كتابه: Ideologie , technic und wissenscha 1978، ص 13.
(29) المرجع السابق، ص62- 63.
(30) النشاط التبليغي في نظر هابرماس مساو للتفاعل. إن صلاحية المعايير الاجتماعية مبنية على تبادل المقاصد بين المشاركين، ولا يتحقق الفهم الدائم إلا في جوّ من الثقة المتبادلة واحترام الواجبات المتعارف عليها. ( المرجع السابق، ص 62- 63).
(31) أثناء النشاط التقني، نجد أنفسنا قواعد تقنية لا بإزاء معايير اجتماعية وهنا يطرح مشكل التكوين والتأهيل بقصد بلوغ الأهداف (المرجع المذكور ص64).
(32) يحدد فاتزلافيك وغيره (انظر كتابهم المترجم إلى الفرنسية تحت عنوان: Une ligique de la communication ، 1989، ص 57- 64) التبليغ القياسي analogique كالتالي: " هو التبليغ غير اللغوي" (الذي يتمّ بوسائل غير لغوية). أما بالنسبة لشرح التبليغ الموسوم بـــــ" digitale" " فإنهم يعتمدون صبغة الدليل الاعتباطية . ويحدده لوفندوفسكي (الجزء الأول ص 152) بوصفه تبليغاً إنسانياً مشتركاً وفكرياً يتمّ بفصله نقل المعرفة المجردة والمعقدة.
(33) انظر عمل ف. هولي Holly : imagearbiten 1979.
(34) انظر مقالة أرمانقو: " dialogue" ضمن الموسوعة العالمية المدونة 6، ص 84-85، حيث يذكر ف.جاك.
(35) انظر المقالة التي عنوانها: La portel ou l'irruption de la pragmatique en didactique des langues, CLE InterN. 1980.
(36) يستخدم كذلك مصطلح " الإطار التبليغي " cadre communicatif يميز دوبوا وغيره Dictionnare de didactique des langues ص 120 ) بين السياق الاجتماعي والسياق المقامي . السياق الاجتماعي هو مجموع الشروط الاجتماعية التي بدراسة بدراسة العلاقات بين السلوكات الاجتماعية والسلوك اللغوي. أما السياق المقامي فهو مساو لـــــ: " المعطيات التي يشترك فيها كل من المرسل والمستمع حول المقام الثقافي والنفسي والخبرات والمعارف ."
(37) ف. فال: " Sprache, Sprechtatigk" 1978.
(38) مفهوم الملكة التبليغية مفهوم رائج جدا. ويبدو أن أول من وظفه هو د.هايمس Hymes.
بيد أن هابرماس قد اعتمده هو الآخر في ذات الوقت ... والملكة التبليغية
هي القدرة على استعمال اللغة سواء من حيث المعارف
النحوية أو من حيث إنجاز أفعال الكلام بحيث تكون ملائمة للسياق الاجتماعي والمقامي (لوفندوفسكي ، ج1، ص 334).
(39) كارناب (انظر نادي فينا) يرى بأن اللسانيات التداولية هي :
" the basis for all of linguistics … In this way, descriptive semantics and syntax arestrictiy speaking parts of pragmatics"
(ذكر هذا القول شلين-لانج، 1973، ص31).
(40) " La pragmatique" العدد 42، مايو 1970، دار لاروس.
(41) ف. جاك " La pragmatique" ضمن الموسوعة العالمية المدونة 15، 1985.
(42) Raash, A, " Die Rolle der pragmalinguistick in Fremd sprache nunterricht" in Beitrage zu der Sommerkursen, Goethe- Institut, Munchen, 1973.
-Grunig, B, " Piéges et illusionsde la pragmalinguistique, Modéles de communication, 1, 2.
(43) Abbou, a, Approche méthodologique des échanges langagiers, in Etudes de Linguistique Appliquée, nº37, 1980.
(44) André Abbou, Approche méthodologique des échanges langagiers, in E. L. A, n&37, 1980.
(45) محاولة تطبيق أفعال الكلام في تدريس الألمانية والعربية (الجيلالي دلاش ، دكتوراه الدور الثالث، باريس – السوربون 4، 1983).
(46) Ader, D, et al. , Sprechakte als unterrichts gegenstand ein Vorschlag fur die Sekundarstufe, Linguistiche Berichte 30, Braunschweig, 1974, p.77.
(47) نجد هذه الخطوط البارزة القوية في العديد من الأعمال والمشاريع نذكر على سبيل المثال: كوست Coste وغيره، " Niveau-Seuil" ستراسبورغ 1976.

تحياتى للجميع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحلام لسانية
مشرف عام
مشرف عام
أحلام لسانية

القيمة الأصلية

البلد :
السعودية

عدد المساهمات :
1314

نقاط :
1860

تاريخ التسجيل :
24/05/2010

المهنة :
أستاذة


مدخل الى اللسانيات التداولية / ترجمة محمد يحياتن  Empty
مُساهمةموضوع: رد: مدخل الى اللسانيات التداولية / ترجمة محمد يحياتن    مدخل الى اللسانيات التداولية / ترجمة محمد يحياتن  I_icon_minitime2012-07-15, 12:36

مدخل الى اللسانيات التداولية / ترجمة محمد يحياتن  637181
مدخل الى اللسانيات التداولية / ترجمة محمد يحياتن  445779
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

مدخل الى اللسانيات التداولية / ترجمة محمد يحياتن

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» أريد المساعدة
» جون سرفوني: اللسانيات والتداولية , ترجمة: ترجمة: حمو الحاج ذهبية
» مدخل إلى التداولية
» مدخل إلى اللسانيات التداولية : الجيلالي دلاش..
» الحوار وخصائص التفاعل التواصلي: دراسة في اللسانيات التداولية محمد نظيف2010 ـ

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين  ::  اللسانيات النظرية :: علم الدلالة والتخاطب (التداولية)-
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتديات تخاطب: ملتقى الفلاسفة واللسانيين واللغويين والأدباء والمثقفين على موقع حفض الصفحات
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم


مدخل الى اللسانيات التداولية / ترجمة محمد يحياتن  561574572

فانضموا إليها

Computer Hope
انضم للمعجبين بالمنتدى منذ 28/11/2012
سحابة الكلمات الدلالية
قواعد اللغة العربية كتاب محمد ظاهرة الحذف الخطاب مدخل المعاصر البخاري النحو مبادئ موقاي بلال ننجز اللسانيات العربي الأشياء النص على اسماعيل النقد التداولية مجلة الخيام


حقوق النشر محفوظة لمنتديات تخاطب
المشاركون في منتديات تخاطب وحدهم مسؤولون عن منشوراتهم ولا تتحمل الإدارة ولا المشرفون أي مسؤولية قانونية أوأخلاقية عما ينشر فيها

Powered by phpBB© 2010

©phpBB | انشاء منتدى | منتدى مجاني للدعم و المساعدة | التبليغ عن محتوى مخالف | آخر المواضيع